رشيد (اسره ال)
Al-Rashid - Al-Rashid
آل رشيد (أسرة -)
أسرة آل رشيد واحدة من كبريات الأسر التي ظهرت في منطقة نجد، وجبل شمّر بصورة خاصة، الذي كانت تقطنه كثيرٌ من قبائل شمر، وآلت زعامته إلى عشيرة عَبْدَة في حائل، وقد عُرفت آل رشيد بهذا الاسم نسبةً للجد رشيد بن حمد بن خضير، وتعود بجذورها إلى آل جعفر من قبيلة عَبْدَة من شمّر، هاجرت للمنطقة من شرقي عسير، واستقرت هناك فيما بين القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وصولاً إلى القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وأخذت في ترسيخ وجودها، وبسط نفوذها، وتوطيد علاقاتها مع المجاورين من القبائل العربية هناك، فذاع صيتها، وغدت معروفةً في تلك المنطقة، من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، إلا أنَّ تلك الأهمية لم تتبلور إلا بعد أن أسند الإمام فيصل بن تركي آل سعود مهمة الإمارة على جبل شمر إلى عبد الله بن علي بن رشيد بن خليل بن عطية من آل جعفر من عَبْدَة، وذلك أواخر عام 1250هـ/1834م، ومنحه الإمام فيصل الحق في توريث هذه الإمارة لمن يشاء من ذوي قرباه، بل أكثر من هذا، فقد قام الإمام فيصل بإمداده بجيشٍ قويٍ ساعده على إنشاء وتوطيد دعائم الإمارة الفتية، والتي يحدق بها الأعداء من كل حدبٍ وصوب، فغدا بذلك مهاب الجانب، يخافه القاصي والداني، وأرسل معه قاضياً من لدنه هو الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار آل وهبة التميمي (ت 1273هـ/1856م). وهكذا تمكنَّ بالدعم الخارجي - السعودي - والقوى الذاتية المتاحة له من تحقيق الانتصار على أكثر أعدائه خطورةً وهو علي بن عيسى في عام 1253هـ/ 1837م، وأصبح أميراً بلا منازع طوال حياته.
أخذت إمارة الجبل تزداد يوماً بعد يوم قوةً ورسوخاً، وتوسعاً وعظمةً ومهابةً في نفوس المجاورين، وقد كان للموقع الاستراتيجي والمهم لجبل شمر دوره وتأثيره في الكثيرين الذين كانوا يرغبون في السيطرة عليه ومدّ نفوذهم في تلك المنطقة، لما يحققه ذلك لهم من مكاسب مالية وسياسية واقتصادية واجتماعية، فالثروة الاقتصادية التي كانت تزخر بها منطقة جبل شمر، وفرت بالتالي مورداً مهماً للإمارة الناشئة، وحظيت المنطقة بثروةٍ لا بأس بها من الحيوانات المختلفة لم تتوافر لأيٍ من المجاورين، مثل الأبقار والإبل والغنم والخيل، ناهيك عن وفرة المياه فيها، وتوافر الموارد والأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى هذا، فقد ازدادت الثروة المتاحة لعبد الله بن علي باستيلائه على أموال خصومه، وخاصة آل علي الذين نجح في إقصائهم عن المنطقة، والضرائب التي كانت تفرض على قوافل الحج والتجارة المارة بالمنطقة، والغنائم التي يتم الحصول عليها جراء الغزوات المتتالية، وخمس الغنائم التي يحصل عليها الأمير، وإذا عُلم أن حائل التي كانت حاضرة الإمارة، كانت واحدةً من أغنى وأجمل المدن في المنطقة، وقد أشار لهذا عباس الموسوي أحد الرحالة الذين مروا فيها فقال عنها إنها: «ذات نخيلٍ وأشجار وعيونٍ وآبار وطيورٍ وأزهار وبساتين واسعة وثمار وكأنها روضةٌ من رياضِ الجنان، فيها من كلِّ فاكهةٍ زوجان»، إنَّ غنى المنطقة بأشجار النخيل مَثَّل ثروةً قوميةً وغذائيةً مهمةً لما توفره للسكان من قوت وموردٍ للتجارة، وقد كان للتجارة النشطة بين سكان جبل شمر والمناطق والقبائل المجاورة، وخاصة إذا عُرف أن تلك المنطقة كانت ممراً للقوافل التجارية، والتي كان لها دور مهم في النمو الاقتصادي للإمارة وتعزيز وضعها الاقتصادي والسياسي والأمني بين القبائل. وبهذا فقد تمكنَّ الأمير عبد الله من تحقيق طموحاته في إنشاء واحدةٍ من أشهر وأقوى الإمارات التي عرفتها منطقة نجد، واستمرت طوال تسعين عاماً تقريباً، والتي يعود الفضل الأول والأخير في إنشائها وتأسيسها للأمير عبد الله، إلا أن الأمور لم تبق على ما كانت عليه في سابق عهدها، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة فيما بين الأسرة السعودية وآل رشيد، فسرعان ما تحوّل الودُ والوفاء إلى حقدٍ وضغينة وحروب، فقد حدثت بعض التحولات والمنازعات ووصلت إلى حد الصراع المسلح بين الطرفين، فقد قام محمد بن عبد الله آل رشيد عام 1306هـ/1888م، بحصار الرياض التي انتقلت إليها القيادة السعودية، وذلك بسبب الثورة التي قام بها الإمام عبد الرحمن بن فيصل ضد أمير الرياض الذي كان تابعاً لابن رشيد، وجرت اشتباكات مسلحة بين القوات التي كان يقودها عبد العزيز آل سعود عام 1318هـ/1900م، وأنصار ومؤيدي آل رشيد في الجثجانية، وكذلك وقعت اشتباكاتٌ بين القوات التي كان يقودها سعود بن عبد العزيز آل رشيد، وعبد الرحمن آل سعود، وعرفت بموقعة منهل جراب عام 1333هـ/1914م، ومع أن آل رشيد تمكنوا من التغلب على آل سعود في نهاية العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري/القرن العشرين الميلادي، إلا أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تمكن في النهاية من إحراز نصر نهائي على آل رشيد واستعادة حكم آبائه وأجداده، ووضع النهاية لهذه الإمارة سنة 1924م، التي دامت قرابة التسعين عاماً.
