لمحة عن أفلام الأبيض والأسود
مقدمة
كان الاعتقاد السائد قديماً أن الأشعة الضوئية تخرج من العين حتى تتقابل مع الأجسام فتصدم بها ، الأمر الذي يؤدي إلى الإحساس بالرؤية ، وظلت هذه الفكرة سائدة حتى جاء ) أبو الحسن بن الهيثم ( أكبر علماء البصريات العرب في القرن الحادي عشر وقرر أن الأشعة الضوئية تخرج من الجسم في خطوط مستقيمة حق تصطدم بالعين ، فتثير الإحساس بالرؤية ، وقد أيد قاعدته هذه بتجارب تثبت أن الضوء يسير فعلاً في خطوط مستقيمة ، كما قسم الأجسام إلى قسمين :
أ - أجسام مضيئة في - ذاتها ، كالمصباح والشمس ، واعتبرها حد مصادر الضوء .
ب - أجسام مضاءة بغيرها من المصادر الأولى ولم يفسر ( أبو الحسن بن الهيثم ( طبيعة هذه الأشعة حتى جاء
( نيوتن ) في القرن السابع عشر ففسرها بقوله : أن هناك جسيمات دقيقة تخرج من الأجسام المضيئة وتسير في جميع الاتجاهات على هيئة خطوط مستقيمة وتشعر عين الإنسان بالإبصار عندما تسقط هذه الجسيمات على قرنية العين
ورغم أن هذا التفسير لم تقره البحوث التي أجريت في العصور التالية إلا أنه أمكن إذ ذاك تفسير بعض الظواهر الضوئية على أسسه ، مثل ظاهرة انعكاس الضوء فقد شبهت جسيمات الأشعة الدقيقة التي تخرج من الأجسام ثم تنعكس على حائل بكرة تتحرك في خط مستقيم ، ثم تصطدم بحاجز فترتد بزاوية انعكاس تساوي زاوية السقوط ، كما فسروا إنكسار الضوء بأنه تجاذب بين جسيمات أشعة الضوء وجسيمات الجسم الذي تنفذ فيه مما يؤدي إلى إنحراف مسار هذه الأشعة الضوئية .
وفي القرن التاسع عشر بدأ تفسير طبيعة الضوء على أساس النظرية الموجية وهي تقرر أن الضوء ينتشر على هيئة موجات كموجات تجرك المياه وتنبعث هذه الموجات من أي نقطة مضيئة ، وتنتشر فيما حولها في جميع الجهات مثلها في ذلك كالأمواج على سطح الماء الساكن إذا ألقيت فيه قطعة من الحجر ، غير أن انتشار موجات المياه يظهر على السطح ويكون في مستوى واحد ، أما انتشار الموجات الضوئية في النقطة المضيئة فإنه يسير في جميع الجهات .
وقد سادت هذه النظرية حتى القرن العشرين حين ظهرت نظرية
الكم التي تفرض أن الضوء ينبعث على هيئة سيل من المقذوفات المتتالية كتلك التي تخرج من المدفع الرشاش ، ولكل مقذوف منها طاقة صغيرة جداً ومحددة بحيث يمكن حسابها بدقة ، وتختلف هذه الطاقة باختلاف الإشاعات الطيفية
وهي تسمى و للإشعاعات الضوئية خصائص كهربية ومغناطيسية ، من أجل ذلك بالموجات الكهرومغناطيسية وليست هذه التسمية بقاصرة على تلك الأشعة المنظورة فقط ، بل هي أوسع من ذلك شمولاً ، إذ يدخل فيها أيضا تلك الأشعة غير المنظورة بل إن الأشعة المنظورة لا تمثل سوى جزء صغير في سلسلة الموجات الكهرومغناطيسية ، حيث لاتحس عين الإنسان بالموجات التي تقل في طولها عن ٣٩٠٠ وحدة انجستروم ) وهي الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة البنفسجية المنظورة وفوق البنفسجية غير المنظورة ) كما لا تتأثر العين بالموجات الضوئية التي تزيد طولها عن ٧٦٠٠ أنجستروم (وهي الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة الحمراء المنظورة والأشعة تحت الحمراء غير المنظورة وقد أثبتت التجارب التي أجريت على عدد الأفراد الذين يتمتعون بسلامة البصر أن حساسية عين الإنسان لأشعة الطيف تبلغ ذروتها في حدود موجات الأشعة الخضراء ، وتقل حساسيتها تدريجياً كلما قلت أو زادت موجات الأشعة الضوئيه طولاً ، وتنعدم حساسيتها تماماً عند بدء منطقتي الأشعة تحت الحمراء من جانب والأشعة ، كبير من فوق البنفسجية من جانب آخر .
