انسداد طرق الهواء: إنه أشد أنواع الاختناق خطراً، ويتوقف القلب في غضون مدة وجيزة تراوح بين ثلاث وخمس دقائق. وأكثر عوامل الانسداد حدوثاً انسداد البلعوم بقاعدة اللسان في مريض فاقد الوعي أو بالأجسام الغريبة وخاصة السدادات والبالونات وبعض الأطعمة كالحبوب والمكسرات والفواكه (ويذهب ضحية هذا النوع الكثير من الأطفال)، وبالقيء أو الدم أو المفرزات في مريض في حالة سبات، أو بقطع شاش تركت سهواً عقب جراحة داخل الفم، أو جراء تشنج الحنجرة وتشنج القصبات وتوذم الغشاء المخاطي وانسداد الشجرة القصبية بطوفان من المفرزات أو الماء نتيجة انفجار كيس مائي في الرئة أو خراج كبير أو نزف غزير أو نتيجة تخريش وفرط إفرازات ناجمين عن غازات سامة أو أسلحة كيمياوية أو بنتيجة محاولة للانتحار بمركبات الفوسفات العضوية أو تناولها قضاءً وقدراً. ومن هذه العوامل الاختناق غرقاً بماء البحر (المالح) الذي يسبب تشنجاً شديداً في طرق الهواء، أو بالماء العذب الذي يندفع بسرعة من الرئتين إلى الدوران ويسبب انحلال الدم انحلالاً شاملاً.
أما طرائق الإنعاش في حالات الانسداد الحاد بالأجسام الغريبة فكثيرة، منها: طريقة رهز(دسر) البطن abdominal thrust بأمل قذف الجسم الأجنبي إلى الخارج (الشكلان 1و2)، أو خزع الرغامى أو تنظير القصبات في حال وجود الجسم الغريب في الحنجرة أو في أعلى الرغامى أو في إحدى القصبات.
وتبدأ طريقة رهز البطن بضربة قوية على منتصف أعلى الظهر، يعقبها ضغط قوي متقطع على شكل رهز، يطبق على أعلى بطن المصاب.
والهدف من ذلك زيادة الضغط داخل طرق الهواء أسفل مكان الانسداد زيادة حادة انفجارية بأمل أن يقذف ذلك الجسم الغريب إلى الخارج، ويمكن تطبيق ذلك والمريض واقف أو متمدد على الأرض مهما تكن وضعيته (الشكل 1).
أما الأطفال فيجب حملهم في وضعية الاستلقاء الوجهي وثنيهم عند الورك، بحيث يصبح رأس الطفل وصدره أقرب إلى الأرض لتساعد الجاذبية الأرضية على اندفاع الجسم الغريب إلى الخارج بتأثير ضربات متقطعة على أعلى الظهر لفصل الجسم الغريب ودفعه إلى الخارج في حين تضغط اليد الثانية على أعلى البطن ضغطاً متقطعاً (الشكل 2).
وقد يندفع الجسم الغريب في بعض الحالات إلى إحدى القصبتين الرئيستين ومنها إلى قصبة فرعية، وحينئذ يمكن انتزاعه بتنظير القصبات بالتخدير العام أو الموضعي، أما إذا بقي الجسم مستقراً في الحنجرة أو في أعلى الرغامى فلا مناص من خزع الرغامى عاجلاً أسفل الحنجرة بآلة حادة محاولةً يائسة لإنقاذ حياة المصاب. فإن توافر الصمام نفاث الأكسجين jet injector أمكن تطبيقه من ثقب في الرغامى لطرد الجسم الغريب خارجاً بقوة.
