تعد العزلة عامل خطر للإصابة بالاكتئاب، لكنها قد تكون عرضًا بحد ذاتها كذلك. ولهذا حين يعالج مختصي الصحة العقلية المرضى الذين يعانون كلا الأمرين -العزلة والاكتئاب-، يجب أن يبحثوا في العلاقة المعقدة بينهما، مع فهم كل من الحالتين بمفردها وعلاجها.
لإلقاء الضوء على هذا، تعاونت تخصصات متعددة من جامعة بنسلفانيا وجامعة بيردو وجامعة ستانفورد والمعهد الوطني لسوء تعاطي المواد (NIDA)، وجمعت بين التقييمات النفسية التقليدية مع الأساليب اللغوية وتحليل منشورات فيسبوك باستخدام تعلم الآلة.
نُشِر في مجلة (npj Mental Health Research) من دورية نيتشر بحث من فريق قاده عالم الحاسوب في جامعة بنسلفانيا شاراث جونتوكو وعالمة النفس تينغتينغ ليو، وأفاد أن اللغة المرتبطة بالاكتئاب تشير أساسًا إلى العواطف، في حين أن لغة العزلة تشير أكثر إلى الإدراك. لكنهما يشتركان أيضًا بالاستخدام المتكرر للغة تشير إلى المرض والألم والعواطف السلبية.
يقول جونتوكو، أستاذ علوم الحاسوب والمعلومات في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية الذي شارك في البحث: «للصحة العقلية طيف واسع من الأعراض المتغايرة مع الكثير من القواسم المشتركة، ولكن توجد أيضًا بعض الأشياء المميزة».
تشكل المنشورات على منصات مثل الفيسبوك تقدم من البيانات اللغوية، نظرًا لأن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يختارون المفردات التي يستخدمونها لوصف أفكارهم وعواطفهم بحريّة، ويقول ليل أنغر أستاذ علوم الحاسوب والمعلومات وعلم النفس في كلية الفنون والعلوم الذي شارك في الدراسة: «اللغة التي يستخدمها الأشخاص على فيسبوك تظهر الكثير عن شعورهم».
لدراسة هذا الأمر فيما يخص العزلة والاكتئاب، حصل الباحثون على الإذن بجمع 3.4 مليون منشور على فيسبوك من 2986 شخص. ثم أجروا دراسة استقصائية عن الاكتئاب والعزلة لتحديد الحالة النفسية والشعور بالعزلة الاجتماعية. أخيرًا، حلّلوا منشوراتهم على الفيسبوك لغويًا للعثور على كلمات أو عبارات أو موضوعات محددة مرتبطة بالعزلة والاكتئاب.
تسمى إحدى التقنيات المستخدمة بعدد كلمات الاستفسار اللغوي (linguistic inquiry word count) أو طريقة المفردات المغلقة القائمة على المعجم، وفيها استخدم الباحثون قاعدة بيانات طورها علماء النفس بجامعة تكساس لتصنيف الكلمات بناءً على معناها ووظيفتها النحوية.
تسمى التقنية الثانية طريقة المفردات المفتوحة، استخدمت تعلم الآلة لاستخراج الكلمات والعبارات والموضوعات الشائعة التي كثيرًا ما نجدها في منشورات المشاركين الذين يعانون العزلة أو الاكتئاب.
وجد الباحثون أنه الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والعزلة يميلون لاستخدام لغة تعبّر عن المرض والألم والعواطف السلبية في الغالب، ومنها مثلًا كلمات (سيئ، وبائس ومتعب)، أما أولئك الذين لا يعانون الاكتئاب أو العزلة استخدموا لغة تعبر عن التجمعات الاجتماعية والعلاقات والمشاعر الإيجابية، مثل (احتفال، ومواعدة، وألعاب).
ينطبق هذا النمط على الكلمات العاطفية الصريحة (مثل سيئة أو مثيرة)، وكذلك على الكلمات ذات المعاني الضمنية؛ فكثيرًا ما يستخدم الأشخاص المصابون بالاكتئاب والعزلة الضمير المفرد أنا، في حين أن الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب أو العزلة غالبًا ما يستخدمون ضمير المتكلم الجمع نحن ما يشير إلى وجود علاقة اجتماعية.
