تويت
مجموع حيواني
Fauna - Faune
المجموع الحيواني
المجموع الحيواني (أو الفونة) fauna تسمية تطلق على الأحياء الحيوانية الموجودة في منطقة ما من العالم في فترة محددة من الزمن، وهي تقابل المجموع النباتي (أو الأفلورة) flora التي تدل على الأنواع النباتية الموجودة في موقع محدد من العالم وفي فترة زمنية محددة. وهكذا يمكن الحديث عن المجموعات النباتية والحيوانية في حيز جغرافي معين الزمان والمكان. تُجمع الفونة والأفلورة في مصطلح المجموع الحيوي (البيوتا) biota الذي يضم مجموعي النبات والحيوان في موقع من العالم وفي فترة زمنية محددة.
المناطق الفونية الكبرى
تقسم اليابسة من الكرة الأرضية إلى ست مناطق فونية كبرى تمتاز كل واحدة منها بإيواء مجموعات حيوانية خاصة (الشكل 1): المنطقة الشمالية Holarctic، والمنطقة الإثيوبية Ethiopian، والمنطقة الشرقية Oriental، والمنطقة الاستوائية الجديدة Neotropical، والمنطقة الأسترالية Australian، والمنطقة القطبية الجنوبية Antarctic.
1ـ المنطقة الشمالية: تضم بصورة أساسية المنطقة القديمة: أوراسيا Eurasia، والمنطقة الجديدة: أمريكا الشمالية حتى الإقليم السونوري (صحراء سونورا جنوب الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك). كما يتوضع الحد الجنوبي من هذه المنطقة في إفريقيا جنوب المغرب، الذي يتبدل تبعاً للمجموعات الحيوانية. وتضم هذه المنطقة في آسيا شمال شبه الجزيرة العربية وجنوب إيران وشمال الهند والحدود الجنوبية للصين. فقد كانت أوراسيا في حقبة من الحُقُب الجيولوجية على تماس مع المكونات المجاورة، وتمتد حيواناتها أيضاً على الجزء الأكبر من أمريكا الشمالية، وهي تضم أشكالاً مختلفة من المحايي [ر. المحيا] biotopes ذات الشروط كثيرة التبدل، فدرجات الحرارة يمكن أن تنخفض في سـيبيريا حتى ـ70 ْس في الشتاء، وترتفع في شمال الهند أعلى من 50 ْس في الفصل الحار.
2ـ المنطقة الأثيوبية: تضم قارة إفريقيا (عدا شمالها) ومدغشقر والقسم الجنوبي من شبه الجزيرة العربية. وقد ظلت حيواناتها في فترات طويلة جداً في مأمن من أي ورود حيوانات من الخارج. تنوعت أشكال بعض المجموعات الحيوانية، وخاصة الظباء، كثيراً، وامتد توزع الديناصورات في العصر الجوراسي والكريتاسي إلى العالم كله. ولايمكن إيجاد تفسير لذلك إلا ضمن علاقات مستمرة بين القارات على نحو كاف.
3ـ المنطقة الشرقية: تضم شبه الجزر الآسيوية والفيليبين وجزر السند وسيليبس. وقد انفصلت عن المنطقة الشمالية القديمة بفعل التحركات الأرضية التي بدأت في عصر الميوسين وفي عصر البليوسين وارتفعت في أثنائها جبال الهيمالايا. وهي تضم أنواعاً حيوانية مثل الأُسود والفيلة والقرود.
4ـ المنطقة الاستوائية الجديدة: تضم جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية، حيث تتوافر طوال السنة ظروف مناخية مناسبة مثل درجة الحرارة والرطوبة الملائمة لنمو الغابات الاستوائية كغابات الأمازون، وتكثر فيها الأنواع الحيوانية وتتنوع.
5 ـ المنطقة الأسترالية: تضم غينيا الجديدة وأستراليا ونيوزيلندا وكالدونيا الجديدة وجزر المحيط الهادئ. وقد بقيت القارة الأسترالية منعزلة جغرافياً منذ العصر الكريتاسي أي منذ ما يقارب 50 مليون سنة، وتعدّ ثلثا أراضيها صحراوية، والمناطق الأخرى فيها تكون نصف جافة (في الشمال الشرقي) أو رطبة استوائية (في الجنوب الشرقي). تؤوي هذه القارة حيوانات غريبة، وتقدر حيواناتها الحالية من الثدييات بـ 229 نوعاً، منها 119 نوعاً من الجرابيات [ر]، و67 نوعاً من القواضم [ر. القوارض]، و41 نوعاً من الخفافيش [ر] أو مجنحات الأيدي، ونوعين من وحيدات الثقب [ر]. ويعد الكنغر الحيوان الأكثر تميزاً في القارة الأسترالية. يوجد فيها إضافة إلى ذلك أكثر من 500 نوع من الطيور وأكثر من 300 نوع من الزواحف.
