الجمرة الخبيثة anthrax. داء خمجي عامله الممرض هو العصوية الجمرية مصدره داء حيواني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجمرة الخبيثة anthrax. داء خمجي عامله الممرض هو العصوية الجمرية مصدره داء حيواني

    جمره خبيثه (داء)

    Anthrax - Charbon

    الجمرة الخبيثة (داء ـ)

    الجمرة الخبيثة anthrax: داء خمجي عامله الممرض هو العصوية الجمريةbacillus anthracis وهو داء حيواني المصدر zoonosis يصيب الحيوانات الآهلة والوحشية، وينتقل منها إلى الإنسان الذي يعمل بتماسّ مباشر معها أو مع منتجاتها وحوائجها أو الذي يعمل في بيئة ملوثة بالعامل الممرض.
    لمحة تاريخية
    تميز داء الجمرة الخبيثة بحدثين هامين:
    الأول: كونه أول داء خمجي اكتشف عامله الممرض ورسخت به وحدة الأمراض الخمجية.
    الثاني: عودة هذا المرض في مطلع الألفية الثالثة إلى الصدارة بعد أن خبا ذكره وندرت حوادثه، فشُغل به الرأي العلمي والعام لتصدره قائمة الأسلحة الحيوية ـ البيولوجية.
    الأسباب
    تنتقل العدوى في هذا الداء إلى الإنسان بطرق متعددة: أولها طريق الجلد المؤوف أو المتسحج، أما الجلد السليم فلا تخترقه العصوية الجمرية والثاني طريق الاستنشاق كما في الأدواء الزراعية والصناعية والأسلحة البيولوجية.
    والثالث طريق الابتلاع بتناول لحوم الحيوانات المريضة، وتقاوم الأبواغ تأثير العصارة المعدية إلا أنها تتلف في حرارة غليان الماء خلال عشر دقائق.
    الإمراض
    تمتلك العصوية الجمرية في فوعتها ثلاثة عناصر أساسية:
    الأول: عامل ناهٍ للبلعمة يتألف من حمض د - غلوتاميل عديد الببتيد المحفظي D-glutamil polypeptide capsule.
    والثاني: ذيفان موذم edema toxin يتألف من عناصر بروتينية تشكل عاملاً وذمياً (EF) ومن بروتين ناقل يشكل عاملاً واقياً ويعرف بالمستضد الحامي (PA) protective antigen.
    والثالث: ذيفان مميت lethal toxin يتألف أيضاً من عاملين: من عامل مميت (LF) ومن المستضد الحامي (PA).
    يعمل المستضد الحامي الموجود في الذيفانين السابقين على الارتباط بالمستقبلات المنتشرة على سطح الخلايا ويتيح بذلك لشريكيه: العامل الوذمي والعامل المميت, النفوذ إلى داخل الخلايا, حيث ينشط العامل الوذمي محدثاً الوذمات الهلامية الشكل، كما ينشط الذيفان المميت مؤدياً إلى حدوث الصدمة والموت.
    الوبئيات
    ينتشر داء الجمرة الخبيثة في أنحاء مختلفة من العالم ويعدّ مستوطناً في بعض بقاع آسيا (كالهند والباكستان ومنغولية والشرق الأوسط) وفي أماكن من إفريقية وأميركة اللاتينية، وبخاصة في الأرياف التي تقل فيها الرقابة الصحية. وفي البلاد المتقدمة صناعياً سجلت حوادث عديدة منه بين العاملين في اللحوم والمشتقات الحيوانية كالصوف والأشعار والجلود والعظام، كما ذكرت حوادث أصابت العاملين في المخابر.
    ومن النادر حدوث الخمج بهذا الداء عن طريق لدغ حشرات ناقلة كذلك لم يعرف انتقال المرض مباشرة من مصاب إلى إنسان سليم.
    المظاهر السريرية
    تراوح مدة الحضانة في هذا الداء بين يوم وثلاثة أيام (وقد تمتد إلى سبعة أيام)، وتصنف المظاهر السريرية في الإنسان في ثلاثة أشكال رئيسة:
    - الجمرة الخبيثة الجلدية: وتدعى أيضاً (بالبثرة الخبيثة) وهي أكثر الأشكال الثلاثة شيوعاً وتشكل نحو 95% من مجموع الإصابات وتكون الإصابة مفردة وقد تكون متعددة، وتتوضع غالباً على الأماكن المكشوفة من الجلد كاليدين والذراعين والعنق والوجه وهي الأماكن التي تكون عرضة للجروح والخدوش.
