غابات المطر
معدات واساليب فوتوغرافية خاصة -٢-
في الحلقة الماضية كنا قد وقفنا عند غابات المطر مستعرضين الظروف الطبيعية لها .. الآن ننتقل إلى اسلوب العمل الفوتوغرافي في هذه الغابات ، مع أفضل الطرق للحفاظ على المعدات من العطب بما في ذلك الأفلام التي يمكن أن تتلف نهائياً بتأثير الحرارة والرطوبة إذا لم نعرف كيف نحميها من ذلك .
قبل الدخول في تفاصيل العمـل الفـوتـوغـرافي ضمن غابات المطر ، لا بد لنا أولا من الاشارة إلى أنه بالإمكان استغلال كل ما في هذه الاماكن من محتويات ، كمواضيع للقطاتنا ونحن إذ نركز على الحيوانات فلانها هي التي تحتاج لأساليب الملاحقة والتخفي قبل أن يستطيع المصور التـاقلـم في الأجـواء والحصول على الصور المهمة لها . أما الطبيعة الساكنة ... فيمكن التعامل معها بنفس الأساليب المعهودة والشائعة في تصوير المناظر الطبيعية ولو أننـا سنحصل من هذه الأماكن على صور طبيعية استثنائية .
- اساليب فوتوغرافية
تتواجد الحشرات والزحافات بكثرة في غابة المطر الاستوائية والسبب الرئيسي لذلك هو ان الحرارة والرطوبة تمثل ظروفاً مثالية لها تقريباً .
وأساليب التصوير الفوتوغرافي للحشرات في هذه البيئة لا تختلف عما هي عليه في ظروف اقل مشقة ، إلا أن وفرة الأصناف والافراد تجعل رحلات العمل ناجحة أكثـر .
وحيث لا يوجد نقص في المواضيع ، عادة تصبح المطاردة المتخفية طريقة جيدة لتحقيق تغطية شاملة لمنطقة معينة يمكن للمطاردة المتخفية كذلك ان تكون طريقة لاكتشاف حركات غير معتادة ولا مجال لمشاهدتها وعن طريق جذب الحشرات بمغريات إصطناعية . النمـال ، قاطعة اوراق النبات ، على سبيل المثال ، تستطيع تامين سلسلة رائعة من الصور ، بما في ذلك عملية اختيار شجـرة أو نبتـة .
واسـالـيـب القطع ، وحركة السير المتدفقة والعبقرية التي تظهرها هذه ء النمـال . لتخطي الـعـقبـات الفيزيائية التي تعترض طريقها وهي تنقل قطع أوراق النبات عائدة بها إلى الوكر .
كذلك هي المغريات من أمثال اللحم الفاسد والفواكه المهترئة تستطيع جذب الكائنات أيضاً بينما يمكن الاستعانة بضوء لجلب مجموعة شاملة فلو لففنا شرشفاً حول مصباح قوي ، عادة ما سيجلب اسراباً من ، العث . والحشرات الأخرى التي تنجذب إلى الضوء.وهذه يمكن التقاطها عن الشرشف ووضعها في أوعية لتصويرها كاسری ( ! )
- اما الحيوانات الأكبر فتشكل مشكلة اكبر ذلك أن صعوبة الرؤية في غابة المطر الكثيفة حيث لا تستطيع مشاهدة ما هو ابعد من بضعة أمتار على الأغلب . تجعل المطاردة المتخفية عرضياً كطريقة ليست كثيرة الانتاج عادة ، ولو حدثت المواجهة مع الحيوانات صدفة لكانت هذه منطلقة بسرعة كبيرة والجدير بالذكر ان ارض الغابة معتمة جداً عادة ولا يوجد ما يكفي من الضوء على وجه العموم لتصوير الحركة الناشطة ، فوتوغرافياً من هنا تصبح حواف الغابة وفسحـاتهـا وضفاف الأنهار افضل المواقع غالباً فباختيار نقطة مشاهدة جيدة ، يمكن إستغلال هذه المواقع بانتظار ان تنشأ الفرص صدفة ، ويمكن للزوارق النهرية أن تكون مفيدة أحياناً طالما أنها صامتة وتؤمن مشاهدة جيدة لضفتي الأنهار الصغيرة .
من افضل الطرق لاستخدام هذه الزوارق ان تنساب بها مع مجرى النهـر دون استعمـال المجاذيف كلما كان هذا ممكناً . حيث يحدث أحياناً أن الالتفاف لمنعطف قد يعطي فرصة لأخذ لقطة واحدة لكائن يستوطن الضفة رغم أن الفرصة نادراً ما تسنح لأخذ لقطات أكثر .
