نباتات سامه
Poisonous Plants - Plantes toxiques
النباتات السامة
النباتات السامة poisonous plants هي النباتات التي يؤدي تناولها كاملة أو جزئياً بالمضغ والابتلاع إلى ظهور ردود أفعال وتأثيرات ضارة عند الإنسان أو الحيوان أو الحشرات، وقد تنتهي بالموت.
وقد كانت هذه النباتات دائماً ـ ومازالت ـ من الاهتمامات الأولية للإنسان في حياته اليومية، ففي القرن التاسع عشر وصل تأثيرها السام إلى مستوى الوباء تقريباً. وتنتشر اليوم نباتات خطرة حول المنازل وفي حدائقها، وكذلك في مختلف البيئات الطبيعية، وقد بينت إحدى الدراسات أن نحو 3.5% من حالات التسمم في الولايات المتحدة الأمريكية نتجت من النباتات السامة.
إن بعض النباتات المحلية يمكن أن يكون ساماً، ومنها السراخس والنباتات العشبية وبعض الشجيرات والأشجار. ويصعب تمييز النباتات السامة من مثيلاتها غير السامة لعدم وضوح أشكالها المختلفة. ولكثير من النباتات السامة مذاق غير مستساغ، ولايمكن أن تمضغ من قبل البالغين، لكن في الوقت ذاته هناك نباتات سامة مقبولة المذاق، ويمكن أن يكون بعضها حلو المذاق، إلا أن تناول كمية كبيرة منها يمكن أن يسبب مشكلات صحية خطرة، فمثلاً لنبات التوت الذي يسمى الثلثان القاتل حبوب توت حمراء جميلة وذات طعم حلو يمكن أن يسبب تناولها نتائج صحية خطرة.
وتختلف حالات تسمم الأطفال بهذه النباتات عن البالغين، فعند بعض الأطفال فضول كبير لتناول مثل هذه النباتات الجذابة كما أنهم يمضغونها فور تناولها، ويمكن أن يتابعوا مضغها على خلاف البالغين الذين يخرجونها من فمهم عند شعورهم بطعم غير مستساغ، وتكون أخطار التسمم بالنباتات أكبر عند الأطفال منها عند البالغين نتيجة ابتلاعهم لها.
ومن ردود الأفعال والتأثيرات الجانبية الحساسية allergy، وهي تسبب طفحاً أو التهاباً جلدياً نتيجة الاتصال المباشر أو غير المباشر مع المركّبات المثيرة كالأبواغ النباتية وغبار الطلع وغيرها. كما يمكن أن تسبب تسمماً معوياً ودموياً حين ابتلاع جزء منها، مثل الكرز البري، أو تسمماً عصبياً حين تناول بعض الفطور، أو تسمماً قلبياً حين تناول نبات كف الثعلب، أو طفحاً جلدياً حين ملامسة اللبلاب السام.
العناصر السامة في النباتات والأجزاء الغنية بها:
يمكن تصنيف العناصر السامة في النباتات وفق مايأتي:
1ـ أشباه القلويات alkaloids: مركّبات معقدة نشطة فيزيولوجياً وغير ذوابة في الماء، مثل سم نبات الشوكران Poison hemlock (Conium maculatum).
2ـ الغليكوزيدات glycosides: هي مكونات تنتج سكراً واحداً من الغليكون أو أغليكون أو أكثر، وهي عادة مواد صلبة بلّورية مرة الطعم، مثل سم اللبلاب الإنجليزي English ivy واللبلاب المتسلق Hedera helix.
3ـ المعادنminerals: ومن المعادن التي ترتبط في أغلب الأحيان بالسمية النحاس والزرنيخ اللذان يصيران سامين نتيجة تراكمهما في النباتات.
4ـ الأوكسالات oxalates: تتضمن الأوكسالات المنحلة وحمض الأوكساليك، والتسمم الناجم عن هذه المواد ينسب في غالبية الأحيان إلى البلورات الصغيرة العديمة الذوبان من أوكسالات الكلسيوم الموجودة في النبات والتي تسبب تهيجات في الفم عند ابتلاع النبات، مثل نبات الدفنباخياDieffenbachia spp..
