رستم (اسد)
Rustum (Assad-) - Rustum (Assad-)
رستم (أسد -)
(1897-1965)
أسد جبرائيل رستم مجاعص مؤرخ لبناني، اتصف بالوقار والدقة والإحاطة، ورائد من رواد الدراسات التاريخية، اعتمد الوثيقة أساساً في أبحاثه ودراساته، تتلمذ له جيل من الطلاب الذين اعتمدوا منهجه في البحث التاريخي.
ولد في الشوير من أعمال المتن الشمالي، وكان أبوه جبرائيل حفيد المعلم رستم الشهير الذي خدم الأمير بشير الشهابي الثاني (1767-1850) في بناء قصر بيت الدين، وقد سمته أمه أسداً لرد غائلة الموت عنه في صغره، وليطول عمره بعد أن فقد والداه أخاً له، ولم يرزقا ولداً غيره إلا بعد عشرين سنة من زواجهما.. وكان أبوه أحد معلمي البعثة الإنكليزية، تنقل معلماً بين «أرصون» و«كفر عقاب» و«عين السنديانة»، وغيرها.
دخل مدرسة الشوير - التي كان عمه حنا رستم معلمها الوحيد - وهو في الخامسة من عمره، ليتقن القراءة والكتابة، ثم انتسب عام 1905 إلى «الكلية الشرقية» في زحلة، وفي عام 1907 عاد إلى الشوير والتحق بمدرستها العالية التي كان يديرها القس الطبيب الاسكتلندي كارسلو، ونال شهادتها سنة 1911، وفي سنة 1912 دخل قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية، وتخرج بتفوق عام 1916 بدرجة بكالوريوس علوم، وكان من أساتذته فيليب حتي[ر] (1886-1978) وجرجس الخوري المقدسي (1869-1941)، فتعاقد معه رئيس الجامعة آنذاك لتدريس مادة التاريخ.
التحق في عام 1922 بجامعة شيكاغو لدراسة التاريخ الشرقي، لكنه عرّج في طريقه على باريس، حيث مكث مدة قصيرة درس فيها الخط والوثائق والتواقيع الشخصية، فأصبح بإمكانه معرفة الأصيل منها وتمييزه من المزوّر، واكتسب خبرة جيدة في مجال كشف التلاعب بالوثائق والخطوط.
نال في عام 1924 شهادة الدكتوراه بامتياز، فعاد إلى بيروت، وعين أستاذاً للتاريخ الشرقي في كلية الآداب بالجامعة الأمريكية.
عُني أسد رستم منذ أن كان طالباً في جامعة شيكاغو بدراسة النهضة العربية الحديثة، وخاصة بشخصية محمد علي باشا عزيز مصر، ولذلك بدأ منذ عام 1926 بالبحث عن الآثار التي خلفتها حكومته أثناء حكمه سورية ولبنان وفلسطين، وبالتنقيب في سجلات المحاكم الشرعية في مدن بلاد الشام، ليقف على التاريخ الصحيح لتلك المرحلة، فجمع كمية كبيرة من الوثائق المتعلقة بها، وأصدرها عام 1929 في خمسة مجلدات نشرت تباعاً تحت عنوان «الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا».
زار في عام 1930 مصر فاستدعاه الملك فؤاد الأول، بعد أن قرأ منشوراته في تاريخ الأسرة العلوية، وأسند إليه مهمة تصنيف الوثائق العائدة إلى عهد محمد علي باشا المكدسة في قصر عابدين، ووضع تحت تصرفه عدداً من الكتاب والمترجمين، فنتج عن هذا العمل خمسة مجلدات بعنوان «المخطوطات الملكية المصرية» استمر العمل فيها حتى عام 1940.
استقال في عام 1943 من التدريس في الجامعة الأمريكية، بعد أن عمل فيها عشرين عاماً، والتحق بالسفارة الأمريكية في بيروت مستشاراً شرقياً، حيث عمل حتى عام 1949، ثم عُيّن بعد ذلك أستاذاً للتاريخ اللبناني وأقسام من التاريخ الشرقي في الجامعة اللبنانية، ومستشاراً لوزارة الدفاع (1949-1962) ومشرفاً على البرنامج الإذاعي الخاص بالجيش اللبناني حتى عام 1958، وخبيراً في الخطوط لدى المحاكم.
نال أوسمة رفيعة من الخارج، ووسام الاستحقاق اللبناني، وجائزة رئيس الجمهورية، بناء على اقتراح جمعية «أصدقاء الكتاب» في خريف 1964 تقديراً لمجموع آثاره، وكان يتقن العربية والإنكليزية واليونانية والفرنسية، ويلم بالألمانية والتركية.
