بابا وبابويه
Pope and Papacy - Pape et Papauté
البابا والبابوية
البابا Pope كلمة مشتقة أصلاً من اليونانية Pappas ومعناها الأب Father. وهي لقب كنسي يُطلق على الرئيس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية الجامعة (الرومانية الغربية). وقد أُطلقت كلمة «البابا» في تاريخ الكنيسة المبكِّر، على كل أسقف، ثم اقتصر هذا اللقب مع بداية القرن السادس الميلادي حتى اليوم، على أسقف رومة خاصة. كما يطلق أيضاً في الشرق على كرسي البطريركية الأرثوذكسية الاسكندرانية. وهو أسمى المناصب الكهنوتية حيث يوُصف بالألقاب التالية: مطران رومة، ممثل السيد المسيح، خليفة الرسول بطرس ـ هامة الرسل، بطريرك الغرب، الأسقف الأعلى للكنيسة الغربية، كبير أساقفة إيطالية، مخلص دولة الفاتيكان.
ومعظم الباباوات من أصل إيطالي تقريباً ولكن في عام 1978، أصبح جون بول الثاني (يوحنا بولس الثاني) أول بابا غير إيطالي منذ عام 1523، فقد ولد في بولندة، وهو البابا رقم 264 في سلسلة الباباوات في تاريخ الكنيسة. ويُنتخب البابا مدى الحياة، ويمكنه أن يستقيل ولكن لا يمكن أن يقال، وله حق العصمة في الأمور الدينية. ويوضح المجمع الفاتيكاني الأول والثاني أن سلطة البابا على الكنيسة جمعاء مرتبطة بوظيفته، وهذه السلطة لا تحجب سلطة الأساقفة ومهمته التوحيد والمراقبة. وعلى البابا التقيد بالحق الإلهي وبالنظم الأساسية للكنيسة.
البابوية Papacy
هي نظام الحكم الرئيسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والبنية الأساسية لمعتقداتها الدينية. وقد اتخذت كنيسة رومة الرسولية مقراً رئيسياً لها.
وكان للسدة البابوية سلطة واسعة في الغرب في القرن الرابع الميلادي، وخصوصاً بعد أن تلاشت سلطة الأباطرة بعد غزو البرابرة. فكانت قرارات البابا تأخذ صيغة أحكام وتصبح مصدراً للتشريع الغربي، ومن أشهر باباوات هذه الحقبة يوليوس الأول (337-352) وداماسيوس الأول (366-384) وإنوسنت (إينوشنسيوس) الأول (401- 417). وفي الشرق بقيت للبابا منزلة مرموقة ليس بوصفه رئيساً للشطر الغربي من الكنيسة فحسب بل لكونه مرجعاً يلجأ إليه لإحقاق الحق وللاحتماء من عبث الأباطرة.
وقد اكتمل مفهوم السلطة البابوية كمسؤولية رعوية تجاه الكنيسة كلها، ترتكز على سلطة إلهية هي امتداد سلطة بطرس كبير الرسل، في أواسط القرن الخامس حين برز القديس لاون الكبير (440-461)، وقد دافع أساقفة رومة عن العقيدة المسيحية إبان الخلافات التي ثارت حول عقيدتي التثليث والتجسد ولاسيما في الشرق.
لمّا بسط الامبراطور البيزنطي جستنيان (يوستينيانوس) حكمه على جزء كبير من إيطالية وإفريقية الشمالية في القرن السادس أصبحت السدة البابوية لأول مرة تحت حكم الأباطرة البيزنطيين. وبرز الامبراطور جستنيان الذي أقر في تشريعه تقسيم الكنيسة إلى خمس بطريركيات [ر.البطريركية]، رومة التي تشمل الغرب كله والقسطنطينية والاسكندرية وأنطاكية والقدس.
وبدأ النفور بين البابوية والامبراطورية البيزنطية مع الامبراطور البيزنطي ليو (ليون) الإيسوري محارب الأيقونات، الذي اقتطع مناطق البلقان التابعة مباشرة لرومة وضمها إلى بطريركية القسطنطينية. ولمّا هدد اللومبارديون رومة وعجز البيزنطيون عن حمايتها استنجد البابا إستفانوس الثاني بملك الفرنجة الذي حرر البلاد ولم يعدها إلى البيزنطيين بل وهبها للبابا. وأشهر باباوات هذه الحقبة البابا غريغوريوس الكبير (590-604). وقد اعتلى كرسي رومة عدة باباوات من أصل شرقي خمسة منهم سوريون هم: يوحنا الخامس (685ـ686)، وسرجيوس الأول (687-701)، وسيسينيوس (708)، وقسطنطين (708-715)، وغريغوريوس الثالث (731-741).
