سرطان الموثه Prostate cancer - Cancer de la prostate

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرطان الموثه Prostate cancer - Cancer de la prostate

    سرطان الموثة

    تقع الموثة prostate تحت المثانة وتحيط إحاطة تامة بالقسم الأول من الإحليل، تقدر أبعادها بنحو 3 إلى 4سم عرضاً حذاء قاعدتها، أما طولها فيراوح بين 3 و 5سم وقطرها الأمامي الخلفي نحو 3سم.
    تتألف الموثة من بشرة غدية تبطن العنبات الموثية، ومن قنوات مفرغة تؤلف نحو 50 إلى70 من حجم الموثة ويتألف باقي الغدة من نسيج ليفي عضلي.
    تصاب الموثة بأورام متنوعة بعضها حميد وهو ما يسمى بالورم الغدي الموثي أو ضخامة الموثة، وينشأ من فرط تنسجhyperplasia في المنطقة حول الإحليل وبعضها خبيث هي: السرطان الغدي الموثي والورم الموثي العفلي أو الغرني sarcoma.
    يحتل سرطان الموثة، بحسب الإحصاءات الأمريكية، المرتبة الثانية للوفيات بالسرطان عند الذكور بوجه عام. وتندر مشاهدته قبل سن الـ40 من العمر وتزداد نسبة حدوثه بعد ذلك بصورة طردية مع ازدياد العمر حتى إن بعض الإحصاءات قدرت أن 25% ممن هم في الثمانينات مصابون بهذا المرض سريرياً. ولوحظ حدوث سرطان الموثة عند بعض العائلات مما يشير إلى وجود استعداد وراثي.
    يتصف هذا المرض بأن الأعراض البولية الانسدادية تظهر في مرحلة متأخرة من سيره، وبانتقاله إلى العظام (الحوض والعمود الفقري خاصة) وبتسبيبه للقصور الكلوي، نتيجة سده لعنق المثانة أو لأحد الحالبين أو لكليهما معاً. ويُسد الحالب إما بالعقد الحوضية المتضخمة المصابة بالنقائلmetastases أو بسبب امتداد الورم إلى الحويصلين المنويين وضغطه على الحالبين، كما يظهر لدى المريض فقر دم في المراحل المتأخرة من المرض نتيجة تقرح الورم من جهة وتثبيطه النقي من جراء النقائل إلى نقي العظام من جهة أخرى.
    الأسباب
    أسباب سرطان الموثة غير معروفة تماماً، وذكر عنها الكثير مثل البدانة وبعض أنواع الحميات الغذائية أو نقص تناول الفيتامين E وكلها غير مؤكدة ولكن المؤكد هو العامل الجيني وعلاقة الأندروجيناتandrogens بتنشيط نمو السرطان الموثي وتثبيط الاستروجينات estrogens لهذا النمو، لذلك تعد معظم حالات سرطان الموثة من الأورام المعتمدة على الهرمونات الجنسيةsex hormone dependent tumors. وهذا ما اكتشفه هيغنس Huggins في الأربعينيات من القرن الماضي ونال عن ذلك جائزة نوبل.
    الإمراض والسير
    غالباً ما يشاهد السرطان الموثي مع فرط التصنع الموثي السليم، من دون أن يكون بينهما علاقة، أي إن الضخامة الموثية السليمة لا تستحيل سرطاناً، كما يشاهد السرطان في حالات قليلة ضمن الورم الغدي الموثي إذا نشأ في المنطقة الوسيطة أو المركزية للموثة، ويظهر جزيراتٍ سرطانيةٍ بالفحص المجهري للأورام الغدية المستأصلة.
    تتظاهر الآفة الباكرة في سرطان الموثة سريرياً في أثناء إجراء المس الشرجي بعقيدة صلبة على السطح الخلفي أو الخلفي الجانبي للموثة، بحجم العدسة أو بقطر يزيد على 0.5 سم وهي تستدعي الانتباه والشك في طبيعتها، وأخذ خزعة منها، لأن معالجة المرض على نحو جذري في مراحله الأولى كفيلة بشفاء المريض وخلاصه من الإصابة.