والشمس هي المصدر الوحيد للإضاءة نهاراً في التصوير الخارجي حتى ولو اختفت خلف السحب ، وتختلف كمية ضوء الشمس التي تصل إلينا بين شهر وآخر ، كما تختلف من ساعة لأخرى وذلك لاختلاف ارتفاع الشمس بين شهر وآخر وبين ساعة وأخرى .
ولو أننا تحرينا الدقة في التعبير لوجدنا أن ما يعني المصور ، ليس هو ضوء الشمس بل هو ضوء النهار فهناك اختلاف بينها وحين نذكر أن التصوير يجري في ضوء النهار ، فالواقع أن الضوء الذي نعتمد عليه هو مزيج من ضوء السماء والضوء المنعكس من الأسطح أو المساحات المجاورة ، سواء أكانت مساحات خضراء مزروعة أو مساحات جبلية أو رملية أو مساحات بحرية زرقاء أو حتى مساحات صناعية كالمباني الحمراء أو الخضراء أو البيضاء مثلاً
وأشعة الشمس المباشرة تكون بيضاء وتسير خطوط مستقيمة ، أما ضوء النهار فهو مشوب بالزرقة نسبياً إلى ضوء الشمس ، وهو لايأتي دائماً من أعلى بل هو قد يصطدم بأي مساحة مجاورة أولاً ثم ينعكس منها وقد فقد ابيضاضه وشابته مسحة من لون معين ، بل أن ضوء النهار لابد وأن ينعكس من الأرض التي نقف عليها حين التصوير ويتأثر بلونها أيضا .. ولو أنه قد تيسر أن تصل أشعة الشمس إلى الأرض دون أن تمر في أوساط غريبة مشتته للضوء لكان من المؤكد أن تؤدي الإضاءة إلى تباين قوي بين المناطق المضاءة ومناطق الظلال في الأجسام التي تسقط عليها ، وكان من المؤكد أن تشاهد ظلالاً قوية محددة جداً ،
غير أن أشعة الشمس تنتشر حين تصطدم بالجسيمات العالقة في الغلاف الجوي سواء من ضباب أو سحب أو أتربة أو دخان . الخ وهذا أمر ليس من شأنه فقط أن يخفف كثير من وحدة الظلال التي نراها على الأجسام ونسجلها بالتصوير ، بل تتغير أيضاً الطاقة الضوئية التي تصل إلينا ، فمثلاً لو مرت سحابة أمام الشمس حين تصوير سينمائي فإنه من المحتمل جداً أن يتغير التعريض بشكل ملحوظ بين أول اللقطة وآخرها ، بل قد وجد - في أبحاث هذا الموضوع - أن كمية الضوء الساقطة قد تقل إلى العشر لو وقعت سحابة كثيفة أمام الشمس وقد يحصل هذا الاختلاف في مدى لايتجاوز عدة دقائق .
وفي مثل هذه الأحوال يجب أن يستمر التصوير في ظروف ضوئية ثابتة ذلك لأن كل من درجة تباين الصورة وصحة تعريضها يتأثران بمرور مثل هذه السحابة .
