نعمان بشير انصاري
Al-Nu’man ibn Bashir al-Ansari - Al-Nu’man ibn Bashir al-Ansari
النُّعمان بن بشير الأنصاري
(2 ـ 65هـ/623 ـ 684م)
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة ابن خَلاس بن زيد. يرتفع نسبه إلى الحارث بن الخزرج، فهو أنصاري خزرجي، ويكنى أبا عبد الله، وأبوه بشير شهد بيعة العقبة وبدراً وأُحداً والخندق و المشاهد كلها، وكان أول من قام يوم السقيفة من الأنصار إلى أبي بكرt فبايعه، واستشهد في معركة عين التمر في أنبار العراق، وأمه عَمْرَةَ بنت رواحة أخت الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، ذكرها قيس بن الخطيم في شعره.
والنعمان صحابي من أهل المدينة روي عنه «124» مئة وأربعة وعشرون حديثاً، وهو مشارك نشط في الحياة السياسية في عصره، فقد وجهته نائلة زوجة عثمان بن عفان بعد مقتله إلى معاوية بقميص عثمان، فنزل الشام وشهد صفين في صفوف معاوية، وولي القضاء فيها، ثم استخدمه معاوية والياً على اليمن، ومن ثم الكوفة، وأخيراً والياً على حمص. بعد وفاة يزيد بايع النعمان عبد الله بن الزبير، فتمرد عليه أهل حمص، فخرج هارباً، فأتبعه خالد بن خليٍّ الكلاعي فقتله، وقيل إنه قتل في معركة مرج راهط.
وكان النعمان خطيباً مفوهاً بليغاً قال عنه سَماك بن حرب: «استعمله معاوية على الكوفة، وكان من أخطب من سمعت» ويدل بعض ما روي من خطبه على تمكنه من استخدام الحكاية للتأثير في متلقيه، واستنتاج العبر منها.
وهو بعدُ شاعر مجيد، وسليل عائلة عريقة في هذا الفن، فجده لأبيه، وأبوه شاعران وبعض أولاده شعراء وشاعرات، وله أحفاد كانوا ينظمون الشعر. ومما قيل في سبب إنشاده الشعر أنه خرج مع نفر من قومه وهو حديث السن في سفر، فبينما هم يتناشدون الشعر ويذكرون الشعراء، قال بعضهم: «يا نعمان هَلاّ قلت شعراً؟» قال: «لا والله ما قلت»، فقال شيخٌ منهم: «أُقسم عليك لَتُرْبَطنَّ إلى هذه السَّرْحة فلا تفارقها حتى يرتحل القوم، أو تقول شعراً» فقال بضعة أبيات منها:
ياخَلْيلَيَّ وَدِّعا دارَ ليلـى ليس مثلي يَحلُّ دار الهوانِ
إن ليلى ولو كَلِفْتُ بِليْلى عاقَها عَنْكَ عائِقَُ غير وانِ
كان الشاعر ـ وبسبب قربه من معاوية وابنه يزيد ـ رأس الأنصار يتحدث باسمهم ويدافع عنهم في مجالس الخلفاء، وقد دافع عن اسم الأنصار الذي اختاره لهم رسول الله rبقوله:
ياسَعْدُ لاتُعِد الدّعاءَ فما لَنـا نَسَبٌ نُجيْبُ به سوى الأنصارِ
نسـب تَخَيرَّه الإلهُ لِقَوْمِنــا أَثْقِلْ بـه نَسَـَباً على الكُفّـَارِ
وكان الشاعر الأموي الأخطل قد هجا الأنصار فاشتكاه إلى الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وقال:
مَعاويَ إِلاَّ تُعْطِنا الحقَّ تَعْتَرفْ لِحىَ الأَزْدِ مشدوداً عليها العمائمُ
أيشتمنا عبدُ الأراقِـم ضَلَّـةََُ وماذا الذي تُجْدي عليك الأراقـِمُ
فمالي ثَـأْرٌ غيرَ قَطْع لِسـانه فدونك من يرضيه عنك الدراهمُ
تعددت فنون القول في شعر النعمان، فقال في الغزل والهجاء والعتاب والفخر، وانصرف أغلب فخره إلى ذكر مناقب الأوس والخزرج والأنصار منها قوله:
متى تَلْقَ مِنَّا عُصبةً خَزْرجيةً أو الأوس يوماً تخْتَرِمْكَ المخارمُ
فسائل بنا حَيَّيْ لؤيِّ بنِ غالبٍ وأنتَ بما تُخْفي من الأمـر عَاِلمُ
أَلَمْ تبتدرْكُم يوم بدر سيوفُنـا وليلُكِ عمّا نابَ قومَـــك نائِمُ
يعدُّ شعر النعمان صورة صادقة عن حوادث جرت في عصره، وله ديوان شعر مطبوع.
