تطوير أول رقعة تستوستيرون لمكافحة انقطاع الطمث
اللصاقة الجديدة تهدف إلى معالجة الفجوة في منتجات سن اليأس.
الثلاثاء 2023/04/04
فقدان الدافع الجنسي مشكل يؤرق النساء
يطمح الباحثون في المملكة المتحدة إلى تحسين حياة النساء من خلال مساعدتهن على حل مشكلة فقدان الدافع الجنسي، جراء الوصول إلى مرحلة سن اليأس. وطور الباحثون أول رقعة تستوستيرون لمكافحة انقطاع الطمث، وهي عبارة عن لصاقة جديدة لتوصيل هرمون التستوستيرون عبر الجلد. وإذا تمت الموافقة على هذا العلاج سيتم تقديمه أولا في المملكة المتحدة.
لندن ـ طور باحثون بريطانيون أول رقعة تستوستيرون في العالم للنساء المصابات بأعراض سن اليأس.
وتهدف “ميذيرنت”، وهي شركة صيدلة بريطانية، إلى بدء التجارب السريرية في الخريف. وإذا حصل العلاج على موافقة الجهات التنظيمية فسيكون التصحيح الوحيد المتاح على مستوى العالم لاستبدال التستوستيرون وسيتم تقديمه أولا في المملكة المتحدة.
وقال ديفيد هادلتون، مؤسس “ميذيرنت” والأستاذ بجامعة وارويك، إن إمكانية تحسين حياة النساء من خلال مساعدتهن على حل مشكلة فقدان الدافع الجنسي، إمكانية واردة جدا.
ويقول الخبراء إن البعض يلجأ إلى جرعات غير منتظمة من الهلام تمت الموافقة عليها فقط للاستخدام من قبل الرجال.
والتستوستيرون هو هرمون أساسي للمرأة وينخفض إنتاجه بشكل كبير بعد انقطاع الطمث.
العلاج إذا حصل على موافقة الجهات التنظيمية سيكون التصحيح الوحيد المتاح على مستوى العالم لاستبدال التستوستيرون
وعلى الرغم من توفر رقع العلاج على بدائل هرمون الأستروجين والبروجستيرون، والتي تلتصق بالجلد لتوصيل الأدوية، لا توجد رقعة لتوصيل هرمون التستوستيرون إلى النساء اللاتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث السلبية.
وتتمثل أعراض انقطاع الطمث في عدم انتظام الدورة الشهرية وجفاف المهبل وهَبَّات الحرارة والقشعريرة والتعرُّق الليلي ومشكلات النوم وتغيرات الحالة المزاجية وزيادة الوزن وبطء عملية الأيض.
ويحدد انقطاع الطمث انتهاء دورات الحيض. ويتم التشخيص بذلك بعد مرور 12 شهرًا من دون دورة شهرية. ويمكن حدوث انقطاع الطمث في عمر 40 أو 50 عامًا، إلا أن متوسط العمر هو 51 عامًا في الولايات المتحدة.
وانقطاع الطمث هو عملية حيوية طبيعية ولكن يمكن للأعراض البدنية، مثل الهبّات الساخنة والأعراض النفسية لانقطاع الطمث، أن تعيق النوم أو تخفض الطاقة أو تؤثّر على الصحة النفسية. وتوجد عدة علاجات المتاحة بدءًا من تغييرات نمط الحياة إلى العلاج الهرموني.
وقال البروفيسور هادلتون “هذا تطور مثير للغاية بالنسبة إلينا، إن إمكانات هذه التكنولوجيا لتحسين حياة النساء هائلة”.
اقرأ أيضاً: الحيض في غير موعده ينذر بالانتباذ البطاني الرحمي
وأضاف أن “العمل الذي نقوم به في ‘ميذيرنت’ وجامعة وارويك ليس مجرد عمل نظري، وإنما يهدف بدلا من ذلك إلى معالجة مشكلة تواجهها النساء والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتهن اليومية ووظائفهن. ويمكن أن يؤدي هذا إلى توفير منتج تشتد الحاجة إليه وهو غير متوفر. ومع التكنولوجيا التي أثبتت فاعليتها يمكننا استخدام التصحيح الجديد الخاص بنا لإزالة البؤس الذي لا داعي له من حياة النساء اليومية. نأمل أن يؤدي هذا إلى تغيير حياة النساء اللواتي يعانين من مشاكل ما بعد انقطاع الطمث على المستوى الوطني والعالمي بالفعل”.
