حلمي حباب (Hilmi-Habbab) خطاط سوري ولد وتوفي في دمشق.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلمي حباب (Hilmi-Habbab) خطاط سوري ولد وتوفي في دمشق.

    حباب (حلمي)

    Habbab (Hilmi-) - Habbab (Hilmi-)

    حباب (حلمي -)
    (1909-2000م)

    حلمي حباب خطاط سوري ولد وتوفي في دمشق. بدأ تعلمه اللغة العربية والتركية في الكتاتيب مع حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وحمل قلم الخط «القصبة» وخطّ به الحروف والكلمات راغباً في تعلم قواعد الخط العربي ليمتهنه منذ عام 1927م، مع استمراره التتلمذ على يد الخطاط «ممدوح الشريف» أحد أعلام الخط العربي في دمشق، فدرس قواعد خطوط الثلث والنسخ والتعليق والرقعة والديواني الجلي والكوفي، وبقي ملازماً معلمه حتى وفاته سنة 1934م، وسطّر على شاهدة قبره بخط التعليق أبيات شعر تنعي الخط والخطاط.
    ذاعت شهرة حلمي حباب بعد وفاة أستاذه، وانطلق يعمل في الأعمال الخاصة والرسمية، فعلّم الخط في الكثير من المدارس والمعاهد، وصار معلم الخط العربي في وزارة المعارف (التربية اليوم)، ودرّس في الكلية العلمية بدمشق، والمدرسة الكاملية، ودور المعلمين الابتدائية، ومدرسة التجارة، ثم في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، إضافة لعمله خبيراً محلفاً لدى محاكم دمشق.
    اعتُمد مدة طويلة ـ وخاصةً بعد وفاة الخطاط محمد بدوي الديراني سنة 1967م خطاط الجهات الرسمية السورية، فكتب جميع البراءات للأوسمة السورية كوسام أمية والشرف العسكري والاستحقاق السوري والإخلاص، وخطّط اللوحات النحاسية الكثيرة للسفارات السورية في بلدان العالم، وعمل اللوحات الرخامية بوزارة الصحة مثل لوحات المخابر ومدخل الوزارة ولوحة: «إن لجسدك عليك حقاً» إضافة لخطوطه الكثيرة في جامعة دمشق مثل «كلية الطب» و «كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية» و«مدرج جامعة دمشق» وجميع شهادات الجامعة، وجامعة البعث في حمص.
    وتبقى خطوط «جامع العثمان» و «جامع الأكرم» أهم الشواهد على نضج تجربته وتمكنه من إيجاد شخصية خاصة تحمل النكهة الشامية في الخط العربي، وليبلغ الذروة في لوحته الشهيرة بخط الثلث المتصدرة مدخل مقابر الشهداء في نجها، «ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» .
    يشكل تناوله الموضوعات الحياتية في خطوطه حيزاً هاماً، فحملت لوحاته الحكم والأمثال والأقوال المأثورة، وارتفعت خطوطه فوق واجهات المحلات التجارية مستخدماً التقانات المتنوعة كالورق والدهان والرخام، وعمل في مكتبه بمنطقة العصرونية مدة خمسين عاماً بجد ونشاط يساعده تلميذه الخطاط «أمين دياب» منفذاً له العديد من اللوحات، وليترافق عمله مع تدريسه وتوجيه التلامذة وإرشادهم، ولابد من ذكر تلميذ آخر رافقه منذ الطفولة هو الخطاط «محمد قنوع».
    ألف حلمي حباب كراساً عن الخط حمل عنوان «الفن العربي في الرقعة والثلث»، وتأثر طلبة كلية الفنون الجميلة بأسلوبه الفني، وساهم بفاعلية في نشر فنون الخط بين الفنانين التشكيليين، وكان منتقداً دائماً الخطوط الحديثة ولاسيما تلك التي تعتمد الرسم في تشكيل حروفها.
    شارك حباب خلال حياته في المعارض المحلية والعربية والدولية، ونال الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في معرض وزارة الاقتصاد عام 1939م، ثم منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى بالمرسوم رقم 785 تاريخ 31/12/1988، الذي أصدره السيد الرئيس حافظ الأسد تقديراً لجهوده الكبيرة في مجال تطوير فن الخط العربي مما جعله أحد أعلام هذا الفن عربياً وعالمياً. وباقتراح من جمعية الخطاطين السوريين. وفي تاريخ 27 كانون الأول عام 1997 منحته وزارة الثقافة لقب «شيخ الخطاطين» ضمن احتفال تكريمي شمل إقامة معرض كبير شارك فيه عدد من خطاطي سورية.
    إن في تراكيب حلمي الخطية قدرة تعبيرية امتازت بالوضوح والبساطة في رسمه الحروف وعلاقة الكلمات مع بعضها وتوضعها ضمن تآلف وانسجام محاولاً التقيد بالقياس والوزن الأساسي، فهو يتصرف باتجاه الحروف وحركتها بما ينسجم مع هدفه في تحقيق لوحته الخطية المعبرة عن شخصيته، لذلك نراه في بعض اللوحات يعتمد قلمين مختلفين لاستنباط تكوينه المطلوب.
    توفي حلمي حباب بعد حياة حافلة بالعطاء، وبقيت آثاره الخطية شاهداً على المستوى المتقدم الذي وصل إليه فن الخط العربي على يديه مع محافظته على التقاليد المتوارثة.

    محمد غنوم
يعمل...
X