حكيم (حسن)
Al-Hakim (Hassan-) - Al-Hakim (Hassan-)
الحكيم (حسن -)
(1305-1402هـ/1866-1982م)
حسن بن عبد الرزاق الحكيم، سياسي ورجل دولة سوري. ولد في دمشق، وكان أبوه يعمل في إدارة أراضيه الزراعية الواسعة، وقد ربته والدته على الإقبال على العلم والأدب.
نشأ في حي الميدان المعروف بحسن بلائه في القضايا الوطنية، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي (الثانوي) في المدارس العثمانية في دمشق وفي الآستانة.
تولى مناصب إدارية ومالية وسياسية كثيرة. اتصف بالصدق والحزم والنزاهة والثبات على المبدأ، وغدا من أعلام الحياة السياسية في سورية.
كان في أواخر الحكم التركي مديراً للشعبة الثانية لمكتب اللوازم العسكرية، ثم عين مفتشاً للمالية في أوائل العهد العربي الفيصلي (1918- 1920)، ثم مديراً عاماً للبرق والبريد. وقد ألصقت به تهمة، حوكم بسببها أمام المجلس العرفي وبرّئ منها، فهاجر إلى مصر ثم إلى الأردن، وعين فيه مستشاراً للمالية عام 1921.
ثم عاد إلى دمشق، واحتفى مع المحتفين بالسيد كراين الأمريكي الذي جاء عام 1922 على رأس لجنة لدراسة أحوال البلاد، وإجراء استفتاء فيها لمعرفة رأي الشعب السوري في الدولة التي يريد أن تشرف عليه، إن لم يستطع الحصول على الاستقلال التام. فغضبت الدولة المنتدبة(فرنسا)، وحاكمته مع ثلة من رفاقه، وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات، قضى منها تسعة عشر شهراً في دمشق وبيت الدين وجزيرة أرواد، ثم صدر العفو عنهم وأطلق سراحهم سنة 1923م.
وفي عام 1925 كان له دور واضح في الثورة السورية التي عمّت سورية كلها ضد المستعمر الفرنسي، فحوكم مع رفاقه: عبد الرحمن الشهبندر، وسعيد حيدر وغيرهما غيابياً، وحكم عليه بالإعدام، فالتجأ إلى شرقي الأردن، وتنقل بينها وبين مصر والعراق وفلسطين، وتولى مناصب عديدة فيها، فقد عيّن مديراً للبنك العربي بيافا (1931-1934)، وشارك في تأسيس المصرف الزراعي الصناعي في بغداد، وقضى في منفاه اثني عشر عاماً (1925-1937)، وكان الوطنيون قد تسلّموا الحكم تحت إشراف الدولة المنتدبة، فعاد مع رفاقه إلى سورية، وجرى له استقبال لم تشهد له البلاد مثيلاً في تاريخها.
عيّن الحكيم بعد عودته من منفاه مديراً للأوقاف الإسلامية (1937) ثم وزيراً للمعارف (1939)، ثم مديراً عاماً للمصرف الزراعي. وعهد إليه في أيلول من عام 1941 برئاسة مجلس الوزراء، وقد جرت في عهد وزارته الأولى مفاوضات مضنية مع فرنسا لإعلان استقلال سورية رسمياً، وإعادة وحدة البلاد بعد أن جعلها المستعمر دويلات صغيرة، فأعيدت منطقتا اللاذقية وجبل الدروز إلى الوطن الأم عام 1942، وأعلن استقلال سورية واعترفت بها دول عدة. وأعلن عن انتخابات للجمعية التأسيسية التي تحولت إلى مجلس للنواب (برلمان). وانتخب حسن الحكيم عضواً فيه عام 1949. وفي عام 1950 عيّن وزيراً للدولة، وفي عام 1951 عهد إليه بتأليف وزارته الثانية، واستقال منها بعد ثلاثة أشهر، لما أشيع عنه أنه يمهد لإقامة عرش يتربع عليه الملك عبد الله بن الحسين الهاشمي، وهي تهمة نفاها بشدة.
انتسب في أول عــهده إلى حزب العهد، وكان عضواً في مجلس إدارته (1918)، ثم أصبح عام 1924 أميناً عاماً لحزب الشعب وعضواً في مجلس إدارته.
من أهم مؤلفاته:
ـ مذكراتي: صفحات من تاريخ سورية الحديث (1920-1958)، 1965.
ـ الوثائق التاريخية المتعلقة بالقضية السورية في العهدين: العربي الفيصلي والانتدابي الفرنسي (1915-1946)، 1972.
ـ صفحة من حياة الشهبندر، 1974.
ـ خبراتي في الحكم، 1978.
إضافة إلى مجموعة ثمينة من الخطب والمقالات والأحاديث التي دعت إليها بعض المناسبات التاريخية والسياسية، محفوظة في مديرية الوثائق التاريخية بدمشق.