عندما يتعلق الأمر بتصوير حيوانات اکبر سنحتاج دائماً إلى دليل ، مثلما هي الحال في معظم البيئات غير المألوفة . فمع العديد من الكائنات سنرى ان الطريقة الوحيدة التي توفر فرصة لتصويرها فوتوغرافياً ، هي باستخدام معلومات محلية حول هذه الحيـوانـات عادات ومـواطـنـهـا ومـع الثدييات الكبيـرة ، كالنمـر الأميركي الاستوائي المرقط ، يحتاج الأمر ليلا الى كل معدات المخابيء ووحدات فلاش والعمل بالكاميرا عن طريق التحكم عن بعد .
- العناية بالفيلم والمعدات
في غابات المطر والمستنقعات ، الاستوائية منها على وجه الخصوص ، يحتاج الأمر إلى العمل بمعايير الحيطة والحذر من الظروف السيئة التي تضر بالفيلم والمعدات فالفيلم بصورة خاصة هو عرضة لمزيج الحرارة والرطوبة اللذين يعطبانه باسرع ما هو معروف ، بعد التعريض الضوئي ، وقبل التحميض علينا عدم فتح ختم تعليبة الفيلم الى حين نصبح مستعدين لاستعماله . ذلك أن الهواء داخل تعليبة المصنع هو أجف كثيراً من هواء الغابة .
وحالما يتعرض الفيلم للظروف الرطبة ، علينا إعادة تعليبه في اوعية محكمة الاغلاق مع مادة للتجفيف وسحب الرطوبة كمـادة ، السيليكا المعدة على شكل بلورات ، لانها أكثر ما هو شائع وتمتص الماء بقوة تاتي هذه البلورات مع مؤشر لوني احيانا يطرا عليـه التغيير عندما يحدث للبلورات ان تمتص في الماء مقداراً كبيراً وهذا ما يفقدها فعاليتها هنا علينا إعادة النشاط اليها بتجفيفها في فرن او فوق نار مكشوفة وهناك احتياط جيد آخر هو رزم كل شيء بإحكام شديد . وبحيث لا يشتمل الوعاء إلا مقدار ضئيل جداً من الهواء وإذا لم يكن السيليكا متوفراً ، وفي حالة طارئة ، نستطيع استعمال حبوب الأرز ، رغم ان فعاليتها تقل عن فعالية بلورات السيليكا عشر مرات تقريباً هذا ويمكن للتكثف أن يمثل مشكلة فورية شديدة ايضاً ، تجعل التصوير الفوتوغرافي مستحيلا تماماً طالما ان السطوح الزجاجية تجذب غشاوة من الرطوبة باستمرار . ولا مجال للاختيار هنا ، بل علينا ترك الكاميرا لتسخن حتى حرارة الهواء المحيط ، ولكن بمناي عن الشمس .
حتى نحافظ على الفيلم باردا . تعمل صندوقة التبريد العادية التي تستخدم للنزهات على تامين عازل جيد ومع الرغبة بالبقاء في مكان واحد لأكثر من يوم واحد ، علينا دفن هذا الكيس في التراب الذي سيخفض حرارته درجتين او ثلاث درجات . في جميع الأحوال ، لا بد من حفظ تعليبات الفيلم في الظل دائماً وبعيدة عن اية اشعة شمسية مباشرة أما مسالة الحفظ في براد ، حتى ولو كان هذا متاحاً ، فليس بالتدبير الحكيم دائماً ، لأنه يستطيع التسبب بنشوء تكثف ، مما يؤدي إلى اعطاب اضافية اما الحـل الأفضل على الاطلاق فهو الاحتفاظ بالفيلم تحت ظروف الحرارة والرطوبة لا قصر فترة زمنية ممكنة ثم تحميضه بالسرعة الممكنة بعد تعريضه ضوئياً .
المعدات تحتاج بدورها إلى العناية كالفيلم ، ينبغي الاحتفاظ بها باردة وجافة قدر المستطاع . ومن هنا ضرورة اعتماد حقائب المعدات ويفضل أن تكون عاكسة جدا ، في غاية البياض أو بلمعان معدني براق وينبغي أن تكون من النوع الذي يغلق بإحكام لحفظها من الماء والرطوبة هذا عدا عن ضرورة الكشف على المعدات بانتظام مع عدم تركها خارج الحقيبة إلا لدى التقاط الصور . وتمثل الخطر هنا في التكثف الذي ينشا على زجاج او سطوح اخرى ، أو العفن على الاجزاء الجلدية ، والتشغيل الكهربي الخاطيء .
والأسوا على الاطلاق هو نمو الفطريات بالفعل على سطح العدسة ، الأمر الذي يخدش زجاجها ويعطبها بصورة دائمة .