تزوج عام 1927 من وداد سلوم كريمة توفيق سلوم (1872-1956) من حماة ورزق أربعة أولاد هم: عفاف، ونورا، وصلاح، والدكتورة لميا التي أعدت قائمة تفصيلية بمؤلفات والدها وأبحاثه المنشورة في الصحف والمجلات، ونشرتها في بيروت عام 1982.
انصرف في السنوات الأخيرة من حياته لوضع تاريخ الكنيسة الأنطاكية، إذ عينه البطريرك ثيودوسيوس أبو رجيلة مؤرخ الكرسي الأنطاكي.
توفي بالذبحة القلبية ودفن في مقبرة العائلة بالشوير، وقد أقامت لـه «جمعية الدراسات التاريخية والجغرافية» في لبنان في 21 نيسان 1967 حفلاً لإحياء ذكراه تحت رعاية رئيس الجمهورية شارل الحلو. كما أقام مجلس المتن الشمالي للثقافة احتفالاً خطابياً لتأبينه في بلدة الشوير مسقط رأسه، وقررت اللجنة القائمة بأعمال بلدية بيروت إطلاق اسمه على أحد شوارع رأس بيروت، وقامت المطبعة الكاثوليكية بإعادة طبع المجلدات العشر المتعلقة بعهد محمد علي باشا وغيرها.
قال فيه ثيودوسيوس أبو رجيله، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس: «لقد نهض بما عجز عنه أساقفة الكنيسة خلال العصور» وأطلق عليه لقب «مؤرخ الكرسي الأنطاكي» وقال فيه زميله ورفيقه فؤاد أفرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية: «لقد قام بمفرده بأعمال تنوء بها اللجان».
من آثاره المنشورة: «حروب إبراهيم باشا المصري في سورية وبر الأناضول» - «لبنان في عهد الأمراء الشهابيين» (بالاشتراك مع فؤاد أفرام البستاني) في ثلاثة مجلدات -«لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني» (بالاشتراك مع فؤاد أفرام البستاني) مجلد واحد - «تاريخ العرب (بالاشتراك مع قسطنطين زريق) (بالإنكليزية) - «الروم» في مجلدين - «كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى» (ثلاثة مجلدات) 1958 - «آباء الكنيسة» في جزأين، بيروت 1962.
ومن آثاره المخطوطة: «قاموس مفردات العهد الجديد من اليونانية إلى العربية» - «ترجمة تاريخ الكنيسة لأفسابيوس أسقف قيصرية فلسطين» - «لبنان في عهد المتصرفين».
عيسى فتوح
Rustum (Assad-) - Rustum (Assad-)
رستم (أسد -)
(1897-1965)
أسد جبرائيل رستم مجاعص مؤرخ لبناني، اتصف بالوقار والدقة والإحاطة، ورائد من رواد الدراسات التاريخية، اعتمد الوثيقة أساساً في أبحاثه ودراساته، تتلمذ له جيل من الطلاب الذين اعتمدوا منهجه في البحث التاريخي.
|
دخل مدرسة الشوير - التي كان عمه حنا رستم معلمها الوحيد - وهو في الخامسة من عمره، ليتقن القراءة والكتابة، ثم انتسب عام 1905 إلى «الكلية الشرقية» في زحلة، وفي عام 1907 عاد إلى الشوير والتحق بمدرستها العالية التي كان يديرها القس الطبيب الاسكتلندي كارسلو، ونال شهادتها سنة 1911، وفي سنة 1912 دخل قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية، وتخرج بتفوق عام 1916 بدرجة بكالوريوس علوم، وكان من أساتذته فيليب حتي[ر] (1886-1978) وجرجس الخوري المقدسي (1869-1941)، فتعاقد معه رئيس الجامعة آنذاك لتدريس مادة التاريخ.
التحق في عام 1922 بجامعة شيكاغو لدراسة التاريخ الشرقي، لكنه عرّج في طريقه على باريس، حيث مكث مدة قصيرة درس فيها الخط والوثائق والتواقيع الشخصية، فأصبح بإمكانه معرفة الأصيل منها وتمييزه من المزوّر، واكتسب خبرة جيدة في مجال كشف التلاعب بالوثائق والخطوط.
نال في عام 1924 شهادة الدكتوراه بامتياز، فعاد إلى بيروت، وعين أستاذاً للتاريخ الشرقي في كلية الآداب بالجامعة الأمريكية.