عاصم البيطار
Al-Hakim (Hassan-) - Al-Hakim (Hassan-)
الحكيم (حسن -)
(1305-1402هـ/1866-1982م)
حسن بن عبد الرزاق الحكيم، سياسي ورجل دولة سوري. ولد في دمشق، وكان أبوه يعمل في إدارة أراضيه الزراعية الواسعة، وقد ربته والدته على الإقبال على العلم والأدب.
نشأ في حي الميدان المعروف بحسن بلائه في القضايا الوطنية، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي (الثانوي) في المدارس العثمانية في دمشق وفي الآستانة.
تولى مناصب إدارية ومالية وسياسية كثيرة. اتصف بالصدق والحزم والنزاهة والثبات على المبدأ، وغدا من أعلام الحياة السياسية في سورية.
كان في أواخر الحكم التركي مديراً للشعبة الثانية لمكتب اللوازم العسكرية، ثم عين مفتشاً للمالية في أوائل العهد العربي الفيصلي (1918- 1920)، ثم مديراً عاماً للبرق والبريد. وقد ألصقت به تهمة، حوكم بسببها أمام المجلس العرفي وبرّئ منها، فهاجر إلى مصر ثم إلى الأردن، وعين فيه مستشاراً للمالية عام 1921.
ثم عاد إلى دمشق، واحتفى مع المحتفين بالسيد كراين الأمريكي الذي جاء عام 1922 على رأس لجنة لدراسة أحوال البلاد، وإجراء استفتاء فيها لمعرفة رأي الشعب السوري في الدولة التي يريد أن تشرف عليه، إن لم يستطع الحصول على الاستقلال التام. فغضبت الدولة المنتدبة(فرنسا)، وحاكمته مع ثلة من رفاقه، وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات، قضى منها تسعة عشر شهراً في دمشق وبيت الدين وجزيرة أرواد، ثم صدر العفو عنهم وأطلق سراحهم سنة 1923م.
وفي عام 1925 كان له دور واضح في الثورة السورية التي عمّت سورية كلها ضد المستعمر الفرنسي، فحوكم مع رفاقه: عبد الرحمن الشهبندر، وسعيد حيدر وغيرهما غيابياً، وحكم عليه بالإعدام، فالتجأ إلى شرقي الأردن، وتنقل بينها وبين مصر والعراق وفلسطين، وتولى مناصب عديدة فيها، فقد عيّن مديراً للبنك العربي بيافا (1931-1934)، وشارك في تأسيس المصرف الزراعي الصناعي في بغداد، وقضى في منفاه اثني عشر عاماً (1925-1937)، وكان الوطنيون قد تسلّموا الحكم تحت إشراف الدولة المنتدبة، فعاد مع رفاقه إلى سورية، وجرى له استقبال لم تشهد له البلاد مثيلاً في تاريخها.
عيّن الحكيم بعد عودته من منفاه مديراً للأوقاف الإسلامية (1937) ثم وزيراً للمعارف (1939)، ثم مديراً عاماً للمصرف الزراعي. وعهد إليه في أيلول من عام 1941 برئاسة مجلس الوزراء، وقد جرت في عهد وزارته الأولى مفاوضات مضنية مع فرنسا لإعلان استقلال سورية رسمياً، وإعادة وحدة البلاد بعد أن جعلها المستعمر دويلات صغيرة، فأعيدت منطقتا اللاذقية وجبل الدروز إلى الوطن الأم عام 1942، وأعلن استقلال سورية واعترفت بها دول عدة. وأعلن عن انتخابات للجمعية التأسيسية التي تحولت إلى مجلس للنواب (برلمان). وانتخب حسن الحكيم عضواً فيه عام 1949. وفي عام 1950 عيّن وزيراً للدولة، وفي عام 1951 عهد إليه بتأليف وزارته الثانية، واستقال منها بعد ثلاثة أشهر، لما أشيع عنه أنه يمهد لإقامة عرش يتربع عليه الملك عبد الله بن الحسين الهاشمي، وهي تهمة نفاها بشدة.
انتسب في أول عــهده إلى حزب العهد، وكان عضواً في مجلس إدارته (1918)، ثم أصبح عام 1924 أميناً عاماً لحزب الشعب وعضواً في مجلس إدارته.
من أهم مؤلفاته:
ـ مذكراتي: صفحات من تاريخ سورية الحديث (1920-1958)، 1965.
ـ الوثائق التاريخية المتعلقة بالقضية السورية في العهدين: العربي الفيصلي والانتدابي الفرنسي (1915-1946)، 1972.
ـ صفحة من حياة الشهبندر، 1974.
ـ خبراتي في الحكم، 1978.
إضافة إلى مجموعة ثمينة من الخطب والمقالات والأحاديث التي دعت إليها بعض المناسبات التاريخية والسياسية، محفوظة في مديرية الوثائق التاريخية بدمشق.
عاصم البيطار