جمهور المنصات يعيد تقييم الدراما ويهدد عرش النجوم
خروج "رامز موفي ستار" من الأكثر مشاهدة يطرح تساؤلات حول مستقبله العام المقبل.
المنصات تقلب معايير السوق
دخلت المنصات الرقمية هذا العام أكثر على خط عروض المسلسلات الرمضانية، فاستطاعت أن تقلب المعادلة وتوفر قدرا كبيرا من المصداقية لترفع أسماء وتخفض أخرى وتعيد نجوما لصدارة الأعمال الدرامية، وكشفت بالتالي عن توجه جديد للجمهور سيكون له بالتأكيد الأثر الكبير في تغيير شكل الأعمال المقدمة خلال السنوات القادمة.
القاهرة - أثار خروج برنامج “رامز موفي ستار” من قائمة الأكثر مشاهدة على منصة “شاهد” السعودية جدلا واسعا في أوساط فنية وإعلامية عديدة، وطرح عزوف الجمهور عن مشاهدته أسئلة مختلفة حول مدى استمرار الفنان المصري رامز جلال العام المقبل أو على أقصى تقدير تأثره إنتاجيا وإعلاميا بعد أن ظل في مقدمة الأعمال المعروضة في مواسم رمضان على مدار العقد الماضي.
وتسببت حالة الجدل حول برنامج رامز خلال في تسليط الضوء على الأعمال الدرامية التي تصدرت قائمة “توب تين” أو العشرة الأوائل، سواء أكان ذلك على منصة “شاهد” السعودية أو “وتش ات” المصرية، وغيرها من المنصات العربية.
وبدا أن هناك ميلا من جانب الجمهور والنقاد للاعتماد على نسب المشاهدة من خلال توجهات جمهور المنصات للتعرف على طبيعة الذوق العام واتجاهات الرأي العام بعد أن غابت بحوث المشاهدة التلفزيونية منذ سنوات، ولم يعد “يوتيوب” مؤشرا كافيا يمكن الأخذ به مع عرض غالبية الأعمال على منصات متباينة.
رامي عبدالرزاق: المنصات قد تقود إلى الانضباط والمصداقية في السوق الدرامي
وتشير حالة الزخم التي خلقتها المنصات الرقمية هذا العام إلى وجود محاولات عدة لتفسير ارتفاع أسهم بعض النجوم والمسلسلات التي لم يكن متوقعا أن تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، إذ تصدر مسلسل “توبة” قائمة الأعمال التي جذبت جمهور منصة “شاهد” وكان محل تساؤلات كثيرة، إذ يناقش قضية شعبية لا ترتبط بالنخب الأكثر اهتماما بالمنصات، والمسلسل بطولة عمرو سعد وصبا مبارك وماجد المصري، وهم لا يتواجدون في مقدمة بورصة النجوم الذين يتقاضون أجورا مرتفعة.
كذلك الوضع بالنسبة إلى مسلسل “مين قال” الذي تصدر نسب مشاهدات المنصة ذاتها خلال فترة عرضه في النصف الأول من رمضان، بطولة أحمد داش وجمال سليمان ونادين، وتدور قصته حول سطوة الأب على الابن وإرغامه على دراسة مجال بعينه، في حين لم يكن العمل حاضرا بقوة على مستوى التسويق والنجوم المشاركين فيه.
وجاءت أعمال “توبة” و”راجعين ياهوا” و”المداح 2” في مقدمة الأعمال التي جذبت جمهور منصة “شاهد”، وتصدر مسلسل “الاختيار 3”، و”الكبير أوي” و”مكتوب عليا” قائمة مشاهدات منصة “وتش ات” في مصر.
وكان من اللافت أن الأعمال الدرامية المصرية لم تستحوذ على اهتمام الشارع اللبناني، ودخلت ثلاثة فقط ضمن أفضل عشرة أعمال على منصة “شاهد” في لبنان.
ويتوقع العديد من النقاد أن تعيد المنصات الرقمية من خلال إتاحتها التعرف على الأعمال الأكثر مشاهدة تقييم موضوعات الدراما المقدمة في موسم رمضان الحالي أو بعده، وتصعيد البعض من النجوم الذين نجحوا في جذب الجمهور إليهم، مقابل أفول آخرين لم يحققوا نجاحا على المستوى المطلوب، والوضع ذاته بالنسبة إلى نوعية الأعمال التي سوف تتعاقد معها المنصات مستقبلا وغالبيتها يتجه نحو اختيار أعمال تتقارب مع تلك التي حققت نجاحا جماهيريا.
