محتوى الأحلام
تتأثر الأحلام بخبرات النهار السابق لليل حدوثها, وخبرات الأيام القريبة من الحاضر, كما تتأثر بما تنطوي عليه حياة الشخص من خبرات قديمة وقديمة جداً. ويظهر الحلم على شكل تركيب غريب لمن يفحصه, إِنه تركيب فيه ما هو جديد, ولكنه لا يخضع لقواعد المنطق أو لمقولتي الزمان والمكان أو لمبدأ السببية. إِن فيه عناصر تأتي من خبرة حديثة ويبدو فيها أنها تتجمع مع بقايا من ذكريات ماضية ضمن عملية «إِخراج» تحركها, وتجمع بين الأطراف المختلفة فيها, دوافع متنوعة يكون همها تحقيق أغراضها الخاصة في حال الضعف الشديد لرقابة الشعور لدى النائم. ولما كانت دوافع الإنسان كثيرة ومتنوعة, وكانت خبراته واسعة وعظيمة الاختلاف في إِطارها ومحتوياتها وتفصيلاتها, كانت النتيجة المنتظرة في الأحلام أن تكون محتوياتها كثيرة التنوع والتفاوت في تركيبها وفي تفصيلاتها. وبين المحتويات ما يتصل بدافع الجنس, وبينها ما يتصل بشؤون حياتية كثيرة أخرى.
وتتأثر كمية الأحلام لدى النائم ومحتوياتها بمدى عمق الخبرات السارة أو المزعجة التي يكون ذلك الشخص قد مرّ بها في نهاره وتزداد مع ازدياد ما يضايقه. وترتفع عادة كمية الأحلام لدى الذين يعانون من توتر عاطفي دوري أو من اضطراب نفسي يكون في مطلع تكونه أو شدته. فإِذا أخذ الحلم في علاقته بالمؤثرات الخارجية المحيطة بالنائم, مثل الروائح والدخان والأصوات المرتفعة, فالغالب القول إِن المؤثر الخارجي لا يتسبب بوجود الحلم ولكنه يؤثر في الحاسة لدى النائم تأثيراً يمكن معه أن يصبح جزءاً من حلم كان يأخذ مجراه, وبذلك يتغير الحلم من حيث محتواه.
يتكرر بين الناس القول إِن الفعالية النفسية في الأحلام يمكن أن تعمل في إِنجاز حل لمسألة عجز صاحبها عن حلّها في يقظته, ويقدّم الآخذون بهذا القول الكثير من الشواهد. والواقع أن الحلم لا يسير وفق المنطق في حين يقتضي حل المسألة المنطق وأسسه. ثم إِن الحلم موجه بالكثير من الدوافع اللاشعورية وهو يتكون في النوم لتلبية أغراضها. لهذا فإِن الأصل في الأحلام أنها بعيدة عن العناية بحلول لمسائل رياضية أو فيزيائية أو مالية. ولكن من الممكن القول إِن التركيب التخيلي الذي يتألف منه الحلم والذي يتذكر الشخص عادة الكثير منه حين يستفيق من نومه, يمكن أن يقدم إِشارات يستفيد منها اليقظ, وقد يكون بين هذه الإِشارات ما يقدم المفتاح لحل المسألة التي كان الشخص يناقشها قبل النوم. يضاف إِلى ذلك أن الفعالية النفسية المستمرة في حالة النوم, الذي يكون على درجات من حيث عمقه, يمكن أن تنضج تركيبات نفسية بدأت قبل النوم من دون أن يكون الشخص شاعراً بها شعوراً واضحاًًًًًًًًً. والأمر هنا شبيه بما يحدث لدى شخص يتوقف عن محاولات إِيجاد حل لمسألة صعبة ويشغل نفسه عنها بأمور أخرى ثم ينكشف له الحل فجأة.
وظائف الأحلام
يميل الكثير من الناس إِلى القول إِن الأحلام كثيراً ما تكون مختلطة وشديدة التداخل ويصعب فهمها حين يجعلها اليقظ موضوع فحص وتأمل, إِلا أنها قد تكون واضحة في بعض الحالات ويمكن عندئذ أن تكون هادية للإِنسان في عمل ينوي القيام به, وقد تؤدي هذه الوظيفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عن طريق التفسير والتأويل.
