لنتعرف معاً على سفيروس (الكسندر) Severus (Alexander-) - Severus (Alexander-).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتعرف معاً على سفيروس (الكسندر) Severus (Alexander-) - Severus (Alexander-).

    سفيروس (الكسندر ـ)
    (208 ـ 235)

    ماركوس أوريليوس ألكسندر سفيروسM.Aureluis Alexander Severus رابع وآخر امبراطور روماني (222ـ235م) من السلالة السفيرية، الليبية ـ السورية التي حكمت الامبراطورية الرومانية قرابة نصف قرن.
    ولد في مدينة عكا في تشرين أول وكان يدعى ألكسيانوس Alexianus وهو ابن غسيوس مركيانوس Gessius Marcianusويوليا أفيتاماميا Iulia Avita Mammaeaوحفيد يوليا ميزا Maesa، شقيقة يوليا دومنا زوجة الامبراطور سبتيميوس سفيروس وأم الامبراطور كركلا.
    نشأ في كنف والدته وجدته في أسرة كهنوتية عريقة من أشراف حمص، ثم انتقل معهما إلى روما وهناك أقنعت الجدة حفيدها الجالس على العرش إيلاغابال Elagabalusبأن يتبنى ابن خالته عام 221م، ويوصي به قيصراً وخلفاً له. وبدأتا تدريب الغلام على واجبات منصبه وتمكنتا من كسب الحرس الامبراطوري الذي اغتال إيلاغابال بسبب سوء سيرته، ثم نودي بالكسندر امبراطوراً، ووافق مجلس الشيوخ على تنصيبه، وكان في الرابعة عشرة من عمره.
    كانت أمه قد ربته أفضل تربية وعنيت عناية فائقة بتدريب جسمه وعقله وخلقه، فنشأ غلاماً وسيماً، كما تصوره النقود والتماثيل، طويل القامة، قوي الجسم ماهراً في فنون القتال وبارعاً في التصوير والغناء، بسيطاً، متواضعاً في طعامه وشرابه وملبسه. وقد درس وتثقف بالآداب الإغريقية واللاتينية إضافة إلى ثقافته السورية العريقة.
    تولت أمه بعد صعوده العرش مقاليد الأمور عملياً وترأست المجلس الامبراطوري الاستشاري، الذي صار يرسم سياسة الدولة، ويضم نخبة من أعضاء مجلس الشيوخ وعلماء القانون، وعلى رأسهم الفقيه الشهير أولبيانوس D.Olpianus من أبناء صور، والفقيه اللامع باولوس. قام الكسندر بإصلاحات كثيرة في المجالات المختلفة، فقد تخلى عن سياسة سلفه الدينية وأعاد العبادات والشعائر الرومانية إلى سابق عهدها، وكان متسامحاً مع كل الأديان، بما في ذلك اليهودية والمسيحية. واهتم بالشؤون العامة وإدارة الدولة، التي عمل على تطهيرها من العناصر الفاسدة والطفيلية. وقد استعاد في عهده مجلس الشيوخ دوره في الحياة السياسية، وصار يشارك في اتخاذ القرارات المهمة. اهتم هذا الامبراطور وأمه بالحقوق وتدوينها والمباني العامة وإصلاحها وتنظيم الأمور المالية والقضائية، كما اهتم بالمجالس الحرفية، التي وضعت تحت رقابة الدولة، وقدم الإعانات للفقراء والمعلمين والمدارس وزاد في أعطيات المواد التموينية. وكان من نتيجة هذه الإدارة الحكيمة أن تحسنت أوضاع الناس والرعية والامبراطورية. ولكن الكسندر لم يتمكن من السيطرة الكاملة على الجند والعساكر وكبح رغباتهم، والذين بدأوا يستاؤون من تراجع نفوذهم وامتيازاتهم. وهكذا سقط رئيس الحرس الامبراطوري الفقيه أولبيانوس عام 228م ضحية ثورة الجند، لأنه عمل على إعادة النظام والانضباط إلى الحياة العسكرية. واضطر الامبراطور إلى إبعاد المؤرخ الكبير كاسيوس ديو[ر] من روما لتهدئة ثورتهم. وبصورة عامة ساد في السنوات العشر الأولى من حكمه الهدوء والسلم والاستقرار في الداخل وعلى حدود الامبراطورية.
    وكان أهم حدث شهده الشرق في تلك المرحلة انهيار الحكم الفرثي عام 226م وقيام المملكة الساسانية بقيادة أردشيرArtaxerxes التي عَدّت نفسها وريثة الامبراطورية الأخمينية، ومن حقها استعادة ولاياتها السابقة معتمدة على انبعاث الشعور القومي الإيراني والديانة الزرداشتية. وبدأ الفرس هجومهم على بلاد الرافدين بمحاصرة مدينة نصيبين عام 231م. وهكذا اضطر الكسندر للتوجه مع والدته إلى سورية على رأس الجيوش الرومانية وخاض معركة مظفرة ولكنها غير حاسمة مع أردشير، اضطرته للانسحاب وطلب الصلح. وعاد الكسندر إلى روما للاحتفال بهذا النصر عام 233م، ولكن القبائل الجرمانية كانت قد استغلت تلك الأحداث وأغارت على حدود الامبراطورية، ونجحت في اختراق الدفاعات الرومانية وبدأت تهاجم بلاد الغال الشرقية.
    وانطلق الكسندر مع أمه عام 234م إلى جبهة الراين، واجتمعت القوات في مدينة ماينز استعداداً للقتال. غير أن قلة الانضباط والطاعة أجبرته على التفاوض مع قبائل الألمان Allemani، وارتكب خطأ قاتلاً عندما حاول شراء السلم بالمال، وفسرت سياسته السلمية هذه على أنها ضعف واستسلام في ضوء علاقته المتوترة مع الجند بسبب تشدده في حفظ النظام. وقد أدى كل هذا إلى تمرد في صفوف الجيش الذي اختار قائد فيالق بانونية مكسمينوس Maximinus وأعلنه امبراطوراً، واقتحم الجند الثائرون خيمة الكسندر وقتلوه هو وأمه وأصدقاءه. وانتهت بذلك حياة هذا الامبراطور الشاب المثقف والمسالم والذي أعاد بحكمه الصالح سيرة الأباطرة الأنطونيين، وكان اغتياله بداية خمسة عقود من الفوضى والاضطرابات سيطرت فيها الجيوش الرومانية على مقاليد الأمور في الامبراطورية.
    ويعد المؤرخ كاسيوس ديو أفضل المصادر التاريخية التي تحدثت عنه، إضافة إلى المؤرخ السوري هيروديان. كما أن سيرته في تاريخ الأباطرة Historia Augusta تفيض بالمدح والثناء على شخصه وعهده الذي صور على أنه عصر ذهبي سبق العاصفة التي ألمت بالامبراطورية.
    محمد الزين
يعمل...
X