تويت
رافايلو (جماعه ماقبل)
Pre-Raphaelite Brotherhood - Préraphaélisme
رافايلو (جماعة ما قبل ـ)
جماعة ما قبل رافايلو préraphaélite رابطة من المصورين والشعراء والنقاد الإنكليز، أُلِّفت في القرن التاسع عشر لمواجهة المادية الفيكتورية وما تعارف عليه الاصطلاحيون الاتباعيون المحدثون néoclassiques وفنونهم الأكاديمية académique. فبدافع من إعجاب هذه الرابطة بالفنان الإيطالي رافايلو[ر]، وبالناصريين Nazaréens نسبة إلى الناصرة، وهم جماعة من الفنانين الألمان الذين أحدثوا في روما سنة 1810 رابطة (الأخوية) بغية العودة بالفن المسيحي إلى أصوله وصفائه في القرون الوسطى، راح أعضاء جماعة ما قبل رافايلو يبحثون في الفنون الإيطالية البدائية عن مناهل جديدة ينهلون منها، وينادون بالعودة إلى الطبيعة.
أُسست الجماعة في عام 1848 ممثلة بالمصور والشاعر دانتي غابرييل روسيتي Dante Gabriel Rossetti، وأخيه وليام ميخائيل William Michael، الناقد الفني ولسان حال الحركة، وأحد أعضاء الرابطة التي ضمت أيضاً المصورين جون إيفريت ميليس John Everett Millais، ووليام هونت William Holman Hunt، والناقد الفني فريدريك جورج ستيفنز Frederick George Stephens والمصور جيمس كولينسون James Collinson، والنحات الشاعر توماس وولنر Thomas Woolner. كان من أهداف هذه الجماعة، كما حددها هونت في وقت لاحق، المهارة في التعبير، ودراسة الطبيعة دراسة مباشرة من دون تقيد بالقواعد الأكاديمية المتعلقة بالضوء والتكوين composition، وترجمة الأحداث والوقائع ترجمة صادقة غير خاضعة لخطة نظرية. أما بالنسبة إلى الأسلوب فقد سعى فنانو الجماعة إلى ابتكار آثار فنية دقيقة في واقعيتها وزاهية بألوانها مع الحرص على أن تكون مظاهر الطبيعة إطاراً للمواضيع المذهبية الأخلاقية التي تنادي بأن للأخلاق قيمة مطلقة تبعث على التقوى.
تميزت الحركة، إبان مسيرتها، بمراحل ثلاث:
1- تخلي أعضاء الجماعة عن تصوير المشاهد اليومية والتاريخية محط اهتمام معاصريهم، واتجاههم نحو تصوير المشاهد المستوحاة من المواضيع الدينية، مما يدل على هيمنة أفكار القرون الوسطى واعتمادهم لها مرجعاً هاماً لأعمالهم الفنية، فوسمت نتاجهم الفني بميسم إنساني واقعي، وأضفت أهمية كبيرة على التفاصيل، والتكوين الصارم، والألوان الزاهية التي تذكر بألوان التصوير الجداري (الفريسك)، وبالغوا في ذلك إلى حد دفع النقاد إلى اتهامهم بالسطحية والتصنع والتكلف العاطفي.
2- بالتوازي مع هذه الجماعة (الأخوية - confrérie) أُلفت جماعة أخرى كان من أهم أعضائها وولتر ديفيرل Walter Deverell، فدخلت الحركة عند ذلك المرحلة الطبيعية، وراح أعضاؤها يرسمون في الهواء الطلق، ويسعون إلى تجسيد إشراق الطبيعة وصفائها، ويقدمون في الوقت نفسه مواضيع أكثر عصرية. وقد ميزت هذه المرحلة ثلاث لوحات: «أوفيليا» لميليس، و«الراعي المأجور» لهونت، و«الحملان الصغيرة الجميلة» لبراون Brown.
3 - في المرحلة الثالثة تشتتت الجماعة، وراح كل فرد من أفرادها يصور بأسلوبه الذاتي الخاص به، ويتّبع أغراضه الذاتية المختلفة. فاتجه ميليس نحو تصوير المشاهد اليومية المألوفة، وتوصل إلى ابتكار لوحات وازن فيها بين مثالية ما قبل رافايلو والحياة المعاصرة. أما هونت الذي غدا رئيساً للأكاديمية الملكية، فقد رحل إلى فلسطين، وتابع تجاربه في التلوين وسيلته في ذلك تقانة ما قبل رافايلو، مركزاً اهتمامه على المواضيع التي تعكس حالة روحه، وقد اتسم فنه بالنضج والعزلة، في حين ازداد روسيتي ارتباطاً بمواضيع القرون الوسطى وأساليبها الفنية مانحاً آثاره صبغة صوفية عميقة.
كان للجماعة تلاميذ كثر، منهم المصور والمصمم إدوارد كولي بورن - جونز Edward Coley Burne-Jones، والشاعر والفنان وليام موريس William Morris، وكان جون روسكين John Ruskin من أكثر المدافعين عن الحركة حماسة. ومن بين أشهر لوحات الحركة: «دكان النجار» لميليس، و«زواج القديس جورج والأميرة صابرا» لروسيتي.
ومن الممكن، فيما يتعلق بالأدب، عدّ آثار الجماعة الأدبية بمثابة عودة إلى الحركة الإبداعية mouvement romantique، وارتباط أعضائها بالمواضيع الدينية والتاريخية من جهة، وبالنقد الاجتماعي من جهة ثانية. ومع عودة الحركة إلى القرون الوسطى تشابهت بالحركة الأكسفوردية للكنيسة الأنغليكانية وبالنهضة الغوطية التي حمل لواءها المهندس الإنكليزي أ. و. ن. بوجن A.W.N. Pugin. وفي غضون أشهر معدودة من عام 1850 أصدر أعضاء الجماعة دورية بعنوان «الجرثوم» وفيها نشرت أعمال روسيتي الأدبية الأولى.
