الحرباء احدى المدرعات البيولوجية

تجدونها قريبة من الأشجار انها الحرباء احدى المدرعات البيولوجية التي يمكن استخدامها في القضاء على بعض الحشرات الضارة، وتنتشر الحرابي في قارات العالم القديم فقط، في إفريقيا وجنوب أوروبا، وجنوب غرب وجنوب آسيا، وتتميز الحرابي جميعًا ببعض المميزات التي لا توجد عند بقية السحالي، مثل: للحرابي أعين مدورة، ويبرز جزء كبير منها خارج الرأس، ولها فتحة صغيرة، وتتميز هذه الأعين بقدرتها على الدوران في جميع الاتجاهات، وتتحرك كل عين بشكل مستقل عن الأخرى، ويحلل دماغها الخارق كلتا الصورتين. للحرابي أرجل غريبة ومختلفة عن بقية السحالي، يشبه شكلها الكلاّبات، وتنقسم الأصابع في جهتين، وللحرباء 5 أصابع، اصبعين ملتحمين في جهة، وثلاثة أصابع ملتحمة في الجهة الأخرى، ويساعدها شكل أرجلها الغريب في التسلق والتمسك بالأغصان، ويساعدها كذلك أنها تملك مخالب حادة تتشبث بقوة بالأغصان، لجميع الحرابي ذيل طويل يعادل طوله طول الحرباء نفسها. لجميع الحرابي لسان طويل جدًّا يعادل طوله طول الحرباء نفسها مع ذيلها ممدودًا، وطرف اللسان أعرض من بقيته، وتستخدمه في صيد طعامها الذي يتكون بشكل رئيسي من الحشرات والكائنات الصغيرة، وتساعد مادة دبقة في اللسان على جعل الفريسة تلتصق به. جسم الحرابي (خلاف بقية السحالي) مضغوط من الجانبين، وقوائمها تكون تحت جسمها بخلاف بقية السحالي حيث ان القوائم على جوانب الجسم. تغيير اللون عند الحرابي: تستطيع بعض أنواع الحرابي (وليست جميعها) تغيير لونها، وهذا ما يميز الحرباء بين الفقاريات، وجعلها تشتهر، ولذا يصف الناس الإنسان المتقلب، الذي يكون عندك بشخصية ويكون عند غيرك بشخصية مختلفة بأنه "حرباء" لأنه يتغير بسرعة كما تغير الحرباء لونها. ويتغير اللون حسب مزاج الحرباء، ويؤثر كل من الضوء والحرارة تأثيرًا كبيرًا في تغيير اللون، فعندما تكون الحرباء في محيط دافئ تكون أفتح لونًا، وعندما تكون في مكان بارد تكون أغمق، أما عن كيفية تغيير الحرباء لونها فهي معقدة قليلاً، وسأشرحها باختصار. جلد الحرباء يتكون من ثلاث طبقات: الطبقة السفلى، وهي طبقة داكنة ولا تسمح بمرور الضوء، وتتكون من الميلانين. الطبقة الوسطى، وتحتوي على الغوانين، وهو مادة شفافة كرستالية، عندما تتعرض للضوء تعكس اللون الأزرق. الطبقة العليا، وفيها اللونين الأحمر والأصفر، وتتكون من خلايا تسمى "إكسانثوفور" و"إريثروفور". وهكذا الجلد يحتوي على الألوان الثلاثة الأساسية، فعندما يكون لون الحرباء مثلاً أخضر، فهذا يعني أن الخلايا الصفراء في الطبقة العلوية زاد حجمها عن الحمراء وهي الأكثر ظهورًا، ومع اللون الأزرق الذي ينعكس من الطبقة الوسطى، يصبح لون الحرباء أخضر (أصفر+أزرق=أخضر). وهكذا في بقية الألوان، الأصفر والأحمر من الطبقة العلوية، والأزرق من الطبقة الوسطى، ومثل علبة الألوان إذا كانت لديك الألوان الأساسية تستطيع الحصول على جميع الألوان. وطبيعة الحرابي بشكل عام أنها هادئة وانطوائية ولا تحب العيش مع حرباء أخرى ويحدث صراع في حال دخول حرباء منطقة أو شجرة حرباء أخرى، إلا في موسم التزاوج حيث يتزاوج الذكر والأنثى ثم ينفصلان تمامًا، والحرباء حيوان ساكن عمومًا وقليل الحركة، ومع هذا يستطيع اكتشاف جميع ما حوله وهو في مكانه بواسطة أعينه المميزة. وهي حيوان ضعيف ليس لديها أسلوب دفاع ولكن تفضل التخفي، أما في حال وجد العدو أو المفترس فكل ما تفعله هو ضغط جسمها ونفخ ذقنها وفتح فمها وإصدار صوت فحيح عن طريق إدخال الهواء بسرعة إلى الرئتين، وتتمايل يمينًا وشمالاً لإخافة العدو. الغذاء و الماء: تتغذى جميع أنواع الحرابي على الحشرات، وتعتبر الحرباء كل ما يتحرك ويمكن أن يدخل فمها طعامًا لها، كالحشرات والضفادع والطيور الصغيرة والسحالي والقوارض وغيرها، وحتى الحرابي الأصغر حجمًا يمكن أن تكون طعامًا. والحرباء حيوان شره، يمكن أن تأكل يوميًا كمية من الطعام تعادل وزنها، وتستطيع تحمل الجوع لمدة ثلاثة أيام تقريبًا. وتشرب الحرباء الماء من الأمطار عن طريق لعق قطرات الندى والقطرات التي تبقى على الأشجار والأرض بعد المطر، ولا تشرب من البرك، ولا تستطيع معظم أنواع الحرابي تحمل الجدب لفترة طويلة، وخاصة الأنواع التي تعيش في الغابات. التكاثر: تتزاوج الحرابي في موسم التكاثر السنوي، والذي يبدأ في الربيع وينتهي في الصيف، وكثيرًا ما تحدث صراعات في حال وجود ذكرين وأنثى واحدة، وينسحب الخاسر ويذهب بعيدًا أو يرمي نفسه من أعلى الشجرة، ويستعرض الفائز ألوانًا جميلة لجذب الأنثى. بعد التزاوج، تحمل الحرباء بالبيض لمدة شهور، وتختلف مدة الحمل من نوع لآخر، وتستطيع الأنثى الاحتفاظ ببعض الحيوانات المنوية للعام القادم فتخصب بيوضها دون تزاوج آخر، ويوجد أنواع من الحرباء تتكاثر بالولادة، حيث يفقس البيض في رحم الأم ثم تلد صغارها. بعد انتهاء فترة الحمل يأتي وقت وضع البيض، فتنزل الأنثى إلى الأرض وتبدأ بالمشي والتجول بحثًا عن مكان مناسب لوضع بيوضها فيه، وتقوم بحفر عدة حفر، وعندما تجد مكانًا مناسبًا تحفر فيه حفرة عميقة وتضع بيوضها ثم تدفنها، وتترك الحفرة ولا تعود إليها. وبعد انتهاء فترة الحضانة التي تستمر لعدة شهور قد تصل إلى سنة تقريبًا، تخرج صغار الحرباء من الحفرة لتبدأ حياتها معتمدة على نفسها تمامًا. البعض يقوم بتربية الحرباء كحيوان اليف ومن أكثر الأنواع انتشارًا بين المربين: (الحرباء المحجبة، وحرباء الفهد، والحرباء القزمة).