عبد الرحمن عبد الرحيم
Al-Nu’man ibn Bashir al-Ansari - Al-Nu’man ibn Bashir al-Ansari
النُّعمان بن بشير الأنصاري
(2 ـ 65هـ/623 ـ 684م)
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة ابن خَلاس بن زيد. يرتفع نسبه إلى الحارث بن الخزرج، فهو أنصاري خزرجي، ويكنى أبا عبد الله، وأبوه بشير شهد بيعة العقبة وبدراً وأُحداً والخندق و المشاهد كلها، وكان أول من قام يوم السقيفة من الأنصار إلى أبي بكرt فبايعه، واستشهد في معركة عين التمر في أنبار العراق، وأمه عَمْرَةَ بنت رواحة أخت الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، ذكرها قيس بن الخطيم في شعره.
والنعمان صحابي من أهل المدينة روي عنه «124» مئة وأربعة وعشرون حديثاً، وهو مشارك نشط في الحياة السياسية في عصره، فقد وجهته نائلة زوجة عثمان بن عفان بعد مقتله إلى معاوية بقميص عثمان، فنزل الشام وشهد صفين في صفوف معاوية، وولي القضاء فيها، ثم استخدمه معاوية والياً على اليمن، ومن ثم الكوفة، وأخيراً والياً على حمص. بعد وفاة يزيد بايع النعمان عبد الله بن الزبير، فتمرد عليه أهل حمص، فخرج هارباً، فأتبعه خالد بن خليٍّ الكلاعي فقتله، وقيل إنه قتل في معركة مرج راهط.
وكان النعمان خطيباً مفوهاً بليغاً قال عنه سَماك بن حرب: «استعمله معاوية على الكوفة، وكان من أخطب من سمعت» ويدل بعض ما روي من خطبه على تمكنه من استخدام الحكاية للتأثير في متلقيه، واستنتاج العبر منها.
وهو بعدُ شاعر مجيد، وسليل عائلة عريقة في هذا الفن، فجده لأبيه، وأبوه شاعران وبعض أولاده شعراء وشاعرات، وله أحفاد كانوا ينظمون الشعر. ومما قيل في سبب إنشاده الشعر أنه خرج مع نفر من قومه وهو حديث السن في سفر، فبينما هم يتناشدون الشعر ويذكرون الشعراء، قال بعضهم: «يا نعمان هَلاّ قلت شعراً؟» قال: «لا والله ما قلت»، فقال شيخٌ منهم: «أُقسم عليك لَتُرْبَطنَّ إلى هذه السَّرْحة فلا تفارقها حتى يرتحل القوم، أو تقول شعراً» فقال بضعة أبيات منها:
ياخَلْيلَيَّ وَدِّعا دارَ ليلـى ليس مثلي يَحلُّ دار الهوانِ
إن ليلى ولو كَلِفْتُ بِليْلى عاقَها عَنْكَ عائِقَُ غير وانِ
كان الشاعر ـ وبسبب قربه من معاوية وابنه يزيد ـ رأس الأنصار يتحدث باسمهم ويدافع عنهم في مجالس الخلفاء، وقد دافع عن اسم الأنصار الذي اختاره لهم رسول الله rبقوله:
ياسَعْدُ لاتُعِد الدّعاءَ فما لَنـا نَسَبٌ نُجيْبُ به سوى الأنصارِ
نسـب تَخَيرَّه الإلهُ لِقَوْمِنــا أَثْقِلْ بـه نَسَـَباً على الكُفّـَارِ
وكان الشاعر الأموي الأخطل قد هجا الأنصار فاشتكاه إلى الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وقال:
مَعاويَ إِلاَّ تُعْطِنا الحقَّ تَعْتَرفْ لِحىَ الأَزْدِ مشدوداً عليها العمائمُ
أيشتمنا عبدُ الأراقِـم ضَلَّـةََُ وماذا الذي تُجْدي عليك الأراقـِمُ
فمالي ثَـأْرٌ غيرَ قَطْع لِسـانه فدونك من يرضيه عنك الدراهمُ
تعددت فنون القول في شعر النعمان، فقال في الغزل والهجاء والعتاب والفخر، وانصرف أغلب فخره إلى ذكر مناقب الأوس والخزرج والأنصار منها قوله:
متى تَلْقَ مِنَّا عُصبةً خَزْرجيةً أو الأوس يوماً تخْتَرِمْكَ المخارمُ
فسائل بنا حَيَّيْ لؤيِّ بنِ غالبٍ وأنتَ بما تُخْفي من الأمـر عَاِلمُ
أَلَمْ تبتدرْكُم يوم بدر سيوفُنـا وليلُكِ عمّا نابَ قومَـــك نائِمُ
يعدُّ شعر النعمان صورة صادقة عن حوادث جرت في عصره، وله ديوان شعر مطبوع.
عبد الرحمن عبد الرحيم