6ـ المنطقة القطبية الجنوبية: تضم قارة القطب الجنوبي Antarctica وكيرغولين Kerguelen وسواها، وتحوي العديد من الأنواع مثل فهد البحر وسبع البحر ذي الفراء وطيور الطرسوح البحري.
أقسام الفونة الكبرى
يعتمد تقسيم المجموعات الحيوانية البحرية على أساس يرتكز على الخصائص البيئية للمياه بدل الخصائص الجغرافية. أما المجموعات البرية فيعتمد تقسيمها على الخصائص المميزة للقارات وفيما يأتي المجموعات القارية الكبرى:
1ـ الفونة الأوربية الآسيوية أو الأوراسية: وهي تشترك مع فونة أمريكا الشمالية بسبب الصلات القارية الجيولوجية القديمة. وهي مكونة من:
ـ الشواطئ الأوراسية المعتدلة الممتدة نحو 20000 كيلومتر، منطلقة من شواطئ المحيط المتجمد القطبي المتميز بكثرة الطيور والفقمة والمورس والحيتان وكركدن البحر Narval والبيلوغا Beluga والدب الأبيض. وتنتشر فونة أخرى غربي اسكندنافيا، وهي مكونة من عدد كبير من الطيور في طليعتها البطريق.
ـ التُنْدرا: تؤوي الثعلب القطبي إضافة إلى مجموعة من الطيور والدب الأبيض والفقمة وفيل البحر.
ـ الغابات: تأتي جنوب التندرا مكوَّنة من المخروطيات الأليفة البرودة المعروفة بتشكيلات التايغا tiga المكونة من البيسية picea والأرز والميليز والبتولة والحور الرجراج بالقرب من ضفاف الأنهار. ومن فونة هذه المنطقة الدب الأسمر والعديد من الطيور المرتبطة بالمخروطيات، أمطارها من مرتبة 500 مم.
ـ السهوب steppes: تمتد على مساحات واسعة من أوراسيا: من هنغاريا إلى منغوليا والتيبت. وهي تمتاز بفونة مختلفة، في طليعتها الجمل والغزال وثعلب الصحراء وقط الصحراء ونسر الصحراء وغيرها من الطيور.
ـ الصحاري: تنتشر تحت السهوب التي يصعب فصلها عن بعضها، وهي منتشرة في سورية والسعودية وإيران وأفغانستان وباكستان وشمال غرب الهند.
ـ الجبال: وفي طليعتها الهيملايا التي يقطنها الخروف الأزرق.
ـ آسيا المدارية: ذات المناخ الرطب والحار، وتضم بعض الفصائل الخاصة بهذه المواقع ممثلة بأسماك المياه العذبة.
ـ المنغروڤ mangrove: تضم فونة متخصصة بمواقع المد والجزر.
ـ المستنقعات: وهي مأهولة بالكركدن والجاموس والفيلة والتابيريات Tapirs والتماسيح.
ـ ساڤانا الغابات المفتوحة: وهي تشبه الساڤانا الإفريقية، فيها الأسود والنمور بصورة محدودة، والكلاب البرية والطيور.
ـ الغابة الكبرى: وفيها القردة والفئران والأرانب.
2ـ فونة القارة الإفريقية: برزت القارة الإفريقية منذ نحو 300 مليون سنة مكونة فونة استقر تطورها فترة طويلة من الزمن. فزمر الظباء antilope كثر تنوعها، وظهرت فيها سلالات واسعة من الرئيسات Primata (الشكل 2) والديناصورات التي انقرضت في نهاية العصر الجوراسي ومطلع الكريتاسي بعد أن انتشرت في جميع بقاع الكرة الأرضية. لقد كانت الصفيحة الإفريقية على صلة بالهند والأوراسيا في منطقة البحر المتوسط القديم، كما كانت على صلة بالقارة الأمريكية في نهاية الحقب الثاني حيث فصلت جزيرة مدغشقر عن القارة الإفريقية. وتُعد شبه الجزيرة العربية بالنسبة إلى بعض الزمر الحيوانية إفريقية حيث كانت متصلة بها قبل تشكّلّ البحر الأحمر في البليوسين العلوي. وتعدّ منطقة الشمال الإفريقي منطقة مستقلة من الناحيتين الجيولوجية والبيولوجية عن القارة الإفريقية حتى نهاية الحقب الثالث، فقد ظهرت في الايوسين، واختفت تقريباً بالتمام لتظهر من جديد ملتحمة بالقارة الإفريقية في نهاية الأوليغوسين، فهي متوسطية أكثر من أن تكون إفريقيّة.