وأكد الناقد الفني المصري رامي عبدالرازق أن المنصات قد تقود مباشرة إلى الانضباط في السوق الدرامي، غير أنها ترسخ لأحد أشكال التقييم المفتقد في الدراما منذ سنوات ودفعت من قبل بعض النجوم نحو اللجوء إلى شراء المشاهدات والإعجابات على منصة “يوتيوب” للتأكيد على تصدرهم المشهد الدرامي مع غياب مراكز أبحاث المشاهدة التلفزيونية التي لم تكن تحظى بثقة الجمهور والنقاد وشركات الإنتاج.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن المنصات توفر قدرا كبيرا من المصداقية التي كانت غائبة من قبل، لأنها لن تخدع نفسها، بالتالي فإحصائياتها لها قيمة مهمة، وفي حال استمر الاهتمام بقوائم الأكثر مشاهدة قد يكون هناك قدر من الانضباط في المشهد الدرامي، ففضلا عن التعرف على توجهات الجمهور سيكون النقاد لديهم التقييم الخاص بتلك الأعمال مع عصف ذهني ورؤية موضوعية يمكن البناء عليهما.
وأشار رامي إلى أن التعامل مع إحصائيات المنصات كدليل فعلي على قدرة وصول الأعمال الدرامية للجمهور لا يجب يكون بمعزل عن الشراكات التجارية التي تدشنها تلك المنصات مع شركات اتصالات محلية تتيح وصول الأعمال إلى قطاعات واسعة من الجمهور بشكل مجاني والتعرف على نسب مشاهدة المنصات مقارنة بالتلفزيون.
التقييم لا يخضع للترند والمشاهدات الوهمية
وتشير إحصائيات الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات في مصر (حكومي) إلى ارتفاع استخدام خدمات الإنترنت المحمول في مصر بنسبة قدرها 68 في المئة مقارنة بنفس الفترة خلال شهر رمضان من العام الماضي، علاوة على زيادة واضحة في استخدام خدمات الإنترنت الثابت بنسبة 39 في المئة.
وبلغ عدد المشاهدين على المنصات الرقمية 33 مليون مشاهد في مصر، بعدد ساعات وصلت إلى 12.9 مليون ساعة يوميا، بنسبة زيادة في حجم الاستخدام تقدر بـ76 في المئة مقارنة برمضان العام الماضي، وهو ما يمنح المزيد من الأهمية لإحصائيات المنصات التي تبرهن على أن الاتجاه نحوها يستمر في التصاعد بشكل كبير، عقب نجاحها في سحب قطاعات كبيرة من جمهور التلفزيون.
وينتظر العديد من الفنانين في مصر التعرف على مستقبل برنامج المقالب الذي يقدمه رامز كل عام لتحديد ما إذا كان معبرا بشكل مباشر عن مدى اتخاذ شركات الإنتاج قرارات بناء على توجهات جمهور المنصات من عدمه باعتباره النموذج الذي يمكن الاحتذاء به في باقي الأعمال على مستوى استمرار البرنامج من عدمه أو تخفيض قيمة أجر مقدمه أو تأثير ذلك على موعد إذاعته تلفزيونيا ورقميا.
وقال رامي المتولي لـ“العرب” إن أرقام مشاهدات هذا العام سيكون لها تأثير مباشر على أجور الفنانين العامين المقبلين، وقد يجري توظيفها من جانب المنصات للانصراف عن التعاقد مع بعض النجوم على حساب آخرين حققوا نجاحات جماهيرية، وستؤثر أيضا على نوعية الموضوعات المقدمة التي تجذب شرائح أكبر من الجمهور، وفي تلك الحالة يمكن أن تتصدر نوعية القضية المثارة أولوية بالنسبة إلى المنصات على حساب اسم الفنان ونجوميته وشعبيته الحقيقية.
ماجدة خيرالله: المنصات ستنهي شعارات الرقم واحد التي يرددها النجوم
وما يجعل هناك أهمية لأرقام المنصات أن هناك رغبة حثيثة لدى جهات حكومية مصرية في الارتقاء بالأعمال الفنية المقدمة في موسم رمضان كل عام، وأن التنافس العربي على مستوى الانتشار يجعل ثمة حاجة للتعرف على اتجاهات الجمهور بشكل دقيق، والابتعاد عن المجاملات في اختيار النجوم وعناصر المنظومة الدرامية بوجه عام، كما أنها وسيلة مناسبة تقضي على احتمالات عودة مراكز بحوث المشاهدة المضللة، حيث واجهت اتهامات بتوجيه نتائج أبحاثها لصالح أطراف وجهات بعينها.
