جيمس اول وثاني
James I & James II - James I & James II
جيمس الأول والثاني
جيمس الأول James I
(1566ـ1625)
بعد ثلاثة عشر شهراً من تاريخ مولد جيمس، تُوج ملكاً على اسكتلندة باسم جيمس السادس، إثر إرغام اللوردات الاسكتلنديين والدته الملكة ماري الكاثوليكية على النزول عن العرش، ولما كان لا يزال صغير السن، فقد تعاقب على حكم المملكة عدد من الأوصياء حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حين أخذ الملك الشاب يمارس سلطة اسمية على حكومته، خلال السنوات القليلة التالية. كان جيمس مركز سلسلة من المؤامرات والنزاعات مع الطبقة النبيلة صعبة المراس وطبقة الكهنوت الاسكتلنديين.
كان جيمس حاكماً ناجحاً في اسكتلندة، فقد أثار النبلاء الواحد منهم ضد الآخر، وفرض نوعاً من الطاعة والحكومة الأسقفية على طبقة الكهنوت. وعلى الرغم مما تعلمه من أساتذته وما استفاد من تجربته الشخصية، فقد افتقرت معرفته إلى الحكمة العملية، ويظهر ذلك في بحثين له يعبران عن أفكاره الاستبدادية هما (1589) True Law of Free Monarchices، و(1599) Basilikon Doron.
جيمس الأول ملك إنكلترة: يعد جيمس مؤسس أسرة ستيوارت المالكة في إنكلترة، فبعد وفاة ملكتها إليزابيت (1603) بلا وريث شرعي، خلفها ملك اسكتلندة جيمس السادس على العرش باسم جيمس الأول ملك إنكلترة واسكتلندة، نظراً لما يربط بينهما من صلة قربى.
تبنى جيمس الأول سياسة ترمي إلى تحقيق السلام مع الخارج، وسيادة التسامح الديني في الداخل، فحسم مسألة الحرب بين إنكلترة وإسبانية، وعمل على تعديل القوانين الجزائية الخاصة برعاياه من الكاثوليك، حاول إصلاح الكنيسة الإنكليزية، لكن إنجازه الوحيد المهم في هذا المجال تمثل بترجمة الإنجيل إلى اللغة الإنكليزية المعروفة باسم «نسخة الملك جيمس» King James Version. ومن مآثره أيضاً رعايته للشاعر الكبير شكسبير.
لم يرَ جيمس في البرلمان سوى مجلس استشاري، وتعامل معه على هذا الأساس، لذلك كان يدعوه للانعقاد كلما كان بحاجة إلى دعمه، وسرعان ما يحله عندما كان يخالفه في الرأي، وقد أثارت سياسته المالية والدينية، ومجاملته للدول الكاثوليكية انتقادات البرلمان وغضبه، وعندما فشلت المفاوضات بين إنكلترة وإسبانية بشأن زواج ابنه شارل من ابنة ملك إسبانية (1623)، رتب زواجاً تحالفياً مع فرنسة وأعلن الحرب على إسبانية.
وهكذا فإن جيمس الذي أعلن نفسه ملك سلام، رأى عهده ينتهي بحروب باهظة الكلفة وعديمة الفائدة، ولما تدهورت قواه العقلية وصحته في سني أواخر حكمه، باشر ابنه شارل ووزيره بوكينغهام Bukingham حكم المملكة، ومالبث أن توفي جيمس.
كان جيمس الأول ذكياً، وداهية وسياسياً بارعاً، على الأقل حتى ما قبل السنوات القليلة الأخيرة من حكمه، لكنه كان أيضاً بالغ الكسل وباحثاً عن اللذة والمسرات.
جيمس الثاني James II
(1633ـ1701)
ملك بريطانية العظمى واسكتلندة وأيرلندة (1685-1688)، بعد وفاة أخيه الملك شارل الثاني، ورث جيمس الثاني عرش إنكلترة، وتُوج ملكاً عليها في عام 1685. وُلد جيمس في قصر سانت جيمس، وهو ثاني أبناء شارل الأول وثالث أطفاله، وآخر حاكم ذكر من أسرة ستيوارت.
عندما اندلعت الحرب الأهلية الإنكليزية، كان عمره ثماني سنوات، وشارك في بعض معاركها (إيدجهيل Edgehill 1642، وأكسفورد 1646)، وبعد إعدام والده شارل الأول[ر] التحق بالجيش الفرنسي، ثم بالجيش الإسباني، بعد أن تفاهمت الحكومة الفرنسية مع مغتصب العرش أوليفر كرومويل[ر].