ولكن البحث العلمي المهتم بالأحلام يأخذ منحى آخر حين يقول إِن فحص حياة الإِنسان يؤكد أن الأحلام ظاهرة نفسية لازمة له لأنها تؤدي وظائف خاصة فإِذا حرم أفراد من الأحلام تجريبياً عن طريق إِيقاظهم من نومهم مرة تلو المرة مع تأخير عودتهم إِلى النوم فإِن هذا الإِجراء يؤدي لديهم إِلى توتر نفسي واضطراب, ويكون بين الأعراض التي تظهر لديهم الضعف في تركيز الانتباه, والقلق والضعف في التوافق الحركي.
وتبدو وظائف الأحلام في صور متعددة تتقدمها اثنتان. فالحلم تركيب نفسي يسمح بتفريغ طاقات مخزونة وذلك بأن يحقق الحلم رغبات لصاحبه منع ظهورها في الحياة الواقعية عدد من الظروف بينها ضعف إِمكاناته أو عدم توافرها, وبينها شعور الفرد بما هو محرم اجتماعياً أو ما هو غير مقبول. ومن هذه الرغبات ما يتصل بحياة الإِنسان في الأيام القريبة من حاضره, ومنها ما يعود إِلى حقبة سابقة من عمره قد تصل حتى أيام طفولته. ومن هذه الزاوية يكون القول إِن الكثير من الرغبات المكبوتة لدى الفرد تعمل في تكوين أحلامه وتلبي أغراضها.
أما الوظيفة الثانية للأحلام فتبدو في تيسير استمرار النائم في نومه وتمتعه بخيرات النوم وذلك عن طريق ما تنطوي عليه الأحلام من تمويه وتحويل ومما هو جذاب وملذّ. وحين يخفق الحلم في الاستمرار ضمن هذه الخصائص أو الصفات, ويصبح مؤذياً أو مؤلماً, فإِنه يغدو عندئذ مقلقاً لدرجة ينجم عنها استيقاظ النائم: أي يأتي عنها إِخفاق الحلم في أداء وظيفته الثانية هذه. والمثال البسيط, في مثل هذا الحال, استمرار الحلم لدى النائم حتى وإِن رأى أنه جرح ثم استيقاظه بسرعة عندما ينطوي حلمه على ما يشير إِلى أنه يموت.
تتأثر الأحلام بخبرات النهار السابق لليل حدوثها, وخبرات الأيام القريبة من الحاضر, كما تتأثر بما تنطوي عليه حياة الشخص من خبرات قديمة وقديمة جداً. ويظهر الحلم على شكل تركيب غريب لمن يفحصه, إِنه تركيب فيه ما هو جديد, ولكنه لا يخضع لقواعد المنطق أو لمقولتي الزمان والمكان أو لمبدأ السببية. إِن فيه عناصر تأتي من خبرة حديثة ويبدو فيها أنها تتجمع مع بقايا من ذكريات ماضية ضمن عملية «إِخراج» تحركها, وتجمع بين الأطراف المختلفة فيها, دوافع متنوعة يكون همها تحقيق أغراضها الخاصة في حال الضعف الشديد لرقابة الشعور لدى النائم. ولما كانت دوافع الإنسان كثيرة ومتنوعة, وكانت خبراته واسعة وعظيمة الاختلاف في إِطارها ومحتوياتها وتفصيلاتها, كانت النتيجة المنتظرة في الأحلام أن تكون محتوياتها كثيرة التنوع والتفاوت في تركيبها وفي تفصيلاتها. وبين المحتويات ما يتصل بدافع الجنس, وبينها ما يتصل بشؤون حياتية كثيرة أخرى.
وتتأثر كمية الأحلام لدى النائم ومحتوياتها بمدى عمق الخبرات السارة أو المزعجة التي يكون ذلك الشخص قد مرّ بها في نهاره وتزداد مع ازدياد ما يضايقه. وترتفع عادة كمية الأحلام لدى الذين يعانون من توتر عاطفي دوري أو من اضطراب نفسي يكون في مطلع تكونه أو شدته. فإِذا أخذ الحلم في علاقته بالمؤثرات الخارجية المحيطة بالنائم, مثل الروائح والدخان والأصوات المرتفعة, فالغالب القول إِن المؤثر الخارجي لا يتسبب بوجود الحلم ولكنه يؤثر في الحاسة لدى النائم تأثيراً يمكن معه أن يصبح جزءاً من حلم كان يأخذ مجراه, وبذلك يتغير الحلم من حيث محتواه.
