الحماد تسمية تضريسية جيومورفولوجية للأراضي التي سطحها الحجارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحماد تسمية تضريسية جيومورفولوجية للأراضي التي سطحها الحجارة

    حماد

    _ - _

    الحماد

    الحماد تسمية تضريسية جيومورفولوجية للأراضي التي تغطي سطحها الحجارة بنسبة تزيد على 50% ويراوح حجم الحجرة الواحدة منها مابين قبضة اليد ورأس الإنسان. لذا فهي صعبة الولوج. تصنف في سورية في أشكال ثلاثة تبعاً لنوعية الصخور التي تغطيها: بازلتية وكلسية وصوّانيّة. وتتضاعف الميم بالشدّة وتضاف لها تاء مربوطة (حمّادة) في مناطق المغرب العربي الكبير وخاصة في القطر العربي الليبي مثل حمّادة الحمرا وحمّادة مرزوق.
    والحماد تسمية حيوية، تعني عند أعراب منطقة التنف في القطر العربي السوري، أرض القفار، حيث يقل الزرع ويندر الضرع.
    الحماد
    موضع جغرافي واسع في بادية الشام وشمالي شبه الجزيرة العربية.
    الموقع والحدود والمساحة: هو جزء من بادية الشام وشمالي شبه الجزيرة العربية، تتقاسمه أربعة أقطار عربية هي: الأردن والسعودية والعراق وسورية، يأخذ - تبعاً لمعطيات المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة (1983) - اسم حوض وشكلاً قريباً من البيضوي، أقصى أبعاده مابين حوض تدمر في سورية شمالاً والجوف وصحراء النفود في السعودية جنوباً 525كم. مساحته 166000كم2.
    طبيعة الأرض: يشكل جزءاً من الركيزة العربية، تغطيه التكشفات الصخرية العائدة للحقب القديم والأوسط بنسبة 12% من مساحته في جزء من قسمه الشرقي، وخاصة في منطقة القعرة بالعراق، بينما تغطي بقية أجزاء سطحه تكوينات الحقب الحديث، البحرية والقارية والاندفاعية البازلتية، التي تأخذ عامة شكل أشرطة تمتد من الشمال إلى الجنوب في قسمه الشرقي ومن شمال الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في قسمه الغربي. أما الطبقات الرسوبية عامة فتميل بلطف من جهة الجناحين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي نحو الوسط لتأخذ وضعاً شبه مستو إلى خفيف التموج تاركة منخفضاتها ساحات رحبة للتوضعات الريحية والطميية الرباعية.
    يقسم تضريسياً من جنوبه الغربي إلى شماله الشرقي كما يأتي:
    أ - وهـدة وادي السرحان: منخفض ارتخائي، يمتد نحو 330كم ما بين محطة ضخ نفط حيفا الخامسة (H5) شمالاً في الأردن وغويطة جراد في السعودية جنوباً، تحده الهضبة البازلتية شرقاً، وتتوسطه مملحة حضوضاء (350كم2) وعدد من الممالح الصغيرة والخبرات على امتداده، وسطي ارتفاعها 550م عن سطح البحر، تسوده التكوينات الرباعية والميوبليوسينية (النيوجينية) باستثناء أقصاه الشمالي. تسود معظم أراضيه في الوسط الترب الجفافية العادية ذات الأفق الطيني المحلي (الكامبي Camborthids) إلى جانب الترب الجفافية العادية الجصية Gypsorthids. تربته في الشمال جفافية عادية كلسية Calciorethids وفي الجنوب فجة عادية صحراوية Torriorthents، وفجه رملية صحراوية Torripsamments.
    ب - منطقة أودية وادي السرحان الغربية: تتدرج بالارتفاع باتجاه الجنوب الغربي حتى حافة حوض الحماد. أعلاها بين 1050م (امتدادات جبـل طبيــق) و1010م (الأخيضر). تتجه أوديته عامة شرقاً نحو منخفض وادي السرحان. معظم أراضيه في نصفه الجنوبي توضعات طميية رباعية بعضها ريحي، وفي قسمه الشمالي باليوجينية، وفي حافاته الوسطى كريتاسية. معظم تربه جفافية عادية جصية أو كلسية، وفي أوديته فجه طمية صحراوية Torrifluvents.