5ـ مركّبات محسِّسة للضوء hotosensitizing compounds تسبب حساسية حادة في الجلد حين التعرض لأشعة الشمس أو أيّ مصدر ضوء آخر، وذلك بعد التعرض لنبات الهرقلية Heracleum mantegazzianum أو عشبة الخنزير العملاقة Giant hogweed.
6ـ الفيتوتوكسينhytotoxins (toxalbumins) سموم بروتينية جزيئية مشابهة للسموم الجرثومية في التركيب وردّ الفعل، وتوجد في بذور الخروع[ر] (castor bean (Ricinus communis.
7ـ الأمينات عديدات الببتيد polypeptides and amines: وهي مركّبات آزوتية، مثل الفينيل ثيلامين و التيرامين في نبات الدبق mistletoe (phoradendron spp)..
8ـ الراتنجيات (الريزينات)resins : مركّبات تحترق بسهولة، قابلة للذوبان في المذيبات العضوية، وعديمة الذوبان في الماء، ولاتحتوي على نتروجين، وتتوافر في نبات الغليسين الحلو الصيني wisteria (Wisteria sinensis).
كيفية حدوث التسمم في النباتات
تنشأ المواد المسؤولة عن التسمم أو ردود الأفعال السامة من المفرزات النباتية المختلفة في النباتات، وتكون غالبيتها نواتج ثانوية أو عرضية لعملية الهضم والاستقلاب للنبات السام، وتزعم إحدى النظريات أن النباتات تطورت زمنياً لإنتاج مثل هذه المركّبات كي تردع الحيوانات عن رعيها ولمنع الحشرات من أكلها.
تختلف النباتات السامة بدرجة سميّتها، ويتوقف ذلك على عمر الضحية ووزن الجسم والبيئة ومرحلة نمو النبات وعوامل أخرى، وعلى سبيل المثال: فإن النباتات الصغيرة لنبات عنب الثعلب pokeberry or pokeweed (phytolacca Americana) ليست سامة إلا أن جذورها وثمارها تصير كذلك، كما تختلف حسب عضو النبات فعلى سبيل المثال تكون ثمار البندورة الناضجة غير سامة بعكس الفتية، وعلى النقيض من ذلك فإن كل أجزاء نبات ست الحسن سام.
تأثر الحيوانات بالسموم النباتية وأعراض التسمم وطرائق المعالجة:
من بين آلاف النباتات التي تتناولها الحيوانات تتوافر بضعة نباتات يمكن أن تسبب لها مشكلات صحية خفيفة أو حادة قد تؤدي إلى الموت، وترافق ذلك خسائر في الحيوانات ليس فقط النفوق وحسب ولكن تدهور الإنتاج ونقص الوزن أو إنتاج البيض أو الحليب، ويشير بعض الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الخسائر الناجمة عن موت الخراف بسبب النباتات السامة راوح بين 1ـ 3.5%، وأن الخسائر الاقتصادية السنوية الكلية تصل تقريباً إلى ربع بليون دولار.
وفيما يأتي أمثلة لبعض النباتات السامة التي تسبب تسمم الحيوانات حين تناولها:
ـ الشعير البري :Hordeum jubatum يؤثر في جميع الحيوانات وتظهر آثاره على شكل تحسس في الجلد والفم والأنف والآذان والعيون، إضافة إلى صعوبة في المضغ والابتلاع مع اضطرابات هضمية عند الحيوان.
ـ نبات اللبلاب المتسلق Convolvulus arvensis: هو نبات تزييني يزرع في حدائق المنازل، وله ـ ولاسيما أوراقه ـ تأثير سمي في القطط والكلاب والطيور المنزلية ويسبب في حال تناول الحيوان له مشكلات تنفسية وإسهالاً وأحياناً غيبوبة ونفوقاً.
ـ الدِِّفْلَي Nerium oleander: تنتشر زراعتها في الحدائق وعلى أطراف الطرقات، وهي نبات سام للحيوانات كافة، وتأتي سمية النبات من كامل أجزائه، وتسبب اضطرابات معوية وخللاً قلبياً وموتاً مفاجئاً.
