سراييفو
سراييفو Sarajevo عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة، تقع في الجزء المركزي الشرقي من البلاد على نهر ملياكا Mljacka، أحد أهم روافد نهر الدانوب، إلى الشرق من جبال الألب الدينارية وإلى الشمال من الجبل الأسود.
يقدرعدد سكان سراييفو بنحو نصف مليون نسمة، ويتألفون من خليط عرقي ديني فريد، حيث يشكل البوسنيون المسلمون نحو 44% من السكان والصرب نحو 31% والكروات 17%، فيما يتألف الجزء الباقي من السكان من خليط من الألمان والنمساويين والأتراك والألبان.
كانت سراييفو حتى عام 1992 إحدى مدن الاتحاد اليوغسلافي، وقد كانت المدينة مركزاً ثقافياً وتجارياً وصناعياً مهماً، اشتهرت بصناعة السجاد والحرير والمجوهرات الفضية والتبغ والآلات والمكائن، ولكن الحرب الأهلية التي نشبت في عام 1992 كان لها تأثير كارثي في اقتصاد المدينة، فقد دمرت معظم الصناعات بشكل نهائي، كما دمرت البنية التحتية الأساسية.
تشتهر مدينة سراييفو بمساجدها الكثيرة التي بناها العثمانيون إبان حكمهم للبلاد في المدة من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، حتى عام 1878م، كما تشتهر بأنها كانت المكان الذي قتل فيه ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرنسيس فرديناند مع زوجته في 28 حزيران من عام 1914، فكانت هذه الحادثة الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى.
تعد المدينة اليوم من أهم المراكز الثقافية الدينية في منطقة البلقان، فهي مقر رئيس العلماء المسلمين اليوغوسلافيين، ورئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الشرقية وأسقفية الروم الكاثوليك، و بها عدة أكاديميات ومعاهد إسلامية، ويدين معظم سكانها بالإسلام، لذلك يغلب على مبانيها طراز العمارة الإسلامية، وفيها جامعة واحدة (جامعة سراييفو) التي أسست عام 1949، وتضم ثماني كليات في مختلف الاختصاصات العلمية.
تعد سراييفو عقدة مواصلات مهمة في البوسنة، حيث ترتبط بجميع أجزاء البوسنة بالطرق المعبدة، كما تربطها السكة الحديدية بجميع مدن البوسنة والهرسك والمدن الرئيسة في الدول المجاورة، وبها مطار دولي يربطها بالعالم الخارجي، وفي هذا المجال تشتهر سراييفو بالترام الذي يؤرخ بأنه كان أول ترام سار في شوارع وسط أوربا، ومقصورات التلفريك التي كانت تنقل الركاب إلى قمم الجبال المحيطة بالمدينة، والمكللة بالثلوج على ارتفاع 1500متر.
يعد تاريخ سراييفو جزءاً من تاريخ البوسنة والهرسك. ففي عام 900 ميلادية تكونت أول دولة بوسنية من قبائل البوشناق والصرب والكروات الذين نزحوا من مناطق آسيوية وأوربية شرقية.
وفي عام 1463 أصبحت سراييفو تحت الحكم العثماني، بعد أن فتح السلطان العثماني محمد الفاتح البوسنة. وفي عام 1878 أنهى مؤتمر برلين الحرب الروسية التركية، وأجبرت الدولة العثمانية على الخروج من البوسنة، فوقعت سراييفو تحت حكم الامبراطورية النمساوية -المجرية.
في 28 حزيران من عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى من سراييفو، إثر اغتيال ولي عهد النمسا على يد أحد الشباب الصرب (غافريلو برنسب)، وهو عضو في حركة قومية سرية تسمى ملادا بوسنا (البوسنة الشابة)، وبعد نهاية الحرب في عام 1918 ألحقت البوسنة بيوغسلافيا. وفي عام 1941 في أثناء الحرب العالمية الثانية أصبحت سراييفو ضمن المدن الكرواتية، بعد أن ضُمت البوسنة إلى كرواتيا حليفة ألمانيا النازية. وفي الحرب العالمية الثانية عانى سكان سراييفو، ولاسيما المسلمون، ويلات الحرب وتآمر الصرب والكروات عليهم، وبعد نهاية الحرب انضمت البوسنة إلى يوغوسلافيا الاتحادية بقيادة تيتو الذي حافظ على التحام الفدرالية، على تنوعها العرقي، ولكن هذا الالتحام بدأ بالتفكك بعد وفاة تيتو عام 1980. وفي عام 1991أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال عن يوغوسلافيا، وبعد الانتخابات الحرة التي أسفرت عن فوز علي عزت بيغوفتش عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة إعلان الاستقلال، وبدؤوا حرباً عرقية على المسلمين وعلى كل من لم يكن صربياً.
صمدت سراييفو في وجه القصف الصربي العنيف، وحوصرت المدينة من عام 1992 حتى عام 1995، وقد ظهرت خلال ذلك وحشية الصرب. ونتج عن ذلك 250ألف قتيل و 100ألف معاق و 60ألف يتيم. وفي كانون الثاني من عام 1995، وبعد تدخل المجتمع الدولي المتمثل بالاتحاد الأوربي والولايات المتحدة عقدت اتفاقية دايتون التي قسمت البوسنة إلى 49% للصرب و51% للمسلمين البوسنيين والكروات.