ومع إن العزلة والاكتئاب يشتركان ببعض المؤشرات اللغوية، فلكل منهما أيضًا مكونات فريدة.
تقول ليو باحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر Ungar وفي NIDA والمشاركة الأساسية في الدراسة: «نستخدم (العقل مقابل القلب) للإشارة إلى هذا الاختلاف».
فبدراسة كل من العزلة والاكتئاب على حدى، وجد الباحثون أن لغة الاكتئاب تتضمن الكثير من العواطف (القلب)، ولغة العزلة تشمل الكثير من العمليات الإدراكية (العقل). أشار الأشخاص المنعزلون كثيرًا إلى الأنشطة التأملية مثل القراءة والكتابة ومراقبة العالم، بينما أشار الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى اللامبالاة والألم والارتباك.
تنطبق هذه الأنماط أيضًا على الاختصارات والرموز التعبيرية الشائعة على الإنترنت، إذ استخدم الأشخاص الذين يعانون بالاكتئاب غالبًا الرمز التعبيري العابس” =( ” والاختصارات مثل “idc” لعبارة (لا أهتم – I don’t care).
تشير هذه النتائج إلى أن الشعور بالعزلة قد ينبع من عنصر إدراكي داخلي، ولا يعني ذلك الوحدة فقط أو ضعف المهارات الاجتماعية، تقول ليو: «قد تكون الوحدة مدفوعة بنظرة الناس إلى البيئة والتهديدات الاجتماعية فيها». وتدعم وجهة النظر هذه الأبحاث السابقة أيضًا التي تقول «الاستراتيجيات التي تستهدف الإدراك الاجتماعي غير القادر على التكيف لدى الأشخاص أكثر فاعلية من الدراسات التي تركز فقط على المهارات الاجتماعية».
يأمل الباحثون بأن هذه الدراسة ستُعلِم المعالجين النفسيين بكيفية تمييز العزلة والاكتئاب، ويأملون أيضًا يوجِّه عملهم كيفية رصد منصات التواصل الاجتماعي لمخاطر الصحة العقلية والاستجابة لأزمات الصحة العقلية في وقت باكر.
يقول جونتوكو «لا نستطيع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشخيص مرض ما، لكنها قد تساعد على تحديد متى يشعر شخص ما بالضعف وتوفير الموارد التي يحتاج إليها».
لإلقاء الضوء على هذا، تعاونت تخصصات متعددة من جامعة بنسلفانيا وجامعة بيردو وجامعة ستانفورد والمعهد الوطني لسوء تعاطي المواد (NIDA)، وجمعت بين التقييمات النفسية التقليدية مع الأساليب اللغوية وتحليل منشورات فيسبوك باستخدام تعلم الآلة.
نُشِر في مجلة (npj Mental Health Research) من دورية نيتشر بحث من فريق قاده عالم الحاسوب في جامعة بنسلفانيا شاراث جونتوكو وعالمة النفس تينغتينغ ليو، وأفاد أن اللغة المرتبطة بالاكتئاب تشير أساسًا إلى العواطف، في حين أن لغة العزلة تشير أكثر إلى الإدراك. لكنهما يشتركان أيضًا بالاستخدام المتكرر للغة تشير إلى المرض والألم والعواطف السلبية.
يقول جونتوكو، أستاذ علوم الحاسوب والمعلومات في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية الذي شارك في البحث: «للصحة العقلية طيف واسع من الأعراض المتغايرة مع الكثير من القواسم المشتركة، ولكن توجد أيضًا بعض الأشياء المميزة».
تشكل المنشورات على منصات مثل الفيسبوك تقدم من البيانات اللغوية، نظرًا لأن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يختارون المفردات التي يستخدمونها لوصف أفكارهم وعواطفهم بحريّة، ويقول ليل أنغر أستاذ علوم الحاسوب والمعلومات وعلم النفس في كلية الفنون والعلوم الذي شارك في الدراسة: «اللغة التي يستخدمها الأشخاص على فيسبوك تظهر الكثير عن شعورهم».