ـ الترمس Lupinus perennis:ينتشر في المراعي، وتتأثر به الأغنام وباقي الحيوانات المجترة، وله تأثير سمي في الحيوانات؛ ولاسيما بذوره، ويؤدي التسمم به إلى مشكلات في الولادة ورجفان وضيق تنفس وغيبوبة ثم النفوق.
ـ نبات الخروع :Ricinus communis له تأثير سمي عالٍ عند الحيوانات كافة، ولاسيما بذوره؛ إذ تسبب تشنجات وتعرقاً وألماً وإسهالاً واضطرابات معوية ثم النفوق.
ـ الشوفان Avena sativa: تتأثر به الأبقار والدواجن والماعز والخيول، ويعدّ خطراً عليها بأجزائه كاملة؛ إذ تسبب تشنجات وشللاً وتحسساً جلدياً وصعوبة تنفس ثم النفوق.
ـ الفطر إرغوت Claviceps purpurea: تتأثر به الخراف والماعز والماشية، وتكون رؤوس الفطر أكثر خطورة، وتسبب تشنجات وضعفاً عاماً وإجهاضاً والنفوق.
ـ عشب فيستوكة القصبية Festuca arundinacea: تتأثر به الخيول والأبقار وباقي المجترات، ويتركز تأثيره السام في رؤوس الحبوب والقصبات والأوراق؛ وتسبب انخفاض الإنتاج وحمى وضعفاً عاماً ومن ثم النفوق.
ـ أوراق نبات التبغ (الدخان) Nicotiana spp.: تتأثر به الحيوانات كافة حين تناول أوراقها أو نواتج الحصاد، ويسبب نفوق المواليد وخللاً قلبياً وضيق تنفس وارتجافاً واضطرابات معوية.
ـ البرسيم الهجين :Trifolium hybridum تتأثر به كل الحيوانات المجترة، وتكون النباتات سامة حينما يكون النبات أخضر وندياً، ويسبب اضطرابات معوية ونفاخاً قد يكون مميتاً.
ـ نبات الأقحوان (جذر الأفعى الأبيض) Eupatorium rugosum: تتأثر به الحيوانات المجترة كافة ولاسيما بالأوراق والأزهار، وتسبب اضطرابات قلبية وتعرقاً وارتجافات ثم النفوق المفاجئ.
ـ السرخس :Pteridium aquilinum تتأثر به المجترات والخيول المستهلكة لكامل النبات، ويسبب ضعفاً عاماً وانخفاضاً في الوزن وخللاً في نبضات القلب وضعفاً في التنفس ونزفاً ومن ثم النفوق.
ـ ومن النباتات السامة الأخرى: حشيش القنب ونبات القراص والذرة البيضاء والبلوط الأحمر، وهناك نباتات تتحول بفعل فصول الجفاف إلى نباتات سامة، إذ تتحول النترات nitrate في كرش الحيوانات إلى نتريت nitrite سام، ومن هذه النباتات: عباد الشمس البري وعشب جونسن وبذور البرسيم.
كما توجد حبوب علفية تكون سامة عند تعرضها للرطوبة وتخزينها ضمن شروط غير سليمة، فتنمو عليها الفطور التي تفرز موادَّ أيضية يطلق عليها السموم الفطرية mycotoxin، ومن أهمها إفرازات فطر اسبرجالس مثل الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين وكذلك فطر الفيوزاريوم الذي يفرز سموم الفيومنزين، ويمكن أن تتراكم هذه السموم في الذرة الناضجة والحبوب العلفية وفول الصويا والذرة البيضاء والفول السوداني وأغذية ومحاصيل نباتية أخرى؛ إذ تسبب للحيوانات التي تتغذى عليها تسمماً فطرياً. وتتضمن ردود فعل حساسية مثل فشل في الإنتاج وفقدان الشهية ورفض تناول العلف وتوقف نظام المناعة في الجسم ثم النفوق.
تتضمن طرائق معالجة الحيوانات التي تعرضت للتسمم النباتي إزالة أجزاء النبات السام من معدة الحيوان قبل تطور أعراض التسمم والنفوق؛ وذلك بإحداث القيء أو تقديم الفحم المنشط له أو مادة مسهلة للحيوان.