وبعد عودة الملكية إلى إنكلترة (1660)، عينه أخوه الملك شارل الثاني أميرال الأسطول البحري الإنكليزي، فشارك في الحرب الألمانية (1672)، وتميز في عهد أخيه بانتزاع أمستردام الجديدة (نيويورك حالياً) من هولندة.
اعتنق جيمس المذهب الكاثوليكي عام 1671، ثم تزوج الأميرة الإيطالية الكاثوليكية ماري موندينا Mary of Mondena، مما أثار عداء حزب الهويغ البروتستنتي له، فحاول استبعاده من وراثة العرش الإنكليزي.
وبعد توليه عرش إنكلترة، علق القوانين الجزائية الخاصة بالكاثوليك، ومنحهم حرية العبادة، واستخدم صلاحياته الملكية للتحلل من «قانون الاختبار» (1673) Test Act الذي يحظر على الكاثوليك تولي الوظائف في الإدارة أو الجيش، وعينهم في وظائف الدولة، بل حتى في الكنيسة الإنكليزية، وأمر بتعطيل البرلمان حين اعترض على تعيين الكاثوليك ضباطاً في الجيش، ثم فكر بمنحهم المساواة الدينية التامة، فأصدر «لائحة التسامح الديني» (1687) Declaration of Indulgence، وأمر بقراءتها على منابر الوعظ في الكنيسة الإنكليزية.
أدت محاباة جيمس الثاني للكنيسة الكاثوليكية، وتصرفاته الاستبدادية مع البرلمان والكنيسة الإنكليزية، وعبثه بصلاحياته الملكية إلى إثارة رعب الرأي العام الإنكليزي وسخطه. وهكذا أرسلت سبع شخصيات بارزة رسالة سرية إلى صهر الملك جيمس البروتستنتي الألماني وليم أورانج، تدعوه فيها للمجيء إلى إنكلترة وإنقاذ حرياتها. ونجحت قوات وليم في دحر الجيش الملكي في جنوبي إنكلترة، وهرب جيمس الثاني إلى فرنسة عام 1688، فاجتمع البرلمان وقدم التاج إلى وليم وزوجته ماريا، وعُرف تغلب البرلمان على الملك بالثورة المجيدة 1688.
وبعد إخفاق محاولته الوحيدة لاسترداد عرشه، وهزيمته في معركة بواني (1690) Boyne، عاد إلى فرنسة وانصرف إلى كتابة الرسائل الدينية، وتوفي في سان ـ جرمان ـ إن ـ ليه.
صباح كعدان
James I & James II - James I & James II
جيمس الأول والثاني
جيمس الأول James I
(1566ـ1625)
كان جيمس حاكماً ناجحاً في اسكتلندة، فقد أثار النبلاء الواحد منهم ضد الآخر، وفرض نوعاً من الطاعة والحكومة الأسقفية على طبقة الكهنوت. وعلى الرغم مما تعلمه من أساتذته وما استفاد من تجربته الشخصية، فقد افتقرت معرفته إلى الحكمة العملية، ويظهر ذلك في بحثين له يعبران عن أفكاره الاستبدادية هما (1589) True Law of Free Monarchices، و(1599) Basilikon Doron.
جيمس الأول ملك إنكلترة: يعد جيمس مؤسس أسرة ستيوارت المالكة في إنكلترة، فبعد وفاة ملكتها إليزابيت (1603) بلا وريث شرعي، خلفها ملك اسكتلندة جيمس السادس على العرش باسم جيمس الأول ملك إنكلترة واسكتلندة، نظراً لما يربط بينهما من صلة قربى.
تبنى جيمس الأول سياسة ترمي إلى تحقيق السلام مع الخارج، وسيادة التسامح الديني في الداخل، فحسم مسألة الحرب بين إنكلترة وإسبانية، وعمل على تعديل القوانين الجزائية الخاصة برعاياه من الكاثوليك، حاول إصلاح الكنيسة الإنكليزية، لكن إنجازه الوحيد المهم في هذا المجال تمثل بترجمة الإنجيل إلى اللغة الإنكليزية المعروفة باسم «نسخة الملك جيمس» King James Version. ومن مآثره أيضاً رعايته للشاعر الكبير شكسبير.