وأوضحت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خيرالله أن تقييمات شركات البحوث المحلية أو العالمية لا تحظى بموضوعية كبيرة، وتحكمها اعتبارات وأهواء غير موضوعية، فلم يكن الجمهور أمام بحوث دقيقة بشأن انتشار الأعمال ونجاحها طيلة السنوات الماضية، وقد تكون المنصات منقذا جديدا للدراما حال جرى التعامل مع نتائج قوائمها لأكثر الأعمال مشاهدة باحترافية، وأن تمتلك التأثير المطلوب على اتخاذ قرارات بشأن القضايا التي تم طرحها في العمل الدرامي والفنانين وأجورهم.
وأشارت في تصريح لـ”العرب” إلى أن شركات الإنتاج سوف تكون مضطرة بعد فترة للتعامل الموضوعي مع حقائق وأرقام المشاهدات الرقمية لأن القائمين على إدارة تلك المنصات سوف يتخذون قرارات بعدم التعاقد مع نوعية الموضوعات التي لا تحظى بنسب مشاهدة جيدة، والأمر كذلك بالنسبة إلى الفنانين، وقد تنتهي شعارات “التوب وان” أو “رقم واحد” التي اعتاد الكثير من النجوم على ترديدها لتسويق أعمالهم.
ولفتت خيرالله إلى أن حالة الفوضى التي عمت السنوات الماضية تسببت في ما يشبه الجنون لدى الجمهور الذي استمع لفنانين يوظفون حضورهم في وسائل الإعلام للترويج لأنفسهم وأعمالهم والتأكيد على النجاح باكتساح، في حين أن الواقع كان يشير إلى عكس ما يروجون له، وسيخلق وضع المسلسلات في إطارها السليم معرفة تامة بالجيد والقبيح، وفي النهاية يستفيد سوق الدراما من ارتفاع حدة المنافسة الفنية.
أحمد جمال
صحافي مصري
خروج "رامز موفي ستار" من الأكثر مشاهدة يطرح تساؤلات حول مستقبله العام المقبل.
المنصات تقلب معايير السوق
دخلت المنصات الرقمية هذا العام أكثر على خط عروض المسلسلات الرمضانية، فاستطاعت أن تقلب المعادلة وتوفر قدرا كبيرا من المصداقية لترفع أسماء وتخفض أخرى وتعيد نجوما لصدارة الأعمال الدرامية، وكشفت بالتالي عن توجه جديد للجمهور سيكون له بالتأكيد الأثر الكبير في تغيير شكل الأعمال المقدمة خلال السنوات القادمة.
القاهرة - أثار خروج برنامج “رامز موفي ستار” من قائمة الأكثر مشاهدة على منصة “شاهد” السعودية جدلا واسعا في أوساط فنية وإعلامية عديدة، وطرح عزوف الجمهور عن مشاهدته أسئلة مختلفة حول مدى استمرار الفنان المصري رامز جلال العام المقبل أو على أقصى تقدير تأثره إنتاجيا وإعلاميا بعد أن ظل في مقدمة الأعمال المعروضة في مواسم رمضان على مدار العقد الماضي.
وتسببت حالة الجدل حول برنامج رامز خلال في تسليط الضوء على الأعمال الدرامية التي تصدرت قائمة “توب تين” أو العشرة الأوائل، سواء أكان ذلك على منصة “شاهد” السعودية أو “وتش ات” المصرية، وغيرها من المنصات العربية.
وبدا أن هناك ميلا من جانب الجمهور والنقاد للاعتماد على نسب المشاهدة من خلال توجهات جمهور المنصات للتعرف على طبيعة الذوق العام واتجاهات الرأي العام بعد أن غابت بحوث المشاهدة التلفزيونية منذ سنوات، ولم يعد “يوتيوب” مؤشرا كافيا يمكن الأخذ به مع عرض غالبية الأعمال على منصات متباينة.