كما تشتهر زراعة كثير من نباتات الزينة السامة في المنازل منها: صبار الزينة والكروتون وأجنحة الملائكة والزنبق والدفنباخيا والجبن السويسري وغيرها. وهناك كثير من النباتات التي تخفي خلف جمالها موادَّ سامة، وأشهرها اللوف، ومن أنواعه اللوف الفلسطيني؛ وهو عشبة سامة تفقد السمية من جذورها بالتجفيف والغلي.
قد تخدع بندورة الحيات الإنسان فيأكلها، وهي سامة جداً، أما تفاح المجانين فهو نبات عشبي معمر سام وطبي، لثماره تأثير مخدر، وتجذب نباتاته الإنسان والحيوان إليها لرائحتها الطيبة والمسكرة.
ينمو الفطر السام Amanita verna بعد هطل الأمطار الربيعية، ويظهر على سطح الأرض برأسه الكبير والمستدير ولونه الأبيض. ينتشر منه بعد نزع قشرته الخارجية مسحوق ناعم، بني اللون.
العشر: نبات سام عصارته حليبية تستخدم في علاج الثعلبة.
الحرمل: نبات صحراوي حليبي سام تبتعد عنه الحيوانات.
السيكران: أضراره كبيرة فهي تؤثر في القلب، أوراقه سامة وقاتلة إذا أكلت بكميات كبيرة.
الحنظل أو الشري: نبات مدّاد على سطح الأرض ثماره سامة، أما بذوره البيضاء أو البنية اللون فهي صالحة للأكل.
ويبين الملحق عدداً من أهم النباتات السامة الشائعة.
الوقاية من النباتات السامة:
ـ فيما يخص البشر:
تكون غالبية حالات التسمم النباتي عند الأطفال، ويعدّ المنع أفضل طريقة لتفادي التسمم، وذلك كما يأتي:
ـ تعليم الأطفال عدم وضع أيّ نبات في أفواههم بأي شكل كان (أغصان، أوراق، أزهار، توت…).
ـ وعدم امتصاص الرحيق الموجود في الأزهار وعدم تصنيع الشاي أو الزهورات من أوراق نباتية غير معروفة.
ـ ضرورة معرفة الأسماء المتداولة والعلمية للنباتات المنزلية وخواصها مما يساعد في اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل معها ولاسيما مع الأطفال.
ـ عند شراء نباتات جديدة للمنزل ولاسيما نباتات الزينة فمن المفيد سؤال البائع عن السمية المحتملة لها.
ـ يجب وضع نباتات الزينة المعروفة بسميتها بعيداً عن متناول يد الأطفال والحيوانات الأليفة في المنزل.
ـ تخزين البذور والأبصال النباتية عموماً على نحو سليم ضمن مخازن خاصة بعيدة عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
ـ تعريف الأطفال وأفراد الأسرة اللبلاب السام ونبات القراص ونباتات أخرى يمكن أن تسبب التهابات الجلد.
ـ تفادي التعرض للدخان المتصاعد من احتراق مواد نباتية مجهولة؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى التسمم الرئوي الخطر، على سبيل المثال دخان احتراق كروم اللبلاب السام.
ـ عدم استعمال الأزهار أو المواد النباتية الأخرى للزينة على مائدة الطعام أو في المطبخ من دون معرفة هوية النبات الكاملة وصلاحيتها للأكل.
ـ تجدر الإشارة إلى أن التدفئة أو الطبخ لا يؤديان إلى إزالة المواد السامة دائماً.
ـ فيما يخص الحيوانات:
ـ ضرورة توفير العلف الكافي كماً ونوعاً لمنع اضطرار الحيوانات لتناول ماتجده في الأرض من نباتات قد تكون سامة وغير معروفة.
ـ التحري عن وجود بذور غريبة ـ قد تكون سامة ـ ضمن القش أو الأعلاف المقدمة للحيوانات.
ـ ضرورة تحديد أوقات رعي النباتات حيث تتركز الآثار السامة فيها كالنترات في العلف في أثناء فترات الجفاف الذي يحول دون النمو الطبيعي للنبات.
ـ ضرورة تعرّف النباتات المنتشرة في بيئة المرعى لتشخيص حالات التسمم وتحديد أعراض النبات السام على الحيوان وذلك بجمع عينات نباتية من فم الحيوان أو أمعائه.
