نادره شاميه
Nadra al-Shamiyeh - Nadra al-Shamiyeh
نادرة الشامية
(1906 ـ 1992)
نادرة الشامية مطربة مصرية من أصل أرمني، اسمها الحقيقي أناسي زخاريان. نزحت أسرتها إلى دمشق بعد مذابح الأرمن مطلع القرن العشرين، وانتقلت إلى بيروت، ثم إلى القاهرة. تلقت تعليمها الابتدائي في القاهرة، وتمتعت بصوت جميل وهي طفلة، فغنت في الحفلات المدرسية، ثم في الحفلات التي كانت تقيمها البيوتات الكبيرة في القاهرة، وكانت هذه الحفلات مأجورة. وخلال ذلك تلقت أصول الغناء على يد الموسيقي إيلي كنعان. فتعلمت منه العزف بالعود والمقامات [ر. العربية (الموسيقى ـ)] والأوزان الموسيقية.
كانت نادرة تجيد تقليد الممثلات وخاصة بهيجة حافظ، وبعد أن تؤدي وصلتها الغنائية التراثية كانت تقوم بتقليد الممثلات. وصادف أن كان بين الحضور في إحدى هذه الحفلات المخرج الإيطالي الإسكندري الأصل ماريو فولبي الذي أعجب بتقليدها للممثلات، فاختارها لبطولة أول فيلم عربي ناطق وهو «أنشودة الفؤاد». وقامت نادرة ببطولة الفيلم أمام رائد التمثيل المسرحي جورج أبيض. وشارك في التمثيل عبد الرحمن رشدي وزكريا أحمد الذي لحن لها معظم أغنيات الفيلم. وكتب قصة الفيلم وحواره وكلمات أغانيه عباس محمود العقاد.
أما أغنيات الفيلم فهي: «يقولون ليلى في العراق مريضة» و«أين مني الحب» و«يا بحر النيل» وأغنية «تتباهى بالدمع» التي لحنها رياض السنباطي. وعرض الفيلم أول مرة يوم 14 نيسان/إبريل 1932 في سينما ديانا بالاس في القاهرة، وحقق نجاحاً كبيراً، جعل من نادرة نجمة كبيرة في التمثيل والغناء، فانهالت عليها العروض السينمائية. وخاضت تجربتها السينمائية الثانية في فيلم «شبح الماضي» عام 1934 الذي شاركها البطولة فيه بدر لاما، وأخرجه شقيقه إبراهيم لاما. أما الفيلم الثالث والأخير لها فكان «أنشودة الراديو» عام 1936؛ الذي قاسمها البطولة فيه بشارة واكيم، وأخرجه الإيطالي توليو كباريني.
دفع محمد عبد الوهاب نجاح نادرة الشامية في فيلم «أنشودة الفؤاد»، إلى دعوتها لمشاركته بطولة أول أفلامه «الوردة البيضاء». واشترطت نادرة أن يقوم رياض السنباطي بتلحين أغنياتها في الفيلم، لكن عبد الوهاب رفض هذ الشرط؛ لأنه هو من سيلحن جميع أغنيات الفيلم. وهكذا فاتتها الفرصة، وحلت مكانها في الفيلم سميرة خلوصي.
أعطت السينما نادرة الشامية شهادة ميلاد فنية. فاحتضنتها الإذاعات الأهلية أولاً، ثم الإذاعة الرسمية المصرية التي بدأت إرسالها عام 1934، وتولى رعايتها مدحت عاصم. وخصصت الإذاعة لنادرة وصلة غنائية أسبوعية كل يوم اثنين، واستمرت سنوات عديدة، وكانت نادرة تقدم في وصلتها أدوار محمد عثمان، وداوود حسني، وزكريا أحمد، ومحمد القصبجي، وسيد درويش وموشحاتهم. كما كانت تقدم أغنياتها الخاصة التي لحنها لها كبار الموسيقيين في القاهرة، ولحنت بعضها بنفسها.
لحن لها رياض السنباطي عدة أغنيات منها قصيدتا «قلبي في الهوى زورق» و«ساعة الصفو» شعر عباس محمود العقاد. ولحن لها فريد غصن عدداً من القصائد والأغنيات العامية مثل «أعطني العود وغـن» و«يا حبيبي» و«بين الزهور». كما لحن لها محمد عبد الوهاب، ومحمود الشريف، ومحمد القصبجي، وفؤاد حلمي وغيرهم. ومن ألحانها لصوتها قصيدة لابن الفارض «هيئ لنا من أمرنا رشداً»، وأغنيات «غنِّ يا دنيا وقول يا زمان» و«جيش بلدنا».
