المالقي ( أحمد عبد النور )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المالقي ( أحمد عبد النور )

    مالقي (احمد عبد نور)

    Al-Malqi (Ahmad ibn Abdul Noor-) - Al-Malqi (Ahmad ibn Abdul Noor-)

    المالقي (أحمد بن عبد النور ـ)
    (630ـ 702هـ/1233 ـ 1302م)

    أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد المالقي، ويكنى أبا جعفر، النحوي اللغوي. ولد بمدينة مالقَةَ Málaga في الأندلس، ونشأ على حبّ القراءة؛ إذ كان يمضي جلّ وقته فيها، حتى إن عكوفه الدائب عليها أوجد عنده جهلاً بأسباب الدنيا يكاد يصل إلى حدّ الغفلة. وثمة أخبار كثيرة في كتب التراجم على ألسنة الثقات الملازمين له حول غفلته، منها أنه طبخ قدراً فوجدها تعوز الملح، فوضع فيها ملحاً غير مطحون، ثم ذاقها قبل أن ينحل الملح فزادها حتى صارت زعاقاً.
    عاش المالقي فقيراً منصرفاً لعلمه، ثم رحل من بلده مالقة إلى سبتة، وأقرأ بوادي آش مدة، وتردد بين المرية وتُرجيلة وغرناطة، وعمل في القضاء. لم يكن له كبير اعتناء بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، كما قال صاحب «الإحاطة»، ولذلك لا توجد كثرة في أسماء شيوخه، غير أنه كان مطلّعاً على ثقافات عصره المتنوعة من خلال انكبابه على القراءة، ومن الذين أخذ عنهم: محمد بن يحيى المالقي، والخطيب أبو الحجاج المعروف بأبي ريحانة المربلي، وأبو الحسن بن الأخضر وسواهم. وأما عن تلاميذه فلا يذكرون منهم سوى العالم المفسر النحوي أبي حيان الأندلسي. شارك في ثقافة عصره، إذ تبدو ثقافته الفقهية في مؤلفاته، وحصّل من علوم القراءات، فقد فقه قراءة أبي عمرو الداني، وأخذها عن أبي ريحانة المربلي، وروى عنه كتابه المعروف «التيسير». وله شعر، وسط بين الغث والسمين، وكان لا يعتني به ولا يتكلفه، ولا يقصد قصده، غير أن بعض أصحابه كان ينعت شعره بأنه أشبه بنعيب الغراب، ومنه:
    محاسن من أهوى يضيق بها الشرح
    له الهمة العلياء والخلق الســــمح
    له بهجة يغشى البصائرَ نورُهــا
    وتغشى بها الأبصار إن غلس الصبح
    والتكلف فيها واضح.
    ومن كتبه: «الحلية في ذكر البسملة والتصلية» أو« التحلية»، و«شرح الجزولية»، و«شرح الكامل» لأبي موسى الجزولي، وقد وصفه صاحب «الإحاطة» بأنه نحو الموطأ في الحجم، وشرح مقرّب أبي عبد الله بن هشام الفهري المعروف بابن الشواش ولكنه لم يتمه، انتهى فيه إلى همزة الوصل، وهو في نحو حجم «الإيضاح» لأبي علي الفارسي، وجزء في العروض وجزء في شواذه، و تقييد على «الجمل» (وأغلب الظن أنه جمل الزجاجي)، وله إملاء على «المقرب» لابن عصفور، وله شرح الجمل الكبيرة للزجاجي، لعلّه هو نفسه التقييد على الجمل. ومن كتبه المطبوعة «رصف المباني في شرح حروف المعاني»، وهو محاولة جادة لدراسة حروف المعاني، وما تكون عليه في كلام العرب. والمالقي يشير في مقدمة كتابه إلى أهمية الحروف، فهي أكثر دوراً، ومعاني معظمها أشدّ غوراً، وتركيب أكثر الكلام عليها، ورجوعه في فوائده إليها. وهو لا ينكر جهود من سبقه في هذا الباب؛ غير أنه يقول: «فوجدت منهم من أغفل بعضها وأهمل، ومن تسامح في الشرح وتسهّل، ومن اختصر منها وأسهب، ومن ركّب البسيط وبسط المركّب، ومن شتّت ألفاظها وعدّد، وأطال الكلام لغير فائدة وردّد».
    ويستدلّ الناظر في هذا الكلام على أنّ المحاولات التي سبقت المالقي كان يحوجها الرصد والشمول، ولذا كان لابدّ من مصنّف يدرس حروف العربية على منهج فيه استقصاء وترتيب، ويستفيد من أقوال العلماء وما كان بينهم من مناقشات وجدال، وكان المالقي هو رائد هذه المحاولة؛ لأنه لم يقف الناس على كتاب يمتاز بالرصد والشمول كما ينمّ عليه كتابه، وهو مما يعني أنه كان هناك تراث ضخم لدى المالقي في هذا الباب، وأنّ هذا التراث كان يعوزه الذي يفيد منه، فيجمع قواعد كلّ أداة في باب معيّن، فجاء المالقي فصنّف هذا السفر. وقد أراد المالقي أن يكون كتابه أكثر تركيزاً، فاختص بالحروف وبحث فيها على منهج يشمل حروف العربية جميعها، فأهمل بذلك الأسماء وتركها. وقد ترك هذا الكتاب أثراً طيّباً في أذهان أهل العلم، فقد نعته لسان الدين بن الخطيب بقوله: «وهو أجلّ ما صنّف، ومما يدلّ على تقدّمه في العربية». وقد كان له الأثر البيّن في المظانّ التي تلته، فقد نقل عنه المرادي نحو ثلاثين موضعاً في كتابه «الجنى الداني»، ونقل عنه ابن هشام في مواضع متعددة في «المغني»، ونقل عنه أبو حيان الأندلسي في «البحر المحيط» ونقل عنه سواهم أيضاً. ولهذا يعدّ كتاب المالقي من المصادر الرئيسية في بابه، ومن هنا كانت مادته المرجع الأول للكتابين اللذين ظهرا بعده، وهما «الجنى الداني» و«مغني اللبيب».
    محمد موعد
يعمل...
X