أيمن كركوتلي
Poisonous Plants - Plantes toxiques
النباتات السامة
النباتات السامة poisonous plants هي النباتات التي يؤدي تناولها كاملة أو جزئياً بالمضغ والابتلاع إلى ظهور ردود أفعال وتأثيرات ضارة عند الإنسان أو الحيوان أو الحشرات، وقد تنتهي بالموت.
وقد كانت هذه النباتات دائماً ـ ومازالت ـ من الاهتمامات الأولية للإنسان في حياته اليومية، ففي القرن التاسع عشر وصل تأثيرها السام إلى مستوى الوباء تقريباً. وتنتشر اليوم نباتات خطرة حول المنازل وفي حدائقها، وكذلك في مختلف البيئات الطبيعية، وقد بينت إحدى الدراسات أن نحو 3.5% من حالات التسمم في الولايات المتحدة الأمريكية نتجت من النباتات السامة.
إن بعض النباتات المحلية يمكن أن يكون ساماً، ومنها السراخس والنباتات العشبية وبعض الشجيرات والأشجار. ويصعب تمييز النباتات السامة من مثيلاتها غير السامة لعدم وضوح أشكالها المختلفة. ولكثير من النباتات السامة مذاق غير مستساغ، ولايمكن أن تمضغ من قبل البالغين، لكن في الوقت ذاته هناك نباتات سامة مقبولة المذاق، ويمكن أن يكون بعضها حلو المذاق، إلا أن تناول كمية كبيرة منها يمكن أن يسبب مشكلات صحية خطرة، فمثلاً لنبات التوت الذي يسمى الثلثان القاتل حبوب توت حمراء جميلة وذات طعم حلو يمكن أن يسبب تناولها نتائج صحية خطرة.
وتختلف حالات تسمم الأطفال بهذه النباتات عن البالغين، فعند بعض الأطفال فضول كبير لتناول مثل هذه النباتات الجذابة كما أنهم يمضغونها فور تناولها، ويمكن أن يتابعوا مضغها على خلاف البالغين الذين يخرجونها من فمهم عند شعورهم بطعم غير مستساغ، وتكون أخطار التسمم بالنباتات أكبر عند الأطفال منها عند البالغين نتيجة ابتلاعهم لها.
ومن ردود الأفعال والتأثيرات الجانبية الحساسية allergy، وهي تسبب طفحاً أو التهاباً جلدياً نتيجة الاتصال المباشر أو غير المباشر مع المركّبات المثيرة كالأبواغ النباتية وغبار الطلع وغيرها. كما يمكن أن تسبب تسمماً معوياً ودموياً حين ابتلاع جزء منها، مثل الكرز البري، أو تسمماً عصبياً حين تناول بعض الفطور، أو تسمماً قلبياً حين تناول نبات كف الثعلب، أو طفحاً جلدياً حين ملامسة اللبلاب السام.
العناصر السامة في النباتات والأجزاء الغنية بها:
يمكن تصنيف العناصر السامة في النباتات وفق مايأتي:
1ـ أشباه القلويات alkaloids: مركّبات معقدة نشطة فيزيولوجياً وغير ذوابة في الماء، مثل سم نبات الشوكران Poison hemlock (Conium maculatum).
2ـ الغليكوزيدات glycosides: هي مكونات تنتج سكراً واحداً من الغليكون أو أغليكون أو أكثر، وهي عادة مواد صلبة بلّورية مرة الطعم، مثل سم اللبلاب الإنجليزي English ivy واللبلاب المتسلق Hedera helix.
3ـ المعادنminerals: ومن المعادن التي ترتبط في أغلب الأحيان بالسمية النحاس والزرنيخ اللذان يصيران سامين نتيجة تراكمهما في النباتات.
4ـ الأوكسالات oxalates: تتضمن الأوكسالات المنحلة وحمض الأوكساليك، والتسمم الناجم عن هذه المواد ينسب في غالبية الأحيان إلى البلورات الصغيرة العديمة الذوبان من أوكسالات الكلسيوم الموجودة في النبات والتي تسبب تهيجات في الفم عند ابتلاع النبات، مثل نبات الدفنباخياDieffenbachia spp..