    تبدأ الأعراض ببقعة حمامية صغيرة، لا تلبث أن تأخذ شكلاً حطاطياً احمرارياً يتطور خلال ساعات (أو أيام) إلى مظهر فقاعي يمتلئ بسائل مصلي مدمّى يأخذ بالاتساع وتحيط به وذمة شديدة تأخذ بالاتساع أيضاً. يعقب ذلك انبثاق عفوي في الفقاعة النزفية وتبدو البشرة تحتها نخرية ويتشكل مكانها خشارة eschar (خشكريشة) سوداء ترافقها وذمة شديدة وتحيط بالخشارة بثور حمراء وحويصلات دقيقة غير منتظمة وهذا المظهر السريري دعا إلى تسميتها بهذا الاسم.
    تترافق الأعراض الموصوفة باعتلال العقد اللمفية الناحيوية، وقلّ أن يرافقها التهاب الأوعية اللمفية كما تترافق بأعراض عامة مختلفة الشدة كالحمى والدعث والإعياء. أما الأعراض الشخصية الموضعية كالألم الموضعي فيكاد يكون معدوماً في الجمرة الخبيثة إلا إذا خالطها خمج ثانوي.
    تكون الوذمة شديدة في الحالات التي تصيب الأجفان أو الشفتين وقد تعمّ الوجه بحيث تغير معالمه وتخفي بين طياتها مظاهر الجمرة الوصفية.
    - الجمرة الخبيثة الاستنشاقية: وهذا الشكل شديد الخطورة، يبدأ بأعراض خمجية لا نوعية كالحمى التي تأخذ بالارتفاع والإعياء والانزعاج الصدري والآلام العضلية والسعال الجاف وتشبه بذلك النزلة الوافدة، وبعد هجوع قصير تشتد الأعراض الصدرية وبخاصة المنصفية فيصعب التنفس ويزداد الضيق الصدري ويبدو الزراق ونفث الدم لإصابة الأسناخ الرئوية والمنصف بخمج نخري نزفي وقد يعقب ذلك إنتانميّة والتهاب سحايا يؤديان إلى الموت السريع.
    وفي حالات خاصة قد يتظاهر الخمج بالتهاب جيوب حاد يترافق بمفرزات أنفية كثيفة مدماة.
    - الجمرة الخبيثة المعدية المعوية: وهي أقل الأشكال حدوثاً وتنجم عن ابتلاع الأبواغ, يصيب الخمج الأمعاء غالباً ويتظاهر بآلام بطنية وغثيان وإقياء وتغوط أسود أو بإسهال مدمى ويعقبه التجفاف وهبوط الضغط والإعياء، وإذا ما انتقل الخمج إلى الصفاق ازدادت الأعراض سوءاً وحدث الحبن المدمى وارتفعت الحمى.
    وذكرت حالات خاصة في هذا الشكل دعيت بالجمرة الخبيثة الفموية البلعومية وتجلت بالتهاب بلعوم شديد وعسرة في البلع وتقرحات في اللوزتين وقاعدة اللسان ورافق ذلك اعتلال ظاهر في العقد اللمفية المجاورة في العنق.
    التشخيص
    يبنى التشخيص على الأعراض الوصفية وعلى الحال الوبائية التي تواجد فيها المصاب ويؤكد التشخيص بالفحوص المخبرية النوعية.
    التشخيص السريري والتفريقي: في الجمرة الخبيثة الجلدية تشكل الوذمة الشديدة والخشارة السوداء وانعدام الألم الأعراض الوصفية. ويشمل التشخيص التفريقي فيها عدداً من الأمراض أهمها: الجمرة العنقودية والتهاب الهلل cellulitis (وهما يتميزان بالألم) والقريح والفطار البرعمي والشعرية المبوغة وجدري البقر وقروح الكي بالنار وغيرها.
    والتشخيص السريري في كل من الجمرة الخبيثة الاستنشاقية والمعدية المعوية أكثر صعوبة ويبنى على السيرة الوبائية والأعراض العامة الشديدة والأعراض الخاصة المشار إليها ويؤكد بالفحوص الشعاعية (كالتهاب المنصف وتوسعه) والمخبرية.
    التشخيص المخبري: ترى العصوية الجمرية بسهولة في المسحات المأخوذة من الآفات الجلدية ومن المضاعفات الدموية والسحائية سواء مباشرة أو بعد الزرع. ويتم تفريقها عن العصويات الهوائية الأخرى المشابهة لها بتلقيح حيوانات المخبر حيث يحدث الخمج بالعصوية الجمرية، أو باستخدام عاثية جراثيم نوعية specific bacteriophage.