رامي عبدالرزاق: المنصات قد تقود إلى الانضباط والمصداقية في السوق الدرامي
وتشير حالة الزخم التي خلقتها المنصات الرقمية هذا العام إلى وجود محاولات عدة لتفسير ارتفاع أسهم بعض النجوم والمسلسلات التي لم يكن متوقعا أن تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، إذ تصدر مسلسل “توبة” قائمة الأعمال التي جذبت جمهور منصة “شاهد” وكان محل تساؤلات كثيرة، إذ يناقش قضية شعبية لا ترتبط بالنخب الأكثر اهتماما بالمنصات، والمسلسل بطولة عمرو سعد وصبا مبارك وماجد المصري، وهم لا يتواجدون في مقدمة بورصة النجوم الذين يتقاضون أجورا مرتفعة.
كذلك الوضع بالنسبة إلى مسلسل “مين قال” الذي تصدر نسب مشاهدات المنصة ذاتها خلال فترة عرضه في النصف الأول من رمضان، بطولة أحمد داش وجمال سليمان ونادين، وتدور قصته حول سطوة الأب على الابن وإرغامه على دراسة مجال بعينه، في حين لم يكن العمل حاضرا بقوة على مستوى التسويق والنجوم المشاركين فيه.
وجاءت أعمال “توبة” و”راجعين ياهوا” و”المداح 2” في مقدمة الأعمال التي جذبت جمهور منصة “شاهد”، وتصدر مسلسل “الاختيار 3”، و”الكبير أوي” و”مكتوب عليا” قائمة مشاهدات منصة “وتش ات” في مصر.
وكان من اللافت أن الأعمال الدرامية المصرية لم تستحوذ على اهتمام الشارع اللبناني، ودخلت ثلاثة فقط ضمن أفضل عشرة أعمال على منصة “شاهد” في لبنان.
ويتوقع العديد من النقاد أن تعيد المنصات الرقمية من خلال إتاحتها التعرف على الأعمال الأكثر مشاهدة تقييم موضوعات الدراما المقدمة في موسم رمضان الحالي أو بعده، وتصعيد البعض من النجوم الذين نجحوا في جذب الجمهور إليهم، مقابل أفول آخرين لم يحققوا نجاحا على المستوى المطلوب، والوضع ذاته بالنسبة إلى نوعية الأعمال التي سوف تتعاقد معها المنصات مستقبلا وغالبيتها يتجه نحو اختيار أعمال تتقارب مع تلك التي حققت نجاحا جماهيريا.
وأكد الناقد الفني المصري رامي عبدالرازق أن المنصات قد تقود مباشرة إلى الانضباط في السوق الدرامي، غير أنها ترسخ لأحد أشكال التقييم المفتقد في الدراما منذ سنوات ودفعت من قبل بعض النجوم نحو اللجوء إلى شراء المشاهدات والإعجابات على منصة “يوتيوب” للتأكيد على تصدرهم المشهد الدرامي مع غياب مراكز أبحاث المشاهدة التلفزيونية التي لم تكن تحظى بثقة الجمهور والنقاد وشركات الإنتاج.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن المنصات توفر قدرا كبيرا من المصداقية التي كانت غائبة من قبل، لأنها لن تخدع نفسها، بالتالي فإحصائياتها لها قيمة مهمة، وفي حال استمر الاهتمام بقوائم الأكثر مشاهدة قد يكون هناك قدر من الانضباط في المشهد الدرامي، ففضلا عن التعرف على توجهات الجمهور سيكون النقاد لديهم التقييم الخاص بتلك الأعمال مع عصف ذهني ورؤية موضوعية يمكن البناء عليهما.
وأشار رامي إلى أن التعامل مع إحصائيات المنصات كدليل فعلي على قدرة وصول الأعمال الدرامية للجمهور لا يجب يكون بمعزل عن الشراكات التجارية التي تدشنها تلك المنصات مع شركات اتصالات محلية تتيح وصول الأعمال إلى قطاعات واسعة من الجمهور بشكل مجاني والتعرف على نسب مشاهدة المنصات مقارنة بالتلفزيون.
التقييم لا يخضع للترند والمشاهدات الوهمية
وتشير إحصائيات الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات في مصر (حكومي) إلى ارتفاع استخدام خدمات الإنترنت المحمول في مصر بنسبة قدرها 68 في المئة مقارنة بنفس الفترة خلال شهر رمضان من العام الماضي، علاوة على زيادة واضحة في استخدام خدمات الإنترنت الثابت بنسبة 39 في المئة.