كما زاد النفور بين البابوية والامبراطورية البيزنطية حين توج البابا لاون الثالث شارلمان امبراطوراً على الغرب عام 800، وأنذرت القطيعة السياسية بين الغرب والشرق بالقطيعة الدينية. وظلّت الوحدة الكنسية قائمة بين الشرق وكرسي رومة مدة، لكن تدخلات البابا في الشرق صارت نادرة. وآخر مجمع رسمي اشترك فيه البابا وموفدوه مع سائر البطاركة في الشرق هو مجمع القسطنطينية لعام (879-880) الذي تصالح فيه بطريرك القسطنطينية مع الكرسي الروماني واعترف فيه برئاسته العليا مع الإقرار بحق البطريركيات الشرقية في اتباع تقليدها الخاص. وبدأت العلاقات تتضاءل في القرن العاشر حتى انقطعت في القرن الحادي عشر رسمياً مع البطريرك كارولاريوس عام 1054. ومن أبرز باباوات رومة في القرن التاسع البابا نيقولا الأول (858-867) الذي قاوم سلطة رؤساء الأساقفة في الغرب ودخل في مواجهة مع البطريرك القسطنطيني فوطيوس.
ومع أواخر القرن التاسع ومطلع القرن العاشر عرفت البابوية عصراً مظلماً سمي العصر الحديدي فأصبح الكرسي البابوي ألعوبة بيد كبريات الأسر الإقطاعية الإيطالية، ثم وقع تحت سيطرة الأباطرة الألمان.
ولمّا اعتلى السدة البابوية غريغوريوس السابع (1073-1085)، توطدت معه المركزية البابوية، حيث فرض الكثير من الإصلاحات وأعلن سلطته العليا على الملوك والأباطرة وأخذ يقيلهم ويحل عصيانهم إذا خرجوا على طاعة الله، وبدا الباباوات الرؤساء الحقيقيين للمجتمع الغربي. وقد لمع في هذا العصر البابا إنوسنت الثالث (1198-1216)، الذي قامت في عهده الحملة الصليبية الرابعة بغزو القسطنطينية عام 1204، وبإنشاء دولة لاتينية على الأراضي البيزنطية، وتعيين بطاركة لاتين على الكرسي القسطنطيني فزاد التباعد بين الشرق والغرب واتخذ طابع العداء.
كما بلغت السلطة البابوية أوجها مع الباب
Pope and Papacy - Pape et Papauté
البابا والبابوية
البابا Pope كلمة مشتقة أصلاً من اليونانية Pappas ومعناها الأب Father. وهي لقب كنسي يُطلق على الرئيس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية الجامعة (الرومانية الغربية). وقد أُطلقت كلمة «البابا» في تاريخ الكنيسة المبكِّر، على كل أسقف، ثم اقتصر هذا اللقب مع بداية القرن السادس الميلادي حتى اليوم، على أسقف رومة خاصة. كما يطلق أيضاً في الشرق على كرسي البطريركية الأرثوذكسية الاسكندرانية. وهو أسمى المناصب الكهنوتية حيث يوُصف بالألقاب التالية: مطران رومة، ممثل السيد المسيح، خليفة الرسول بطرس ـ هامة الرسل، بطريرك الغرب، الأسقف الأعلى للكنيسة الغربية، كبير أساقفة إيطالية، مخلص دولة الفاتيكان.
ومعظم الباباوات من أصل إيطالي تقريباً ولكن في عام 1978، أصبح جون بول الثاني (يوحنا بولس الثاني) أول بابا غير إيطالي منذ عام 1523، فقد ولد في بولندة، وهو البابا رقم 264 في سلسلة الباباوات في تاريخ الكنيسة. ويُنتخب البابا مدى الحياة، ويمكنه أن يستقيل ولكن لا يمكن أن يقال، وله حق العصمة في الأمور الدينية. ويوضح المجمع الفاتيكاني الأول والثاني أن سلطة البابا على الكنيسة جمعاء مرتبطة بوظيفته، وهذه السلطة لا تحجب سلطة الأساقفة ومهمته التوحيد والمراقبة. وعلى البابا التقيد بالحق الإلهي وبالنظم الأساسية للكنيسة.
البابوية Papacy
هي نظام الحكم الرئيسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والبنية الأساسية لمعتقداتها الدينية. وقد اتخذت كنيسة رومة الرسولية مقراً رئيسياً لها.