5ـ مركّبات محسِّسة للضوء hotosensitizing compounds تسبب حساسية حادة في الجلد حين التعرض لأشعة الشمس أو أيّ مصدر ضوء آخر، وذلك بعد التعرض لنبات الهرقلية Heracleum mantegazzianum أو عشبة الخنزير العملاقة Giant hogweed.
6ـ الفيتوتوكسينhytotoxins (toxalbumins) سموم بروتينية جزيئية مشابهة للسموم الجرثومية في التركيب وردّ الفعل، وتوجد في بذور الخروع[ر] (castor bean (Ricinus communis.
7ـ الأمينات عديدات الببتيد polypeptides and amines: وهي مركّبات آزوتية، مثل الفينيل ثيلامين و التيرامين في نبات الدبق mistletoe (phoradendron spp)..
8ـ الراتنجيات (الريزينات)resins : مركّبات تحترق بسهولة، قابلة للذوبان في المذيبات العضوية، وعديمة الذوبان في الماء، ولاتحتوي على نتروجين، وتتوافر في نبات الغليسين الحلو الصيني wisteria (Wisteria sinensis).
كيفية حدوث التسمم في النباتات
تنشأ المواد المسؤولة عن التسمم أو ردود الأفعال السامة من المفرزات النباتية المختلفة في النباتات، وتكون غالبيتها نواتج ثانوية أو عرضية لعملية الهضم والاستقلاب للنبات السام، وتزعم إحدى النظريات أن النباتات تطورت زمنياً لإنتاج مثل هذه المركّبات كي تردع الحيوانات عن رعيها ولمنع الحشرات من أكلها.
تختلف النباتات السامة بدرجة سميّتها، ويتوقف ذلك على عمر الضحية ووزن الجسم والبيئة ومرحلة نمو النبات وعوامل أخرى، وعلى سبيل المثال: فإن النباتات الصغيرة لنبات عنب الثعلب pokeberry or pokeweed (phytolacca Americana) ليست سامة إلا أن جذورها وثمارها تصير كذلك، كما تختلف حسب عضو النبات فعلى سبيل المثال تكون ثمار البندورة الناضجة غير سامة بعكس الفتية، وعلى النقيض من ذلك فإن كل أجزاء نبات ست الحسن سام.
تأثر الحيوانات بالسموم النباتية وأعراض التسمم وطرائق المعالجة:
من بين آلاف النباتات التي تتناولها الحيوانات تتوافر بضعة نباتات يمكن أن تسبب لها مشكلات صحية خفيفة أو حادة قد تؤدي إلى الموت، وترافق ذلك خسائر في الحيوانات ليس فقط النفوق وحسب ولكن تدهور الإنتاج ونقص الوزن أو إنتاج البيض أو الحليب، ويشير بعض الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الخسائر الناجمة عن موت الخراف بسبب النباتات السامة راوح بين 1ـ 3.5%، وأن الخسائر الاقتصادية السنوية الكلية تصل تقريباً إلى ربع بليون دولار.
وفيما يأتي أمثلة لبعض النباتات السامة التي تسبب تسمم الحيوانات حين تناولها:
ـ الشعير البري :Hordeum jubatum يؤثر في جميع الحيوانات وتظهر آثاره على شكل تحسس في الجلد والفم والأنف والآذان والعيون، إضافة إلى صعوبة في المضغ والابتلاع مع اضطرابات هضمية عند الحيوان.
ـ نبات اللبلاب المتسلق Convolvulus arvensis: هو نبات تزييني يزرع في حدائق المنازل، وله ـ ولاسيما أوراقه ـ تأثير سمي في القطط والكلاب والطيور المنزلية ويسبب في حال تناول الحيوان له مشكلات تنفسية وإسهالاً وأحياناً غيبوبة ونفوقاً.
ـ الدِِّفْلَي Nerium oleander: تنتشر زراعتها في الحدائق وعلى أطراف الطرقات، وهي نبات سام للحيوانات كافة، وتأتي سمية النبات من كامل أجزائه، وتسبب اضطرابات معوية وخللاً قلبياً وموتاً مفاجئاً.
