رشيد زهدي مصور معاصر من زمن العثمانيين
في سنة ١٩١٤ ، إبان الحكم العثماني للبنان وسوريا والعديد من المناطق العربية ، كان رشید جلال زهدي قد تعرف حديثا على الكاميرا ـ يوم كانت عبارة عن صندوقة خشبية من هنا يكتسب الحديث أهميته مع المصور المخضرم ، خصوصاً وأنه تنقل بين سوريا ولبنان في فترة كانت المنطقة تتأجج بالأحداث وبالويلات .
رشید جلال زهدي من شيوخ التصوير في سوريا وقد يكون من أوائل هواة التصوير دمشق يحمل ذكريات طيبة يعود إليها عبر أعمـالـه الفوتوغرافية القديمة التي ما زال يحتفظ بها ...
اللقاء معه يكتسب أهمية تاريخية حول خلفية التصوير في تلك المرحلة وحول قيمة الصور التي ما زال يحتفظ بها .
الاستاذ زهدي يحدثنا عن هذا الواقع وعن نظرته الفوتوغرافية والتطور الذي حصل خلال هذه الحقبة .
وعلى مدى سبعين سنة من التعاطي مع هذه الهواية . يقول رشيد الزهدي :
- البداية تعود إلى عام ١٩١٤ . اي إلى فترة الحكم العثماني في البلاد العربية ، كان عمري تسع سنوات وكان والدي موظفاً في القدس ، وقد جلب لي أول آلة فوتوغرافية - على شكل صندوق خشبي مغلف بالقماش الأسود . تعمل بالسلبيات البلورية من قياس ٦ × ٩ سم ، وهذا القياس هو اول قياس لآلات التصوير في ذلك الحين ، واعتقد انني من الأوائل الذين امتلكوا آلة فوتوغرافية في دمشق ففي تلك الفترة كان التصوير مقتصراً على قلة من مصوري الاستديوهات ولم يكن منتشراً كما هي الحال الآن نظراً لقلة هذه الصناعة ، إضافة لقلة الخبرة في مجال الالتقاط ومن ثم التظهير .
يتابع الزهدي :
ـ ونظراً لثقافة والدي باللغات الأجنبية ، حيث
كان يطالع كل ما يقع تحت بصره عن التصوير . إستطاع إكتساب خبرة ، كان يلقنها لي نظراً للاهتمام الذي ابديته بهذه الآلة ونتائجها وقد باشرت العمل في الكثير من الصور الفاشلة ، وهذه ضريبة كل مبتديء فلا نتيجة دون تجربة وفشل إلا انني استطعت استيعاب التجربة والتمكن من تقنياتها .
بعدها انقطعت لفترة عن التصوير نتيجة نشوب الحرب العالمية الأولى ، حيث انتقلنا إلى لبنان والمنا في العاصمة ويقينا هناك لمدة اربع سنوات ، شاهدت خلالها الويلات التي مرت على لبنان من جوع ومرض ، خصوصاً في بيروت ، إلا ان استعمال الآلة ذات الحجم الكبير كان عائقاً كبيراً ، وهذا الشيء الوحيد الذي ندمت عليه طيلة حياتي .
ويتابع الزهدي أيضاً بقوله :
- بعد انتهاء الحرب عدنا إلى دمشق ، وكانت لوازم التصوير قد بدأت تستورد بوفرة نظراً لكثرة الصور التي نشرت في تلك الحقبة مما شكل اهتماماً بآلة التصوير عند عامة الناس ، وإن بنسبة ضئيلة ، وقد اخذ التصوير منحاه الجدي بدء من العام ١٩٣٥ . حيث برزت في الأسواق كاميرات لایکا و برکتیکا
و کونتاکس ، و ، لينهوف ، مما دفع المهتمين لامتلاك هذه الآلات ..
من هنا كان المنطلق وبداية نشر التصوير ، وإهتمـام الهـواة والمحترفين بالانتاج أما عن التطور الحاصل فيقول الزهدي :
- مقارنة مع هذه الحقبة جرى تطور لا بأس به حيث الاهتمام متزايد ونوعية الانتاج مختلفة والخبرات أصبحت متوفرة من خلال الكتب والمجلات وهذا ما شكل دفعا بـالتصـويـر نـحـو الاستيعاب والعطاء الفني المتزايد من محيطنا في العالم العربي .
خصوصاً في مجال الآلات حيث أصبحت متوفرة بكميات ونوعيات متعددة ، وهنا أورد مثالا يتعلق بسرعة المغلاق ففي السابق كانت السرعة لا تتعدى ١/٢٥٠ أما الآن فتصل مع بعض الكاميرات إلى ١/٤٠٠٠ ، إضافة إلى التطـور الحاصل في العمليات التقنية الأخرى . تبقى أمامنا عملية الانتاج ، ففي السابق كان المجال ضيقاً جداً والافق والرؤية لم تكن متوافرة ، وهذا كما ذكرنا نظراً لقلة الموارد الثقافية في هذا المجال أما اليوم فالمجال كبير ولا شك اننا امام نهضة ثقافية وفنية عالية .
إنما وجب علينا تأطيرها ودفعها من خلال تشجيع هواة التصوير ، إن عبر مجلتكم أو عبر المعارض والمحاضرات والندوات التي نفتقر إليها ، فهذا النوع من الاحتكاك مع الجمهور يولد رؤية مستقبلية ، ويوطد علاقة الهاوي بالتصوير وهذا ما نطمح إليه للوصول إلى قمة العطاء اسوة بالغرب ، المتقدم كثيراً من الناحية الثقافية والفنية .
