نامبياندار نامبي
Nambiyandar Nambi - Nambiyandar Nambi
نامبياندار نامبي
(القرن 11ـ 12م)
نامبياندار نامبي Nambiyandar Nambi شاعر هندي من منطقة التاميل Tamil في جنوبي شبه الجزيرة الهندية، يُنسب إليه إنجاز أدبي ديني كبير وهو جمع وتصنيف ما عُرف بـ«تيروموراي» Tirumurai، أي كتاب التاميل المقدس، أو الڤيدا [ر] التاميلية.
يتألف كتاب «تيروموراي» من أحد عشر جزءاً، تضم مجموعات من الأناشيد الدينية المكرَّسة لعبادة الإله الهندوسي [ر. الهندوسية] شيڤا Shiva، مع ألحانها بالموسيقى الدراڤيدية Dravidian التراثية، لكي ترتل في القداسات التي تُقام في المعابد الهندوسية في جنوبي الهند. نُظمت هذه الأناشيد بين القرن السابع والحادي عشر للميلاد بلغة التاميل المتفرعة من الدراڤيدية [ر]. وقد صار الكتاب بمنزلة العقيدة الهندوسية الجديدة التي تُقدس شيڤا بصفته ربّ الأرباب؛ وتعدّ هذه العقيدة نظاماً دينياً فلسفياً ثَنَوياً dualistic مؤسساً على أن الكون مؤلف من جدلية العلاقة في ثنائية الخير والشر والروح والجسد. يبلغ عدد هذه الأناشيد نحو سبعة آلاف، مازال معظمها يُرتّل حتى اليوم من دون أي تغيير في القداسات، مع موسيقاها. وهي تكتسب قيمتها الأدبية الاستثنائية من جماليات لغتها وغنى مفرداتها، المنظومة ببساطة تخاطب العقل والقلب من دون حواجز، وفي إيقاعات ذات جرس يساعد على حفظها وترتيلها، إضافة إلى القيمة المعرفية الهائلة التي تتضمنها في ثناياها.
نظم هذه الأناشيد ولحنها مجموعة من الشعراء ـ الموسيقيين، يُطلق عليهم لقب نايانار Nãyanãr (أي شعراء أناشيد شيڤا)، وقد رفعهم نامبياندار نامي في «تيروموراي» إلى مصاف القديسين، فاكتسبوا هذه المكانة السامية والمحبة في قلوب الناس. ومن أشهرهم أبَّار Appar من القرن السابع للميلاد، وهو ينتمي إلى أدنى الطبقات الاجتماعية الهندية، في نظام الصناديق الاجتماعية المغلقة Caste الذي يمنع التداخل ما بين الطبقات، كما يمنع الخروج منها، أو الانتماء إليها إلا بالولادة. يعدّ أبَّار من مؤسسي حركة بهاكتي Bhakti الأدبية التاميلية (7ـ10ق م) التي تعبر عن المعارضة الشعبية لجمود المعتقدات الدينية الهندوسية، ولنظام الصناديق الاجتماعية المغلقة، وللأوضاع الاجتماعية المزرية، وتدعو إلى إقامة علاقة مباشرة بين الإنسان والرب مبنية على الحب والولاء والتبجيل، لكون الربّ في ذاته عادلاً رحيماً، لا يحتاج إلى وسطاء (الكهنة البرهمانيون). نظم أبّار نحو ثلاثة آلاف بيت شعري تتميز بجدتها في التقاليد الشعرية من حيث البساطة الجميلة والأناقة اللافتة. ومن المشاهير أيضاً هناك ناناشامبَنتار Nãnacampantar وشونتارامورتي Cuntaramurtti من القرن الثامن للميلاد، ومانيكاڤاشَكار Mãnikkavacakar من القرن العاشر. إلا أن اللافت أيضاً هو أن المجموعة لا تقتصر على الشعراء الذكور فقط، بل هي تضم الشاعرة الغنائية الذائعة الصيت أندال Andal، من القرن الثامن، التي تنتمي إلى حركة بهاكتي، والتي نظمت مئة وثلاثاً وأربعين قصيدة تكاد تقترب من مفاهيم الصوفية [ر] في عشق الربّ والتوحد في الذات الإلهية، ومازال بعض قصائدها يُغنى حتى اليوم في احتفالات الأعراس.
وفي القرن الثاني عشر للميلاد نظم الشاعر الهندي تْشكيلار Tshekkilar ملحمته الشهيرة «بورانا الكبرى» Periyapuranam التي تناول فيها سير القديسين hagiography، فأفرد فيها مكاناً لثلاثة وستين شاعراً من شعراء «تيروموراي».
