نقدم لكم أهمّ الإكتشافات الأثريّة المُعلن عنها الأيام الماضية بمصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقدم لكم أهمّ الإكتشافات الأثريّة المُعلن عنها الأيام الماضية بمصر


    التاريخ بالعربية - Historia En Árabe


    أمس الساعة ‏٧:٤٥ م‏ ·
    في هذا المنشور البسيط سنذكر أهمّ الإكتشافات الأثريّة المُعلن عنها الأيام الماضية بمصر.

    جهود البعثات المصريّة الأثريّة خلال الفترة الماضية مُشرّفة، حيث أنّهم أعلنوا عن العديد من الاكتشافات الأثرية المُذهلة والمتتالية التي ستضيف الكثير من السطور للتاريخ المصري القديم وللمتاحف المصريّة فقط.
    -
    ١) في يوم 10 يناير 2022 توصّلت البعثة الأثريّة المصريّة بمنطقة وادي النصب في جنوب سيناء، عن اكتشاف بقايا مبني استخدم لقائد بعثات التعدين المصريّة بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى (2050-1710 قبل الميلاد).

    يقع هذا المبنى بمنطقة مُتميّزة وسط الوادي، حيث يتوسّط مناطق تعدين النحاس والفيروز، كما يمتدّ على مساحة 225 متر مربع تقريباً، تُشير الدراسات المبدئية إلى أنّ هذا المبنى كان يتكوّن من طابقين؛ الأوّل به صالتين، وغرفتين، وحمّام ومطبخ، وسلّم يؤدّي إلى الطابق الثاني، كما أنّ الدراسة قد أثبتت أنّ هذا المقرّ كان يُستخدم منذ عصر الدولة الوسطى، والدولة الحديثة، والعصر الرومـاني أيضاً، حـيث تمّ العثور على أفران لصهر النحاس، ومناطق تجهيز المعادن، بالإضافة إلى أربعة سبائك من النحاس يتراوح وزن الواحدة منها ما بين 1200 إلى 1300 جرام.

    كما عُثر أيضاً داخل أحد غرف هذا المبنى على ورشة تحتوي على أحجار لتشكيل وتجهيز وتنظيف الفيروز، والتي ما زالت تُستخدم مثيلاتها حتى الآن، كما تمّ العثور بالمنطقة المجاورة للمبنى على ثلاثة مغارات لاستخراج خام النحاس منها مغارة لصهر واستخلاص النحاس، حيث تم اكتشاف كميات ضخمة من خَبَث النحاس بالوادي يرجح أنّها تبلغ ما يوازي 100 ألف طن، بالإضافة إلى أنّ هذا الوادي يشتهر بالكتابات السينائية، أقدم أبجدية معروفة ومثبتة في التاريخ، وقد شـهدت هذه المنطقة بعهد أمنمحات الثالث (1860 - 1814 قبل الميلاد) ذروة نشاط التعدين بسيناء، حـيث اكتـشف بهـذه المنطـقة على 59 نقشاً لموظفين رسميّين من عهد أمنمحات الثالث.
    *
    ٢) في يوم 9 فبراير، اكتشفت البعثة المصرية-التشيكية عن خبيئة لمواد التحنيط، وذلك أثناء أعمال الحفر الآثري داخل مجموعة من آبار الدفن التي تعود إلى عصر الأسرة الـ26، والتي تقع بالجزء الغربي من جبّانة أبو صير.

    عُثر على هذه الخبيئة داخل بئر ضخمة تبلغ قياساتها 5.3 × 5.3 متر وعمق أكثر من 14 متراً تحتوي على مواد للتحنيط فريدة من نوعها، تتكوّن من 370 آنية فُخارية كبيرة الحجم مقسمة إلى 14 مجمـوعة تضُـمّ كل مجـموعة من 7 إلى 52 آنية، ويوجد بداخل هذه الأوانـي بقايا مـواد كانت تستخدم أثناء عملية التحنيط.
    *
    ٣) في 24 فبراير 2022، اكتشفت البعثة المصريّة بحفائر معبد الأقصر عقب إزالة منزل توفيق باشا أندراوس، لوحة أثريّة نادرة تجمع للمرّة الأولى بين الملكين تحتمس الرابع وأمنحتب الثاني وهُما يُقدّمان القرابين لآمون على كرسي العرش

    كما تمّ العثور أيضاً في هذا الكشف عن كمية كبيرة من بذور العدس والقمح، وللمرّة الأولى في نواحي معبد الأقصر، يتمّ الكشف عن فرن ضخم كان يستخدم لصهر المعادن، كما عُثر على منزل من طابقين به سلالم وجدران واضحة تعود إلى العصر الروماني.

    تم أيضاً العثور على أواني لتقديم القرابين ولوحة من الفترة البطلمية تعود إلى الملك بطـلميوس الثالث تقريباً، ومـصحن من الجرانيت لطحن الغلال بمشتملاته ..

    من أندر ما تم العثور عليه أيضاً في هذا الكشف، مائدة نادرة ومُذهلة لتقديم القرابين تمّـت إعادة استخدامها، حيث كانت عبارة عن مدخل مقصورة، أو معبد وتبقى جزء منها تم عمله كحوض لتوضع داخله القرابين من خلال حوضين تقريباً، ومعه جرار كانت في الغالب تُستخدم لقرابين من اللبن.