مقدمة
كان الاعتقاد السائد قديماً أن الأشعة الضوئية تخرج من العين حتى تتقابل مع الأجسام فتصدم بها ، الأمر الذي يؤدي إلى الإحساس بالرؤية ، وظلت هذه الفكرة سائدة حتى جاء ) أبو الحسن بن الهيثم ( أكبر علماء البصريات العرب في القرن الحادي عشر وقرر أن الأشعة الضوئية تخرج من الجسم في خطوط مستقيمة حق تصطدم بالعين ، فتثير الإحساس بالرؤية ، وقد أيد قاعدته هذه بتجارب تثبت أن الضوء يسير فعلاً في خطوط مستقيمة ، كما قسم الأجسام إلى قسمين :
أ - أجسام مضيئة في - ذاتها ، كالمصباح والشمس ، واعتبرها حد مصادر الضوء .
ب - أجسام مضاءة بغيرها من المصادر الأولى ولم يفسر ( أبو الحسن بن الهيثم ( طبيعة هذه الأشعة حتى جاء
( نيوتن ) في القرن السابع عشر ففسرها بقوله : أن هناك جسيمات دقيقة تخرج من الأجسام المضيئة وتسير في جميع الاتجاهات على هيئة خطوط مستقيمة وتشعر عين الإنسان بالإبصار عندما تسقط هذه الجسيمات على قرنية العين
ورغم أن هذا التفسير لم تقره البحوث التي أجريت في العصور التالية إلا أنه أمكن إذ ذاك تفسير بعض الظواهر الضوئية على أسسه ، مثل ظاهرة انعكاس الضوء فقد شبهت جسيمات الأشعة الدقيقة التي تخرج من الأجسام ثم تنعكس على حائل بكرة تتحرك في خط مستقيم ، ثم تصطدم بحاجز فترتد بزاوية انعكاس تساوي زاوية السقوط ، كما فسروا إنكسار الضوء بأنه تجاذب بين جسيمات أشعة الضوء وجسيمات الجسم الذي تنفذ فيه مما يؤدي إلى إنحراف مسار هذه الأشعة الضوئية .
وفي القرن التاسع عشر بدأ تفسير طبيعة الضوء على أساس النظرية الموجية وهي تقرر أن الضوء ينتشر على هيئة موجات كموجات تجرك المياه وتنبعث هذه الموجات من أي نقطة مضيئة ، وتنتشر فيما حولها في جميع الجهات مثلها في ذلك كالأمواج على سطح الماء الساكن إذا ألقيت فيه قطعة من الحجر ، غير أن انتشار موجات المياه يظهر على السطح ويكون في مستوى واحد ، أما انتشار الموجات الضوئية في النقطة المضيئة فإنه يسير في جميع الجهات .
وقد سادت هذه النظرية حتى القرن العشرين حين ظهرت نظرية
الكم التي تفرض أن الضوء ينبعث على هيئة سيل من المقذوفات المتتالية كتلك التي تخرج من المدفع الرشاش ، ولكل مقذوف منها طاقة صغيرة جداً ومحددة بحيث يمكن حسابها بدقة ، وتختلف هذه الطاقة باختلاف الإشاعات الطيفية
وهي تسمى و للإشعاعات الضوئية خصائص كهربية ومغناطيسية ، من أجل ذلك بالموجات الكهرومغناطيسية وليست هذه التسمية بقاصرة على تلك الأشعة المنظورة فقط ، بل هي أوسع من ذلك شمولاً ، إذ يدخل فيها أيضا تلك الأشعة غير المنظورة بل إن الأشعة المنظورة لا تمثل سوى جزء صغير في سلسلة الموجات الكهرومغناطيسية ، حيث لاتحس عين الإنسان بالموجات التي تقل في طولها عن ٣٩٠٠ وحدة انجستروم ) وهي الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة البنفسجية المنظورة وفوق البنفسجية غير المنظورة ) كما لا تتأثر العين بالموجات الضوئية التي تزيد طولها عن ٧٦٠٠ أنجستروم (وهي الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة الحمراء المنظورة والأشعة تحت الحمراء غير المنظورة وقد أثبتت التجارب التي أجريت على عدد الأفراد الذين يتمتعون بسلامة البصر أن حساسية عين الإنسان لأشعة الطيف تبلغ ذروتها في حدود موجات الأشعة الخضراء ، وتقل حساسيتها تدريجياً كلما قلت أو زادت موجات الأشعة الضوئيه طولاً ، وتنعدم حساسيتها تماماً عند بدء منطقتي الأشعة تحت الحمراء من جانب والأشعة ، كبير من فوق البنفسجية من جانب آخر .