نبيل الحفار
Nambiyandar Nambi - Nambiyandar Nambi
نامبياندار نامبي
(القرن 11ـ 12م)
نامبياندار نامبي Nambiyandar Nambi شاعر هندي من منطقة التاميل Tamil في جنوبي شبه الجزيرة الهندية، يُنسب إليه إنجاز أدبي ديني كبير وهو جمع وتصنيف ما عُرف بـ«تيروموراي» Tirumurai، أي كتاب التاميل المقدس، أو الڤيدا [ر] التاميلية.
يتألف كتاب «تيروموراي» من أحد عشر جزءاً، تضم مجموعات من الأناشيد الدينية المكرَّسة لعبادة الإله الهندوسي [ر. الهندوسية] شيڤا Shiva، مع ألحانها بالموسيقى الدراڤيدية Dravidian التراثية، لكي ترتل في القداسات التي تُقام في المعابد الهندوسية في جنوبي الهند. نُظمت هذه الأناشيد بين القرن السابع والحادي عشر للميلاد بلغة التاميل المتفرعة من الدراڤيدية [ر]. وقد صار الكتاب بمنزلة العقيدة الهندوسية الجديدة التي تُقدس شيڤا بصفته ربّ الأرباب؛ وتعدّ هذه العقيدة نظاماً دينياً فلسفياً ثَنَوياً dualistic مؤسساً على أن الكون مؤلف من جدلية العلاقة في ثنائية الخير والشر والروح والجسد. يبلغ عدد هذه الأناشيد نحو سبعة آلاف، مازال معظمها يُرتّل حتى اليوم من دون أي تغيير في القداسات، مع موسيقاها. وهي تكتسب قيمتها الأدبية الاستثنائية من جماليات لغتها وغنى مفرداتها، المنظومة ببساطة تخاطب العقل والقلب من دون حواجز، وفي إيقاعات ذات جرس يساعد على حفظها وترتيلها، إضافة إلى القيمة المعرفية الهائلة التي تتضمنها في ثناياها.
نظم هذه الأناشيد ولحنها مجموعة من الشعراء ـ الموسيقيين، يُطلق عليهم لقب نايانار Nãyanãr (أي شعراء أناشيد شيڤا)، وقد رفعهم نامبياندار نامي في «تيروموراي» إلى مصاف القديسين، فاكتسبوا هذه المكانة السامية والمحبة في قلوب الناس. ومن أشهرهم أبَّار Appar من القرن السابع للميلاد، وهو ينتمي إلى أدنى الطبقات الاجتماعية الهندية، في نظام الصناديق الاجتماعية المغلقة Caste الذي يمنع التداخل ما بين الطبقات، كما يمنع الخروج منها، أو الانتماء إليها إلا بالولادة. يعدّ أبَّار من مؤسسي حركة بهاكتي Bhakti الأدبية التاميلية (7ـ10ق م) التي تعبر عن المعارضة الشعبية لجمود المعتقدات الدينية الهندوسية، ولنظام الصناديق الاجتماعية المغلقة، وللأوضاع الاجتماعية المزرية، وتدعو إلى إقامة علاقة مباشرة بين الإنسان والرب مبنية على الحب والولاء والتبجيل، لكون الربّ في ذاته عادلاً رحيماً، لا يحتاج إلى وسطاء (الكهنة البرهمانيون). نظم أبّار نحو ثلاثة آلاف بيت شعري تتميز بجدتها في التقاليد الشعرية من حيث البساطة الجميلة والأناقة اللافتة. ومن المشاهير أيضاً هناك ناناشامبَنتار Nãnacampantar وشونتارامورتي Cuntaramurtti من القرن الثامن للميلاد، ومانيكاڤاشَكار Mãnikkavacakar من القرن العاشر. إلا أن اللافت أيضاً هو أن المجموعة لا تقتصر على الشعراء الذكور فقط، بل هي تضم الشاعرة الغنائية الذائعة الصيت أندال Andal، من القرن الثامن، التي تنتمي إلى حركة بهاكتي، والتي نظمت مئة وثلاثاً وأربعين قصيدة تكاد تقترب من مفاهيم الصوفية [ر] في عشق الربّ والتوحد في الذات الإلهية، ومازال بعض قصائدها يُغنى حتى اليوم في احتفالات الأعراس.
وفي القرن الثاني عشر للميلاد نظم الشاعر الهندي تْشكيلار Tshekkilar ملحمته الشهيرة «بورانا الكبرى» Periyapuranam التي تناول فيها سير القديسين hagiography، فأفرد فيها مكاناً لثلاثة وستين شاعراً من شعراء «تيروموراي».
نبيل الحفار