حسيني (امين)
Al-Husayni (Amin-) - Al-Husayni (Amin-)
الحسيني (أمين-)
(1893-1974)
محمد أمين الحسيني، مفتي فلسطين وقائد حركتها الجهادية ضد الاحتلال البريطاني والغزو اليهودي الصهيوني.
ولد لعائلة عريقة وتعلم بالقدس، ثم في الجامع الأزهر ودار الدعوة والإرشاد. تخرج ضابطاً احتياطياً في اصطنبول في أثناء الحرب العالمية الأولى وخدم في إزمير. عاد إلى القدس بعد الحرب، وقد صارت بلاد الشام تحت الاحتلال الأجنبي، ومنها القدس بيد الإنكليز الذين وعدوا اليهود بجعل فلسطين وطناً قومياً لهم منذ عام 1917.
قام بأعمال المقاومة ضد الإنكليز واليهود منذ الأيام الأولى، ونسبت له اضطرابات القدس في ربيع 1920، فحكم عليه بالسجن عشرة سنوات، ثم صدر عفو عنه.
لما توفي أخوه كامل الحسيني، مفتي فلسطين، انتخب بدلاً منه بلقب (صاحب السماحة مفتي فلسطين الأكبر) وعمره 25 سنة. ثم انتخب1921م رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، وبدأ الحسيني جهاده بالمطالبة برفع يد حكومة الانتداب عن الأوقاف الإسلامية وعن إدارة المحاكم الشرعية، وعمل على إجراء إصلاحات في المسجد الأقصى.كما عمل على منع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي اليهود بإصدار فتاوى تحرم بيعها لهم، وأسس «مدرسة دار الأيتام الإسلامية» و«المتحف الإسلامي» و«دار الكتب الإسلامية» و«روضة المعارف الوطنية» و«الكلية الإسلامية» لتخريج قضاة شرعيين وموظفي المحاكم الشرعية.
ولما جاء بلفور صاحب الوعد المشؤوم إلى فلسطين، أعلنت البلاد إضراباً شاملاً ورُفعت الأعلام السوداء، وعندما أراد زيادة الحرم مع المندوب السامي البريطاني منع الحسيني دخولهما.
ويمكن القول إنه لم تقم حركة وطنية جهادية في فلسطين أومن أجلها إلا كان الحسيني مديرها في الخفاء أو في العلن، وكان المحرك الدائم في اللجان والوفود إلى المؤتمرات وفي الثورات.
عمل على توحيد حركة المقاومة في فلسطين، ولّم شمل الأحزاب التي نشأت، مثل حزب الاستقلال وحزب الإصلاح وحزب الكتلة الوطنية والحزب العربي الفلسطيني الذي كان الحسيني زعيمه الروحي والفعلي فكان أكثر الأحزاب شعبية.
وحينما قامت الثورة السورية على الاحتلال الفرنسي عام 1925م، قام الحسيني بدعمها بالمال والسلاح، ثم رفض السماح للمفوض السامي الفرنسي بزيارة المسجد الأقصى فيما بعد. ترأس الحسيني الوفد الفلسطيني لمبايعة أحمد شوقي أميراً للشعراء عام 1927م، ولما قامت ثورة البراق منذ أيلول 1928 إلى نهاية آب 1929، نتيجة محاولة اليهود الاعتداء على الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف الذي سموه «حائط المبكى»، كان للحسيني دوره في الدفاع عن حقوق المسلمين التي أيدها تقرير اللجنة الدولية بأن ملكية الحائط الغربي تعود للمسلمين وحدهم.
اشترك الحسيني مع الوفد الفلسطيني عام 1930، الذي سافر إلى لندن لبحث القضية الفلسطينية، كما سافر إلى جنيف للمطالبة بالحقوق العربية في عصبة الأمم التي تبنت صك الانتداب الذي وضعته الحكومة البريطانية بالتشاور مع اليهود.
واستطاع الحسيني عقد المؤتمر الإسلامي الأول 1350هـ/1931م في القدس، في ليلة الإسراء والمعراج، ثم سافر إلى الهند وأقطار إسلامية أخرى لجمع الأموال والتأييد للمشاريع الإسلامية في فلسطين، واشترك بوفد إسلامي لحل الخلاف بين اليمن والمملكة السعودية.
وفي عام 1935م انعقد مؤتمر علماء فلسطين برئاسة الحسيني، وأصدر فتوى حول تحريم بيع الأراضي إلى اليهود.
وفي حين كان الحسيني يعمل سياسياً على مختلف الجبهات وبجميع الوسائل لضمان حقوق العرب والمسلمين وإنقاذ فلسطين من براثن الصهيونية، فإنه كان يدعم سراً الحركات المسلحة ويوجهها مثل حركة الشيخ عز الدين القسام من أبناء جبلة الذي جاء إلى فلسطين وتابع الجهاد فيها، حتى استشهد عام 1936م وبدأ على إثره الإضراب الكبير.