تبذل مساعٍ دولية لإعادة توحيد البوسنة، ولكن ذلك قد لا يتحقق بسبب الظروف الدولية، فالصرب والكروات تراودهم أحلام انفصالية، والقوى الدولية تبحث عن بديل لحزب العمل البوسني، يقوم بالحد من انتشار الصحوة الإسلامية في البوسنة.
عبد الرؤوف رهبان
|
يقدرعدد سكان سراييفو بنحو نصف مليون نسمة، ويتألفون من خليط عرقي ديني فريد، حيث يشكل البوسنيون المسلمون نحو 44% من السكان والصرب نحو 31% والكروات 17%، فيما يتألف الجزء الباقي من السكان من خليط من الألمان والنمساويين والأتراك والألبان.
كانت سراييفو حتى عام 1992 إحدى مدن الاتحاد اليوغسلافي، وقد كانت المدينة مركزاً ثقافياً وتجارياً وصناعياً مهماً، اشتهرت بصناعة السجاد والحرير والمجوهرات الفضية والتبغ والآلات والمكائن، ولكن الحرب الأهلية التي نشبت في عام 1992 كان لها تأثير كارثي في اقتصاد المدينة، فقد دمرت معظم الصناعات بشكل نهائي، كما دمرت البنية التحتية الأساسية.
تشتهر مدينة سراييفو بمساجدها الكثيرة التي بناها العثمانيون إبان حكمهم للبلاد في المدة من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، حتى عام 1878م، كما تشتهر بأنها كانت المكان الذي قتل فيه ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرنسيس فرديناند مع زوجته في 28 حزيران من عام 1914، فكانت هذه الحادثة الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى.
تعد المدينة اليوم من أهم المراكز الثقافية الدينية في منطقة البلقان، فهي مقر رئيس العلماء المسلمين اليوغوسلافيين، ورئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الشرقية وأسقفية الروم الكاثوليك، و بها عدة أكاديميات ومعاهد إسلامية، ويدين معظم سكانها بالإسلام، لذلك يغلب على مبانيها طراز العمارة الإسلامية، وفيها جامعة واحدة (جامعة سراييفو) التي أسست عام 1949، وتضم ثماني كليات في مختلف الاختصاصات العلمية.
تعد سراييفو عقدة مواصلات مهمة في البوسنة، حيث ترتبط بجميع أجزاء البوسنة بالطرق المعبدة، كما تربطها السكة الحديدية بجميع مدن البوسنة والهرسك والمدن الرئيسة في الدول المجاورة، وبها مطار دولي يربطها بالعالم الخارجي، وفي هذا المجال تشتهر سراييفو بالترام الذي يؤرخ بأنه كان أول ترام سار في شوارع وسط أوربا، ومقصورات التلفريك التي كانت تنقل الركاب إلى قمم الجبال المحيطة بالمدينة، والمكللة بالثلوج على ارتفاع 1500متر.
يعد تاريخ سراييفو جزءاً من تاريخ البوسنة والهرسك. ففي عام 900 ميلادية تكونت أول دولة بوسنية من قبائل البوشناق والصرب والكروات الذين نزحوا من مناطق آسيوية وأوربية شرقية.
|
سراييفو مدينة المآذن والجبال وطيور الحمام |
في 28 حزيران من عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى من سراييفو، إثر اغتيال ولي عهد النمسا على يد أحد الشباب الصرب (غافريلو برنسب)، وهو عضو في حركة قومية سرية تسمى ملادا بوسنا (البوسنة الشابة)، وبعد نهاية الحرب في عام 1918 ألحقت البوسنة بيوغسلافيا. وفي عام 1941 في أثناء الحرب العالمية الثانية أصبحت سراييفو ضمن المدن الكرواتية، بعد أن ضُمت البوسنة إلى كرواتيا حليفة ألمانيا النازية. وفي الحرب العالمية الثانية عانى سكان سراييفو، ولاسيما المسلمون، ويلات الحرب وتآمر الصرب والكروات عليهم، وبعد نهاية الحرب انضمت البوسنة إلى يوغوسلافيا الاتحادية بقيادة تيتو الذي حافظ على التحام الفدرالية، على تنوعها العرقي، ولكن هذا الالتحام بدأ بالتفكك بعد وفاة تيتو عام 1980. وفي عام 1991أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال عن يوغوسلافيا، وبعد الانتخابات الحرة التي أسفرت عن فوز علي عزت بيغوفتش عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة إعلان الاستقلال، وبدؤوا حرباً عرقية على المسلمين وعلى كل من لم يكن صربياً.
صمدت سراييفو في وجه القصف الصربي العنيف، وحوصرت المدينة من عام 1992 حتى عام 1995، وقد ظهرت خلال ذلك وحشية الصرب. ونتج عن ذلك 250ألف قتيل و 100ألف معاق و 60ألف يتيم. وفي كانون الثاني من عام 1995، وبعد تدخل المجتمع الدولي المتمثل بالاتحاد الأوربي والولايات المتحدة عقدت اتفاقية دايتون التي قسمت البوسنة إلى 49% للصرب و51% للمسلمين البوسنيين والكروات.
تبذل مساعٍ دولية لإعادة توحيد البوسنة، ولكن ذلك قد لا يتحقق بسبب الظروف الدولية، فالصرب والكروات تراودهم أحلام انفصالية، والقوى الدولية تبحث عن بديل لحزب العمل البوسني، يقوم بالحد من انتشار الصحوة الإسلامية في البوسنة.
عبد الرؤوف رهبان