ومن تدابير الإنعاش تحرير مجرى الهواء بإزالة المفرزات أو أية مواد أخرى داخل الفم ومنها إعطاء الأكسجين عن طريق القناع إذا استرد المريض تنفسه العفوي أو إجراء التنفس الاصطناعي على طريقة «الفم - للفم» (الشكل 4) أو باستعمال جهاز أمبو Ambu Resuscitator، وهو قناع وكيس يعملان بآلية المنفاخ (الشكل 3) ، أو بالاستعانة بجهاز تهوية آلية يتصل بأنبوب الرغامى بالأكسجين أولاً ثم بمزيج من الهواء والأكسجين فيما بعد. ومنها تمسيد القلب في حال توقفه الثابت وغياب ضرباته بعد إخفاق المحاولات السالفة الذكر.
ومنها طلب فريق الإنعاش المتطور المجهز بمختلف المعدات الآلية والإلكترونية ليقوم بإجراءات دعم الحياة.
القصور التنفسي الحاد: تقسم حالات القصور التنفسي الحاد إلى قسمين: حالات ناجمة عن أسباب مركزية، أي نتيجة إصابة الجملة العصبية المركزية، وحالات ناجمة عن أسباب محيطية، أو نتيجة إصابة القفص الصدري أو الرئتين.
أما الحالات الناجمة عن أسباب مركزية فمنها التسمم الحاد بالمواد المخدرة ولاسيما مركبات الأفيون، وإصابة أوعية المخ الرضية الشديدة، وانقطاع النخاع الشوكي الرقبي، والتهاب سنجابية النخاع : البصلي والبصلي الشوكي، ونوبات الكزاز الحادة الطويلة الأمد.
وأكثر هذه الأنواع خطورة وأسرعها تطوراً التسمم بالمواد المخدرة، وأكثرها استعمالاً مركبات الأفيون وخاصة الهروئين والمورفين وأشباهها الاصطناعية مثل البتيدين pethidine إضافة إلى البربيتورات [ر] ومركبات البنزوديازبين benzodiazepine المبذولة كثيراً.
ويحدث التسمم بها عقب تناولها عمداً بقصد الانتحار أو خطأ بتناول المدمنين جرعة فائضة أو في أثناء دورة علاجية. وأعراض التسمم الحاد بالمواد المخدرة بيغ flushing في الوجه والفم والقسم العلوي من الجسم مشوب بزرقة ودوار وغثيان وقيء وحكة في الجلد ونعاس يعقبه سبات، وتباطؤ التنفس تباطؤاً شديداً وتباطؤ النبض وارتفاع ضغط الدم الانقباضي يعقبه انخفاض حاد، وتوسع الحدقتين، وانخفاض توتر الأكسجين في الدم وارتفاع مقدار ثاني أكسيد الكربون فيه.
إلا أن فعالية القلب تستمر مدة إذا قدر فيها إنعاش المصاب وأمكن إنقاذه. والانشغال بغسل المعدة مضيعة للوقت ولا يخلو من مضاعفات تزيد الوضع سوءاً والأفضل اتخاذ التدابير التالية وهي إزالة المفرزات، وإعطاء الأكسجين بالتناوب، وتأمين طريق سالك للهواء، وتأمين التهوية بمزيج من الأكسجين والهواء لمدة طويلة، وإعطاء الستيروئيدات [ر] والصادات [ر] (مضادات حيوية)، وإعطاء الترياق المضاد للمادة المخدرة إن وجد.
وأما الحالات الناجمة عن أسباب محيطية فيذكر منها إصابات الصدر الرضية الشديدة والريح الصدرية الانضغاطية، وحالات الربو القصبي، والأزمة الحادة لحالات انتفاخ الرئتين المرافق لالتهاب القصبات المزمن، والمرحلة النهائية للضمور العضلي الولادي المتقدم.
والصفة الشاملة لجميع هذه الحالات هي انخفاض التهوية انخفاضاً شديداً ينجم عنه نقص الأكسجين ويرافقه تراكم ثاني أكسيد الكربون. والأعراض هي كما تقدم في حالات الاختناق قلق ونعاس وسبات. والعلامات مزيج من تنبيه ودي مركزي وتوسع وعائي سطحي بتأثير مباشر من غاز الكربون، مع زرقة مشوبة بحمرة وتعرق.