وبلغ عدد المشاهدين على المنصات الرقمية 33 مليون مشاهد في مصر، بعدد ساعات وصلت إلى 12.9 مليون ساعة يوميا، بنسبة زيادة في حجم الاستخدام تقدر بـ76 في المئة مقارنة برمضان العام الماضي، وهو ما يمنح المزيد من الأهمية لإحصائيات المنصات التي تبرهن على أن الاتجاه نحوها يستمر في التصاعد بشكل كبير، عقب نجاحها في سحب قطاعات كبيرة من جمهور التلفزيون.
وينتظر العديد من الفنانين في مصر التعرف على مستقبل برنامج المقالب الذي يقدمه رامز كل عام لتحديد ما إذا كان معبرا بشكل مباشر عن مدى اتخاذ شركات الإنتاج قرارات بناء على توجهات جمهور المنصات من عدمه باعتباره النموذج الذي يمكن الاحتذاء به في باقي الأعمال على مستوى استمرار البرنامج من عدمه أو تخفيض قيمة أجر مقدمه أو تأثير ذلك على موعد إذاعته تلفزيونيا ورقميا.
وقال رامي المتولي لـ“العرب” إن أرقام مشاهدات هذا العام سيكون لها تأثير مباشر على أجور الفنانين العامين المقبلين، وقد يجري توظيفها من جانب المنصات للانصراف عن التعاقد مع بعض النجوم على حساب آخرين حققوا نجاحات جماهيرية، وستؤثر أيضا على نوعية الموضوعات المقدمة التي تجذب شرائح أكبر من الجمهور، وفي تلك الحالة يمكن أن تتصدر نوعية القضية المثارة أولوية بالنسبة إلى المنصات على حساب اسم الفنان ونجوميته وشعبيته الحقيقية.
ماجدة خيرالله: المنصات ستنهي شعارات الرقم واحد التي يرددها النجوم
وما يجعل هناك أهمية لأرقام المنصات أن هناك رغبة حثيثة لدى جهات حكومية مصرية في الارتقاء بالأعمال الفنية المقدمة في موسم رمضان كل عام، وأن التنافس العربي على مستوى الانتشار يجعل ثمة حاجة للتعرف على اتجاهات الجمهور بشكل دقيق، والابتعاد عن المجاملات في اختيار النجوم وعناصر المنظومة الدرامية بوجه عام، كما أنها وسيلة مناسبة تقضي على احتمالات عودة مراكز بحوث المشاهدة المضللة، حيث واجهت اتهامات بتوجيه نتائج أبحاثها لصالح أطراف وجهات بعينها.
وأوضحت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خيرالله أن تقييمات شركات البحوث المحلية أو العالمية لا تحظى بموضوعية كبيرة، وتحكمها اعتبارات وأهواء غير موضوعية، فلم يكن الجمهور أمام بحوث دقيقة بشأن انتشار الأعمال ونجاحها طيلة السنوات الماضية، وقد تكون المنصات منقذا جديدا للدراما حال جرى التعامل مع نتائج قوائمها لأكثر الأعمال مشاهدة باحترافية، وأن تمتلك التأثير المطلوب على اتخاذ قرارات بشأن القضايا التي تم طرحها في العمل الدرامي والفنانين وأجورهم.
وأشارت في تصريح لـ”العرب” إلى أن شركات الإنتاج سوف تكون مضطرة بعد فترة للتعامل الموضوعي مع حقائق وأرقام المشاهدات الرقمية لأن القائمين على إدارة تلك المنصات سوف يتخذون قرارات بعدم التعاقد مع نوعية الموضوعات التي لا تحظى بنسب مشاهدة جيدة، والأمر كذلك بالنسبة إلى الفنانين، وقد تنتهي شعارات “التوب وان” أو “رقم واحد” التي اعتاد الكثير من النجوم على ترديدها لتسويق أعمالهم.
ولفتت خيرالله إلى أن حالة الفوضى التي عمت السنوات الماضية تسببت في ما يشبه الجنون لدى الجمهور الذي استمع لفنانين يوظفون حضورهم في وسائل الإعلام للترويج لأنفسهم وأعمالهم والتأكيد على النجاح باكتساح، في حين أن الواقع كان يشير إلى عكس ما يروجون له، وسيخلق وضع المسلسلات في إطارها السليم معرفة تامة بالجيد والقبيح، وفي النهاية يستفيد سوق الدراما من ارتفاع حدة المنافسة الفنية.
أحمد جمال
صحافي مصري