    ج - الهضبة البازلتية: تقع ما بين ديرة التلول وصلخد في أقصى الغرب والشمال الغربي (في سورية) والمفرجية أو حافات حَرّة الحرّة جنوباً (في السعودية). تتجاوز ارتفاعاتها في جبل العرب جنوبي صلخد 1400م. تشكل هاماتها خطوط تقسيم المياه الشرقية والشمالية لحوض وادي السرحان. تتكون من كثير من الدفقات البركانية المختلفة الأعمار مابين بداية النيوجين وآواخر الرباعي الحديثة. وبذا فهي مختلفة في درجات التحلل بسبب التجوية. تضاريسها وعرة، تنبثق منها عشرات المخاريط البركانية بفوهاتها المشرومة أو تلك التي تأخذ شكل بحيرة Crater كما في جبل سيس. تكثر فيها الحوضات المغلقة على شكل خبرات ذات طمي غضاري أو سبخات مالحة تجف مياهها صيفاً كخبرتي منقار وغوب في سورية، وخبرتي المطيطة والمحطة الخامسة في الأردن ودوقرا والبحيرات المالحة في السعودية كما تظهر فيها المنخفضات المغلقة ذات الجروف المتجهة نحو الداخل والقليلة ميل السطح نحو الخارج كمنخفض الجوف في سورية. تسود معظم سطحها الصخور البازلتية وحجارتها المتكشفة، تتخللها ترب جفافية عادية كامبية في أقصى الشمال والجنوب، وكلسية وجصية في بقية المناطق إضافة إلى الترب الفجة العادية المتوسطية Xerorthents في جبل العرب والصحراوية في غيرها بما في ذلك الفجة الرملية الصحراوية في الوسط والفجة الطمية الصحراوية جنوباً.
    د - هضبة الحماد الوسطى: تمتد من أقصى شمال الحوض الغربي إلى أقصاه الجنوبي الشرقي. تشكل جوانبها الشرقية والشمالية خط تقسيم المياه الفاصل مابين أودية الفرات وحوضة تدمر من جهة والحوضات السباخية والأودية ذات الصرف الداخلي المستقل من جهة أخرى، وترتفع إلى أقل من ألف متر فوق سطح البحر. تأخذ بجوار حدودها الشمالية والشرقية مظهر الحافات (الكويستات) المشرشرة بشكل طارات (طارات العلب) بسبب نشاط الحت الرأسي للأودية المخترقة لها. ترتفع رميتها نسبياً عما حولها مابين 30 و60م. تخترقها بعض الصبات والمخاريط البركانية كما في جبلي التنف والغراب. تتضمن في جانبها السوري عدداً من الخبرات مثل الزقف، التنف، المشقوقة، الشحيمي وغيرها. معظم تربها جفافية عادية كلسية أو جصية تليها الترب الفجة العادية الصحراوية فالفجة الطمية الصحراوية.
    هـ - منطقة أودية كل من حوض الفرات وحوض تدمر: تشبه سابقتها تربياً وتقع في القسم الشمالي الشرقي من الحوض. تختلف عن كل ماسبق بنيوياً وبنائياً، إذ يتمثل فيها الجانب الغربي من نهوض الرطبة المتمثل بظهور طبقات الحقب القديم في منطقة القعرة والحقب المتوسط في معظم بقية مناطق حوض الحماد العراقية وبعض الأقسام السعودية في أقصى شرقها شمالاً. تظهر في قاع أوديتها أخفض نقاط حوض الحماد كله (450م). أهم أوديته في سورية: المربعة والمياه وصواب، وفي العراق: حوران، وفي السعودية: الأبيض.
    المناخ والمياه والنبات: تبلغ كميات الهطل في منطقة الحوض 500مم بجوار المشنف بجبل العرب، ثم تتناقص إلى الخمس (100مم) في معظم القسم الشمالي من الحوض في سورية، وإلى العشر (أقل من 50مم) في معظم وادي السرحان في الأردن والسعودية، وكذا الأمر في حزم الجلاميد وجبل الثايات. أما وسطي الحرارة السنوي فيراوح بين 14 ْ في جبل العرب وأكثر من 20 ْ في أطراف الحوض الشرقية والجنوبية كافة.