عُني أسد رستم منذ أن كان طالباً في جامعة شيكاغو بدراسة النهضة العربية الحديثة، وخاصة بشخصية محمد علي باشا عزيز مصر، ولذلك بدأ منذ عام 1926 بالبحث عن الآثار التي خلفتها حكومته أثناء حكمه سورية ولبنان وفلسطين، وبالتنقيب في سجلات المحاكم الشرعية في مدن بلاد الشام، ليقف على التاريخ الصحيح لتلك المرحلة، فجمع كمية كبيرة من الوثائق المتعلقة بها، وأصدرها عام 1929 في خمسة مجلدات نشرت تباعاً تحت عنوان «الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا».
زار في عام 1930 مصر فاستدعاه الملك فؤاد الأول، بعد أن قرأ منشوراته في تاريخ الأسرة العلوية، وأسند إليه مهمة تصنيف الوثائق العائدة إلى عهد محمد علي باشا المكدسة في قصر عابدين، ووضع تحت تصرفه عدداً من الكتاب والمترجمين، فنتج عن هذا العمل خمسة مجلدات بعنوان «المخطوطات الملكية المصرية» استمر العمل فيها حتى عام 1940.
استقال في عام 1943 من التدريس في الجامعة الأمريكية، بعد أن عمل فيها عشرين عاماً، والتحق بالسفارة الأمريكية في بيروت مستشاراً شرقياً، حيث عمل حتى عام 1949، ثم عُيّن بعد ذلك أستاذاً للتاريخ اللبناني وأقسام من التاريخ الشرقي في الجامعة اللبنانية، ومستشاراً لوزارة الدفاع (1949-1962) ومشرفاً على البرنامج الإذاعي الخاص بالجيش اللبناني حتى عام 1958، وخبيراً في الخطوط لدى المحاكم.
نال أوسمة رفيعة من الخارج، ووسام الاستحقاق اللبناني، وجائزة رئيس الجمهورية، بناء على اقتراح جمعية «أصدقاء الكتاب» في خريف 1964 تقديراً لمجموع آثاره، وكان يتقن العربية والإنكليزية واليونانية والفرنسية، ويلم بالألمانية والتركية.
تزوج عام 1927 من وداد سلوم كريمة توفيق سلوم (1872-1956) من حماة ورزق أربعة أولاد هم: عفاف، ونورا، وصلاح، والدكتورة لميا التي أعدت قائمة تفصيلية بمؤلفات والدها وأبحاثه المنشورة في الصحف والمجلات، ونشرتها في بيروت عام 1982.
انصرف في السنوات الأخيرة من حياته لوضع تاريخ الكنيسة الأنطاكية، إذ عينه البطريرك ثيودوسيوس أبو رجيلة مؤرخ الكرسي الأنطاكي.
توفي بالذبحة القلبية ودفن في مقبرة العائلة بالشوير، وقد أقامت لـه «جمعية الدراسات التاريخية والجغرافية» في لبنان في 21 نيسان 1967 حفلاً لإحياء ذكراه تحت رعاية رئيس الجمهورية شارل الحلو. كما أقام مجلس المتن الشمالي للثقافة احتفالاً خطابياً لتأبينه في بلدة الشوير مسقط رأسه، وقررت اللجنة القائمة بأعمال بلدية بيروت إطلاق اسمه على أحد شوارع رأس بيروت، وقامت المطبعة الكاثوليكية بإعادة طبع المجلدات العشر المتعلقة بعهد محمد علي باشا وغيرها.
قال فيه ثيودوسيوس أبو رجيله، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس: «لقد نهض بما عجز عنه أساقفة الكنيسة خلال العصور» وأطلق عليه لقب «مؤرخ الكرسي الأنطاكي» وقال فيه زميله ورفيقه فؤاد أفرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية: «لقد قام بمفرده بأعمال تنوء بها اللجان».
من آثاره المنشورة: «حروب إبراهيم باشا المصري في سورية وبر الأناضول» - «لبنان في عهد الأمراء الشهابيين» (بالاشتراك مع فؤاد أفرام البستاني) في ثلاثة مجلدات -«لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني» (بالاشتراك مع فؤاد أفرام البستاني) مجلد واحد - «تاريخ العرب (بالاشتراك مع قسطنطين زريق) (بالإنكليزية) - «الروم» في مجلدين - «كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى» (ثلاثة مجلدات) 1958 - «آباء الكنيسة» في جزأين، بيروت 1962.
ومن آثاره المخطوطة: «قاموس مفردات العهد الجديد من اليونانية إلى العربية» - «ترجمة تاريخ الكنيسة لأفسابيوس أسقف قيصرية فلسطين» - «لبنان في عهد المتصرفين».
عيسى فتوح