ويعكس الغطاء النباتي الإفريقي أو الأُخضورة الإفريقية نوعاً من التناظر البيئي الايكولوجي على جانبي خط الاستواء. فالمنطقة الاستوائية تحتلها كتلتان أبرزهما الكتلة الشرقية، وهي الأكثر أهمية؛ تحتل حوض الكونغو في مستوى خط الاستواء حيث تراوح فيها كمية الأمطار بين 1.5 و3 متر، ودرجة حرارة بين 22 ْس إلى 26 ْس. وتتوضع إلى شمال هذه الغابات وجنوبها الغابات المفتوحة أو النيرة والساڤانات التي تراوح أمطارها بين 0.8 و1.5 متر مع ارتفاع في درجات الحرارة وعدم اختلافات فصلية مميزة. وتنفصل الغابات المفتوحة عن الصحراء الكبرى في الشمال وعن ناميبيا في الجنوب بمنطقة سافانية فقيرة تتوجه نحو الصحراء، تليهما منطقتان متوسطتان (حوض المتوسط في الشمال ومنطقة الكاب في الجنوب).
يصحب هذا التناظر الملاحظ في العالم النباتي تناظر مماثل في الفونة الحيوانية خاصة في الحشرات.
3ـ فونة القارة الأمريكية: تمتد فونة أمريكا الشمالية نحو الغرب، وهي من بعض النواحي، مشابهة للفونة الأوراسية. فحيوانات الشمال الأمريكي مشابهة لحيوانات القارة الأوربية، في حين تختلف تماماً حيوانات المنطقة السونورية الواقعة في الجنوب مشكلة فونة المدار الجديد neotropic التي تُضاف إليها عناصر المنطقة الشمالية التي تحتل جزءاً كبيراً من الولايات المتحدة والمكسيك (الشكل 3). أما أفلورة الشمال الأمريكي فإنها تشكل مجموعة شبه معقدة. ففي الشمال تنتشر التندرا وتليها منطقة المخروطيات، وتنتشر في الجنوب الغربي افلورة صحراوية تلامس في الشرق افلورة البراري، وتحتل حوض المسيسبي إلى الشرق غابات ساقطة الأوراق، كما تحتل شبه جزيرة فلوريدا غابة مخروطيات مميزة.
4ـ فونة القارة الأسترالية: تقطن هذه القارة الصغيرة فونة غريبة مميزة ببعض الأنواع النادرة. فالجرابيات Marsupialia لها دور بارز. وقد ظلت معزولة منذ الكريتاسي أي منذ 50 مليون سنة. ثلثا هذه القارة صحراوي والباقي في الشمال الشرقي شبه جاف semi-arid والجنوب الشرقي مداري.
5 ـ فونة الجزر: تساعد دراسة فونات الجزر على كشف خطوط بعض المسارات التطورية؛ إن تمايز الأنواع إلى أنماط بيولوجية ما كان ليناط عنها اللثام بغياب مثل هذه الدراسات. فبعض الجزر يمكن أن تكون جزءاً من قارة مثل مدغشقر، وبعضها يتشكل نتيجة اندفاعات بركانية مثل جزر الغالاباغوس Galapagos (الشكل 4). والجزر المرجانية تمثل النمط الثالث. فالفونة في الحالة الأولى قارية الأصول، وفي الحالة الثانية والثالثة حديثة المنشأ.
6ـ الفونة البحرية: تضم الفونة البحرية قرابة 190000 نوع تقطن المحيطات، يعيش منها 2000 إلى 3000 نوع على عمق دون 3000 متر. ولا يتجاوز ما يعيش على عمق 7000 متر الـ 200 نوع. ويلاحظ اختلاف هذه الفونات بحسب مواقعها بحيث تختلف الفونات الموجودة في القطب عنها في خط الاستواء.
