احمد حنبل Ahmad ibn Hanbal أحد مشاهير أئمة الاسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احمد حنبل Ahmad ibn Hanbal أحد مشاهير أئمة الاسلام

    احمد حنبل

    Ahmad ibn Hanbal - Ahmad ibn Hanbal


    أحمد بن حنبل

    (164- 241هـ/ 780- 855م)



    أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشّيباني، أحد مشاهير أئمة الإسلام، ومؤسس المذهب الرابع عند أهل السنة.

    ولد في بغداد، وبها نشأ، وفيها توفي، وكان أبوه جندياً في الجيش العباسي المرابط في خراسان، وتوفي في الثلاثين من العمر، وكان ولده أحمد ابن ثلاث سنين، فرعته أمه صفية بنت عبد الملك الشيبانية.

    تعلم الكتابة والقراءة صغيراً، واتجه، وهو فتىً، إلى طلب العلم على علماء بغداد وبدأ في سنة 182هـ الرحلة في طلب المزيد من علوم الشريعة، ولاسيما الحديث الشريف. فقصد الكوفة والبصرة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدن اليمن والشام والجزيرة وأخذ عن علمائها.

    وعاد بعدها إلى بغداد بزادٍ علمي كبير، وبشهرة واسعة فقصده طلبة العلم من كل مكان. وفي الرابعة والخمسين من عمره تعرض للمحنة في عصر المأمون بسبب مسألة خلق القرآن التي هي من أظهر مبادئ المعتزلة [ر]. فقد كتب المأمون سنة 218هـ إلى نائبه في بغداد إسحق بن إبراهيم بن مصعب يأمره بدعوة العلماء، وامتحانهم، فمن قال منهم بأن القرآن مخلوق تركه وشأنه، ومن قال غير ذلك سجنه، وأرسله إلى الخليفة في مدينة طرسوس حيث كان يقيم. وأرسل نسخاً من ذلك الكتاب إلى ولاة الأقاليم، ليقوموا بمثل ذلك.

    استجاب العلماء لطلب المأمون خوف بطشه، إلا قليلاً منهم وفي مقدمة هؤلاء أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، فحبسا، وأرسلا إلى الخليفة مُقَيَّدَيْن. وما إن وصلا مدينة الرقة في الجزيرة حتى جاء نَعي المأمون وتولية المعتصم بالله سنة 218هـ، فأعيدا إلى بغداد وفي الطريق مات محمد بن نوح، وانتهى أحمد إلى السجن.

    كان المعتصم يرسل إلى السجن من يناظر أحمد بن حنبل ويتوعده. وكان من أقارب أحمد من يحضه على القبول بخلق القرآن، لأنه مُكره، فكان يأبى كل ذلك، ويقول: «إذا أجاب العالم تَقِيَّهً، والجاهل يجهل، فمتى يتبين الحق؟».

    ورأى المعتصم أن يجمع بين أحمد بن حنبل ورؤوس المعتزلة للمناظرة في القصر. فاجتمع إليه بن أبي دُواد، رأس المعتزلة وقاضي القضاة، ووجوه من العلماء المؤيدين، ووقف أحمد يرسف في قيوده ويرد عليهم بالحجة ويطالبهم بالنص في البرهان على أقوالهم.

    واستمرت المناظرة ثلاثة أيام، وكاد المعتصم يميل إلى قول أحمد والعفو عنه، لولا أن ابن أبي دُواد صدّه عن ذلك، وحرضه عليه، فاندفع المعتصم يلطم أحمد، وأمر بربطه وجلده، حتى خُلعت يده اليسرى، وتمزق لحمه، وحُمل إلى منزله بعد ثلاثين شهراً من السجن.

    وفي عام 227هـ تولى الواثق الخلافة، فسار سيرة المعتصم والمأمون. ونفى أحمد من بغداد ومنعه من الاجتماع بأحد، فاختفى متنقلاً من موضع إلى آخر. بيد أنه عاد بعد أشهر إلى بيته، فلم يبرحه، ولو إلى صلاة الجمعة، إلى أن مات الواثق سنة 230هـ وخلفه المتوكل على الله، فأبطل القول بخلق القرآن، ونكّل بالمعتزلة، وطلب من أحمد بن حنبل، وغيره من العلماء العودة إلى قول السلف.

    ودعاه المتوكل إلى زيارته في سامرّاء، فاستجاب،ورحل إليها مع أهله، وأقام فيها ستة أشهر، ثم عاد إلى بغداد وظل فيها إلى وفاته.

    وكانت جنازته مشهودة ضمت آلافاً من المشيعين.

    كان أحمد حسن العشرة متواضعاً، حليماً طلق الوجه، شديد الحياء، قليل الكلام، محباً للوحدة، أنيق المظهر والثوب.

    وكان على فقره زاهداً، امتنع عن ولاية القضاء أيام الرشيد والأمين. ورفض عطاء الجميع، بما في ذلك المأمون قبل المحنة والمتوكل بل إنه حين سافر إلى سامراء أنزله المتوكل أحد القصور فتحول عنه إلى بيت بسيط اشتراه، ولم يأكل من طعام الخليفة شيئاً، لأنه كان لا يجيز ذلك، ويرى مقاطعة من يقبل عطاء الخلفاء والأمراء كما فعل مع عمه إسحق وولديه صالح وعبد الله بعد أن قبلوا عطاء المتوكل.

    ولعل أبرز ما في شخصيته وخُلُقه تقديره للعلم وصبره على اكتسابه، وتكبده مشاق الانتقال من مدينة إلى أخرى في سبيل ذلك، وكان لا يسمع من عالم شيئاً إلا كتبه وحفظه ولا يحدّث بحديث إلا كان من حفظه وكتابه.

    ويحرص على أن يعمل بما يعلم وكان كثير الإجلال لشيوخه، والثناء عليهم.
يعمل...
X