تويت
السَّبخة
السبخة تسمية مشتقة من «التسبيخ»، وهو تعرض الحيوانات الرعوية للإسهال والإقياء، بسبب تناول أعشاب ذات نسبة عالية من المواد القلوية والملحية التي تكون موجودة غالباً على أطراف السِّباخ. والسَّبخة تسمية عربية مشرقية لأحواض مغلقة في البوادي والصحاري، ذات تصريف داخلي، تنتهي إليها مياه الأودية السيلية عقب الأمطار العاصفية، حاملة معها ماتصادفه في طريقها من مواد ملحية وغرويات طينية وغبارية ناعمة لتفرشه على سطحها، وتسمى في المغرب العربي «الشط» ومنها الشطوط. تأخذ في السنوات المطيرة مظهر البحيرات الضحلة playa lakes الواسعة ذات الطين الموحل،الخطرة على المواصلات، على امتداد عشرات أو مئات الكيلومترات المربعة. وبعد تبخر مياهها السطحية والشعرية في الفصل الحار يتجمع كلور الصوديوم (ملح الطعام) على السطح، بنسب مختلفة، وتسمى حينئذٍ مملحة saline، تغلب على مكوناتها في الداخل (المركز) صفة الغضاريات الناعمة المالحة، مما يجعل من سطحها المستوي الأملس، والأجرد نسبياً من النبات بعد جفافه وتصلبه، مساراً جيداً لوسائط النقل البرية من سيارات وقوافل حيوانات. أما في حالات جفاف قسم من سطحها فقط، فإن تشبع أوحالها، تحت السطح، بالمياه يجعل السير عليها محفوفا بمخاطر الغوص فيها وخاصة بالنسبة للآليات الثقيلة . وفي السنوات العجاف تغور مياه أوديتها في رسوبياتها على أطرافها. وفي حالات أخرى تخرج بعض المياه الراشحة العذبة عند أقدام المراوح السيلية مشكلة بيئة برية غنية بالغطاء النباتي الموائم لغراس النخيل، فيطلق عليها عندئذ اسم واحة oasis.
تنتشر السباخ عامة في المناطق الصحراوية والبوادي الجافة وشبه الجافة في القارات كافة عدا القطبية.
تختلف مظاهرها من موضع لآخر ومن سنة لأخرى في القطر العربي السوري، تبعاً لتغيرات الهطول في البادية من الغرب إلى الشرق. وقد تناقصت مياه هذه السباخ بسبب استغلال المياه الجوفية والسطحية المتجهة إليها في الزراعة وغيرها، كما في سبخة الموح بجوار مدينة تدمر وسبخة الروضة والبرغوث وبرقة على الحدود السورية العراقية وسبخة جيرود. أما سبخة الجبول، قرب حلب، فقد أخذت تغتني تدريجياً بالمياه بعد إنجاز مشروع ري ما حولها بمياه الفرات. وقد تتجمع على سطح أطراف السباخ تكتلات حرشفية ومتبلورة من الجبس (كبريتات الكالسيوم المائية CaSO4.H2On ) كما في سبخة جيرود. وغالباً ما يجمع هذا الجبس ويصنع منه، بالشي بالأفران، جص أندريت CaSO4، ويسوق مطحوناً في أكياس كمادة أولية مطاوعة لتزيين البناء من الداخل. وتعد واحة تدمر المجاورة لسبخة الموح (سبخة تدمر) خير مثل لنماذج السبخات المرافقة للواحات المنتجة للثمار والخضار.
عماد الدين موصلي
 |
| أحد نماذج السبخات في الصحراء الكبرى في الجزائر |
تنتشر السباخ عامة في المناطق الصحراوية والبوادي الجافة وشبه الجافة في القارات كافة عدا القطبية.
تختلف مظاهرها من موضع لآخر ومن سنة لأخرى في القطر العربي السوري، تبعاً لتغيرات الهطول في البادية من الغرب إلى الشرق. وقد تناقصت مياه هذه السباخ بسبب استغلال المياه الجوفية والسطحية المتجهة إليها في الزراعة وغيرها، كما في سبخة الموح بجوار مدينة تدمر وسبخة الروضة والبرغوث وبرقة على الحدود السورية العراقية وسبخة جيرود. أما سبخة الجبول، قرب حلب، فقد أخذت تغتني تدريجياً بالمياه بعد إنجاز مشروع ري ما حولها بمياه الفرات. وقد تتجمع على سطح أطراف السباخ تكتلات حرشفية ومتبلورة من الجبس (كبريتات الكالسيوم المائية CaSO4.H2On ) كما في سبخة جيرود. وغالباً ما يجمع هذا الجبس ويصنع منه، بالشي بالأفران، جص أندريت CaSO4، ويسوق مطحوناً في أكياس كمادة أولية مطاوعة لتزيين البناء من الداخل. وتعد واحة تدمر المجاورة لسبخة الموح (سبخة تدمر) خير مثل لنماذج السبخات المرافقة للواحات المنتجة للثمار والخضار.
عماد الدين موصلي