وبصورة عامة، يُميّز بين نمطين من الحياة البحرية: القاعيات benthos التي تضم الأنواع التي تعيش بالقرب من القاع، والمحيطيات oceanos التي تتألف من الأنواع التي تعيش ضمن عمود الماء في البحار والمحيطات. وتقسم بدورها إلى نمطين: العوالق planktons التي تضم الكائنات الحية المحمولة ضمن عمود الماء؛ والتي لاتملك إمكانية السيطرة على حركتها؛ وتكون مقادة بفعل حركة الماء والتيارات البحرية بصورة سلبية وتُسمى الهوائم، والسوابح pelagos التي يمكنها الحركة والسباحة الحرة ضمن الماء.
تتألف العوالق النباتية phytoplanktons من كائنات حية وحيدة خلية بصفة رئيسية. وتقوم بدور مهم في حياة الحيوانات البحرية بوصفها من الكائنات الحية المنتجة، وتضم العوالق الحيوانية zooplanktons بعض أنماط وحيدات الخلية الحيوانية (هدبيات، سوطيات، شعاعيات، منخربات)، واللاسعات والقشريات والديدان الحلقية والرخويات وشوكيات الجلد وبعض الأسماك.
محمد ماهر قباقيبي
Fauna - Faune
المجموع الحيواني
المجموع الحيواني (أو الفونة) fauna تسمية تطلق على الأحياء الحيوانية الموجودة في منطقة ما من العالم في فترة محددة من الزمن، وهي تقابل المجموع النباتي (أو الأفلورة) flora التي تدل على الأنواع النباتية الموجودة في موقع محدد من العالم وفي فترة زمنية محددة. وهكذا يمكن الحديث عن المجموعات النباتية والحيوانية في حيز جغرافي معين الزمان والمكان. تُجمع الفونة والأفلورة في مصطلح المجموع الحيوي (البيوتا) biota الذي يضم مجموعي النبات والحيوان في موقع من العالم وفي فترة زمنية محددة.
المناطق الفونية الكبرى
تقسم اليابسة من الكرة الأرضية إلى ست مناطق فونية كبرى تمتاز كل واحدة منها بإيواء مجموعات حيوانية خاصة (الشكل 1): المنطقة الشمالية Holarctic، والمنطقة الإثيوبية Ethiopian، والمنطقة الشرقية Oriental، والمنطقة الاستوائية الجديدة Neotropical، والمنطقة الأسترالية Australian، والمنطقة القطبية الجنوبية Antarctic.
 |
| الشكل (1) المناطق الفونية وحدودها القارية |
2ـ المنطقة الأثيوبية: تضم قارة إفريقيا (عدا شمالها) ومدغشقر والقسم الجنوبي من شبه الجزيرة العربية. وقد ظلت حيواناتها في فترات طويلة جداً في مأمن من أي ورود حيوانات من الخارج. تنوعت أشكال بعض المجموعات الحيوانية، وخاصة الظباء، كثيراً، وامتد توزع الديناصورات في العصر الجوراسي والكريتاسي إلى العالم كله. ولايمكن إيجاد تفسير لذلك إلا ضمن علاقات مستمرة بين القارات على نحو كاف.
3ـ المنطقة الشرقية: تضم شبه الجزر الآسيوية والفيليبين وجزر السند وسيليبس. وقد انفصلت عن المنطقة الشمالية القديمة بفعل التحركات الأرضية التي بدأت في عصر الميوسين وفي عصر البليوسين وارتفعت في أثنائها جبال الهيمالايا. وهي تضم أنواعاً حيوانية مثل الأُسود والفيلة والقرود.
4ـ المنطقة الاستوائية الجديدة: تضم جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية، حيث تتوافر طوال السنة ظروف مناخية مناسبة مثل درجة الحرارة والرطوبة الملائمة لنمو الغابات الاستوائية كغابات الأمازون، وتكثر فيها الأنواع الحيوانية وتتنوع.
5 ـ المنطقة الأسترالية: تضم غينيا الجديدة وأستراليا ونيوزيلندا وكالدونيا الجديدة وجزر المحيط الهادئ. وقد بقيت القارة الأسترالية منعزلة جغرافياً منذ العصر الكريتاسي أي منذ ما يقارب 50 مليون سنة، وتعدّ ثلثا أراضيها صحراوية، والمناطق الأخرى فيها تكون نصف جافة (في الشمال الشرقي) أو رطبة استوائية (في الجنوب الشرقي). تؤوي هذه القارة حيوانات غريبة، وتقدر حيواناتها الحالية من الثدييات بـ 229 نوعاً، منها 119 نوعاً من الجرابيات [ر]، و67 نوعاً من القواضم [ر. القوارض]، و41 نوعاً من الخفافيش [ر] أو مجنحات الأيدي، ونوعين من وحيدات الثقب [ر]. ويعد الكنغر الحيوان الأكثر تميزاً في القارة الأسترالية. يوجد فيها إضافة إلى ذلك أكثر من 500 نوع من الطيور وأكثر من 300 نوع من الزواحف.