ـ الترمس Lupinus perennis:ينتشر في المراعي، وتتأثر به الأغنام وباقي الحيوانات المجترة، وله تأثير سمي في الحيوانات؛ ولاسيما بذوره، ويؤدي التسمم به إلى مشكلات في الولادة ورجفان وضيق تنفس وغيبوبة ثم النفوق.
ـ نبات الخروع :Ricinus communis له تأثير سمي عالٍ عند الحيوانات كافة، ولاسيما بذوره؛ إذ تسبب تشنجات وتعرقاً وألماً وإسهالاً واضطرابات معوية ثم النفوق.
ـ الشوفان Avena sativa: تتأثر به الأبقار والدواجن والماعز والخيول، ويعدّ خطراً عليها بأجزائه كاملة؛ إذ تسبب تشنجات وشللاً وتحسساً جلدياً وصعوبة تنفس ثم النفوق.
ـ الفطر إرغوت Claviceps purpurea: تتأثر به الخراف والماعز والماشية، وتكون رؤوس الفطر أكثر خطورة، وتسبب تشنجات وضعفاً عاماً وإجهاضاً والنفوق.
ـ عشب فيستوكة القصبية Festuca arundinacea: تتأثر به الخيول والأبقار وباقي المجترات، ويتركز تأثيره السام في رؤوس الحبوب والقصبات والأوراق؛ وتسبب انخفاض الإنتاج وحمى وضعفاً عاماً ومن ثم النفوق.
ـ أوراق نبات التبغ (الدخان) Nicotiana spp.: تتأثر به الحيوانات كافة حين تناول أوراقها أو نواتج الحصاد، ويسبب نفوق المواليد وخللاً قلبياً وضيق تنفس وارتجافاً واضطرابات معوية.
ـ البرسيم الهجين :Trifolium hybridum تتأثر به كل الحيوانات المجترة، وتكون النباتات سامة حينما يكون النبات أخضر وندياً، ويسبب اضطرابات معوية ونفاخاً قد يكون مميتاً.
ـ نبات الأقحوان (جذر الأفعى الأبيض) Eupatorium rugosum: تتأثر به الحيوانات المجترة كافة ولاسيما بالأوراق والأزهار، وتسبب اضطرابات قلبية وتعرقاً وارتجافات ثم النفوق المفاجئ.
ـ السرخس :Pteridium aquilinum تتأثر به المجترات والخيول المستهلكة لكامل النبات، ويسبب ضعفاً عاماً وانخفاضاً في الوزن وخللاً في نبضات القلب وضعفاً في التنفس ونزفاً ومن ثم النفوق.
ـ ومن النباتات السامة الأخرى: حشيش القنب ونبات القراص والذرة البيضاء والبلوط الأحمر، وهناك نباتات تتحول بفعل فصول الجفاف إلى نباتات سامة، إذ تتحول النترات nitrate في كرش الحيوانات إلى نتريت nitrite سام، ومن هذه النباتات: عباد الشمس البري وعشب جونسن وبذور البرسيم.
كما توجد حبوب علفية تكون سامة عند تعرضها للرطوبة وتخزينها ضمن شروط غير سليمة، فتنمو عليها الفطور التي تفرز موادَّ أيضية يطلق عليها السموم الفطرية mycotoxin، ومن أهمها إفرازات فطر اسبرجالس مثل الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين وكذلك فطر الفيوزاريوم الذي يفرز سموم الفيومنزين، ويمكن أن تتراكم هذه السموم في الذرة الناضجة والحبوب العلفية وفول الصويا والذرة البيضاء والفول السوداني وأغذية ومحاصيل نباتية أخرى؛ إذ تسبب للحيوانات التي تتغذى عليها تسمماً فطرياً. وتتضمن ردود فعل حساسية مثل فشل في الإنتاج وفقدان الشهية ورفض تناول العلف وتوقف نظام المناعة في الجسم ثم النفوق.
تتضمن طرائق معالجة الحيوانات التي تعرضت للتسمم النباتي إزالة أجزاء النبات السام من معدة الحيوان قبل تطور أعراض التسمم والنفوق؛ وذلك بإحداث القيء أو تقديم الفحم المنشط له أو مادة مسهلة للحيوان.