ترأس الحسيني اللجنة العربية العليا للإشراف على الحركة الوطنية الفلسطينية عام 1936م، التي ضمت ممثلي الأحزاب والزعماء الذين طالبوا باستمرار الإضراب العام حتى تحقيق المطالب الوطنية، ثم قامت الحركات المسلحة وهبت الثورة التي شارك فيها مجاهدون من بلاد الشام والعراق وغيرها، مما اضطر الإنكليز إلى المطالبة بوقف الإضراب والثورة مقابل وعود وتدخل من الحكام العرب.
وكان الحسيني قد اشترك في مؤتمر فلسطين في بلودان في 7/5/1936م وتعاون مع الحركات الإسلامية لدعم قضية فلسطين ومقدساتها.
وأخيراً قرر البريطانيون القبض عليه عام 1937م لتنفيذ مشروع تقسيم فلسطين، وأعلنوا عزله من جميع مناصبه، ولكنه استطاع النجاة إلى لبنان، ولجأ إلى العراق عام 1939م، مما أثار قلق البريطانيين وقرروا القبض عليه بعد فشل ثورة رشيد الكيلاني، فغادر بغداد متخفياً إلى إيران، ثم توجه إلى ألمانيا (1941) عن طريق تركيا حيث أكرمه هتلر وموسوليني (والحرب العالمية الثانية مشتعلة). وأراد الحسيني الاستفادة من الألمان في تحقيق بعض المطالب العربية، ولكنهم لم يقدموا شيئاً يذكر لدعم الجيش العربي الذي أسسه.
غادر ألمانيا عام 1945م ووقع بيد الفرنسيين الذين رفضوا تسليمه لبريطانيا، ثم هرب إلى القاهرة واستقر بمصر، وضغط عليه الزعماء العرب لمنعه من السفر إلى فلسطين عام 1947م. وأعيد تشكيل اللجنة العربية باسم (الهيئة العربية العليا) برئاسة الحسيني أيضاً ممثلة لشعب فلسطين، فأسس (جيش الجهاد المقدس) بقيادة الشهيد عبد القادر بن موسى كاظم الحسيني.
ونتيجة للضغوط على الحسيني في مصر غادرها عام 1959م إلى بيروت، وأنشأ فيها مقراً للهيئة،لكنه دمر على يد الانعزاليين في لبنان، وشارك في كثير من المؤتمرات والاجتماعات العربية والإسلامية والدولية من أجل قضية فلسطين.توفى في بيروت، ودفن فيها.
عبد الرحمن البيطار
Al-Husayni (Amin-) - Al-Husayni (Amin-)
الحسيني (أمين-)
(1893-1974)
محمد أمين الحسيني، مفتي فلسطين وقائد حركتها الجهادية ضد الاحتلال البريطاني والغزو اليهودي الصهيوني.
ولد لعائلة عريقة وتعلم بالقدس، ثم في الجامع الأزهر ودار الدعوة والإرشاد. تخرج ضابطاً احتياطياً في اصطنبول في أثناء الحرب العالمية الأولى وخدم في إزمير. عاد إلى القدس بعد الحرب، وقد صارت بلاد الشام تحت الاحتلال الأجنبي، ومنها القدس بيد الإنكليز الذين وعدوا اليهود بجعل فلسطين وطناً قومياً لهم منذ عام 1917.
قام بأعمال المقاومة ضد الإنكليز واليهود منذ الأيام الأولى، ونسبت له اضطرابات القدس في ربيع 1920، فحكم عليه بالسجن عشرة سنوات، ثم صدر عفو عنه.
لما توفي أخوه كامل الحسيني، مفتي فلسطين، انتخب بدلاً منه بلقب (صاحب السماحة مفتي فلسطين الأكبر) وعمره 25 سنة. ثم انتخب1921م رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، وبدأ الحسيني جهاده بالمطالبة برفع يد حكومة الانتداب عن الأوقاف الإسلامية وعن إدارة المحاكم الشرعية، وعمل على إجراء إصلاحات في المسجد الأقصى.كما عمل على منع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي اليهود بإصدار فتاوى تحرم بيعها لهم، وأسس «مدرسة دار الأيتام الإسلامية» و«المتحف الإسلامي» و«دار الكتب الإسلامية» و«روضة المعارف الوطنية» و«الكلية الإسلامية» لتخريج قضاة شرعيين وموظفي المحاكم الشرعية.
ولما جاء بلفور صاحب الوعد المشؤوم إلى فلسطين، أعلنت البلاد إضراباً شاملاً ورُفعت الأعلام السوداء، وعندما أراد زيادة الحرم مع المندوب السامي البريطاني منع الحسيني دخولهما.
ويمكن القول إنه لم تقم حركة وطنية جهادية في فلسطين أومن أجلها إلا كان الحسيني مديرها في الخفاء أو في العلن، وكان المحرك الدائم في اللجان والوفود إلى المؤتمرات وفي الثورات.