في سنة ١٩١٤ ، إبان الحكم العثماني للبنان وسوريا والعديد من المناطق العربية ، كان رشید جلال زهدي قد تعرف حديثا على الكاميرا ـ يوم كانت عبارة عن صندوقة خشبية من هنا يكتسب الحديث أهميته مع المصور المخضرم ، خصوصاً وأنه تنقل بين سوريا ولبنان في فترة كانت المنطقة تتأجج بالأحداث وبالويلات .
رشید جلال زهدي من شيوخ التصوير في سوريا وقد يكون من أوائل هواة التصوير دمشق يحمل ذكريات طيبة يعود إليها عبر أعمـالـه الفوتوغرافية القديمة التي ما زال يحتفظ بها ...
اللقاء معه يكتسب أهمية تاريخية حول خلفية التصوير في تلك المرحلة وحول قيمة الصور التي ما زال يحتفظ بها .
الاستاذ زهدي يحدثنا عن هذا الواقع وعن نظرته الفوتوغرافية والتطور الذي حصل خلال هذه الحقبة .
وعلى مدى سبعين سنة من التعاطي مع هذه الهواية . يقول رشيد الزهدي :
- البداية تعود إلى عام ١٩١٤ . اي إلى فترة الحكم العثماني في البلاد العربية ، كان عمري تسع سنوات وكان والدي موظفاً في القدس ، وقد جلب لي أول آلة فوتوغرافية - على شكل صندوق خشبي مغلف بالقماش الأسود . تعمل بالسلبيات البلورية من قياس ٦ × ٩ سم ، وهذا القياس هو اول قياس لآلات التصوير في ذلك الحين ، واعتقد انني من الأوائل الذين امتلكوا آلة فوتوغرافية في دمشق ففي تلك الفترة كان التصوير مقتصراً على قلة من مصوري الاستديوهات ولم يكن منتشراً كما هي الحال الآن نظراً لقلة هذه الصناعة ، إضافة لقلة الخبرة في مجال الالتقاط ومن ثم التظهير .
يتابع الزهدي :
ـ ونظراً لثقافة والدي باللغات الأجنبية ، حيث
كان يطالع كل ما يقع تحت بصره عن التصوير . إستطاع إكتساب خبرة ، كان يلقنها لي نظراً للاهتمام الذي ابديته بهذه الآلة ونتائجها وقد باشرت العمل في الكثير من الصور الفاشلة ، وهذه ضريبة كل مبتديء فلا نتيجة دون تجربة وفشل إلا انني استطعت استيعاب التجربة والتمكن من تقنياتها .
بعدها انقطعت لفترة عن التصوير نتيجة نشوب الحرب العالمية الأولى ، حيث انتقلنا إلى لبنان والمنا في العاصمة ويقينا هناك لمدة اربع سنوات ، شاهدت خلالها الويلات التي مرت على لبنان من جوع ومرض ، خصوصاً في بيروت ، إلا ان استعمال الآلة ذات الحجم الكبير كان عائقاً كبيراً ، وهذا الشيء الوحيد الذي ندمت عليه طيلة حياتي .
ويتابع الزهدي أيضاً بقوله :
- بعد انتهاء الحرب عدنا إلى دمشق ، وكانت لوازم التصوير قد بدأت تستورد بوفرة نظراً لكثرة الصور التي نشرت في تلك الحقبة مما شكل اهتماماً بآلة التصوير عند عامة الناس ، وإن بنسبة ضئيلة ، وقد اخذ التصوير منحاه الجدي بدء من العام ١٩٣٥ . حيث برزت في الأسواق كاميرات لایکا و برکتیکا
و کونتاکس ، و ، لينهوف ، مما دفع المهتمين لامتلاك هذه الآلات ..
من هنا كان المنطلق وبداية نشر التصوير ، وإهتمـام الهـواة والمحترفين بالانتاج أما عن التطور الحاصل فيقول الزهدي :
- مقارنة مع هذه الحقبة جرى تطور لا بأس به حيث الاهتمام متزايد ونوعية الانتاج مختلفة والخبرات أصبحت متوفرة من خلال الكتب والمجلات وهذا ما شكل دفعا بـالتصـويـر نـحـو الاستيعاب والعطاء الفني المتزايد من محيطنا في العالم العربي .
خصوصاً في مجال الآلات حيث أصبحت متوفرة بكميات ونوعيات متعددة ، وهنا أورد مثالا يتعلق بسرعة المغلاق ففي السابق كانت السرعة لا تتعدى ١/٢٥٠ أما الآن فتصل مع بعض الكاميرات إلى ١/٤٠٠٠ ، إضافة إلى التطـور الحاصل في العمليات التقنية الأخرى . تبقى أمامنا عملية الانتاج ، ففي السابق كان المجال ضيقاً جداً والافق والرؤية لم تكن متوافرة ، وهذا كما ذكرنا نظراً لقلة الموارد الثقافية في هذا المجال أما اليوم فالمجال كبير ولا شك اننا امام نهضة ثقافية وفنية عالية .
إنما وجب علينا تأطيرها ودفعها من خلال تشجيع هواة التصوير ، إن عبر مجلتكم أو عبر المعارض والمحاضرات والندوات التي نفتقر إليها ، فهذا النوع من الاحتكاك مع الجمهور يولد رؤية مستقبلية ، ويوطد علاقة الهاوي بالتصوير وهذا ما نطمح إليه للوصول إلى قمة العطاء اسوة بالغرب ، المتقدم كثيراً من الناحية الثقافية والفنية .
تعليق