لم يرَ جيمس في البرلمان سوى مجلس استشاري، وتعامل معه على هذا الأساس، لذلك كان يدعوه للانعقاد كلما كان بحاجة إلى دعمه، وسرعان ما يحله عندما كان يخالفه في الرأي، وقد أثارت سياسته المالية والدينية، ومجاملته للدول الكاثوليكية انتقادات البرلمان وغضبه، وعندما فشلت المفاوضات بين إنكلترة وإسبانية بشأن زواج ابنه شارل من ابنة ملك إسبانية (1623)، رتب زواجاً تحالفياً مع فرنسة وأعلن الحرب على إسبانية.
وهكذا فإن جيمس الذي أعلن نفسه ملك سلام، رأى عهده ينتهي بحروب باهظة الكلفة وعديمة الفائدة، ولما تدهورت قواه العقلية وصحته في سني أواخر حكمه، باشر ابنه شارل ووزيره بوكينغهام Bukingham حكم المملكة، ومالبث أن توفي جيمس.
كان جيمس الأول ذكياً، وداهية وسياسياً بارعاً، على الأقل حتى ما قبل السنوات القليلة الأخيرة من حكمه، لكنه كان أيضاً بالغ الكسل وباحثاً عن اللذة والمسرات.
جيمس الثاني James II
(1633ـ1701)
عندما اندلعت الحرب الأهلية الإنكليزية، كان عمره ثماني سنوات، وشارك في بعض معاركها (إيدجهيل Edgehill 1642، وأكسفورد 1646)، وبعد إعدام والده شارل الأول[ر] التحق بالجيش الفرنسي، ثم بالجيش الإسباني، بعد أن تفاهمت الحكومة الفرنسية مع مغتصب العرش أوليفر كرومويل[ر].
وبعد عودة الملكية إلى إنكلترة (1660)، عينه أخوه الملك شارل الثاني أميرال الأسطول البحري الإنكليزي، فشارك في الحرب الألمانية (1672)، وتميز في عهد أخيه بانتزاع أمستردام الجديدة (نيويورك حالياً) من هولندة.
اعتنق جيمس المذهب الكاثوليكي عام 1671، ثم تزوج الأميرة الإيطالية الكاثوليكية ماري موندينا Mary of Mondena، مما أثار عداء حزب الهويغ البروتستنتي له، فحاول استبعاده من وراثة العرش الإنكليزي.
وبعد توليه عرش إنكلترة، علق القوانين الجزائية الخاصة بالكاثوليك، ومنحهم حرية العبادة، واستخدم صلاحياته الملكية للتحلل من «قانون الاختبار» (1673) Test Act الذي يحظر على الكاثوليك تولي الوظائف في الإدارة أو الجيش، وعينهم في وظائف الدولة، بل حتى في الكنيسة الإنكليزية، وأمر بتعطيل البرلمان حين اعترض على تعيين الكاثوليك ضباطاً في الجيش، ثم فكر بمنحهم المساواة الدينية التامة، فأصدر «لائحة التسامح الديني» (1687) Declaration of Indulgence، وأمر بقراءتها على منابر الوعظ في الكنيسة الإنكليزية.
أدت محاباة جيمس الثاني للكنيسة الكاثوليكية، وتصرفاته الاستبدادية مع البرلمان والكنيسة الإنكليزية، وعبثه بصلاحياته الملكية إلى إثارة رعب الرأي العام الإنكليزي وسخطه. وهكذا أرسلت سبع شخصيات بارزة رسالة سرية إلى صهر الملك جيمس البروتستنتي الألماني وليم أورانج، تدعوه فيها للمجيء إلى إنكلترة وإنقاذ حرياتها. ونجحت قوات وليم في دحر الجيش الملكي في جنوبي إنكلترة، وهرب جيمس الثاني إلى فرنسة عام 1688، فاجتمع البرلمان وقدم التاج إلى وليم وزوجته ماريا، وعُرف تغلب البرلمان على الملك بالثورة المجيدة 1688.
وبعد إخفاق محاولته الوحيدة لاسترداد عرشه، وهزيمته في معركة بواني (1690) Boyne، عاد إلى فرنسة وانصرف إلى كتابة الرسائل الدينية، وتوفي في سان ـ جرمان ـ إن ـ ليه.
صباح كعدان