طارق الشريف
Pre-Raphaelite Brotherhood - Préraphaélisme
رافايلو (جماعة ما قبل ـ)
جماعة ما قبل رافايلو préraphaélite رابطة من المصورين والشعراء والنقاد الإنكليز، أُلِّفت في القرن التاسع عشر لمواجهة المادية الفيكتورية وما تعارف عليه الاصطلاحيون الاتباعيون المحدثون néoclassiques وفنونهم الأكاديمية académique. فبدافع من إعجاب هذه الرابطة بالفنان الإيطالي رافايلو[ر]، وبالناصريين Nazaréens نسبة إلى الناصرة، وهم جماعة من الفنانين الألمان الذين أحدثوا في روما سنة 1810 رابطة (الأخوية) بغية العودة بالفن المسيحي إلى أصوله وصفائه في القرون الوسطى، راح أعضاء جماعة ما قبل رافايلو يبحثون في الفنون الإيطالية البدائية عن مناهل جديدة ينهلون منها، وينادون بالعودة إلى الطبيعة.
أُسست الجماعة في عام 1848 ممثلة بالمصور والشاعر دانتي غابرييل روسيتي Dante Gabriel Rossetti، وأخيه وليام ميخائيل William Michael، الناقد الفني ولسان حال الحركة، وأحد أعضاء الرابطة التي ضمت أيضاً المصورين جون إيفريت ميليس John Everett Millais، ووليام هونت William Holman Hunt، والناقد الفني فريدريك جورج ستيفنز Frederick George Stephens والمصور جيمس كولينسون James Collinson، والنحات الشاعر توماس وولنر Thomas Woolner. كان من أهداف هذه الجماعة، كما حددها هونت في وقت لاحق، المهارة في التعبير، ودراسة الطبيعة دراسة مباشرة من دون تقيد بالقواعد الأكاديمية المتعلقة بالضوء والتكوين composition، وترجمة الأحداث والوقائع ترجمة صادقة غير خاضعة لخطة نظرية. أما بالنسبة إلى الأسلوب فقد سعى فنانو الجماعة إلى ابتكار آثار فنية دقيقة في واقعيتها وزاهية بألوانها مع الحرص على أن تكون مظاهر الطبيعة إطاراً للمواضيع المذهبية الأخلاقية التي تنادي بأن للأخلاق قيمة مطلقة تبعث على التقوى.
تميزت الحركة، إبان مسيرتها، بمراحل ثلاث:
1- تخلي أعضاء الجماعة عن تصوير المشاهد اليومية والتاريخية محط اهتمام معاصريهم، واتجاههم نحو تصوير المشاهد المستوحاة من المواضيع الدينية، مما يدل على هيمنة أفكار القرون الوسطى واعتمادهم لها مرجعاً هاماً لأعمالهم الفنية، فوسمت نتاجهم الفني بميسم إنساني واقعي، وأضفت أهمية كبيرة على التفاصيل، والتكوين الصارم، والألوان الزاهية التي تذكر بألوان التصوير الجداري (الفريسك)، وبالغوا في ذلك إلى حد دفع النقاد إلى اتهامهم بالسطحية والتصنع والتكلف العاطفي.
 |
| جون إيفريت ميليس: «أوفيليا» |
3 - في المرحلة الثالثة تشتتت الجماعة، وراح كل فرد من أفرادها يصور بأسلوبه الذاتي الخاص به، ويتّبع أغراضه الذاتية المختلفة. فاتجه ميليس نحو تصوير المشاهد اليومية المألوفة، وتوصل إلى ابتكار لوحات وازن فيها بين مثالية ما قبل رافايلو والحياة المعاصرة. أما هونت الذي غدا رئيساً للأكاديمية الملكية، فقد رحل إلى فلسطين، وتابع تجاربه في التلوين وسيلته في ذلك تقانة ما قبل رافايلو، مركزاً اهتمامه على المواضيع التي تعكس حالة روحه، وقد اتسم فنه بالنضج والعزلة، في حين ازداد روسيتي ارتباطاً بمواضيع القرون الوسطى وأساليبها الفنية مانحاً آثاره صبغة صوفية عميقة.
كان للجماعة تلاميذ كثر، منهم المصور والمصمم إدوارد كولي بورن - جونز Edward Coley Burne-Jones، والشاعر والفنان وليام موريس William Morris، وكان جون روسكين John Ruskin من أكثر المدافعين عن الحركة حماسة. ومن بين أشهر لوحات الحركة: «دكان النجار» لميليس، و«زواج القديس جورج والأميرة صابرا» لروسيتي.
ومن الممكن، فيما يتعلق بالأدب، عدّ آثار الجماعة الأدبية بمثابة عودة إلى الحركة الإبداعية mouvement romantique، وارتباط أعضائها بالمواضيع الدينية والتاريخية من جهة، وبالنقد الاجتماعي من جهة ثانية. ومع عودة الحركة إلى القرون الوسطى تشابهت بالحركة الأكسفوردية للكنيسة الأنغليكانية وبالنهضة الغوطية التي حمل لواءها المهندس الإنكليزي أ. و. ن. بوجن A.W.N. Pugin. وفي غضون أشهر معدودة من عام 1850 أصدر أعضاء الجماعة دورية بعنوان «الجرثوم» وفيها نشرت أعمال روسيتي الأدبية الأولى.
طارق الشريف