والشمس هي المصدر الوحيد للإضاءة نهاراً في التصوير الخارجي حتى ولو اختفت خلف السحب ، وتختلف كمية ضوء الشمس التي تصل إلينا بين شهر وآخر ، كما تختلف من ساعة لأخرى وذلك لاختلاف ارتفاع الشمس بين شهر وآخر وبين ساعة وأخرى .
ولو أننا تحرينا الدقة في التعبير لوجدنا أن ما يعني المصور ، ليس هو ضوء الشمس بل هو ضوء النهار فهناك اختلاف بينها وحين نذكر أن التصوير يجري في ضوء النهار ، فالواقع أن الضوء الذي نعتمد عليه هو مزيج من ضوء السماء والضوء المنعكس من الأسطح أو المساحات المجاورة ، سواء أكانت مساحات خضراء مزروعة أو مساحات جبلية أو رملية أو مساحات بحرية زرقاء أو حتى مساحات صناعية كالمباني الحمراء أو الخضراء أو البيضاء مثلاً
وأشعة الشمس المباشرة تكون بيضاء وتسير خطوط مستقيمة ، أما ضوء النهار فهو مشوب بالزرقة نسبياً إلى ضوء الشمس ، وهو لايأتي دائماً من أعلى بل هو قد يصطدم بأي مساحة مجاورة أولاً ثم ينعكس منها وقد فقد ابيضاضه وشابته مسحة من لون معين ، بل أن ضوء النهار لابد وأن ينعكس من الأرض التي نقف عليها حين التصوير ويتأثر بلونها أيضا .. ولو أنه قد تيسر أن تصل أشعة الشمس إلى الأرض دون أن تمر في أوساط غريبة مشتته للضوء لكان من المؤكد أن تؤدي الإضاءة إلى تباين قوي بين المناطق المضاءة ومناطق الظلال في الأجسام التي تسقط عليها ، وكان من المؤكد أن تشاهد ظلالاً قوية محددة جداً ،
غير أن أشعة الشمس تنتشر حين تصطدم بالجسيمات العالقة في الغلاف الجوي سواء من ضباب أو سحب أو أتربة أو دخان . الخ وهذا أمر ليس من شأنه فقط أن يخفف كثير من وحدة الظلال التي نراها على الأجسام ونسجلها بالتصوير ، بل تتغير أيضاً الطاقة الضوئية التي تصل إلينا ، فمثلاً لو مرت سحابة أمام الشمس حين تصوير سينمائي فإنه من المحتمل جداً أن يتغير التعريض بشكل ملحوظ بين أول اللقطة وآخرها ، بل قد وجد - في أبحاث هذا الموضوع - أن كمية الضوء الساقطة قد تقل إلى العشر لو وقعت سحابة كثيفة أمام الشمس وقد يحصل هذا الاختلاف في مدى لايتجاوز عدة دقائق .
وفي مثل هذه الأحوال يجب أن يستمر التصوير في ظروف ضوئية ثابتة ذلك لأن كل من درجة تباين الصورة وصحة تعريضها يتأثران بمرور مثل هذه السحابة .
تعليق