6ـ المنطقة القطبية الجنوبية: تضم قارة القطب الجنوبي Antarctica وكيرغولين Kerguelen وسواها، وتحوي العديد من الأنواع مثل فهد البحر وسبع البحر ذي الفراء وطيور الطرسوح البحري.
أقسام الفونة الكبرى
يعتمد تقسيم المجموعات الحيوانية البحرية على أساس يرتكز على الخصائص البيئية للمياه بدل الخصائص الجغرافية. أما المجموعات البرية فيعتمد تقسيمها على الخصائص المميزة للقارات وفيما يأتي المجموعات القارية الكبرى:
1ـ الفونة الأوربية الآسيوية أو الأوراسية: وهي تشترك مع فونة أمريكا الشمالية بسبب الصلات القارية الجيولوجية القديمة. وهي مكونة من:
ـ الشواطئ الأوراسية المعتدلة الممتدة نحو 20000 كيلومتر، منطلقة من شواطئ المحيط المتجمد القطبي المتميز بكثرة الطيور والفقمة والمورس والحيتان وكركدن البحر Narval والبيلوغا Beluga والدب الأبيض. وتنتشر فونة أخرى غربي اسكندنافيا، وهي مكونة من عدد كبير من الطيور في طليعتها البطريق.
ـ التُنْدرا: تؤوي الثعلب القطبي إضافة إلى مجموعة من الطيور والدب الأبيض والفقمة وفيل البحر.
ـ الغابات: تأتي جنوب التندرا مكوَّنة من المخروطيات الأليفة البرودة المعروفة بتشكيلات التايغا tiga المكونة من البيسية picea والأرز والميليز والبتولة والحور الرجراج بالقرب من ضفاف الأنهار. ومن فونة هذه المنطقة الدب الأسمر والعديد من الطيور المرتبطة بالمخروطيات، أمطارها من مرتبة 500 مم.
ـ السهوب steppes: تمتد على مساحات واسعة من أوراسيا: من هنغاريا إلى منغوليا والتيبت. وهي تمتاز بفونة مختلفة، في طليعتها الجمل والغزال وثعلب الصحراء وقط الصحراء ونسر الصحراء وغيرها من الطيور.
ـ الصحاري: تنتشر تحت السهوب التي يصعب فصلها عن بعضها، وهي منتشرة في سورية والسعودية وإيران وأفغانستان وباكستان وشمال غرب الهند.
ـ الجبال: وفي طليعتها الهيملايا التي يقطنها الخروف الأزرق.
ـ آسيا المدارية: ذات المناخ الرطب والحار، وتضم بعض الفصائل الخاصة بهذه المواقع ممثلة بأسماك المياه العذبة.
ـ المنغروڤ mangrove: تضم فونة متخصصة بمواقع المد والجزر.
ـ المستنقعات: وهي مأهولة بالكركدن والجاموس والفيلة والتابيريات Tapirs والتماسيح.
ـ ساڤانا الغابات المفتوحة: وهي تشبه الساڤانا الإفريقية، فيها الأسود والنمور بصورة محدودة، والكلاب البرية والطيور.
ـ الغابة الكبرى: وفيها القردة والفئران والأرانب.
 |
| الشكل (2) الليمور Galago alleni ليلي النشاط يعيش في غابات إفريقيا الأستوائية |
ويعكس الغطاء النباتي الإفريقي أو الأُخضورة الإفريقية نوعاً من التناظر البيئي الايكولوجي على جانبي خط الاستواء. فالمنطقة الاستوائية تحتلها كتلتان أبرزهما الكتلة الشرقية، وهي الأكثر أهمية؛ تحتل حوض الكونغو في مستوى خط الاستواء حيث تراوح فيها كمية الأمطار بين 1.5 و3 متر، ودرجة حرارة بين 22 ْس إلى 26 ْس. وتتوضع إلى شمال هذه الغابات وجنوبها الغابات المفتوحة أو النيرة والساڤانات التي تراوح أمطارها بين 0.8 و1.5 متر مع ارتفاع في درجات الحرارة وعدم اختلافات فصلية مميزة. وتنفصل الغابات المفتوحة عن الصحراء الكبرى في الشمال وعن ناميبيا في الجنوب بمنطقة سافانية فقيرة تتوجه نحو الصحراء، تليهما منطقتان متوسطتان (حوض المتوسط في الشمال ومنطقة الكاب في الجنوب).