    يقسم مناخياً إلى أربع مناطق هي: شبه جافة في جبل العرب، جافة في الشريط الشمالي، جافة جداً (منخفضة) في حوض السرحان وما يليه جنوباً وغرباً، جافة جداً (مرتفعة) في بقية أرجاء الحوض من أقاصيه الغربية إلى أقاصيه الشرقية.
    أما المياه فقليلة، سواء كانت سطحية أم جوفية بسبب قلة الهطل. تتصف السطحية منها المتجمعة في الخبرات والسبخات بضحالتها وسرعة تبخرها بسبب الحرارة العالية. أما شبكة المياه الجارية السيلية فغير ناضجة، إذ قلما تمتلئ مجاريها مرة كل عدة سنوات لتجرف ما تصادفه في طريقها إلى المنخفضات المغلقة أو إلى مجرى الفرات وهي أودية واسعة ضحلة مستحاثة. وبسبب قلة الهطل أيضاً يقل الماء الراشح المتجمع في جوف الأرض سواء كان التجمع متقطعاً كما في مناطق الرطبة والهضة البازلتية وفي شرقي الحماد السوري أو مستمراً كما في بقية أرجاء حوض الحماد ككل. تراوح أعماق سطح الماء الجوفي عامة (دراسات 1983) بين 50 و250م تحت السطح. وتراوح ملوحته بين 1 و8 غ/ليتر. كما تنتشر النباتات التي تتحمل الجفاف مثل الشيح والقيصوم والروثة والأشنان والغضا والرمث والدويد والنيتول.
    الواقع السكاني والاقتصادي: يرجع معظم أبناء هذا الحوض إلى أصول قبلية واحدة تشمل 38عشيرة، بينها 28عشيرة تتنقل عبره دوماً من دون حاجة إلى بطاقة هوية أو جواز سفر وخاصة بين تدمر شمالاً والجوف جنوباً عبر الأردن ووادي السرحان مروراً بطريف غرباً أو عبر العراق مروراً بجوار الرطبة شرقاً. غير أن الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر ومرّت بها حكومات الدول الأربع منذ النصف الثاني من القرن العشرين أسهمت في ترسيخ الحدود وتعقيدات عبورها عليهم وعلى قطعان مواشيهم، سواء أكانت غنماً أم ماعزاً أم إبلاً، فأسهمت عملياً في توطين واستقرار القسم الأكبر منهم، وقصرت كل دولة حركة بدوها على أراضيها وضمن حدودها فقط. لذا توسعت المدن والقرى التي تتبادل مع البدو إنتاجهم حيث تستقر قطعانهم في الفصول الباردة، والتي قدر مجموع سـكانها عام 1980م بـ90000نسمة. ففي وادي السرحان تنامت من الشمال إلى الجنوب بلدات: الحديثة والقريات والعقيلة والعيساوية وطبرجل. وفي سورية والأردن قرى السفوح الشرقية والجنوبية من جبل العرب حتى محطة ضخ النفط العراقي في (H5) والزلف. كما تنامت في العراق الرطبة، وفي السعودية عرعر وطريف. ولأهمية حوض الحماد الرعوية والزراعية في إطار الأمن الغذائي وتطور البادية اجتماعياً واقتصادياً في الدول العربية الأربع وسكانها، فقد قام المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة بدراسته في أوائل الثمانينات من القرن العشرين دراسة ميدانية ومكتبية في إطار التخطيط الشامل المتكامل. وانتهت الدراسة بتحديد عدد من الأماكن الواعدة القطرية والمشتركة كما أقرت إنجاز المشاريع الرائدة الآتية وهي: في سورية منطقة خبرات التنف، وفي العراق مناطق شمالي الرطبة (القعرة)، وفي الأردن شمالي محطة ضخ النفط العراقي الرابعة إلى حيفا (H4) وجنوبيها، وفي السعودية مراكز الحماد في الحديثة والقريات والكاف وكركر ومحمية حرّة الحرّة المخصصة للإبل.
    عماد الدين الموصلي

يعمل...
X