جاسر (حمد)
Al-Jasser (Hamad-) - Al-Jasser (Hamad-)
الجاسر (حمد ـ)
(1328 ـ 1421هـ/1910 ـ 2001م)
حمد بن جاسر بن محمد جاسر آل جاسر علّامة الجزيرة العربية، ولد في قرية «البرود»، من إقليم السر، بمنطقة نجد في المملكة العربية السعودية، لأب كان يمتهن الفلاحة. وتلقى تعليمه الأول في كتّاب القرية، حيث قرأ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ الكتابة والقراءة. ومنذ عام 1927م درس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية في الرياض على كبار مشايخها في ذلك العهد. ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة 1929م في قسم التخصص في القضاء الشرعي، وتخرج فيه سنة 1934م.
وعمل بعد ذلك مدرساً في مدينة ينبع حتى عام 1938م حين كُلِّفَ القضاء في مدينة (ظبا) في شمالي المملكة. غير أن ذلك لم يدم طويلاً إذ مالبث أن التحق بالبعثة العلمية السعودية في القاهرة ليُسجِّل اسمه طالباً في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وذلك سنة 1939م، لكن الحرب العالمية الثانية حتمت سحب البعثة، فعاد إلى وطنه وعمل في سلك التعليم مدرساً في مواقع مختلفة، ورئيساً لمراقبة التعليم في الظهران وأخيراً مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، وذلك سنة 1956م. ويعد هذا المنصب آخر منصب رسمي له.
كان الجاسر اتجه -قبل ترك هذا المنصب- إلى العمل الصحفي فأصدر عام 1952م مجلة «اليمامة»، وهي أول إصدار صحفي في المنطقة الوسطى من المملكة، ثم تفرغ للصحافة فأنشأ أول مطبعة في هذه المنطقة سنة 1954م، وطور المجلة الشهرية لتكون صحيفة أسبوعية استمرت تصدر بإشرافه حتى سنة 1961م. وفي شهر تشرين الأول 1966م أصدر الجاسر مجلة «العرب»، وهي مجلة تعنى بالبحوث المتعلقة بتراث العرب الفكري في مختلف الحقول، وظل يشرف عليها حتى سنة وفاته، وقد أكملت عندئذ سنتها الخامسة والثلاثين.
بدأ الجاسر حياته العلمية في وقت مبكر؛ فقد أخذ ينشر بحوثه المتعلقة بجغرافية الجزيرة العربية وتاريخها منذ الأربعينات الميلادية، في الصحافة المحلية كجريدة «أم القرى» ومجلة «المنهل» ثم انطلق يشارك بالكتابة في الصحافة العربية خارج المملكة، كمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجلتي «الفتح» و«الرسالة» المصريتين.
أهَّلت الجاسر دراساته المتميزة ليكون حجة في مواضع الجزيرة العربية، التي درس كثيراً منها بعمق، متخذاً وسيلة الوقوف عليها ووصفها ميدانياً من خلال رحلاته المتعددة، وقد أفضى ذلك به إلى تصحيح كثير من الأخطاء التي وردت في المصادر الجغرافية القديمة. كما عمل على إصدار معجم شامل للأمكنة في الجزيرة العربية باسم «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية»، فكتب مقدمته في ثلاثة أجزاء، وكتب من أقسامه ما يخص شمالي المملكة والمنطقة الشرقية منها. وأسهم معه بعض الباحثين في كتابه الأقسام الأخرى من المعجم حتى بلغت الكتب التي صدرت ضمن أهدافه أكثر من 12 كتاباً. كما ألف كتباً تناولت بعض مدن المملكة ومناطقها، ككتابه عن مدينة ينبع، وكتابه عن مدينة الرياض، وكتابه عن شمال غربي الجزيرة، وكتابه الآخر عن منطقتي غامد وزهران.
وإلى جانب الكتابة التاريخية والجغرافية اهتم الجاسر بكتب التراث الجغرافي والتاريخي وكتب الأنساب والأدب، وكان على دراية واسعة بالمخطوطات العربية القديمة في هذه المجالات، وخاصة ما يتعلق منها بالجزيرة العربية، فحقق ونشر جملة من هذه الكتب منها:
- كتاب «بلاد العرب»، وقد نسبه للحسن بن عبد الله الأصفهاني، بالاشتراك مع صالح العلي.
- «المغانم المطابة في معالم طابة» للفيروز آبادي، وقد نشر منه القسم المتعلق بالمواضع.
- «المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة» نسبه للإمام الحربي، ثم نسب في طبعة أخرى إلى القاضي وكيع، ومازالت النسبة إليه موضع شك.
- «التعليقات والنوادر» لأبي علي الهجري، وقد أعاد ترتيبه بحسب الموضوعات في أربعة أجزاء.
ويعد الجاسر أحد الرواد على مستوى العالم العربي في جمع النصوص الشعرية لبعض الشعراء القدماء مثل عبد الله بن همام السلولي والصُّمة القشيري وجحدر العكلي، ويزيد بن الطثرية، والقحيف العقيلي، ومحمد بن عبد الملك الفقعسي الأسدي.
وللجاسر تراث ضخم في الكتابة والتحقيق تناول الموضوعات التي نذر نفسه لها، فإلى جانب الكتب له المئات من البحوث والتحقيقات التي نشرت في المجلات العلمية خارج المملكة وفي مجلة «العرب» على وجه الخصوص.
بوأته جهوده العلمية الغزيرة مكانة عالية بين العلماء داخل بلاده وخارجها، وحظي بالتكريم من قبل المؤسسات المختلفة، فنال جائزة الدولة التقديرية في الأدب في المملكة سنة 1983م، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي سنة 1996م، والدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، كما حصل على وسام التكريم من قادة دول مجلس التعاون. وفي خارج وطنه حاز جائزة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة سلطان العويس.
