ينتمي بنو حماد Hammadids إلى قبيلة صنهاجة، إحدى أكبر القبائل في المغرب الأوسط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ينتمي بنو حماد Hammadids إلى قبيلة صنهاجة، إحدى أكبر القبائل في المغرب الأوسط

    حماد (بن)

    Hammadids - Hammadides

    حمَّاد (بنو -)
    (398-547هـ/1007-1152م)

    ينتمي بنو حماد إلى قبيلة صنهاجة، إحدى أكبر القبائل في المغرب الأوسط، وكان من زعمائها المشهورين زيري بن مناد الصنهاجي الذي قدم العون للفاطميين، وبعد وفاته ولَّى المعز لدين الله الفاطمي سنة 361هـ/971م حينما أراد التوجه إلى مصر، ابنه بلكين أميراً على المغرب كله وسماه يوسف، وكناه أبا الفتوح ولقبه سيف الدولة.
    كان قيام دولة بني حماد نتيجة الانشقاق الذي حصل في الأسرة الزيرية الحاكمة في عهد المنصور بن يوسـف أميـر الدولــة الزيرية (373-386هـ/983-996م) حين ثارت قبيلة زناتة، فعقد المنصور لأخيه حماد بن يوسف على ولايتي المسيلة وأشير، وطلب إليه قتال زناتة، فقاتلها حماد وأعادها إلى الطاعة وهذا ما أتاح لبني زيري أن يوسعوا ملكهم إلى المغرب الأوسط.
    أقر باديس بن المنصور (387-406هـ/997-1016م) عمه حماداً على ولايته وعهد إليه أمر قتال زناتة التي ثارت ثانية عام 395هـ /1005م، وشرط له ولاية أشير والمغرب الأوسط وكل بلد يفتحه، بذل حماد جهداً كبيراً في محاربة الزناتيين والقضاء على تمردهم، ثم شرع ببناء مدينة القلعة عام 398هـ/1007م قرب مدينة أشير وشمال شرقي مدينة المسيلة، وشيد بنيانها وأسوارها وأكثر فيها المساجد والفنادق، فرحل إليها طلاب العلوم وأرباب الصنائع من الثغور والبلاد البعيدة.
    توفي حماد فخلفه ابنه القائد بن حماد (419-446هـ/1028-1054م) الذي تابع سياسة أبيه في التوسع غرباً حتى دخل ملك فاس، حمامة بن زيري بن عطية المغراوي في طاعته، وفي سنة 434هـ حاول المعز بن باديس (406-453هـ) أن يستولي على بعض المناطق التابعة للحماديين، وحاصر القلعة مدة، ولكن القائد صالحه فرجع المعز عائداً من حيث أتى بعد أن حاصر مدينة أشير دون جدوى؛ وحينما ساءت علاقة المعز بن باديس بالفاطميين أعاد القائد علاقته بالفاطميين وأمر بالدعاء للخليفة الفاطمي على المنابر فمنحه الخليفة الفاطمي لقب شرف الدولة.
    بعد وفاة القائد تولى الحكم ابنه محسن الذي كان جباراً قوياً، فقتله ابن عمه بلكين بن محمد بن حماد لتسعة أشهر من ولايته، وتولى الأمر بعده (447-454هـ/1055-1062م)، وأكثر بلكين غزواته لبلاد المغرب، وحينما بلغه استيلاء يوسف بن تاشفين أمير المرابطين على أرض المصامدة اتجه لقتالهم سنة 454هـ ففر المرابطون نحو الصحراء وتوغل بلكين في ديار المغرب، ونزل فاس وحمل معه في أثناء عودته رهائن من أكابر أهلها وأشرافهم لكي يضمن ولاءهم وطاعتهم؛ ثم انكفأ راجعاً إلى القلعة حيث قتله عمه الناصر علناس وقام بالأمر من بعده.