عمل على توحيد حركة المقاومة في فلسطين، ولّم شمل الأحزاب التي نشأت، مثل حزب الاستقلال وحزب الإصلاح وحزب الكتلة الوطنية والحزب العربي الفلسطيني الذي كان الحسيني زعيمه الروحي والفعلي فكان أكثر الأحزاب شعبية.
وحينما قامت الثورة السورية على الاحتلال الفرنسي عام 1925م، قام الحسيني بدعمها بالمال والسلاح، ثم رفض السماح للمفوض السامي الفرنسي بزيارة المسجد الأقصى فيما بعد. ترأس الحسيني الوفد الفلسطيني لمبايعة أحمد شوقي أميراً للشعراء عام 1927م، ولما قامت ثورة البراق منذ أيلول 1928 إلى نهاية آب 1929، نتيجة محاولة اليهود الاعتداء على الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف الذي سموه «حائط المبكى»، كان للحسيني دوره في الدفاع عن حقوق المسلمين التي أيدها تقرير اللجنة الدولية بأن ملكية الحائط الغربي تعود للمسلمين وحدهم.
اشترك الحسيني مع الوفد الفلسطيني عام 1930، الذي سافر إلى لندن لبحث القضية الفلسطينية، كما سافر إلى جنيف للمطالبة بالحقوق العربية في عصبة الأمم التي تبنت صك الانتداب الذي وضعته الحكومة البريطانية بالتشاور مع اليهود.
واستطاع الحسيني عقد المؤتمر الإسلامي الأول 1350هـ/1931م في القدس، في ليلة الإسراء والمعراج، ثم سافر إلى الهند وأقطار إسلامية أخرى لجمع الأموال والتأييد للمشاريع الإسلامية في فلسطين، واشترك بوفد إسلامي لحل الخلاف بين اليمن والمملكة السعودية.
وفي عام 1935م انعقد مؤتمر علماء فلسطين برئاسة الحسيني، وأصدر فتوى حول تحريم بيع الأراضي إلى اليهود.
وفي حين كان الحسيني يعمل سياسياً على مختلف الجبهات وبجميع الوسائل لضمان حقوق العرب والمسلمين وإنقاذ فلسطين من براثن الصهيونية، فإنه كان يدعم سراً الحركات المسلحة ويوجهها مثل حركة الشيخ عز الدين القسام من أبناء جبلة الذي جاء إلى فلسطين وتابع الجهاد فيها، حتى استشهد عام 1936م وبدأ على إثره الإضراب الكبير.
ترأس الحسيني اللجنة العربية العليا للإشراف على الحركة الوطنية الفلسطينية عام 1936م، التي ضمت ممثلي الأحزاب والزعماء الذين طالبوا باستمرار الإضراب العام حتى تحقيق المطالب الوطنية، ثم قامت الحركات المسلحة وهبت الثورة التي شارك فيها مجاهدون من بلاد الشام والعراق وغيرها، مما اضطر الإنكليز إلى المطالبة بوقف الإضراب والثورة مقابل وعود وتدخل من الحكام العرب.
وكان الحسيني قد اشترك في مؤتمر فلسطين في بلودان في 7/5/1936م وتعاون مع الحركات الإسلامية لدعم قضية فلسطين ومقدساتها.
وأخيراً قرر البريطانيون القبض عليه عام 1937م لتنفيذ مشروع تقسيم فلسطين، وأعلنوا عزله من جميع مناصبه، ولكنه استطاع النجاة إلى لبنان، ولجأ إلى العراق عام 1939م، مما أثار قلق البريطانيين وقرروا القبض عليه بعد فشل ثورة رشيد الكيلاني، فغادر بغداد متخفياً إلى إيران، ثم توجه إلى ألمانيا (1941) عن طريق تركيا حيث أكرمه هتلر وموسوليني (والحرب العالمية الثانية مشتعلة). وأراد الحسيني الاستفادة من الألمان في تحقيق بعض المطالب العربية، ولكنهم لم يقدموا شيئاً يذكر لدعم الجيش العربي الذي أسسه.
غادر ألمانيا عام 1945م ووقع بيد الفرنسيين الذين رفضوا تسليمه لبريطانيا، ثم هرب إلى القاهرة واستقر بمصر، وضغط عليه الزعماء العرب لمنعه من السفر إلى فلسطين عام 1947م. وأعيد تشكيل اللجنة العربية باسم (الهيئة العربية العليا) برئاسة الحسيني أيضاً ممثلة لشعب فلسطين، فأسس (جيش الجهاد المقدس) بقيادة الشهيد عبد القادر بن موسى كاظم الحسيني.
ونتيجة للضغوط على الحسيني في مصر غادرها عام 1959م إلى بيروت، وأنشأ فيها مقراً للهيئة،لكنه دمر على يد الانعزاليين في لبنان، وشارك في كثير من المؤتمرات والاجتماعات العربية والإسلامية والدولية من أجل قضية فلسطين.توفى في بيروت، ودفن فيها.
عبد الرحمن البيطار