"هادي شريبه".. لقطات عنوانها التفاؤل والأمل
- نجوى عبد العزيز محمود
اللاذقيّة
يحب اقتناص اللقطات العفوية عبر عدسته، ويرغب في توثيق ملامح الحياة عبر صوره بكل شفافية وصدق؛ لتكون وثيقة يتم استرجاعها في كل لحظة بهدف إغناء المشهد البصري، إضافة إلى رغبته بخلق جيل واعٍ من خلال تعليمهم أصول التصوير وتقنياته.
«الصورة هي الفرشاة التي يقوم بها المصور الفوتوغرافي برسم لوحته البصرية بأبعادها التوثيقية والجمالية والفنية، بهدف إيصال أفكاره وهواجسه من خلالها». هذا ما بدأ به المصور الفوتوغرافي "هادي شريبه" حديثه لمدونة وطن "eSyria" عندما تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليحدثنا عن بداياته بالتصوير: «التصوير بالنسبة لي هواية ليس لها حدود، بدأتها عندما تطوعت بكشاف اتحاد "شبيبة الثورة"، حيث كنت أقوم بنقل النشاطات التي يقيمها الاتحاد، فاتجهت بعدها إلى العمل بالإعلام الشبيبي، ومن خلال عملي التطوعي أتيحت أمامي فرصة التنقل في أماكن متعددة؛ وهو ما كوّن رصيداً بصرياً وجمالياً متراكماً في الذاكرة وأغنى مشهدي البصري وطور موهبتي؛ فكنت ألتقط أي مشهد أراه ساحراً وأشعر بأنه لقطة تستحق التصوير، وذلك من خلال بحثي الدائم عن الجديد والمتنوع عبر إظهار الواقع الإنساني بكل تفاصيله وحيثياته، وتوثيقه ليكون ذاكرة ومرجعاً نستطيع استعادته، فالصورة وثيقة إلى جانب كونها فناً؛ فهي توثق الماضي والحاضر، ونهضة للمجتمع ومستقبله، أضف إلى أن الشغف بشيء ما يكون موجوداً لدى الإنسان ودفيناً بداخله؛ وعندما تتهيأ الظروف يظهر هذا الشغف ويصبح فعلاً وممارسة، لكن لا بد من توفر الموهبة؛ وهي الخامة التي يستطيع الإنسان أن يستند عليها لتطوير نفسه واستخراج أفضل إمكانياته، أضف إلى أنه من خلال تجربتي وجدت نفسي مغرماً بالجمال أينما كان؛ وهو ما زاد من شغفي بالتصوير، فأردت تطوير موهبتي وصقلها ووضعها بمسارها الصحيح، من خلال الاطلاع على الكتب المختصة بهذا المجال، وأقمت العديد من الدورات الإعلامية بمجال التصوير الضوئي وإخراج الأفلام القصيرة، التي أكسبتني المهارة الفنية الضرورية لتأطير المشهد في لقطة فوتوغرافية مميزة».
الصورة هي الفرشاة التي يقوم بها المصور الفوتوغرافي برسم لوحته البصرية بأبعادها التوثيقية والجمالية والفنية، بهدف إيصال أفكاره وهواجسه من خلالها
وتابع: «تعدّ الصورة الفوتوغرافية شكلاً من حيث التكوين وتآلف كل الخصائص الضرورية كالمساحة واللون والضوء لتحدث نمطاً واحداً متناسقاً ومتكاملاً في علاقة متآلفة، حيث تخلق توازناً يشعر المشاهد بالراحة والاستمتاع بالطابع الجمالي الذي تمتلكه، فالتكوين الجمالي بالنسبة للمصور عبارة عن إحساس وخيال يختار للصورة عناصر بصرية قوية تظهر الصورة وتبرزها بما تتضمنه من رموز أو معانٍ وقيم جمالية بهدف نقل الواقع بلغة فائقة الروعة، وتقديم رؤية مختارة للواقع ذات تشكيل جمالي يجسد بصماته الفنية، فالمصور لا بد أن يبحث عما هو موجود خلف السطح الظاهري للأشياء من أجل تكوين أشكال جديدة في عملية إبداعية خاصة بالتغيير الإيجابي، والارتقاء الابتكاري من أجل تنظيم الحياة الذاتية والاجتماعية وتوثيقها بطريقة صحيحة، فالتصوير ليس نسخاً للأشياء، وإنما هو إبداع لها».
من تصويره
وعن علاقته مع الأطفال المتدربين على فن التصوير، يقول: «الفن هو رسالة، ولا بد أن يحمل مضموناً وهدفاً بين طياته، وكانت رسالتي تنمية مواهب الأطفال الراغبين بتعلم التصوير بطريقة سهلة وبسيطة تساعدهم على تنمية شخصيتهم الفنية وإتقانهم المهارات الفنية التي تمكنهم من الإبداع والابتكار، وخصوصاً أنني لمست مدى حماستهم ورغبتهم بتعلم الكثير من أصول التصوير وتقنياته؛ وهو ما يخلق جيلاً واعياً ومنفتحاً».
المصور الفوتوغرافي "جلال شيخو" (أستاذ في معهد الفنون التطبيقية في "دمشق")، حدثنا عن المصور الفوتوغرافي "هادي شريبه" بالقول: «اتصفت أعماله التصويرية بالتنوع من حيث اختياره لمواضيعه وطريقة طرحها، فتنقل ما بين الطبيعة والإنسان في حالاته، من خلال رصده لشغف الأطفال وهم بقمة فرحهم، فقد استفاد من الضوء بأسلوب جميل من خلال تأطير الصورة بطريقة ذكية، فمن خلال صوره نجد أنه يبعث روح الأمل والتفاؤل في نفوس من يشاهدها، كوردته الحمراء الدافئة على جانب الرصيف، أضف إلى أنه استفاد من تقنيات آلة التصوير بطريقة مبتكرة، ليعبر من خلال صوره عما يحمله من مشاعر وعواطف دافئة وفكرٍ نير بطاقته الشابة الملتهبة بالأمل والتفاؤل بغدٍ مشرق، إضافة إلى أنه كان كريماً بمعلوماته التي يحملها بين جوانحه حينما وهبها من خلال تعليمه لطلابه تقنيات التصوير بأسلوب سلس وبسيط، وهو دليل موهبة حقيقية وعطاء متفانٍ».
المصور هادي شريبه أثناء تكريمه
يذكر أن المصور "هادي شريبه" من مواليد "اللاذقية" عام 1996، طالب سنة ثانية تقنيات إلكترون بجامعة "تشرين"، عضو إدارة "نادي إعلامي" ورئيس لجنة التصوير، مصور صحفي بفرع الشبيبة في "اللاذقية"، له العديد من المشاركات بمعارض جماعية "حكاية ضوء1و2"، و"حكاية سورية"، إضافة إلى حصوله على جوائز، منها: المركز الثاني بمسابقة أفضل صورة صحفية لعام 2015، وكان له تجربة بإخراج فيلم قصير، وعمل بفرق الكشاف السوري والفرق التطوعية وجمعية "تنظيم الأسرة".