    كما يمكن استخدام تقنية الأضداد المتألقة المباشرة. وتتوفر في التشخيص المخبري: اختبارات مصلية للتشخيص الراجع تقوم على معايرة تراص الحمر غير المباشر وعلى الرحلان الكهربي المناعي لتحري أضداد المستضد الحامي (PA) وعلى اختبار المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم (ELISA) لتحري أضداد المستضد المحفظي.
    التشريح المرضي
    يبدي التشريح المرضي ائتكالاً في مركز البشرة وتسفنجاً حويصلياً في جوانبها، أما التبدلات الرئيسة فهي في الأدمة حيث تبدو وذمية متسعة العروق، ونخرية مرتشحة بأعداد كبيرة من العدلات والكريات الحمراء، وإذا ما لونت مقاطع منها بالغرام فيرى العامل الممرض فيها بكثرة ووضوح.
    السير والإنذار
    تشفى الجمرة الخبيثة الجلدية بالعلاج شفاء تاماً خلال أسبوعين أو ثلاث مخلفة ندبة مكانها، وإن معدل الوفيات في الحالات التي لم تعالج يراوح بين 5-20% ويشير إلى سوء الإنذار شدة الأعراض العامة واتساع الوذمات وعلامات الانسمام والمضاعفات.
    وفي الجمرة الخبيثة الاستنشاقية يكون السير سريعاً (أياماً) والإنذار أشد سوءاً حتى في الحالات المعالجة بشكل متأخر إذ إن معدل الوفيات فيها يراوح بين 80 -100% من الحالات.
    أما في الجمرة الخبيثة المعدية المعوية فالإنذار أقل سوءاً من سابقتها وإن معدل الوفيات في هذا الشكل يراوح بين 25-50%.
    الوقاية
    من الواجب إبلاغ السلطات المسؤولة بكل إصابة تحدث بهذا الداء. وتتم الوقاية بحصر مصدر الداء، وتمنيع الحيوانات الآهلة باللقاحات الخاصة، ولا يوجد للإنسان لقاح نوعي نموذجي بعد ويمكن استخدام بعض أنواع اللقاحات (كاللقاح التي تحضره الهيئات الصحية في ميشيغن) ويعطى على جرعات متعددة (6 جرعات) للأشخاص المعرضين للعدوى. وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالجمرة الخبيثة في الإنسان لا تخلف مناعة دائمة.
    ينبغي أن لا يجرى تداخل جراحي على الإصابة الجلدية خشية انتشار الخمج إلى الأعضاء الداخلية أو حدوث إنتانمية بل تطبق لها الضمادات الواقية. وللوقاية في الحالات الاستنشاقية يمكن استعمال الأقنعة الخاصة والكمامات الواقية ويكتفى للوقاية من الإصابات المعوية بالطهي الجيد.
    المعالجة
    إن معظم الصادات وسيعة الطيف فعالة وشافية في الأشكال الجلدية وفي معالجة الحالات الأخرى المشتبهة عند إعطائها باكراً دون انتظار النتائج المخبرية.
    وفي إصابات الجمرة الخبيثة التي حدثت مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية كان المضاد الحيوي المنتخب والمفضل هو السيبروفلوكساسين ciprofloxacin ويعطى بطريق الفم (وفي الحالات الشديدة يعطى وريدياً 500ملغم كل ثماني ساعات).
    وكان البنسلين ولا يزال، وبخاصة البنسلين G، العلاج الاقتصادي الأول والفعال، ويعطى عضلياً ووريدياً بكميات عالية في البدء (4 ملايين وحدة كل 6 ساعات) ثم يتابع إعطاؤه فموياً. وفي حال وجود أرجية للبنسلين عند المصاب فتعطى الصادات الأخرى كالسيبروفلوكساسين والاريتروميسين والتتراسيكلين وبخاصة الدوكسيسيكلين الموصى به في هذه المعالجة ويعطى فموياً بمقدار 100ملغ كل اثنتي عشرة ساعة للبالغين ولمدة بضعة أسابيع.
    وتشير الأبحاث المستجدة إلى معالجة جديدة واعدة تمكن فيها الباحثون من (هندسة) أضداد antibodies متعددة تعدل neutralize الذيفانات التي تفرزها العصوية الجمرية وتبطل مفعولها.
    مأمون الجلاد

يعمل...
X