معدات واساليب فوتوغرافية خاصة -٢-
في الحلقة الماضية كنا قد وقفنا عند غابات المطر مستعرضين الظروف الطبيعية لها .. الآن ننتقل إلى اسلوب العمل الفوتوغرافي في هذه الغابات ، مع أفضل الطرق للحفاظ على المعدات من العطب بما في ذلك الأفلام التي يمكن أن تتلف نهائياً بتأثير الحرارة والرطوبة إذا لم نعرف كيف نحميها من ذلك .
قبل الدخول في تفاصيل العمـل الفـوتـوغـرافي ضمن غابات المطر ، لا بد لنا أولا من الاشارة إلى أنه بالإمكان استغلال كل ما في هذه الاماكن من محتويات ، كمواضيع للقطاتنا ونحن إذ نركز على الحيوانات فلانها هي التي تحتاج لأساليب الملاحقة والتخفي قبل أن يستطيع المصور التـاقلـم في الأجـواء والحصول على الصور المهمة لها . أما الطبيعة الساكنة ... فيمكن التعامل معها بنفس الأساليب المعهودة والشائعة في تصوير المناظر الطبيعية ولو أننـا سنحصل من هذه الأماكن على صور طبيعية استثنائية .
- اساليب فوتوغرافية
تتواجد الحشرات والزحافات بكثرة في غابة المطر الاستوائية والسبب الرئيسي لذلك هو ان الحرارة والرطوبة تمثل ظروفاً مثالية لها تقريباً .
وأساليب التصوير الفوتوغرافي للحشرات في هذه البيئة لا تختلف عما هي عليه في ظروف اقل مشقة ، إلا أن وفرة الأصناف والافراد تجعل رحلات العمل ناجحة أكثـر .
وحيث لا يوجد نقص في المواضيع ، عادة تصبح المطاردة المتخفية طريقة جيدة لتحقيق تغطية شاملة لمنطقة معينة يمكن للمطاردة المتخفية كذلك ان تكون طريقة لاكتشاف حركات غير معتادة ولا مجال لمشاهدتها وعن طريق جذب الحشرات بمغريات إصطناعية . النمـال ، قاطعة اوراق النبات ، على سبيل المثال ، تستطيع تامين سلسلة رائعة من الصور ، بما في ذلك عملية اختيار شجـرة أو نبتـة .
واسـالـيـب القطع ، وحركة السير المتدفقة والعبقرية التي تظهرها هذه ء النمـال . لتخطي الـعـقبـات الفيزيائية التي تعترض طريقها وهي تنقل قطع أوراق النبات عائدة بها إلى الوكر .
كذلك هي المغريات من أمثال اللحم الفاسد والفواكه المهترئة تستطيع جذب الكائنات أيضاً بينما يمكن الاستعانة بضوء لجلب مجموعة شاملة فلو لففنا شرشفاً حول مصباح قوي ، عادة ما سيجلب اسراباً من ، العث . والحشرات الأخرى التي تنجذب إلى الضوء.وهذه يمكن التقاطها عن الشرشف ووضعها في أوعية لتصويرها كاسری ( ! )
- اما الحيوانات الأكبر فتشكل مشكلة اكبر ذلك أن صعوبة الرؤية في غابة المطر الكثيفة حيث لا تستطيع مشاهدة ما هو ابعد من بضعة أمتار على الأغلب . تجعل المطاردة المتخفية عرضياً كطريقة ليست كثيرة الانتاج عادة ، ولو حدثت المواجهة مع الحيوانات صدفة لكانت هذه منطلقة بسرعة كبيرة والجدير بالذكر ان ارض الغابة معتمة جداً عادة ولا يوجد ما يكفي من الضوء على وجه العموم لتصوير الحركة الناشطة ، فوتوغرافياً من هنا تصبح حواف الغابة وفسحـاتهـا وضفاف الأنهار افضل المواقع غالباً فباختيار نقطة مشاهدة جيدة ، يمكن إستغلال هذه المواقع بانتظار ان تنشأ الفرص صدفة ، ويمكن للزوارق النهرية أن تكون مفيدة أحياناً طالما أنها صامتة وتؤمن مشاهدة جيدة لضفتي الأنهار الصغيرة .
من افضل الطرق لاستخدام هذه الزوارق ان تنساب بها مع مجرى النهـر دون استعمـال المجاذيف كلما كان هذا ممكناً . حيث يحدث أحياناً أن الالتفاف لمنعطف قد يعطي فرصة لأخذ لقطة واحدة لكائن يستوطن الضفة رغم أن الفرصة نادراً ما تسنح لأخذ لقطات أكثر .