ومنذ عام 2015 أوصت الإرشادات الصادرة عن المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية بأن يتم أخذ مكملات هرمون التستوستيرون في الاعتبار للنساء في سن اليأس مع انخفاض الرغبة الجنسية إذا لم يكن العلاج التعويضي بالهرمونات فعالا.
وتهدف اللصاقة الجديدة إلى معالجة هذه الفجوة في منتجات انقطاع الطمث، وتوفير علاج خاص للنساء يمكن أن تتم إتاحته على نطاق واسع.
ويمكن أن يحسن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام بعض أعراض انقطاع الطمث. وقد يصف الطبيب علاجًا بالهرمونات البديلة، وذلك حسب شدة الأعراض أو مرطبات المهبل في حالة حدوث جفاف المهبل. كما أن العلاج السلوكي المعرفي، وهو نوع من العلاج بالكلام، يمكن أن يساعد على علاج تغيّرات الحالة المزاجية والقلق.
ولا يتطلب انقطاع الطمث أي علاج طبي. بل تركز طرق العلاج على تخفيف مؤشرات المرض والأعراض والوقاية من الحالات المزمنة التي قد تحدث نتيجة التقدم في العمر أو التحكم فيها.
لتخفيف أعراض جفاف المهبل يمكن استخدام الأستروجين مباشرةً داخل المهبل عن طريق استعمال كريم أو قرص أو حلقة مهبلية
وقد تتضمن المعالجة العلاج الهرموني. والعلاج بهرمون الأستروجين هو أفضل خيارات العلاج الفعال لتخفيف هَبَّات الحرارة الناتجة عن انقطاع الطمث. وبناءً على التاريخ الطبي والعائلي، قد يوصي الطبيب بعلاج الأستروجين بأقل جرعة وأقصر إطار زمني لازم لتخفيف الأعراض. وإذا كانت المرأة تنعم بوجود الرحم، فستحتاج إلى البروجستين بالإضافة إلى الأستروجين. ويساعد الأستروجين أيضًا على الوقاية من فقدان العظام. وقد يكون لاستخدام العلاج الهرموني على المدى الطويل بعض مخاطر الإصابة بسرطان القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي، ولكن البدء بتناول الهرمونات في وقت قريب من انقطاع الطمث أظهر فوائد لبعض السيدات. ويجب التحدث إلى الطبيب بشأن فوائد ومخاطر العلاج بالهرمونات وما إذا كان خيارًا آمنًا بالنسبة إلى حالتكِ.
ولتخفيف أعراض جفاف المهبل، يمكن استخدام الأستروجين مباشرةً داخل المهبل عن طريق استعمال كريم أو قرص أو حلقة مهبلية. يفرز هذا العلاج كمية صغيرة من هرمون الأستروجين تمتصها الأنسجة المهبلية. ويمكن أن يساعد على تخفيف أعراض جفاف المهبل والانزعاج أثناء الجماع وبعض أعراض الجهاز البولي.
كما يمكن أن تخفف مضادات الاكتئاب، ذات الصلة بفئة الأدوية التي يُطلق عليها اسم “مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية”، هَبَّات الحرارة الناتجة عن انقطاع الطمث. وقد تكون جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب لمعالجة هَبَّات الحرارة مفيدة للنساء اللاتي لا يستطعن تناول هرمون الأستروجين لأسباب صحية أو للنساء اللائي يحتجن إلى مضادات الاكتئاب بسبب اضطراب حالتهن المزاجية.
وعادةً ما تكون علامات انقطاع الطمث وأعراضه كافية لتعلم معظم النساء أنهن بدأن الدخول في مرحلة انقطاع الطمث. وإذا كانت لدى المرأةِ مخاوف من عدم انتظام الدورة الشهرية أو هبَّات الحرارة، فينبغي أن تزور الطبيب. وقد يوصى في بعض الحالات بإجراء المزيد من التقييم.