    ومن المُنتظر اكتشاف باقي المنطقة، حيث لا يزال العمل جاري، للوصول إلى الغرف الواقعة أسفل منطقة الحفائر، لتسفر عن مفاجآت جديدة قريباً سيُعلن عنها.
    *
    ٤) في يوم 28 فبراير 2022، نجحت البعثة الأثريّة المصريّة بمنطقة تلّ الكدوة بشمال سيناء، بالكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة (طريق حورس الحربي)، التي ترجع إلى بداية عصر المملكة المصريّة الحديثة، وهذه المرّة الأولى التي يتمّ الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة من العصور المصريّة القديمة، حيث أنّ الأدلّة العلمية تُشير إلى وجودها في نقوشات جدران معبد الـكرنك من عـصر الملك المصري سيتي الأوّل، لكن لم يكُن تمّ العثور عليها بعد.

    عدد الآبار المُكتشفة يبلغ عددها خمسة آبار تقع خارج أسوار قلعة تلّ الكدوة، كما تدلّ الشواهد إلى أنّه تم تدمير هذه الآبار وردمها عن عمد، حتى لا يستخدمها الغزاة خلال فترة العصر الفارسي اثناء تقدّمهم تجاه مصر، وبعد أن تمّ حفر هذه الآبار من قِبَل البعثة المصرية، عُثر على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفُخارية، والتي ترجع إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين المصرية.

    أمّا داخل الحِصن المُكتشف، فعثرت البعثة المصريّة على أحد المخازن الذي يبلغ حوله حوالي 12 متر، وعرض 4 أمتار، في مُنتصفه يوجد عدد من الأواني الفخارية وضعت فوق بعضها البعض والتي كانت تُستخدم كمصارف للمياه، كما عثرت هذه البعثة ايضاً على بقايا أفران من العصر الصاوي، ويُرجح انها ورشة لصهر خام النحاس؛ حيث تمّ العثور ايضاً على أجزاء من سبائك النحاس على أشكال دائريّة، والأدوات التي كانت تُستخدم في عمليات الصهر.

    تعتبر تلّ الكدوة، أحد أهم مواقع العمارة العسكرية المصرية خلال عصر الأسرة الـ26 بشمال سيناء، حيث كشفت البعثة المصرية عن بقايا قلعتين بالمكان تؤرّخ أحداهما بعصر الملك بسماتيك الأول الذي قام بطرد الآشوريّين من مصر والشام، ومن المعروف أنّ (طريق حورس الـحربي) من أقدم الطرق في سيناء، ويربط بين مصر وفلسطين بطول 220 كم، كما عُرف بالنصوص المصريّة القديمـة منذ عـهد الدولة القديمة باسم طريق حورس، ويُعتبر نقش الملك سيتي الأوّل بمعبد الكرنك المصـدر الرئيـسي الذي يُشير إلى وجود سلسلة من القلاع العسكرية وآبار المياه بطول الطريق، حيث صوّر نقش الملك سيتي الأول أمام كل قلعة من قلاع طريق حورس بئر مياه، وأطلق المصريّون القدماء خلال عـصر الدولة الحديثة تسميات مُحـدّدة واضحـة على كل قلعـة وبـئر مياه من آبار طريق حورس الحربي القديم.
    *
    ٥) يوم 2 مارس 2022، اكتشفت البعثة المصرية-النمساوية المُشتركة العاملة بمعبد كوم امبو بأسوان، عن مركز إداري يرجع إلى العصر الإنتقالي الأوّل.

    الكشف أسفر عن أكثر من 20 صومعة مخروطيّة، يرجح أنّها منشأة إدارية كانت تُستخدم لتخزين الحبوب، وهو ما أعطانا فكرة على أن المنطقة كانت ذات نشاط زراعي وتجاري مُميّز ويقطن بها أعداد كبيره من السكان، خلا ما كان يتوقّع، وتدل الاكتشافـات على أنّ العنـاصر المعـمارية للصنوامع من أقبـية وسلالم وغرف للتخزين بحالة جيّدة من الحفظ، كما يوجد أيضاً بعض الصوامع التي يصل طولها إلى أكثر من مترين.

    واثناء هذه الاعمال، اكتشفت البعثة عن بقايا اساسات حِصن عسكري يرجح أنّه تم تشييده أثناء الاحتلال البريطاني لمصر خلال القرن التاسع عشر، وكان يُستخدم كنُقطة دفاع لمراقبة مجرى نهر النيل أثناء الثورة المهدية بالسودان في خلال عام (1881-1885م).
    *
    ولا ننسى اكتشاف المقبرة الأضخم من نوعها على الإطلاق التي احتوت على أكثر من 300 تابوت تُحفظ بها مومياوات منذ أكثر من 2500 سنة نقريباً، بالإضافة إلى اللقى الأثريّة التي وجدت بالمقبرة جانب التوابيت، وما زال البحث جاري في منطقة سقارة، والأجمل أن هذا الاكتشاف بالكامل كان بأيادي مصريّة، وكان قد نشر عنه فيديو حصري اليوتيوبر المصري الشهير حجاجوفيتش على صفحته الرسمية.
    *
    الجهات المصريّة المسؤولة عن التنقيب تحرص دائماً على أن تكون جميع الاكتشافات القادمة بأيادي مصريّة خالصة، حتّى لا يُشاركهم ولا يزاحمهم الأجانب في تقسيم هذه المكتشفات الآثريّة التي تُزيّن متاحفهم، وكُلّ الدعم للمنقّبين والعُمّال من أبناء مصر، فهذه الاكتشافات المذكورة بالأعلى هي تنقيبات مصريّة خالصة، باستثناء بعض الاكتشافات القليلة التي قد تشترك بها بعثات أجنبيّة بتصاريح وشروط مصرية مسبقة.
يعمل...
X