ظهر في هذه الأسرة عددٌ من الزعماء البارزين أسهموا في توطيد دعائم الإمارة وترسيخ وجودها تسلّم بعضهم مهام الإمارة.
يعد تأسيس إمارة آل رشيد إنجازاً مهماً وكبيراً لهذه الأسرة، التي دامت قرابة التسعين عاماً، تأرجحت فيها بين القوة والازدهار والتوسع، وبين الضعف والوهن والانكماش وصولاً إلى النهاية والزوال، يضاف إلى ذلك ما توافر في تلك المنطقة من ثروات وإمكانيات أسهمت في تعزيز قوة الإمارة وترسيخ وجودها طوال هذه المدة الطويلة. وكان لهذه الإمارة دور مهم في تاريخ منطقة جبل شمر، وخاصة أن عدداً كبيراً من الصناعات المحلية قد نشطت فيها، مما عزز عوامل البقاء والصمود الاقتصادي لها، وغدت واحدةً من أشهر الإمارات التي برزت في تلك المنطقة، والتي يعود الفضل في معظم إنجازاتها للمؤسس الأول عبد الله بن علي.
عبد الله محمود حسين
Al-Rashid - Al-Rashid
آل رشيد (أسرة -)
أسرة آل رشيد واحدة من كبريات الأسر التي ظهرت في منطقة نجد، وجبل شمّر بصورة خاصة، الذي كانت تقطنه كثيرٌ من قبائل شمر، وآلت زعامته إلى عشيرة عَبْدَة في حائل، وقد عُرفت آل رشيد بهذا الاسم نسبةً للجد رشيد بن حمد بن خضير، وتعود بجذورها إلى آل جعفر من قبيلة عَبْدَة من شمّر، هاجرت للمنطقة من شرقي عسير، واستقرت هناك فيما بين القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وصولاً إلى القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وأخذت في ترسيخ وجودها، وبسط نفوذها، وتوطيد علاقاتها مع المجاورين من القبائل العربية هناك، فذاع صيتها، وغدت معروفةً في تلك المنطقة، من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، إلا أنَّ تلك الأهمية لم تتبلور إلا بعد أن أسند الإمام فيصل بن تركي آل سعود مهمة الإمارة على جبل شمر إلى عبد الله بن علي بن رشيد بن خليل بن عطية من آل جعفر من عَبْدَة، وذلك أواخر عام 1250هـ/1834م، ومنحه الإمام فيصل الحق في توريث هذه الإمارة لمن يشاء من ذوي قرباه، بل أكثر من هذا، فقد قام الإمام فيصل بإمداده بجيشٍ قويٍ ساعده على إنشاء وتوطيد دعائم الإمارة الفتية، والتي يحدق بها الأعداء من كل حدبٍ وصوب، فغدا بذلك مهاب الجانب، يخافه القاصي والداني، وأرسل معه قاضياً من لدنه هو الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار آل وهبة التميمي (ت 1273هـ/1856م). وهكذا تمكنَّ بالدعم الخارجي - السعودي - والقوى الذاتية المتاحة له من تحقيق الانتصار على أكثر أعدائه خطورةً وهو علي بن عيسى في عام 1253هـ/ 1837م، وأصبح أميراً بلا منازع طوال حياته.