اختير عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق منذ سنة 1950م، وعضواً في المجمع العراقي سنة 1954م، وعضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1958م، كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، الذي تحوَّل فيما بعد إلى مؤسسة آل البيت.
أحمد محمد الضبيب
Al-Jasser (Hamad-) - Al-Jasser (Hamad-)
الجاسر (حمد ـ)
(1328 ـ 1421هـ/1910 ـ 2001م)
حمد بن جاسر بن محمد جاسر آل جاسر علّامة الجزيرة العربية، ولد في قرية «البرود»، من إقليم السر، بمنطقة نجد في المملكة العربية السعودية، لأب كان يمتهن الفلاحة. وتلقى تعليمه الأول في كتّاب القرية، حيث قرأ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ الكتابة والقراءة. ومنذ عام 1927م درس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية في الرياض على كبار مشايخها في ذلك العهد. ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة 1929م في قسم التخصص في القضاء الشرعي، وتخرج فيه سنة 1934م.
كان الجاسر اتجه -قبل ترك هذا المنصب- إلى العمل الصحفي فأصدر عام 1952م مجلة «اليمامة»، وهي أول إصدار صحفي في المنطقة الوسطى من المملكة، ثم تفرغ للصحافة فأنشأ أول مطبعة في هذه المنطقة سنة 1954م، وطور المجلة الشهرية لتكون صحيفة أسبوعية استمرت تصدر بإشرافه حتى سنة 1961م. وفي شهر تشرين الأول 1966م أصدر الجاسر مجلة «العرب»، وهي مجلة تعنى بالبحوث المتعلقة بتراث العرب الفكري في مختلف الحقول، وظل يشرف عليها حتى سنة وفاته، وقد أكملت عندئذ سنتها الخامسة والثلاثين.
بدأ الجاسر حياته العلمية في وقت مبكر؛ فقد أخذ ينشر بحوثه المتعلقة بجغرافية الجزيرة العربية وتاريخها منذ الأربعينات الميلادية، في الصحافة المحلية كجريدة «أم القرى» ومجلة «المنهل» ثم انطلق يشارك بالكتابة في الصحافة العربية خارج المملكة، كمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجلتي «الفتح» و«الرسالة» المصريتين.
أهَّلت الجاسر دراساته المتميزة ليكون حجة في مواضع الجزيرة العربية، التي درس كثيراً منها بعمق، متخذاً وسيلة الوقوف عليها ووصفها ميدانياً من خلال رحلاته المتعددة، وقد أفضى ذلك به إلى تصحيح كثير من الأخطاء التي وردت في المصادر الجغرافية القديمة. كما عمل على إصدار معجم شامل للأمكنة في الجزيرة العربية باسم «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية»، فكتب مقدمته في ثلاثة أجزاء، وكتب من أقسامه ما يخص شمالي المملكة والمنطقة الشرقية منها. وأسهم معه بعض الباحثين في كتابه الأقسام الأخرى من المعجم حتى بلغت الكتب التي صدرت ضمن أهدافه أكثر من 12 كتاباً. كما ألف كتباً تناولت بعض مدن المملكة ومناطقها، ككتابه عن مدينة ينبع، وكتابه عن مدينة الرياض، وكتابه عن شمال غربي الجزيرة، وكتابه الآخر عن منطقتي غامد وزهران.
وإلى جانب الكتابة التاريخية والجغرافية اهتم الجاسر بكتب التراث الجغرافي والتاريخي وكتب الأنساب والأدب، وكان على دراية واسعة بالمخطوطات العربية القديمة في هذه المجالات، وخاصة ما يتعلق منها بالجزيرة العربية، فحقق ونشر جملة من هذه الكتب منها:
- كتاب «بلاد العرب»، وقد نسبه للحسن بن عبد الله الأصفهاني، بالاشتراك مع صالح العلي.
- «المغانم المطابة في معالم طابة» للفيروز آبادي، وقد نشر منه القسم المتعلق بالمواضع.
- «المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة» نسبه للإمام الحربي، ثم نسب في طبعة أخرى إلى القاضي وكيع، ومازالت النسبة إليه موضع شك.
- «التعليقات والنوادر» لأبي علي الهجري، وقد أعاد ترتيبه بحسب الموضوعات في أربعة أجزاء.
ويعد الجاسر أحد الرواد على مستوى العالم العربي في جمع النصوص الشعرية لبعض الشعراء القدماء مثل عبد الله بن همام السلولي والصُّمة القشيري وجحدر العكلي، ويزيد بن الطثرية، والقحيف العقيلي، ومحمد بن عبد الملك الفقعسي الأسدي.
وللجاسر تراث ضخم في الكتابة والتحقيق تناول الموضوعات التي نذر نفسه لها، فإلى جانب الكتب له المئات من البحوث والتحقيقات التي نشرت في المجلات العلمية خارج المملكة وفي مجلة «العرب» على وجه الخصوص.
بوأته جهوده العلمية الغزيرة مكانة عالية بين العلماء داخل بلاده وخارجها، وحظي بالتكريم من قبل المؤسسات المختلفة، فنال جائزة الدولة التقديرية في الأدب في المملكة سنة 1983م، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي سنة 1996م، والدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، كما حصل على وسام التكريم من قادة دول مجلس التعاون. وفي خارج وطنه حاز جائزة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة سلطان العويس.
اختير عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق منذ سنة 1950م، وعضواً في المجمع العراقي سنة 1954م، وعضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1958م، كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، الذي تحوَّل فيما بعد إلى مؤسسة آل البيت.
أحمد محمد الضبيب