ولكل من تلك الحالات معالجته النوعية إلا أن تدابير الإنعاش واحدة وهي إيجاد طريق للهواء سالك ومستقر إما عن طريق تنبيب الرغامى أو خزعها، وتنبيب الرغامى هو المرجح ولو استمرت المعالجة ثلاثة أسابيع، والتنفس الاصطناعي الآلي بمزيج من الهواء والأكسجين على أن تراوح نسبة الأكسجين فيه بين أربعين وستين بالمئة. وتؤدي زيادة النسبة على هذا الحد إلى ظاهرة التسمم بالأكسجين.
وقد تتطلب بعض الحالات التي تقدم ذكرها دعماً آلياً للتنفس مستمراً أو متقطعاً، لمدة طويلة قد تستمر بقية حياة المصاب أو المريض.
وعندها لا مناص من تزويد المريض بجهاز للتنفس الاصطناعي صغير الحجم يستخدمه في منزله.
اختناق الجنين والوليد
هو أول اختناق جرى وصفه وبحثه، والتسمية في الأصل إنما وضعت له وإن لم تعد تقتصر عليه.
ولاختناق الجنين والوليد مكان متميز في مجموعة الاختناق التنفسي، والعجز في التبادل الغازي قد يكون بسبب مركزي ناجم عن إصابة مركز التنفس في الدماغ، أو بسبب العضو الذي يتولى مهمة هذا التبادل في الرحم أي المشيمة لدى الجنين، أو بسبب يتعلق بالرئة لدى الوليد.
أما طرائق الإنعاش في حالات الانسداد الحاد بالأجسام الغريبة فكثيرة، منها: طريقة رهز(دسر) البطن abdominal thrust بأمل قذف الجسم الأجنبي إلى الخارج (الشكلان 1و2)، أو خزع الرغامى أو تنظير القصبات في حال وجود الجسم الغريب في الحنجرة أو في أعلى الرغامى أو في إحدى القصبات.
وتبدأ طريقة رهز البطن بضربة قوية على منتصف أعلى الظهر، يعقبها ضغط قوي متقطع على شكل رهز، يطبق على أعلى بطن المصاب.
والهدف من ذلك زيادة الضغط داخل طرق الهواء أسفل مكان الانسداد زيادة حادة انفجارية بأمل أن يقذف ذلك الجسم الغريب إلى الخارج، ويمكن تطبيق ذلك والمريض واقف أو متمدد على الأرض مهما تكن وضعيته (الشكل 1).
أما الأطفال فيجب حملهم في وضعية الاستلقاء الوجهي وثنيهم عند الورك، بحيث يصبح رأس الطفل وصدره أقرب إلى الأرض لتساعد الجاذبية الأرضية على اندفاع الجسم الغريب إلى الخارج بتأثير ضربات متقطعة على أعلى الظهر لفصل الجسم الغريب ودفعه إلى الخارج في حين تضغط اليد الثانية على أعلى البطن ضغطاً متقطعاً (الشكل 2).
وقد يندفع الجسم الغريب في بعض الحالات إلى إحدى القصبتين الرئيستين ومنها إلى قصبة فرعية، وحينئذ يمكن انتزاعه بتنظير القصبات بالتخدير العام أو الموضعي، أما إذا بقي الجسم مستقراً في الحنجرة أو في أعلى الرغامى فلا مناص من خزع الرغامى عاجلاً أسفل الحنجرة بآلة حادة محاولةً يائسة لإنقاذ حياة المصاب. فإن توافر الصمام نفاث الأكسجين jet injector أمكن تطبيقه من ثقب في الرغامى لطرد الجسم الغريب خارجاً بقوة.
(الشكل -3) |
ومنها طلب فريق الإنعاش المتطور المجهز بمختلف المعدات الآلية والإلكترونية ليقوم بإجراءات دعم الحياة.
القصور التنفسي الحاد: تقسم حالات القصور التنفسي الحاد إلى قسمين: حالات ناجمة عن أسباب مركزية، أي نتيجة إصابة الجملة العصبية المركزية، وحالات ناجمة عن أسباب محيطية، أو نتيجة إصابة القفص الصدري أو الرئتين.