    تنمو العقيدة السرطانية إذا تركت وشأنها في جميع الاتجاهات حتى تصبح شاملة لفص موثي كامل، وفي هذه المرحلة يشعر الطبيب، لدى إجراء المس الشرجي، بصلابة حجرية شاملة لكل الفص، وإذا استمر نمو الورم انتشر موضعياً وشمل الحويصل المنوي الموافق لجهة الإصابة، وهذه تمثل مرحلة متقدمة جداً. ولا يمتد السرطان الموثي عادة نحو المستقيم، لكنه ينمو نحو الداخل حتى يصل إلى الإحليل وعنق المثانة، وقد يتقرح سطحه البارز في عنق المثانة ويسبب نزفاً. ويحدث هذا في الأدوار الأخيرة جداً ونمو السرطان نحو الإحليل يؤدي إلى انسداد لمعته وإعاقة خروج البول من المثانة.
    تنتشر الخلايا السرطانية الموثية إلى العقدة اللمفية السدادية أولاً، ثم إلى العقد اللمفية الحوضية، كما تصاب العقد الأربية والعقد فوق الترقوة اليسرى في مرحلة لاحقة أحياناً. إضافة إلى الانتقال بالطريق اللمفي يمكن للسرطان الموثي أن ينتقل بالأوردة إلى عظام الحوض ورأس الفخذ والعمود القطني والجمجمة مما يؤدي إلى انتقالات مصنَّعة للعظم غالباً وحاَّلة له أحياناً تسبب آلاماً عظمية مبرحة أو كسوراً عظمية أو متلازمات عصبية انضغاطية المنشأ (شلول). كما ينتقل المرض إلى الرئتين والكبد ونقي العظم.
    يتراجع السرطان الموثي بعد المعالجة بمضادات الأندروجين في أكثر الحالات، فيصغر حجم الغدة، ويلين قوامها، وتتراجع الأعراض البولية الانسدادية على أن هذا التراجع، على الرغم من حدوثه، فإنه قد يتوقف بعد 2 إلى 5 سنوات من سير المرض، وذلك لطغيان نشوء السلالات الورمية غير الخاضعة للمعالجة بمضادات الأندروجينات وتشكيلها معظم حجم الورم. ويعود سبب هذا التطور إلى أن سرطان الموثة يتألف من كتل خلوية غير متجانسة وظيفياً يمكن تقسيمها إلى:
    ـ خلايا معتمدة في نموها وتكاثرها على وجود الهرمون المذكر أو الأندروجينات وتشكل القسم الأعظم من الورم خاصة قبل معالجته بمضادات الأندروجينات.
    ـ خلايا حساسة للأندروجينات وتتكاثر ببطء حتى من دون وجود الأندروجينات، ولكن هذا التكاثر يزداد إذا أعطيت هذه الهرمونات.
    ـ خلايا تتكاثر بسرعة حتى في حال عدم وجود الأندروجينات، ويؤدي تكاثرها إلى تشكل حالات السرطان الموثي المعند على الأندروجينات أو المسمى refractory cancer. وتشاهد هذه الخلايا بكثرة في الحالات المعندة والمتقدمة والتي لم ينفع فيها أي علاج حتى اليوم.
    وتفيد النقاط التالية في فهم هذا المرض وتطوره وسبل تجنبه ومعالجته:
    ـ يحدث هذا المرض بدءاً من العقد الخامس من العمر، وخاصة ممن في سوابقهم العائلية إصابة به، مما يدفع بإلحاح إلى ضرورة إجراء الفحص السريري الدوري لأفراد عائلة المصاب، للبحث عن احتمال الإصابة باكراً.
    ـ يتطور هذا المرض تطوراً صامتاً بدون ظهور أعراض بولية في بدء تكونه والسبيل الوحيد لكشفه باكراً هو الفحص الدوري السريري والفحوص المخبرية .
    ـ ينجم عن التأخر في تشخيص المرض إصابة متقدمة لا يمكن إزالتها بصورة جذرية وتامة، ولا يبقى للمعالجة منها إلا المعالجة الملطفة بمضادات الأندروجينات، وهي معالجة ناجعة ولكنها مؤقتة.
    ـ تصبح الحياة في نهاية تطور المرض لا تطاق عند المصاب، إذ قد تظهر أعراض كثيرة مزعجة جداً منها: الآلام العظمية الشديدة والمعممة، والنزوف البولية والعامة، وأعراض فقر الدم والوهن، والشلول العصبية، والانسدادات البولية والأسر البولي.
    إن إمكانية معالجة المرض في هذه المرحلة متواضعة جداً وتقوم على المسكنات المركزية وإعطاء الدم وغيرها من المعالجات العرضية .
