ثعلب (احمد يحيي)
Tha'lab (Ahmad ibn Yahya-) - Tha'lab (Ahmad ibn Yahya-)
ثعلب (أحمد بن يحيى ـ)
(200-291هـ/816-904م)
أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، البغدادي النحوي، الشيباني مولى مَعْن بن زائدة، المعروف بثعلب، شيخ العربية وإمام الكوفيين في النحو واللغة والحديث. كان راوية للشعر. ومحدّثاً مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالغريب ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ منذ حداثته. ويقول عن نفسه: «ابتدأت النظر في العربية والشعر واللغة في ست عشرة، ومولدي سنة مئتين، في السنة الثانية من خلافة المأمون، ثم بدأت النظر في «حدود» الفرّاء وسني ثماني عشرة سنة.. وكنت أُعنى بالنحو أكثر من عنايتي بغيره، فلما أتقنته أكببتُ على الشعر والمعاني والغريب».
وتلقى ثعلب العلم على كثيرين من جِلَّة العلماء وأئمة الأدباء؛ منهم محمد بن سلام الجمحي. ومحمد بن زياد الأعرابي، وسلمةُ بن عاصم. وأبو عبيد القاسم ابن سلام.
وأمَّا تلاميذه فكثير منهم محمد بن العباس اليزيدي، والأخفش الأصغر. وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأبو بكر بن الأنباري، وأبو عمرو الزاهد، وأبو موسى الحامِض، وأبو بكر بن مجاهداً.
كان أهل الكوفة يقولون: لنا ثلاثة نحويين في نسقٍ لم يرَ الناسُ مثلهم، وهم: أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي. وأبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
وبلغ من ثقة العلماء بغزارة علمه أنّ ابن الأعرابي كان يشك في الشيءِ فيقول له: «ما عندك يا أبا العباس في هذا»، ثقةً بغزارة علمه. وكان له ملكةٌ من الحفظ والعلم ومعرفة النحو على مذهب الكوفيين لم يتفوق عليه أحد في ذلك.
وكان مع اشتغاله بعلوم العربية لا يزال به حنينٌ ينازِعه إلى علوم الدين، قال أبو بكر بن مجاهد: كنت عند أبي العباس بن يحيى ثعلب، فقال لي: «يا أبا بكر اشتغلَ أصحابُ القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمروٍ، فليت شعري! ماذا يكون حالي في الآخرة» فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبيَّr في المنام فقال: «أقرئ أبا العباس منّي السَّلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل» أراد أنَّ الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل. وجميع العلوم مفتقرة إليه.
حفظ التاريخ لأبي العباس أكثر من أربعين مؤلفاً في فنون العربية والقرآن، منها: «كتاب الفصيح»، «قواعد الشعر»، «شرح ديوان زهير»، «شرح ديوان الأعشى»، «النوادر، التصغير»، «إعراب القرآن»، «المجالس» وتسمَّى «أمالي ثعلب» وهي مباحثُ كان يمليها ثعلب على طلابه، فيتلقفونها بالتقييد في دفاترهم. وفيها موضوعات شتَّى من علوم العربية كالحديث عن أدوات المعاني وتفسير الغريب من الشعر العربي، والحديث عن المباحث الصرفية، وفي الكتاب قدرٌ صالح من تفسير القرآن الكريم وإعرابه، وتوضيح لغة الحديث الشريف ونحو ذلك. وهذا الكتاب من أهمّ الوثائق العلمية في بيان مذهب أهل الكوفة وما يقابله أحياناً من آراء أهل البصرة. وثعلب في ذلك كلِّه الرجلُ الثقةُ الثبت الذي يملأ نفسَ القارئ إيماناً بصحة ما يجد فيه من روايةٍ صادقة.
وأبو العباس أديب عبقري الذوق، وبالنظر فيما اختارهُ من أشعار العرب وأرجازها وأخبارها يلمس القارئ طيب الانتخاب، وجودة الاختيار وروح الأديب ودقة العالم.