أما الحالات الناجمة عن أسباب مركزية فمنها التسمم الحاد بالمواد المخدرة ولاسيما مركبات الأفيون، وإصابة أوعية المخ الرضية الشديدة، وانقطاع النخاع الشوكي الرقبي، والتهاب سنجابية النخاع : البصلي والبصلي الشوكي، ونوبات الكزاز الحادة الطويلة الأمد.
وأكثر هذه الأنواع خطورة وأسرعها تطوراً التسمم بالمواد المخدرة، وأكثرها استعمالاً مركبات الأفيون وخاصة الهروئين والمورفين وأشباهها الاصطناعية مثل البتيدين pethidine إضافة إلى البربيتورات [ر] ومركبات البنزوديازبين benzodiazepine المبذولة كثيراً.
ويحدث التسمم بها عقب تناولها عمداً بقصد الانتحار أو خطأ بتناول المدمنين جرعة فائضة أو في أثناء دورة علاجية. وأعراض التسمم الحاد بالمواد المخدرة بيغ flushing في الوجه والفم والقسم العلوي من الجسم مشوب بزرقة ودوار وغثيان وقيء وحكة في الجلد ونعاس يعقبه سبات، وتباطؤ التنفس تباطؤاً شديداً وتباطؤ النبض وارتفاع ضغط الدم الانقباضي يعقبه انخفاض حاد، وتوسع الحدقتين، وانخفاض توتر الأكسجين في الدم وارتفاع مقدار ثاني أكسيد الكربون فيه.
(الشكل -4) |
وأما الحالات الناجمة عن أسباب محيطية فيذكر منها إصابات الصدر الرضية الشديدة والريح الصدرية الانضغاطية، وحالات الربو القصبي، والأزمة الحادة لحالات انتفاخ الرئتين المرافق لالتهاب القصبات المزمن، والمرحلة النهائية للضمور العضلي الولادي المتقدم.
والصفة الشاملة لجميع هذه الحالات هي انخفاض التهوية انخفاضاً شديداً ينجم عنه نقص الأكسجين ويرافقه تراكم ثاني أكسيد الكربون. والأعراض هي كما تقدم في حالات الاختناق قلق ونعاس وسبات. والعلامات مزيج من تنبيه ودي مركزي وتوسع وعائي سطحي بتأثير مباشر من غاز الكربون، مع زرقة مشوبة بحمرة وتعرق.
ولكل من تلك الحالات معالجته النوعية إلا أن تدابير الإنعاش واحدة وهي إيجاد طريق للهواء سالك ومستقر إما عن طريق تنبيب الرغامى أو خزعها، وتنبيب الرغامى هو المرجح ولو استمرت المعالجة ثلاثة أسابيع، والتنفس الاصطناعي الآلي بمزيج من الهواء والأكسجين على أن تراوح نسبة الأكسجين فيه بين أربعين وستين بالمئة. وتؤدي زيادة النسبة على هذا الحد إلى ظاهرة التسمم بالأكسجين.
وقد تتطلب بعض الحالات التي تقدم ذكرها دعماً آلياً للتنفس مستمراً أو متقطعاً، لمدة طويلة قد تستمر بقية حياة المصاب أو المريض.
وعندها لا مناص من تزويد المريض بجهاز للتنفس الاصطناعي صغير الحجم يستخدمه في منزله.
اختناق الجنين والوليد
هو أول اختناق جرى وصفه وبحثه، والتسمية في الأصل إنما وضعت له وإن لم تعد تقتصر عليه.
ولاختناق الجنين والوليد مكان متميز في مجموعة الاختناق التنفسي، والعجز في التبادل الغازي قد يكون بسبب مركزي ناجم عن إصابة مركز التنفس في الدماغ، أو بسبب العضو الذي يتولى مهمة هذا التبادل في الرحم أي المشيمة لدى الجنين، أو بسبب يتعلق بالرئة لدى الوليد.