لدراسة هذا الأمر فيما يخص العزلة والاكتئاب، حصل الباحثون على الإذن بجمع 3.4 مليون منشور على فيسبوك من 2986 شخص. ثم أجروا دراسة استقصائية عن الاكتئاب والعزلة لتحديد الحالة النفسية والشعور بالعزلة الاجتماعية. أخيرًا، حلّلوا منشوراتهم على الفيسبوك لغويًا للعثور على كلمات أو عبارات أو موضوعات محددة مرتبطة بالعزلة والاكتئاب.
تسمى إحدى التقنيات المستخدمة بعدد كلمات الاستفسار اللغوي (linguistic inquiry word count) أو طريقة المفردات المغلقة القائمة على المعجم، وفيها استخدم الباحثون قاعدة بيانات طورها علماء النفس بجامعة تكساس لتصنيف الكلمات بناءً على معناها ووظيفتها النحوية.
تسمى التقنية الثانية طريقة المفردات المفتوحة، استخدمت تعلم الآلة لاستخراج الكلمات والعبارات والموضوعات الشائعة التي كثيرًا ما نجدها في منشورات المشاركين الذين يعانون العزلة أو الاكتئاب.
وجد الباحثون أنه الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والعزلة يميلون لاستخدام لغة تعبّر عن المرض والألم والعواطف السلبية في الغالب، ومنها مثلًا كلمات (سيئ، وبائس ومتعب)، أما أولئك الذين لا يعانون الاكتئاب أو العزلة استخدموا لغة تعبر عن التجمعات الاجتماعية والعلاقات والمشاعر الإيجابية، مثل (احتفال، ومواعدة، وألعاب).
ينطبق هذا النمط على الكلمات العاطفية الصريحة (مثل سيئة أو مثيرة)، وكذلك على الكلمات ذات المعاني الضمنية؛ فكثيرًا ما يستخدم الأشخاص المصابون بالاكتئاب والعزلة الضمير المفرد أنا، في حين أن الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب أو العزلة غالبًا ما يستخدمون ضمير المتكلم الجمع نحن ما يشير إلى وجود علاقة اجتماعية.
ومع إن العزلة والاكتئاب يشتركان ببعض المؤشرات اللغوية، فلكل منهما أيضًا مكونات فريدة.
تقول ليو باحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر Ungar وفي NIDA والمشاركة الأساسية في الدراسة: «نستخدم (العقل مقابل القلب) للإشارة إلى هذا الاختلاف».
فبدراسة كل من العزلة والاكتئاب على حدى، وجد الباحثون أن لغة الاكتئاب تتضمن الكثير من العواطف (القلب)، ولغة العزلة تشمل الكثير من العمليات الإدراكية (العقل). أشار الأشخاص المنعزلون كثيرًا إلى الأنشطة التأملية مثل القراءة والكتابة ومراقبة العالم، بينما أشار الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى اللامبالاة والألم والارتباك.
تنطبق هذه الأنماط أيضًا على الاختصارات والرموز التعبيرية الشائعة على الإنترنت، إذ استخدم الأشخاص الذين يعانون بالاكتئاب غالبًا الرمز التعبيري العابس” =( ” والاختصارات مثل “idc” لعبارة (لا أهتم – I don’t care).
تشير هذه النتائج إلى أن الشعور بالعزلة قد ينبع من عنصر إدراكي داخلي، ولا يعني ذلك الوحدة فقط أو ضعف المهارات الاجتماعية، تقول ليو: «قد تكون الوحدة مدفوعة بنظرة الناس إلى البيئة والتهديدات الاجتماعية فيها». وتدعم وجهة النظر هذه الأبحاث السابقة أيضًا التي تقول «الاستراتيجيات التي تستهدف الإدراك الاجتماعي غير القادر على التكيف لدى الأشخاص أكثر فاعلية من الدراسات التي تركز فقط على المهارات الاجتماعية».
يأمل الباحثون بأن هذه الدراسة ستُعلِم المعالجين النفسيين بكيفية تمييز العزلة والاكتئاب، ويأملون أيضًا يوجِّه عملهم كيفية رصد منصات التواصل الاجتماعي لمخاطر الصحة العقلية والاستجابة لأزمات الصحة العقلية في وقت باكر.
يقول جونتوكو «لا نستطيع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشخيص مرض ما، لكنها قد تساعد على تحديد متى يشعر شخص ما بالضعف وتوفير الموارد التي يحتاج إليها».