الشعيَّات (شقائق البحر)
الشعِّيات Actiniaria رتبة من الحيوانات الزهرية Anthozoa، شعبة معائيات الجوفCoelenterata أو اللاسعات Cnidaria وهي حيوانات عالمية الانتشار تكثر في المياه الدافئة، لكن ينتشر بعضها في المياه الباردة، ففي بريطانيا وحدها، مثلاً، يوجد نحو 39 نوعاً. وهي تعيش متثبتة على الصخور أو الأعشاب البحرية، ويستطيع بعضُها أن يندس في الطين، وتتمكَّن بعض أنواع الفصيلةMyniadidae الاستوائية من الطفو بسبب تَحَوُّل قرصها القاعدي إلى طوّافات.
تضم الشعيات حيوانات بحرية تعيش على الشواطيء الصخرية، أبرزها شقّار البحرsea anemone (أو شقائق البحر لأنه يشبه شقائق النُّعمان) المكون من كأس متوج بقرص فموي تحف به مجموعة من اللوامس التي تعطي الحيوان منظر الزهرة (الشكل ـ1). تحمل هذه اللوامس عناصر خلوية دفاعية، تسمى الأكياس الخيطيةnematocysts، يُطلقها الحيوان إما دفاعاً عن نفسه وإما لالتقاط فرائسه التي يخدِّرها أو يقتلها بسائل تطلقه هذه الأكياس (الشكل ـ2)،
يوجهها الحيوان بوساطة لوامسه المتعددة المنتشرة على القرص، نحو فمه، الذي يكون على هيئة شق صغير موجود في مركز القرص الفموي. يبدو شقّار البحر بألوانه الزاهية وكأنه نبتة، إذ يكون أزرق أو أحمر أو وردي اللون، وقد يكون خليطاً من عدة ألوان. ويستطيع شقار البحر التحرك ببطء زاحفاً على الصخور أو الأعشاب البحرية مستعيناً بقرصه القاعدي.
أكثر ما يميز هذه الحيوانات الانخماص الفموي، الذي يسمى أحياناً البلعوم، ويحمل في طرفه ميزابة مهدَّبة توِّلد تياراً مائياً يتجه دائماً نحو جوف الحيوان مؤمناً بذلك مدداً دائماً من الماء يحمل الأكسجين اللازم للحيوان والمعلَّقات الغذائية التي يتغذى بها إضافة إلى ما يصطاده بأكياسه الخيطية ولوامسه من أسماك ولافقاريات صغيرة أخرى.
يتألف جوف الحيوان من ست غرف شعاعية، تقع بين الانخماص الفموي وجدار الجسم (الشكل 3)، تنفتح كلها على جوف مركزي مشترك. يفصل هذه الغرف بعضها عن بعضها الآخر ستة أشفاع من الحواجز الشاقولية، تدعى الحواجز المعويةmesenteries، تحوي منافذ ينتقل عبرها الماء من حجرة إلى أخرى. إضافة إلى هذه الحواجز العمودية تبرز من جدار الجسم باتجاه مركز الحجرات، حواجز أصغر لا تصل إلى الانخماص الفموي، تدعى الحواجز الثانوية. وهناك حواجز ثالثية ورابعية تقع بين الحواجز الأولية والثانوية. تنتهي هذه الحواجز، من ناحية جوف الحيوان، بمجموعات من الأكياس الخيطية اللاسعة والخلايا الغدِّية، تسهم في اقتناص الفرائس وهضم الغذاء. كما تمثل هذه الحواجز مساحة واسعة يسهل التبادل الغازي عبرها.
تكاثرها
الحيوان منفصل الجنس، وتقع المناسل بجوار حواف الحواجز المعوية، وتُطْرَح البيوض أو النطاف في الجوف المعوي، وتخرج عبر الفم ليتم الإلقاح في الخارج، في ماء البحر، وقد يحدث الإلقاح أيضاً داخل الجوف المعوي للحيوان. وينتج من البيوض الملقحة يرقات صغيرة تسمى البلانولاplanula، تتحوَّل إلى حيوانات صغيرة مهدَّبة سابحة، يبدأ البلعوم والحواجز المعوية بالظهور فيها. ثم لا تلبث هذه أن تستقر وتتثبت على مرتكز تتابع عليه تحوّلها إلى حيوانات عادية. وإذا حدث إلقاح داخلي يتابع الصغير تطوّره داخل جوف الحيوان الأم، ليتحرر فيما بعد في ماء البحر.