    ولّى الناصر علناس بن حماد (454-481هـ/1062-1088م) إخوته وأبناءه على المناطق المختلفة، وعظم أمر الحمَّاديين في أيامه، فكتب إليه حمو بن مليل البرغواطي من صفاقس وبعث إليه بهدية، ووفد عليه أهل قسنطينة بزعامة يحيى بن وطاس، فأعلنوا طاعتهم، وأجزل الناصر صلتهم وردهم إلى بلادهم، ووفد عليه شيوخ من تونس طالبين منه إرسال وال إليها فأرسل الناصر، عبد الحق ابن عبد العزيز بن خراسان، الذي حكم تونس مع مجلس من الشيوخ، كما غزا الناصر إفريقية على رأس تحالف ضخم ضم رجالات الأثبج، ولكن تميم بن المعز (453-501هـ/1061-1107م) استطاع بدعم من قبائل رياح العربية أن يهزم الناصر هزيمة منكرة، وأدى هذا الانتصار إلى سيطرة القبائل الهلالية على إفريقية والأثبج على المغرب الأوسط، فاضطر الزيريون إلى التخلي عن القيروان والتراجع إلى المهدية وتخلى الحماديون عن القلعة وتمركزوا في بجاية Bougie التي عرفت أيضاً بالناصرية نسبة إلى الناصر الذي بناها واتخذها مركزاً له بعد سنة 461هـ/1068-1069م ونقل إليها الناس وأسقط الخراج عن ساكنيها. وشيد فيها الكثير من المباني العجيبة فقد كان قصر اللؤلؤ الذي بناه من أعجب قصور الدنيا كما يذكر ابن خلدون، وقد ضعف في عهده أمر الزيريين من جراء فتنة العرب الهلاليين وكثرة الثائرين عليهم والمتنازعين من أهل دولتهم.
    خلف المنصور أباه بعد وفاته (481-498هـ/1088-1104م) واتخذ بجاية معقلاً وعاصمة له، وجدد قصورها وشيد جامعها وهو الذي حضَّر ملك بني حماد كما يذكر ابن خلدون، فقد تأنق في اختطاط المباني وتشييد المصانع واتخاذ القصور وإجراء المياه في الرياض والبساتين.
    كان على المنصور بن الناصر أن يولي اهتمامه إلى الغرب الذي كان قد سيطر عليه المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، الذين وصلوا حتى الجزائر، ومن تلمسان بدأ المرابطون بمهاجمة أراضي صنهاجة بدعم من زناتة وبنى مخّوخ، فعاقب المنصور بني مخوخ وهاجم تلمسان بعنف، دفعت يوسف بن تاشفين إلى طلب الصلح، وشهدت سنة 479هـ/1104م نهاية العداوة بين المرابطين والحماديين بتوقيع هدنة بينهما فتفرغ المنصور لحرب زناتة في المغرب الأوسط. وقد قدم على المنصور معز الدولة بن صمادح صاحب المرية، بعد أن قضى يوسف بن تاشفين على ملوك الطوائف، فأكرم المنصور وفادته وأقطعه بادس وهي آخر بلاد الزاب.
    لم يستمر باديس بن المنصور الذي كان سفاكاً في الحكم أكثر من سنة، فخلفه أخوه العزيز بن المنصور (500-515هـ/1105-1121م) الذي شجع العلم والعلماء، وكان العلماء والفقهاء يتناظرون في مجلسه، ولقد قام بمصالحة زناتة، وأصهر إلى بني مخوخ واستطاع أسطوله أن يخضع جربة، وفي سنة 514هـ/1120م حاصر مدينة تونس وأجبر أحمد بن عبد العزيز الخرساني على تقديم ولائه له، وعهد إلى ابنه يحيى مهمة استرجاع القلعة من العرب الهلاليين.