 |
| الشكل (3) ببغاء البحر Fratercula arctica |
 |
| الشكل (4) الأيغوانا البحرية Amblyrhynchus cristatus ويعيش في جزر الغابلاباغوس |
3ـ فونة القارة الأمريكية: تمتد فونة أمريكا الشمالية نحو الغرب، وهي من بعض النواحي، مشابهة للفونة الأوراسية. فحيوانات الشمال الأمريكي مشابهة لحيوانات القارة الأوربية، في حين تختلف تماماً حيوانات المنطقة السونورية الواقعة في الجنوب مشكلة فونة المدار الجديد neotropic التي تُضاف إليها عناصر المنطقة الشمالية التي تحتل جزءاً كبيراً من الولايات المتحدة والمكسيك (الشكل 3). أما أفلورة الشمال الأمريكي فإنها تشكل مجموعة شبه معقدة. ففي الشمال تنتشر التندرا وتليها منطقة المخروطيات، وتنتشر في الجنوب الغربي افلورة صحراوية تلامس في الشرق افلورة البراري، وتحتل حوض المسيسبي إلى الشرق غابات ساقطة الأوراق، كما تحتل شبه جزيرة فلوريدا غابة مخروطيات مميزة.
4ـ فونة القارة الأسترالية: تقطن هذه القارة الصغيرة فونة غريبة مميزة ببعض الأنواع النادرة. فالجرابيات Marsupialia لها دور بارز. وقد ظلت معزولة منذ الكريتاسي أي منذ 50 مليون سنة. ثلثا هذه القارة صحراوي والباقي في الشمال الشرقي شبه جاف semi-arid والجنوب الشرقي مداري.
5 ـ فونة الجزر: تساعد دراسة فونات الجزر على كشف خطوط بعض المسارات التطورية؛ إن تمايز الأنواع إلى أنماط بيولوجية ما كان ليناط عنها اللثام بغياب مثل هذه الدراسات. فبعض الجزر يمكن أن تكون جزءاً من قارة مثل مدغشقر، وبعضها يتشكل نتيجة اندفاعات بركانية مثل جزر الغالاباغوس Galapagos (الشكل 4). والجزر المرجانية تمثل النمط الثالث. فالفونة في الحالة الأولى قارية الأصول، وفي الحالة الثانية والثالثة حديثة المنشأ.
6ـ الفونة البحرية: تضم الفونة البحرية قرابة 190000 نوع تقطن المحيطات، يعيش منها 2000 إلى 3000 نوع على عمق دون 3000 متر. ولا يتجاوز ما يعيش على عمق 7000 متر الـ 200 نوع. ويلاحظ اختلاف هذه الفونات بحسب مواقعها بحيث تختلف الفونات الموجودة في القطب عنها في خط الاستواء.
وبصورة عامة، يُميّز بين نمطين من الحياة البحرية: القاعيات benthos التي تضم الأنواع التي تعيش بالقرب من القاع، والمحيطيات oceanos التي تتألف من الأنواع التي تعيش ضمن عمود الماء في البحار والمحيطات. وتقسم بدورها إلى نمطين: العوالق planktons التي تضم الكائنات الحية المحمولة ضمن عمود الماء؛ والتي لاتملك إمكانية السيطرة على حركتها؛ وتكون مقادة بفعل حركة الماء والتيارات البحرية بصورة سلبية وتُسمى الهوائم، والسوابح pelagos التي يمكنها الحركة والسباحة الحرة ضمن الماء.
تتألف العوالق النباتية phytoplanktons من كائنات حية وحيدة خلية بصفة رئيسية. وتقوم بدور مهم في حياة الحيوانات البحرية بوصفها من الكائنات الحية المنتجة، وتضم العوالق الحيوانية zooplanktons بعض أنماط وحيدات الخلية الحيوانية (هدبيات، سوطيات، شعاعيات، منخربات)، واللاسعات والقشريات والديدان الحلقية والرخويات وشوكيات الجلد وبعض الأسماك.
محمد ماهر قباقيبي