جواد عكلا.. معداً وممثلاً ومخرجاً!!
جمان بركات
البعث – نزار جمول
دأبت الحركة المسرحية في حمص على أن تكون المدينة محوراً للمسرح السوري، فهي ما زالت تاريخاً مشرفاً للمسارح لأنها امتازت بالمسرح منذ العقد الأول من القرن الماضي، حيث انتشرت مسارحها من خلال كثرة فرقها الموسيقية والمسرحية المحلية والعربية التي كانت تزور حمص. وهذه الحركة المسرحية هي التي أعطت المدينة وجهها الفني المبدع من خلال الاهتمام الكبير بالمسرح، وتألق مسرحييها. واليوم ما زال هذا الحراك المسرحي ينبض، وبعد أن نفضت حمص غبار الحرب الإرهابية عاد للتألق بالمسرحيين الذين أحيوا المسرح بمهرجانهم السنوي.
الفنان الشاب جواد عكلا عاش المسرح بداخله منذ نعومة أظفاره، خاصة وأنه تربّى في بيئة مسرحية خصبة، حيث إن والده – الفنان المسرحي القدير حسن عكلا أ- شعل في صدره الصغير عشق المسرح وهو طفل، فكان حلمه هذا المكان، فبدأ مع فرق مسرحية متنوعة في سن العاشرة ممثلاً، لكن حلمه الأكبر كان الإخراج حيث خاض أولى تجاربه الإخراجية في سن الثامنة عشرة عندما أخرج مسرحية “الشفق” للمسرح الشبيبي، وهي نص للكاتب الإسباني فرناند أرابال، وتابع جواد شغفه وعشقه للمسرح بتقديم أعمال تميّز بها كممثل ومعدٍّ ومخرج عبر مسيرته الفنية التي قدّمته كفنان مسرحي تمكن خلالها من أدواته التمثيلية والإخراجية.
واعتبر الفنان عكلا أن المخزون المعرفي هو الذي دفعه للاستمرار بالإخراج حيث كانت البداية في سن مبكرة جداً بإخراج أول عمل “الشفق”، مؤكداً أن هذه الخطوة الإخراجية كانت تحتاج لجرأة غير عادية لأن الإخراج يحتاج للمعرفة والتثقيف، وهذا الأمر دعاه للاستمرار وتقديم أعمال مسرحية متميزة بصم فيها كمخرج، حيث أوضح أن الرؤية الإخراجية لدى المخرج تبدأ بتقديم رأيه ومن ثم يتداعى الشكل الفني وفقاً لرؤيته البصرية وأسلوب الإخراج ولتتجسّد في عالم تتناغم فيه أفكاره ورؤيته مع إبداع منسوج من العاملين في العرض المسرحي، فالعمل المسرحي هو عمل فريق متكامل. ويرى جواد أنه كممثل يشعر حين تأدية أي دور بأن الممثل يعشّش في داخله مع ميله الدائم لتقديم الدور بتميّز أكثر من أن يعيش فيه، فيتطلب منه أن يتمكن من أدواته عبر الصوت والحركة الجسدية وانفعالاته على الخشبة، معتبراً أن كل ذلك يحتاج إلى تدريب مستمر بغضّ النظر عن موهبته ومقدرته للحفاظ على حيويته ولياقته الدائمة، إضافة على التدريب بالإلقاء واستخدام طبقات صوتية متعدّدة وقراءة مستمرة لعلم النفس والدراسات التي تخصّ السلوك الإنساني ليكون حاضراً وجاهزاً لتأدية أي دور يسند إليه، ويعتبر جواد أن الإعداد المسرحي لأي نص هو إنتاج نص جديد على الخشبة، لأن المسرحية ستبقى نصاً أدبياً ما دامت مركونة على الرفوف وتحيا على الخشبة من خلال إعدادها لتكون عرضاً مسرحياً، وهذا الأمر يقود المعدّ من أجل الخروج بنص متكامل بتركيبه الدرامي استناداً لرؤية المخرج بحلوله الإخراجية بصياغة الحوارات مع الاحترام لمساحة كاتب النص.
يُذكر أن الفنان المسرحي جواد عكلا يحضّر اليوم لأعمال مسرحية متعدّدة ولإنجاز مشاريع مفصلية على المستوى الفني والبحثي، حيث يقوم بإجراء التدريبات على عرض مسرحي جديد بعنوان “نهاية اللعبة”، من تأليف صمويل بيكيت ومن إعداده وإخراجه، بعمل لمصلحة فرقة نقابة الفنانين بحمص، ويشارك بالتمثيل على الخشبة الفنان إفرام ديفيد وبمساعدة فنية وتقنية من الأستاذ عماد الأقرع، وسيقدّم ضمن فعاليات الاحتفالية بيوم المسرح العالمي، وبالتحديد في السابع والعشرين من آذار، وهذه الفعالية ستقام من قبل فرع نقابة الفنانين بالتعاون مع دائرة المسرح القومي في مديرية المسارح والموسيقى ومديرية الثقافة بحمص.