يتكرر بين الناس القول إِن الفعالية النفسية في الأحلام يمكن أن تعمل في إِنجاز حل لمسألة عجز صاحبها عن حلّها في يقظته, ويقدّم الآخذون بهذا القول الكثير من الشواهد. والواقع أن الحلم لا يسير وفق المنطق في حين يقتضي حل المسألة المنطق وأسسه. ثم إِن الحلم موجه بالكثير من الدوافع اللاشعورية وهو يتكون في النوم لتلبية أغراضها. لهذا فإِن الأصل في الأحلام أنها بعيدة عن العناية بحلول لمسائل رياضية أو فيزيائية أو مالية. ولكن من الممكن القول إِن التركيب التخيلي الذي يتألف منه الحلم والذي يتذكر الشخص عادة الكثير منه حين يستفيق من نومه, يمكن أن يقدم إِشارات يستفيد منها اليقظ, وقد يكون بين هذه الإِشارات ما يقدم المفتاح لحل المسألة التي كان الشخص يناقشها قبل النوم. يضاف إِلى ذلك أن الفعالية النفسية المستمرة في حالة النوم, الذي يكون على درجات من حيث عمقه, يمكن أن تنضج تركيبات نفسية بدأت قبل النوم من دون أن يكون الشخص شاعراً بها شعوراً واضحاًًًًًًًًً. والأمر هنا شبيه بما يحدث لدى شخص يتوقف عن محاولات إِيجاد حل لمسألة صعبة ويشغل نفسه عنها بأمور أخرى ثم ينكشف له الحل فجأة.
وظائف الأحلام
يميل الكثير من الناس إِلى القول إِن الأحلام كثيراً ما تكون مختلطة وشديدة التداخل ويصعب فهمها حين يجعلها اليقظ موضوع فحص وتأمل, إِلا أنها قد تكون واضحة في بعض الحالات ويمكن عندئذ أن تكون هادية للإِنسان في عمل ينوي القيام به, وقد تؤدي هذه الوظيفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عن طريق التفسير والتأويل.
ولكن البحث العلمي المهتم بالأحلام يأخذ منحى آخر حين يقول إِن فحص حياة الإِنسان يؤكد أن الأحلام ظاهرة نفسية لازمة له لأنها تؤدي وظائف خاصة فإِذا حرم أفراد من الأحلام تجريبياً عن طريق إِيقاظهم من نومهم مرة تلو المرة مع تأخير عودتهم إِلى النوم فإِن هذا الإِجراء يؤدي لديهم إِلى توتر نفسي واضطراب, ويكون بين الأعراض التي تظهر لديهم الضعف في تركيز الانتباه, والقلق والضعف في التوافق الحركي.
وتبدو وظائف الأحلام في صور متعددة تتقدمها اثنتان. فالحلم تركيب نفسي يسمح بتفريغ طاقات مخزونة وذلك بأن يحقق الحلم رغبات لصاحبه منع ظهورها في الحياة الواقعية عدد من الظروف بينها ضعف إِمكاناته أو عدم توافرها, وبينها شعور الفرد بما هو محرم اجتماعياً أو ما هو غير مقبول. ومن هذه الرغبات ما يتصل بحياة الإِنسان في الأيام القريبة من حاضره, ومنها ما يعود إِلى حقبة سابقة من عمره قد تصل حتى أيام طفولته. ومن هذه الزاوية يكون القول إِن الكثير من الرغبات المكبوتة لدى الفرد تعمل في تكوين أحلامه وتلبي أغراضها.
أما الوظيفة الثانية للأحلام فتبدو في تيسير استمرار النائم في نومه وتمتعه بخيرات النوم وذلك عن طريق ما تنطوي عليه الأحلام من تمويه وتحويل ومما هو جذاب وملذّ. وحين يخفق الحلم في الاستمرار ضمن هذه الخصائص أو الصفات, ويصبح مؤذياً أو مؤلماً, فإِنه يغدو عندئذ مقلقاً لدرجة ينجم عنها استيقاظ النائم: أي يأتي عنها إِخفاق الحلم في أداء وظيفته الثانية هذه. والمثال البسيط, في مثل هذا الحال, استمرار الحلم لدى النائم حتى وإِن رأى أنه جرح ثم استيقاظه بسرعة عندما ينطوي حلمه على ما يشير إِلى أنه يموت.