أخذت إمارة الجبل تزداد يوماً بعد يوم قوةً ورسوخاً، وتوسعاً وعظمةً ومهابةً في نفوس المجاورين، وقد كان للموقع الاستراتيجي والمهم لجبل شمر دوره وتأثيره في الكثيرين الذين كانوا يرغبون في السيطرة عليه ومدّ نفوذهم في تلك المنطقة، لما يحققه ذلك لهم من مكاسب مالية وسياسية واقتصادية واجتماعية، فالثروة الاقتصادية التي كانت تزخر بها منطقة جبل شمر، وفرت بالتالي مورداً مهماً للإمارة الناشئة، وحظيت المنطقة بثروةٍ لا بأس بها من الحيوانات المختلفة لم تتوافر لأيٍ من المجاورين، مثل الأبقار والإبل والغنم والخيل، ناهيك عن وفرة المياه فيها، وتوافر الموارد والأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى هذا، فقد ازدادت الثروة المتاحة لعبد الله بن علي باستيلائه على أموال خصومه، وخاصة آل علي الذين نجح في إقصائهم عن المنطقة، والضرائب التي كانت تفرض على قوافل الحج والتجارة المارة بالمنطقة، والغنائم التي يتم الحصول عليها جراء الغزوات المتتالية، وخمس الغنائم التي يحصل عليها الأمير، وإذا عُلم أن حائل التي كانت حاضرة الإمارة، كانت واحدةً من أغنى وأجمل المدن في المنطقة، وقد أشار لهذا عباس الموسوي أحد الرحالة الذين مروا فيها فقال عنها إنها: «ذات نخيلٍ وأشجار وعيونٍ وآبار وطيورٍ وأزهار وبساتين واسعة وثمار وكأنها روضةٌ من رياضِ الجنان، فيها من كلِّ فاكهةٍ زوجان»، إنَّ غنى المنطقة بأشجار النخيل مَثَّل ثروةً قوميةً وغذائيةً مهمةً لما توفره للسكان من قوت وموردٍ للتجارة، وقد كان للتجارة النشطة بين سكان جبل شمر والمناطق والقبائل المجاورة، وخاصة إذا عُرف أن تلك المنطقة كانت ممراً للقوافل التجارية، والتي كان لها دور مهم في النمو الاقتصادي للإمارة وتعزيز وضعها الاقتصادي والسياسي والأمني بين القبائل. وبهذا فقد تمكنَّ الأمير عبد الله من تحقيق طموحاته في إنشاء واحدةٍ من أشهر وأقوى الإمارات التي عرفتها منطقة نجد، واستمرت طوال تسعين عاماً تقريباً، والتي يعود الفضل الأول والأخير في إنشائها وتأسيسها للأمير عبد الله، إلا أن الأمور لم تبق على ما كانت عليه في سابق عهدها، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة فيما بين الأسرة السعودية وآل رشيد، فسرعان ما تحوّل الودُ والوفاء إلى حقدٍ وضغينة وحروب، فقد حدثت بعض التحولات والمنازعات ووصلت إلى حد الصراع المسلح بين الطرفين، فقد قام محمد بن عبد الله آل رشيد عام 1306هـ/1888م، بحصار الرياض التي انتقلت إليها القيادة السعودية، وذلك بسبب الثورة التي قام بها الإمام عبد الرحمن بن فيصل ضد أمير الرياض الذي كان تابعاً لابن رشيد، وجرت اشتباكات مسلحة بين القوات التي كان يقودها عبد العزيز آل سعود عام 1318هـ/1900م، وأنصار ومؤيدي آل رشيد في الجثجانية، وكذلك وقعت اشتباكاتٌ بين القوات التي كان يقودها سعود بن عبد العزيز آل رشيد، وعبد الرحمن آل سعود، وعرفت بموقعة منهل جراب عام 1333هـ/1914م، ومع أن آل رشيد تمكنوا من التغلب على آل سعود في نهاية العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري/القرن العشرين الميلادي، إلا أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تمكن في النهاية من إحراز نصر نهائي على آل رشيد واستعادة حكم آبائه وأجداده، ووضع النهاية لهذه الإمارة سنة 1924م، التي دامت قرابة التسعين عاماً.
ظهر في هذه الأسرة عددٌ من الزعماء البارزين أسهموا في توطيد دعائم الإمارة وترسيخ وجودها تسلّم بعضهم مهام الإمارة.
يعد تأسيس إمارة آل رشيد إنجازاً مهماً وكبيراً لهذه الأسرة، التي دامت قرابة التسعين عاماً، تأرجحت فيها بين القوة والازدهار والتوسع، وبين الضعف والوهن والانكماش وصولاً إلى النهاية والزوال، يضاف إلى ذلك ما توافر في تلك المنطقة من ثروات وإمكانيات أسهمت في تعزيز قوة الإمارة وترسيخ وجودها طوال هذه المدة الطويلة. وكان لهذه الإمارة دور مهم في تاريخ منطقة جبل شمر، وخاصة أن عدداً كبيراً من الصناعات المحلية قد نشطت فيها، مما عزز عوامل البقاء والصمود الاقتصادي لها، وغدت واحدةً من أشهر الإمارات التي برزت في تلك المنطقة، والتي يعود الفضل في معظم إنجازاتها للمؤسس الأول عبد الله بن علي.
عبد الله محمود حسين