عندما يتعلق الأمر بتصوير حيوانات اکبر سنحتاج دائماً إلى دليل ، مثلما هي الحال في معظم البيئات غير المألوفة . فمع العديد من الكائنات سنرى ان الطريقة الوحيدة التي توفر فرصة لتصويرها فوتوغرافياً ، هي باستخدام معلومات محلية حول هذه الحيـوانـات عادات ومـواطـنـهـا ومـع الثدييات الكبيـرة ، كالنمـر الأميركي الاستوائي المرقط ، يحتاج الأمر ليلا الى كل معدات المخابيء ووحدات فلاش والعمل بالكاميرا عن طريق التحكم عن بعد .
- العناية بالفيلم والمعدات
في غابات المطر والمستنقعات ، الاستوائية منها على وجه الخصوص ، يحتاج الأمر إلى العمل بمعايير الحيطة والحذر من الظروف السيئة التي تضر بالفيلم والمعدات فالفيلم بصورة خاصة هو عرضة لمزيج الحرارة والرطوبة اللذين يعطبانه باسرع ما هو معروف ، بعد التعريض الضوئي ، وقبل التحميض علينا عدم فتح ختم تعليبة الفيلم الى حين نصبح مستعدين لاستعماله . ذلك أن الهواء داخل تعليبة المصنع هو أجف كثيراً من هواء الغابة .
وحالما يتعرض الفيلم للظروف الرطبة ، علينا إعادة تعليبه في اوعية محكمة الاغلاق مع مادة للتجفيف وسحب الرطوبة كمـادة ، السيليكا المعدة على شكل بلورات ، لانها أكثر ما هو شائع وتمتص الماء بقوة تاتي هذه البلورات مع مؤشر لوني احيانا يطرا عليـه التغيير عندما يحدث للبلورات ان تمتص في الماء مقداراً كبيراً وهذا ما يفقدها فعاليتها هنا علينا إعادة النشاط اليها بتجفيفها في فرن او فوق نار مكشوفة وهناك احتياط جيد آخر هو رزم كل شيء بإحكام شديد . وبحيث لا يشتمل الوعاء إلا مقدار ضئيل جداً من الهواء وإذا لم يكن السيليكا متوفراً ، وفي حالة طارئة ، نستطيع استعمال حبوب الأرز ، رغم ان فعاليتها تقل عن فعالية بلورات السيليكا عشر مرات تقريباً هذا ويمكن للتكثف أن يمثل مشكلة فورية شديدة ايضاً ، تجعل التصوير الفوتوغرافي مستحيلا تماماً طالما ان السطوح الزجاجية تجذب غشاوة من الرطوبة باستمرار . ولا مجال للاختيار هنا ، بل علينا ترك الكاميرا لتسخن حتى حرارة الهواء المحيط ، ولكن بمناي عن الشمس .
حتى نحافظ على الفيلم باردا . تعمل صندوقة التبريد العادية التي تستخدم للنزهات على تامين عازل جيد ومع الرغبة بالبقاء في مكان واحد لأكثر من يوم واحد ، علينا دفن هذا الكيس في التراب الذي سيخفض حرارته درجتين او ثلاث درجات . في جميع الأحوال ، لا بد من حفظ تعليبات الفيلم في الظل دائماً وبعيدة عن اية اشعة شمسية مباشرة أما مسالة الحفظ في براد ، حتى ولو كان هذا متاحاً ، فليس بالتدبير الحكيم دائماً ، لأنه يستطيع التسبب بنشوء تكثف ، مما يؤدي إلى اعطاب اضافية اما الحـل الأفضل على الاطلاق فهو الاحتفاظ بالفيلم تحت ظروف الحرارة والرطوبة لا قصر فترة زمنية ممكنة ثم تحميضه بالسرعة الممكنة بعد تعريضه ضوئياً .
المعدات تحتاج بدورها إلى العناية كالفيلم ، ينبغي الاحتفاظ بها باردة وجافة قدر المستطاع . ومن هنا ضرورة اعتماد حقائب المعدات ويفضل أن تكون عاكسة جدا ، في غاية البياض أو بلمعان معدني براق وينبغي أن تكون من النوع الذي يغلق بإحكام لحفظها من الماء والرطوبة هذا عدا عن ضرورة الكشف على المعدات بانتظام مع عدم تركها خارج الحقيبة إلا لدى التقاط الصور . وتمثل الخطر هنا في التكثف الذي ينشا على زجاج او سطوح اخرى ، أو العفن على الاجزاء الجلدية ، والتشغيل الكهربي الخاطيء .
والأسوا على الاطلاق هو نمو الفطريات بالفعل على سطح العدسة ، الأمر الذي يخدش زجاجها ويعطبها بصورة دائمة .
تعليق