توقفت نادرة الشامية عن الغناء في مطلع الستينات من القرن العشرين، بعد أن انصرفت عنها الإذاعات إلى المطربات الجدد أمثال ليلى مراد، وشادية وغيرهن، وعانت بعد عزلتها الفقر. ولم يرحمها من ذل السؤال إلا الرئيس جمال عبد الناصر الذي أصدر قراراً بمنحها راتباً شهرياً.
أحمد بوبس
Nadra al-Shamiyeh - Nadra al-Shamiyeh
نادرة الشامية
(1906 ـ 1992)
نادرة الشامية مطربة مصرية من أصل أرمني، اسمها الحقيقي أناسي زخاريان. نزحت أسرتها إلى دمشق بعد مذابح الأرمن مطلع القرن العشرين، وانتقلت إلى بيروت، ثم إلى القاهرة. تلقت تعليمها الابتدائي في القاهرة، وتمتعت بصوت جميل وهي طفلة، فغنت في الحفلات المدرسية، ثم في الحفلات التي كانت تقيمها البيوتات الكبيرة في القاهرة، وكانت هذه الحفلات مأجورة. وخلال ذلك تلقت أصول الغناء على يد الموسيقي إيلي كنعان. فتعلمت منه العزف بالعود والمقامات [ر. العربية (الموسيقى ـ)] والأوزان الموسيقية.
أما أغنيات الفيلم فهي: «يقولون ليلى في العراق مريضة» و«أين مني الحب» و«يا بحر النيل» وأغنية «تتباهى بالدمع» التي لحنها رياض السنباطي. وعرض الفيلم أول مرة يوم 14 نيسان/إبريل 1932 في سينما ديانا بالاس في القاهرة، وحقق نجاحاً كبيراً، جعل من نادرة نجمة كبيرة في التمثيل والغناء، فانهالت عليها العروض السينمائية. وخاضت تجربتها السينمائية الثانية في فيلم «شبح الماضي» عام 1934 الذي شاركها البطولة فيه بدر لاما، وأخرجه شقيقه إبراهيم لاما. أما الفيلم الثالث والأخير لها فكان «أنشودة الراديو» عام 1936؛ الذي قاسمها البطولة فيه بشارة واكيم، وأخرجه الإيطالي توليو كباريني.
دفع محمد عبد الوهاب نجاح نادرة الشامية في فيلم «أنشودة الفؤاد»، إلى دعوتها لمشاركته بطولة أول أفلامه «الوردة البيضاء». واشترطت نادرة أن يقوم رياض السنباطي بتلحين أغنياتها في الفيلم، لكن عبد الوهاب رفض هذ الشرط؛ لأنه هو من سيلحن جميع أغنيات الفيلم. وهكذا فاتتها الفرصة، وحلت مكانها في الفيلم سميرة خلوصي.
أعطت السينما نادرة الشامية شهادة ميلاد فنية. فاحتضنتها الإذاعات الأهلية أولاً، ثم الإذاعة الرسمية المصرية التي بدأت إرسالها عام 1934، وتولى رعايتها مدحت عاصم. وخصصت الإذاعة لنادرة وصلة غنائية أسبوعية كل يوم اثنين، واستمرت سنوات عديدة، وكانت نادرة تقدم في وصلتها أدوار محمد عثمان، وداوود حسني، وزكريا أحمد، ومحمد القصبجي، وسيد درويش وموشحاتهم. كما كانت تقدم أغنياتها الخاصة التي لحنها لها كبار الموسيقيين في القاهرة، ولحنت بعضها بنفسها.
لحن لها رياض السنباطي عدة أغنيات منها قصيدتا «قلبي في الهوى زورق» و«ساعة الصفو» شعر عباس محمود العقاد. ولحن لها فريد غصن عدداً من القصائد والأغنيات العامية مثل «أعطني العود وغـن» و«يا حبيبي» و«بين الزهور». كما لحن لها محمد عبد الوهاب، ومحمود الشريف، ومحمد القصبجي، وفؤاد حلمي وغيرهم. ومن ألحانها لصوتها قصيدة لابن الفارض «هيئ لنا من أمرنا رشداً»، وأغنيات «غنِّ يا دنيا وقول يا زمان» و«جيش بلدنا».
توقفت نادرة الشامية عن الغناء في مطلع الستينات من القرن العشرين، بعد أن انصرفت عنها الإذاعات إلى المطربات الجدد أمثال ليلى مراد، وشادية وغيرهن، وعانت بعد عزلتها الفقر. ولم يرحمها من ذل السؤال إلا الرئيس جمال عبد الناصر الذي أصدر قراراً بمنحها راتباً شهرياً.
أحمد بوبس