كما تشتهر زراعة كثير من نباتات الزينة السامة في المنازل منها: صبار الزينة والكروتون وأجنحة الملائكة والزنبق والدفنباخيا والجبن السويسري وغيرها. وهناك كثير من النباتات التي تخفي خلف جمالها موادَّ سامة، وأشهرها اللوف، ومن أنواعه اللوف الفلسطيني؛ وهو عشبة سامة تفقد السمية من جذورها بالتجفيف والغلي.
قد تخدع بندورة الحيات الإنسان فيأكلها، وهي سامة جداً، أما تفاح المجانين فهو نبات عشبي معمر سام وطبي، لثماره تأثير مخدر، وتجذب نباتاته الإنسان والحيوان إليها لرائحتها الطيبة والمسكرة.
ينمو الفطر السام Amanita verna بعد هطل الأمطار الربيعية، ويظهر على سطح الأرض برأسه الكبير والمستدير ولونه الأبيض. ينتشر منه بعد نزع قشرته الخارجية مسحوق ناعم، بني اللون.
العشر: نبات سام عصارته حليبية تستخدم في علاج الثعلبة.
الحرمل: نبات صحراوي حليبي سام تبتعد عنه الحيوانات.
السيكران: أضراره كبيرة فهي تؤثر في القلب، أوراقه سامة وقاتلة إذا أكلت بكميات كبيرة.
الحنظل أو الشري: نبات مدّاد على سطح الأرض ثماره سامة، أما بذوره البيضاء أو البنية اللون فهي صالحة للأكل.
ويبين الملحق عدداً من أهم النباتات السامة الشائعة.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ـ فيما يخص البشر:
تكون غالبية حالات التسمم النباتي عند الأطفال، ويعدّ المنع أفضل طريقة لتفادي التسمم، وذلك كما يأتي:
ـ تعليم الأطفال عدم وضع أيّ نبات في أفواههم بأي شكل كان (أغصان، أوراق، أزهار، توت…).
ـ وعدم امتصاص الرحيق الموجود في الأزهار وعدم تصنيع الشاي أو الزهورات من أوراق نباتية غير معروفة.
ـ ضرورة معرفة الأسماء المتداولة والعلمية للنباتات المنزلية وخواصها مما يساعد في اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل معها ولاسيما مع الأطفال.
ـ عند شراء نباتات جديدة للمنزل ولاسيما نباتات الزينة فمن المفيد سؤال البائع عن السمية المحتملة لها.
ـ يجب وضع نباتات الزينة المعروفة بسميتها بعيداً عن متناول يد الأطفال والحيوانات الأليفة في المنزل.
ـ تخزين البذور والأبصال النباتية عموماً على نحو سليم ضمن مخازن خاصة بعيدة عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
ـ تعريف الأطفال وأفراد الأسرة اللبلاب السام ونبات القراص ونباتات أخرى يمكن أن تسبب التهابات الجلد.
ـ تفادي التعرض للدخان المتصاعد من احتراق مواد نباتية مجهولة؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى التسمم الرئوي الخطر، على سبيل المثال دخان احتراق كروم اللبلاب السام.
ـ عدم استعمال الأزهار أو المواد النباتية الأخرى للزينة على مائدة الطعام أو في المطبخ من دون معرفة هوية النبات الكاملة وصلاحيتها للأكل.
ـ تجدر الإشارة إلى أن التدفئة أو الطبخ لا يؤديان إلى إزالة المواد السامة دائماً.
ـ فيما يخص الحيوانات:
ـ ضرورة توفير العلف الكافي كماً ونوعاً لمنع اضطرار الحيوانات لتناول ماتجده في الأرض من نباتات قد تكون سامة وغير معروفة.
ـ التحري عن وجود بذور غريبة ـ قد تكون سامة ـ ضمن القش أو الأعلاف المقدمة للحيوانات.
ـ ضرورة تحديد أوقات رعي النباتات حيث تتركز الآثار السامة فيها كالنترات في العلف في أثناء فترات الجفاف الذي يحول دون النمو الطبيعي للنبات.
ـ ضرورة تعرّف النباتات المنتشرة في بيئة المرعى لتشخيص حالات التسمم وتحديد أعراض النبات السام على الحيوان وذلك بجمع عينات نباتية من فم الحيوان أو أمعائه.
أيمن كركوتلي