أيمن الشوا
Tha'lab (Ahmad ibn Yahya-) - Tha'lab (Ahmad ibn Yahya-)
ثعلب (أحمد بن يحيى ـ)
(200-291هـ/816-904م)
أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، البغدادي النحوي، الشيباني مولى مَعْن بن زائدة، المعروف بثعلب، شيخ العربية وإمام الكوفيين في النحو واللغة والحديث. كان راوية للشعر. ومحدّثاً مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالغريب ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ منذ حداثته. ويقول عن نفسه: «ابتدأت النظر في العربية والشعر واللغة في ست عشرة، ومولدي سنة مئتين، في السنة الثانية من خلافة المأمون، ثم بدأت النظر في «حدود» الفرّاء وسني ثماني عشرة سنة.. وكنت أُعنى بالنحو أكثر من عنايتي بغيره، فلما أتقنته أكببتُ على الشعر والمعاني والغريب».
وتلقى ثعلب العلم على كثيرين من جِلَّة العلماء وأئمة الأدباء؛ منهم محمد بن سلام الجمحي. ومحمد بن زياد الأعرابي، وسلمةُ بن عاصم. وأبو عبيد القاسم ابن سلام.
وأمَّا تلاميذه فكثير منهم محمد بن العباس اليزيدي، والأخفش الأصغر. وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأبو بكر بن الأنباري، وأبو عمرو الزاهد، وأبو موسى الحامِض، وأبو بكر بن مجاهداً.
كان أهل الكوفة يقولون: لنا ثلاثة نحويين في نسقٍ لم يرَ الناسُ مثلهم، وهم: أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي. وأبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
وبلغ من ثقة العلماء بغزارة علمه أنّ ابن الأعرابي كان يشك في الشيءِ فيقول له: «ما عندك يا أبا العباس في هذا»، ثقةً بغزارة علمه. وكان له ملكةٌ من الحفظ والعلم ومعرفة النحو على مذهب الكوفيين لم يتفوق عليه أحد في ذلك.
وكان مع اشتغاله بعلوم العربية لا يزال به حنينٌ ينازِعه إلى علوم الدين، قال أبو بكر بن مجاهد: كنت عند أبي العباس بن يحيى ثعلب، فقال لي: «يا أبا بكر اشتغلَ أصحابُ القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمروٍ، فليت شعري! ماذا يكون حالي في الآخرة» فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبيَّr في المنام فقال: «أقرئ أبا العباس منّي السَّلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل» أراد أنَّ الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل. وجميع العلوم مفتقرة إليه.
حفظ التاريخ لأبي العباس أكثر من أربعين مؤلفاً في فنون العربية والقرآن، منها: «كتاب الفصيح»، «قواعد الشعر»، «شرح ديوان زهير»، «شرح ديوان الأعشى»، «النوادر، التصغير»، «إعراب القرآن»، «المجالس» وتسمَّى «أمالي ثعلب» وهي مباحثُ كان يمليها ثعلب على طلابه، فيتلقفونها بالتقييد في دفاترهم. وفيها موضوعات شتَّى من علوم العربية كالحديث عن أدوات المعاني وتفسير الغريب من الشعر العربي، والحديث عن المباحث الصرفية، وفي الكتاب قدرٌ صالح من تفسير القرآن الكريم وإعرابه، وتوضيح لغة الحديث الشريف ونحو ذلك. وهذا الكتاب من أهمّ الوثائق العلمية في بيان مذهب أهل الكوفة وما يقابله أحياناً من آراء أهل البصرة. وثعلب في ذلك كلِّه الرجلُ الثقةُ الثبت الذي يملأ نفسَ القارئ إيماناً بصحة ما يجد فيه من روايةٍ صادقة.
وأبو العباس أديب عبقري الذوق، وبالنظر فيما اختارهُ من أشعار العرب وأرجازها وأخبارها يلمس القارئ طيب الانتخاب، وجودة الاختيار وروح الأديب ودقة العالم.
أيمن الشوا