وكان للسدة البابوية سلطة واسعة في الغرب في القرن الرابع الميلادي، وخصوصاً بعد أن تلاشت سلطة الأباطرة بعد غزو البرابرة. فكانت قرارات البابا تأخذ صيغة أحكام وتصبح مصدراً للتشريع الغربي، ومن أشهر باباوات هذه الحقبة يوليوس الأول (337-352) وداماسيوس الأول (366-384) وإنوسنت (إينوشنسيوس) الأول (401- 417). وفي الشرق بقيت للبابا منزلة مرموقة ليس بوصفه رئيساً للشطر الغربي من الكنيسة فحسب بل لكونه مرجعاً يلجأ إليه لإحقاق الحق وللاحتماء من عبث الأباطرة.
وقد اكتمل مفهوم السلطة البابوية كمسؤولية رعوية تجاه الكنيسة كلها، ترتكز على سلطة إلهية هي امتداد سلطة بطرس كبير الرسل، في أواسط القرن الخامس حين برز القديس لاون الكبير (440-461)، وقد دافع أساقفة رومة عن العقيدة المسيحية إبان الخلافات التي ثارت حول عقيدتي التثليث والتجسد ولاسيما في الشرق.
لمّا بسط الامبراطور البيزنطي جستنيان (يوستينيانوس) حكمه على جزء كبير من إيطالية وإفريقية الشمالية في القرن السادس أصبحت السدة البابوية لأول مرة تحت حكم الأباطرة البيزنطيين. وبرز الامبراطور جستنيان الذي أقر في تشريعه تقسيم الكنيسة إلى خمس بطريركيات [ر.البطريركية]، رومة التي تشمل الغرب كله والقسطنطينية والاسكندرية وأنطاكية والقدس.
وبدأ النفور بين البابوية والامبراطورية البيزنطية مع الامبراطور البيزنطي ليو (ليون) الإيسوري محارب الأيقونات، الذي اقتطع مناطق البلقان التابعة مباشرة لرومة وضمها إلى بطريركية القسطنطينية. ولمّا هدد اللومبارديون رومة وعجز البيزنطيون عن حمايتها استنجد البابا إستفانوس الثاني بملك الفرنجة الذي حرر البلاد ولم يعدها إلى البيزنطيين بل وهبها للبابا. وأشهر باباوات هذه الحقبة البابا غريغوريوس الكبير (590-604). وقد اعتلى كرسي رومة عدة باباوات من أصل شرقي خمسة منهم سوريون هم: يوحنا الخامس (685ـ686)، وسرجيوس الأول (687-701)، وسيسينيوس (708)، وقسطنطين (708-715)، وغريغوريوس الثالث (731-741).
كما زاد النفور بين البابوية والامبراطورية البيزنطية حين توج البابا لاون الثالث شارلمان امبراطوراً على الغرب عام 800، وأنذرت القطيعة السياسية بين الغرب والشرق بالقطيعة الدينية. وظلّت الوحدة الكنسية قائمة بين الشرق وكرسي رومة مدة، لكن تدخلات البابا في الشرق صارت نادرة. وآخر مجمع رسمي اشترك فيه البابا وموفدوه مع سائر البطاركة في الشرق هو مجمع القسطنطينية لعام (879-880) الذي تصالح فيه بطريرك القسطنطينية مع الكرسي الروماني واعترف فيه برئاسته العليا مع الإقرار بحق البطريركيات الشرقية في اتباع تقليدها الخاص. وبدأت العلاقات تتضاءل في القرن العاشر حتى انقطعت في القرن الحادي عشر رسمياً مع البطريرك كارولاريوس عام 1054. ومن أبرز باباوات رومة في القرن التاسع البابا نيقولا الأول (858-867) الذي قاوم سلطة رؤساء الأساقفة في الغرب ودخل في مواجهة مع البطريرك القسطنطيني فوطيوس.
ومع أواخر القرن التاسع ومطلع القرن العاشر عرفت البابوية عصراً مظلماً سمي العصر الحديدي فأصبح الكرسي البابوي ألعوبة بيد كبريات الأسر الإقطاعية الإيطالية، ثم وقع تحت سيطرة الأباطرة الألمان.
ولمّا اعتلى السدة البابوية غريغوريوس السابع (1073-1085)، توطدت معه المركزية البابوية، حيث فرض الكثير من الإصلاحات وأعلن سلطته العليا على الملوك والأباطرة وأخذ يقيلهم ويحل عصيانهم إذا خرجوا على طاعة الله، وبدا الباباوات الرؤساء الحقيقيين للمجتمع الغربي. وقد لمع في هذا العصر البابا إنوسنت الثالث (1198-1216)، الذي قامت في عهده الحملة الصليبية الرابعة بغزو القسطنطينية عام 1204، وبإنشاء دولة لاتينية على الأراضي البيزنطية، وتعيين بطاركة لاتين على الكرسي القسطنطيني فزاد التباعد بين الشرق والغرب واتخذ طابع العداء.
كما بلغت السلطة البابوية أوجها مع الباب