جواد عكلا.. معداً وممثلاً ومخرجاً!!
جمان بركات
البعث – نزار جمول
دأبت الحركة المسرحية في حمص على أن تكون المدينة محوراً للمسرح السوري، فهي ما زالت تاريخاً مشرفاً للمسارح لأنها امتازت بالمسرح منذ العقد الأول من القرن الماضي، حيث انتشرت مسارحها من خلال كثرة فرقها الموسيقية والمسرحية المحلية والعربية التي كانت تزور حمص. وهذه الحركة المسرحية هي التي أعطت المدينة وجهها الفني المبدع من خلال الاهتمام الكبير بالمسرح، وتألق مسرحييها. واليوم ما زال هذا الحراك المسرحي ينبض، وبعد أن نفضت حمص غبار الحرب الإرهابية عاد للتألق بالمسرحيين الذين أحيوا المسرح بمهرجانهم السنوي.
الفنان الشاب جواد عكلا عاش المسرح بداخله منذ نعومة أظفاره، خاصة وأنه تربّى في بيئة مسرحية خصبة، حيث إن والده – الفنان المسرحي القدير حسن عكلا أ- شعل في صدره الصغير عشق المسرح وهو طفل، فكان حلمه هذا المكان، فبدأ مع فرق مسرحية متنوعة في سن العاشرة ممثلاً، لكن حلمه الأكبر كان الإخراج حيث خاض أولى تجاربه الإخراجية في سن الثامنة عشرة عندما أخرج مسرحية “الشفق” للمسرح الشبيبي، وهي نص للكاتب الإسباني فرناند أرابال، وتابع جواد شغفه وعشقه للمسرح بتقديم أعمال تميّز بها كممثل ومعدٍّ ومخرج عبر مسيرته الفنية التي قدّمته كفنان مسرحي تمكن خلالها من أدواته التمثيلية والإخراجية.
واعتبر الفنان عكلا أن المخزون المعرفي هو الذي دفعه للاستمرار بالإخراج حيث كانت البداية في سن مبكرة جداً بإخراج أول عمل “الشفق”، مؤكداً أن هذه الخطوة الإخراجية كانت تحتاج لجرأة غير عادية لأن الإخراج يحتاج للمعرفة والتثقيف، وهذا الأمر دعاه للاستمرار وتقديم أعمال مسرحية متميزة بصم فيها كمخرج، حيث أوضح أن الرؤية الإخراجية لدى المخرج تبدأ بتقديم رأيه ومن ثم يتداعى الشكل الفني وفقاً لرؤيته البصرية وأسلوب الإخراج ولتتجسّد في عالم تتناغم فيه أفكاره ورؤيته مع إبداع منسوج من العاملين في العرض المسرحي، فالعمل المسرحي هو عمل فريق متكامل. ويرى جواد أنه كممثل يشعر حين تأدية أي دور بأن الممثل يعشّش في داخله مع ميله الدائم لتقديم الدور بتميّز أكثر من أن يعيش فيه، فيتطلب منه أن يتمكن من أدواته عبر الصوت والحركة الجسدية وانفعالاته على الخشبة، معتبراً أن كل ذلك يحتاج إلى تدريب مستمر بغضّ النظر عن موهبته ومقدرته للحفاظ على حيويته ولياقته الدائمة، إضافة على التدريب بالإلقاء واستخدام طبقات صوتية متعدّدة وقراءة مستمرة لعلم النفس والدراسات التي تخصّ السلوك الإنساني ليكون حاضراً وجاهزاً لتأدية أي دور يسند إليه، ويعتبر جواد أن الإعداد المسرحي لأي نص هو إنتاج نص جديد على الخشبة، لأن المسرحية ستبقى نصاً أدبياً ما دامت مركونة على الرفوف وتحيا على الخشبة من خلال إعدادها لتكون عرضاً مسرحياً، وهذا الأمر يقود المعدّ من أجل الخروج بنص متكامل بتركيبه الدرامي استناداً لرؤية المخرج بحلوله الإخراجية بصياغة الحوارات مع الاحترام لمساحة كاتب النص.
يُذكر أن الفنان المسرحي جواد عكلا يحضّر اليوم لأعمال مسرحية متعدّدة ولإنجاز مشاريع مفصلية على المستوى الفني والبحثي، حيث يقوم بإجراء التدريبات على عرض مسرحي جديد بعنوان “نهاية اللعبة”، من تأليف صمويل بيكيت ومن إعداده وإخراجه، بعمل لمصلحة فرقة نقابة الفنانين بحمص، ويشارك بالتمثيل على الخشبة الفنان إفرام ديفيد وبمساعدة فنية وتقنية من الأستاذ عماد الأقرع، وسيقدّم ضمن فعاليات الاحتفالية بيوم المسرح العالمي، وبالتحديد في السابع والعشرين من آذار، وهذه الفعالية ستقام من قبل فرع نقابة الفنانين بالتعاون مع دائرة المسرح القومي في مديرية المسارح والموسيقى ومديرية الثقافة بحمص.