وقد يتكاثر شقّار البحر لاجنسياً، وأكثر أشكال ذلك انشطارُ الحيوان طولياً. وقد تُوَلِّد قطعة من القرص القاعدي للحيوان حيواناً جديداً، لكن سحق بعض العناصر الخلوية من قرصه القاعدي قد يولد أيضاً فرداً جديداً.
حسن حلمي خاروف
الشكل (1) مجموعة من شقار البجر |
تضم الشعيات حيوانات بحرية تعيش على الشواطيء الصخرية، أبرزها شقّار البحرsea anemone (أو شقائق البحر لأنه يشبه شقائق النُّعمان) المكون من كأس متوج بقرص فموي تحف به مجموعة من اللوامس التي تعطي الحيوان منظر الزهرة (الشكل ـ1). تحمل هذه اللوامس عناصر خلوية دفاعية، تسمى الأكياس الخيطيةnematocysts، يُطلقها الحيوان إما دفاعاً عن نفسه وإما لالتقاط فرائسه التي يخدِّرها أو يقتلها بسائل تطلقه هذه الأكياس (الشكل ـ2)،
الشكل (2) الأكياس الخيطية في حالتي الهجوع (أ) والانطلاق (ب) |
أكثر ما يميز هذه الحيوانات الانخماص الفموي، الذي يسمى أحياناً البلعوم، ويحمل في طرفه ميزابة مهدَّبة توِّلد تياراً مائياً يتجه دائماً نحو جوف الحيوان مؤمناً بذلك مدداً دائماً من الماء يحمل الأكسجين اللازم للحيوان والمعلَّقات الغذائية التي يتغذى بها إضافة إلى ما يصطاده بأكياسه الخيطية ولوامسه من أسماك ولافقاريات صغيرة أخرى.
يتألف جوف الحيوان من ست غرف شعاعية، تقع بين الانخماص الفموي وجدار الجسم (الشكل 3)، تنفتح كلها على جوف مركزي مشترك. يفصل هذه الغرف بعضها عن بعضها الآخر ستة أشفاع من الحواجز الشاقولية، تدعى الحواجز المعويةmesenteries، تحوي منافذ ينتقل عبرها الماء من حجرة إلى أخرى. إضافة إلى هذه الحواجز العمودية تبرز من جدار الجسم باتجاه مركز الحجرات، حواجز أصغر لا تصل إلى الانخماص الفموي، تدعى الحواجز الثانوية. وهناك حواجز ثالثية ورابعية تقع بين الحواجز الأولية والثانوية. تنتهي هذه الحواجز، من ناحية جوف الحيوان، بمجموعات من الأكياس الخيطية اللاسعة والخلايا الغدِّية، تسهم في اقتناص الفرائس وهضم الغذاء. كما تمثل هذه الحواجز مساحة واسعة يسهل التبادل الغازي عبرها.
الشكل (3) أ- مقطع ثلاثي الأبعاد في شقار البحر بيبين الحواجز المعوية ب - مقطع عرضي في مستوى البلعوم جـ - مقطع عرضي أسفل البلعوم |
الحيوان منفصل الجنس، وتقع المناسل بجوار حواف الحواجز المعوية، وتُطْرَح البيوض أو النطاف في الجوف المعوي، وتخرج عبر الفم ليتم الإلقاح في الخارج، في ماء البحر، وقد يحدث الإلقاح أيضاً داخل الجوف المعوي للحيوان. وينتج من البيوض الملقحة يرقات صغيرة تسمى البلانولاplanula، تتحوَّل إلى حيوانات صغيرة مهدَّبة سابحة، يبدأ البلعوم والحواجز المعوية بالظهور فيها. ثم لا تلبث هذه أن تستقر وتتثبت على مرتكز تتابع عليه تحوّلها إلى حيوانات عادية. وإذا حدث إلقاح داخلي يتابع الصغير تطوّره داخل جوف الحيوان الأم، ليتحرر فيما بعد في ماء البحر.
وقد يتكاثر شقّار البحر لاجنسياً، وأكثر أشكال ذلك انشطارُ الحيوان طولياً. وقد تُوَلِّد قطعة من القرص القاعدي للحيوان حيواناً جديداً، لكن سحق بعض العناصر الخلوية من قرصه القاعدي قد يولد أيضاً فرداً جديداً.
حسن حلمي خاروف