    تولى يحيى الحكم بعد أبيه العزيز (515-547هـ/1121-1152م) الذي كان عليه أن يواجه مطامع النورمانديين التي ازدادت ابتداء من سنة 537هـ في إفريقية حيث هاجموا جيجلي Djidgelli، وهاجم الأسطول الصقلي المنطقة الواقعة بين شرشال وتنيس واستولى النورمانديون على المهدية وطُرد منها الحسن الزيري آخر حكام بني زيري الصنهاجيين، فعاش في الجزائر تحت مراقبة يحيى الذي كان يخشى أن يعمد الحسن إلى الاتصال بعبد المؤمن الموحدي الذي كان ازدياد نفوذه مصدر قلق ليحيى، ففي سنة 547هـ وهي السنة التي سقطت فيها الدولة الحمادية، استولى عبد المؤمن على تلمسان ومليانة والجزائر ثم بجاية ففر يحيى إلى بونة (عنابة) ثم إلى قسنطينة، فتوجه جيش الموحدين إلى قسنطينة في جمادى الأولى سنة 547هـ/آب 1152م حيث حدثت معركة دامية فاستسلم يحيى ونقل إلى بجاية فعامله عبد المؤمن معاملة كريمة، ثم نقل إلى مراكش ومنح عطاء سخياً ساعده على أن يقضي وقته بالصيد الذي كان هوايته المفضلة، وفي سنة 548هـ تبع يحيى عبد المؤمن إلى سلا حيث توفي سنة 557هـ/1161م.
    نعمت البلاد في ظل بني حماد بشيء من الازدهار الاقتصادي والثقافي والعمراني، وكانت مدينة القلعة التي بناها حماد تتمتع بميزات استراتيجية هامة تفوق مدينة أشير، فقد صارت مركزاً أو محطة للقوافل التجارية إثر الخراب الذي بدأ يدب في القيروان والمغرب الأدنى، خاصة وأنه أنشئ لها فيما بعد منفذ على البحر يتمثل ببجاية التي كانت قبل ذلك ميناء صغيراً للصيد، فأعمرها الناصر وجعلها عاصمة له.
    أقام الحماديون عدداً من السدود والخزانات لتأمين المياه للشرب والري، مما أدى إلى نشاط الحياة الاقتصادية، وأدى هذا كله إلى تكوين قاعدة للثروة والازدهار. مكنت أمراء بني حماد من جعل بلاطهم مركزاً للإشعاع الفكري، جذب إليه العلماء من القيروان بعد خرابها ومن أماكن أخرى، كما مكنهم من تشييد قصور ومساجد ذات حظ من الفخامة والجمال تفوق ما بني في مدينة أشير الزيرية.
    ويستطيع الزائر اليوم أن يرى ما بقي من مئذنة مسجد بجاية الجامع البالغة من الطول 25م، والبرج الرئيسي لقصر المنار وأسواره العالية، أما قصر البحر فقد تهدم، ولكن يمكن أن يستنتج من الأساسات الباقية أنه كان على شاكلة كثير من القصور الإسلامية، فيه كثير من الحدائق والأبنية التي تحتوي على قاعات للاستقبال، وغرف خاصة وحمامات، ودعي بهذا الاسم لبحيرة متسعة فيه. أما الطراز المعماري والزخرفي السائد في هذه الأبنية فهو الطراز المقتبس من المشرق أي من القاهرة ومن بغداد خاصة.
    أمراء بني حماد
    حماد بن بلكين يوسف أبو الفتوح (389هـ/1007م).
    القائد بن حماد (419هـ/1028م).
    محسن بن القائد (446 هـ/1054م).
    بلكين بن محمد بن حماد (447هـ/1055م).
    الناصر علناس بن حماد (454هـ/1062م).
    المنصور بن الناصر (481هـ/1088م).
    باديس بن المنصور (498هـ/1105م).
    العزيز بن المنصور (500هـ/1106م).
    يحيى بن العزيز (515-547هـ/1121-1152م).
    ثم استولى الموحدون.
    فارس بوز
يعمل...
X