    التشريح المرضي وتصنيف غليسون Gleason
    ينشأ السرطان الموثي في المنطقة المحيطية للغدة بنسبة 70%، وفي المنقطة الوسيطة بنسبة 10 إلى 15%، وفي المنطقة المركزية بنسبة 15 إلى 20%.
    وضع غليسون Gleason هذا التصنيف في عام 1974 اعتماداً على حجم الإصابة ودرجة تمايز الخلايا السرطانية، إذ من المعلوم أنه كلما ازداد حجم الإصابة وازدادت درجتها كان الورم أشد خبثاً وأسوأ إنذاراً.
    الأعراض والتشخيص
    لا يتظاهر سرطان الموثة بأعراض في مراحله الباكرة. أما في المراحل المتأخرة فتظهر: الأعراض البولية السفلية من تعدد بيلات وعسرة تبول. والأعراض الناجمة عن الانتقالات متنوعة ومتعددة بحسب المكان. أما العلامات السريرية التي يحصل عليها الطبيب بالفحص الطبي وخاصة بالمس الشرجي فهي جس عقيدة قاسية على سطح الموثة تختلف في حجمها باختلاف مرحلة الإصابة. ولابد لتشخيص المرض في مراحله الباكرة ما أمكن من إجراء مايأتي:
    ـ عيار مقدار المستضد النوعي للموثةprostate specific antigen (P.S.A) في الدم وهو غليكوبروتين يفرز من غدة الموثة الطبيعة ولكن يزيد مقداره إذا أصيبت هذه الغدة بالسرطان لذلك يعد هذا العيار الذي اكتشف في عام 1982 من الدلائل الورمية المهمة التي يجب معايرتها سنوياً لكل من تجاوز الخمسين من العمر. يبلغ مقدار الـP.S.A الطبيعي 2.5 لمن هم في سن الخمسين، ويزيد حتى 6.5 في العقد السابع من العمر، وإن زيادة مقداره عن هذه الحدود يعد إشارة إلى احتمال الإصابة بالسرطان الموثي.
    ـ إذا كان مقدار الـ P.S.A مرتفعاً يجرى لإثبات التشخيص دراسة بالأمواج فوق الصوتية للموثة بوساطة مسبار خاص يدخل للمستقيم عن طريق الشرج وعن طريقه ترى الآفة المشتبه بها، وتؤخذ من خلال هذا المسبار عدة خزع من المنطقة المشبوهة بالإصابة لإرسالها للفحص التشريحي المرضي الذي يؤكد التشخيص.
    بعد وضع التشخيص والتأكد، بإجراء فحوص طبية وشعاعية أخرى، من أن المرض ما زال محصوراً في غدة الموثة ولا توجد نقائل خبيثة للعقد أو للاعضاء المختلفة، يمكن شفاء المريض بإجراء العملية الجراحية الواسعة وهي استئصال الموثة الجذري الذي يشمل الموثة والحويصلين المنويين والإحليل الموثي وتفاغر المثانة مع الإحليل.
    المعالجة
    ـ المعالجة الشافية: وتجرى في مراحل المرض الأولى حينما تكون الإصابة موضعة في غدة الموثة، وتقوم إما على استئصال الموثة الجراحي الجذري، أو المعالجة الشعاعية للموثة المصابة، ونتائج هاتين الطريقتين في الشفاء عالية في هذه المرحلة، علماً أن للمعالجة الشعاعية مضاعفات قد تكون مزعجة للمريض .
    ـ المعالجة الملطفة: وتجرى إذا راجع المريض الطبيب بعد امتداد الإصابة خارج نطاق غدة الموثة، وهي معالجة غير شافية غايتها تخفيف وطأة ما يعاني منه المريض، ويأتي على رأسها المعالجة المضادة للأندروجينات، مثل استئصال الخصيتين الجراحي، أو إعطاء معالجات دوائية لها الأثر نفسه، وتتراجع الإصابة بعد هذه المعالجة، ولكن إلى أجل يراوح بين 2 إلى 5سنوات ليصبح الورم بعدها معنداً على هذه المعالجة ومستشرياً، وحينئذٍ لا ينفع في علاجه إلا المعالجات الدوائية العرضية كالمسكنات.
    أما ورم الموثة العفلي فهو نادر يصيب اليفعان وسيره سريع يؤدي إلى تكون كتلة كبيرة تحت المثانة ويعالج بالأدوية الكيمياوية أو الجراحة الواسعة إذا كشف باكراً، علماً بأن نتيجة هذه المعالجة قليلة الفائدة من حيث شفاء المريض.
    وليد النحاس
يعمل...
X