التقاط الصور الجيدة مبادئ وخطوط عريضة لا قوانين وأنظمة ثابتة
إلتقاط الصور الجيدة ، ليس أمراً مدرسياً يمكن تعليمه لأي كان ، فالتصوير الفوتوغرافي كما عهدناه فن وموهبة وإحساس مع تجارب ذاتية ، لكن تجنب بعض الأخطاء الأساسية ، ومعرفة مباديء عامة وخطوط رئيسية هي أمور تساعدنا على اختيار المحتوى الجيد والتوليف الأهم للموضوع ، بحيث يمكن الوصول إلى التقاط أفضل للصور الفوتوغرافية .
إن هاجس صناعـة صورة جيدة خالية من الشوائب والعيوب ، يبقى هو المسيطر على المصورين الذين يتساءلون عن الإسلوب او المباديء أو القوانين التي تتيح لهم إمكانية تحقيق صور ناجحة على الدوام .
وككل الفنون الأخرى ، لا توجد مباديء ثابتة أو قوانين ، مقولبة وجاهزة يتعلمها أي منا ليتحول بعد إتقائها إلى مصور لامع ، ذلك أن عملية الحصول على صور فوتوغرافية رائعة ، تنم عن قدرة إبداعية ليست بالمسالة التي يسهل تعليمها ، لكن رغم كل ذلك هناك العديد من الخطوط أو المباديء الارشادية التي تشكل فكرة مقبولة لتحقيق نتائج افضل وتبقى الممارسة - بعد الموهبة طبعاً ـ هي الطريق السليم لتجنب
الأخطاء وتحسين النتائج .
وعلى الرغم من تحقيق بعض النتائج المذهلة أحياناً عن طريق التجاهل المتعمد للمباديء او الخطوط المذكورة ، لكن المعرفة باصول هذه المباديء تبقى ضرورية على طريق تحقيق النجاح وتطوير الموهبة الفوتوغرافية .
- محدد النظر
تبدا دراسة المشهد الذي نريد التقاطه أول ما تبدا من خلال محدد النظر وقبل الشروع بالضغط على زر المغلاق ، لأن مجرد الضغط على المغلاق ، يعني أن الأوان قد فات للتحكم الكلي بالصورة وعلى الرغم من أهمية سرعة التنفيذ في بعض المشاهد ، لكن لا بد دائماً من النظر . علينا أن نحدد في لحظة ما نريد تحقيقه .. فإذا كنا أمام مشهد بانورامي داخل محدد النظر .
تدرك فوراً انه يختلف كلياً عن دراسة أولية للمشهد - تستغرق ثوان معدودات - من خلال محدد لقطة لموضوع محدود قريب من المنزل فالأول هو مشهد شامل وعريض يستدعي نظرة عامة شاملة وكاملة التركيز ، أما الثاني فربما ينحصر بلقطة وجهية لطفل ما هي أساس الصورة وهي التي تعتبر نقطة التركيز ومركز الاهتمام رغم شمول الصورة لنقاط أخرى قد تكون واجهة المنزل أو الحديقة او ما شابه .. وهذا لا يعني بالضرورة وجود الطفل وسط إطار الصورة تماماً كما هي الحال مع الصور التقليدية المماثلة مل من الممكن ان يكون على احد الجانبين لكن بشرط عدم وجود ما يعيقه كنقطة تركيز تنجذب إليه عين المشـاهـد مـع النظرة الأولى للصورة وهنا لا بد أن تكون الخلفيات بسيطة غير مضطربة .
هذه الأمور تحسم عموماً بثوان لحظة التحديق عبر محدد النظر ، وعلينا الا ننسى بان الكاميرا هي مرآة ذات ذاكرة . سوف تسجل لنا بصدق وإخلاص كل تفاصيل الصورة التي ستردها عبر العدسة والعدسة هنا وكما ستفاجا أصدق من العقل البشري مع العين وسوف نندهش فعلا حين نتأكد من قلة ما تلتقطه العين من المشهد نسبة إلى العدسة فنحن عادة ما نركز في نظرنا على الأشياء التي تعتبرها ذات قيمة او اهمية عندنا بدل من رؤية المشهد ككل ففي الوقت الذي كنا نركز على الطفل في محدد النظر كمقدمة للصورة يسهل أخرى كان بامكاننا تجنب التقاطها علينا تناسي نفايات منتشرة في الخلفية أو سيارة او اي محتويات من الصورة النهائية .هذا مع الاشارة إلى أنه من الجائز الحصول على نتائج ممتعة من خلال خطأ كهذا بحيث تتداخل هذه الخلفيات مع الموضوع باساليب مثيرة .
- المعيقات
غالباً ما نتعامل مع صورة حافلة بالمعيقات في خلفياتها ، هنا نبدا اولا بتبديل موقعنا من مكان إلى آخر حتى نتأكد من إخراج هذه المعيقات بعيداً عن إطار الصورة ومن البدائل أن نتحرك للتعامل مع اللقطة من وجهة نظر عالية أو منخفضة ، وحينما يتاكد لنا أن المعيقات هذه تتحكم بزوايا التقاطنا كلها ، نصبح هنا بمواجهة الحل الأخير ، وهو الاقتراب من الموضوع ، بحيث يملا الإطار ضمن محدد النظر .
ولهذا الاقتراب عـادة بعض الفوائد حيث يجعل الصورة اکثر بساطة كما يملا الإطار بالموضوع معطياً إياه المزيد من الأهمية .. واحياناً مع المزيد من الاقتراب ربما نفقد الخلفية نهائياً مما يجعلنا أمام لقطة أقرب إلى التجريدية منها إلى الواقعية أو ربما وجدنا ان الأشياء الأقرب إلى عدستنا قد تضخمت بشكل غير طبيعي هنا ربما وجدنا أناساً جالسين أمامنا بمواجهة الكاميرا وقد ظهروا بالقدام عملاقة أو انوب مستطيلة جداً ، حيث ان خللا كبيراً قد طرا على الأبعاد بسبب هذا الاقتراب الكبير
ومن الأساليب التي يمكن إتباعها لتبسيط الخلفية وضع الكاميرا عند فتحة واسعة لحصر عمق المجال وهكذا يمكن التركيز اختيار بأعلى مركز الاهتمام مع ابقاء الخلفية مغبشة هذا التأثير يتحقق بعدسة , تيليفـوتـو . بسهولة أكبر مما هي الحال مع عدسة قياسية ، وهذا ما يفسر إستعمال العديد من المصورين لعدسة ٩٠ ملم في تصوير الوجوه بدلا من ٥٠ ملم .
وكما أنه ينبغي أحيانا التخلص من الخلفية المزعجة ففي أحيان أخرى يمكن استغلال خلفية جميلة لتحسين الموضوع وزيادة بروزه . فالموضوع الداكن يبدو أفضل مقابل خلفية فاتحة والعكس بالعكس ، وبـإمكـان المرشح على العدسة ان يساعد في التشديد على الفوارق هنا ، فمع فيلم أبيض وأسود يمكن للمرشح البرتقالي أو الأحمر أن يعمل على تعليم السماء الزرقاء وتحويلها إلى ظلام دامس ، مما يشدد على بروز الشكل أو البناء ذي التدرجات اللونية الفاتحة .
كذلك باستطاعة هذه المرشحات جعل السماء أكثر دراماتيكية بدفع السحب البيضاء للبروز بتباين ضوئي أكبر مقابل سماء معتمة ولدى التعامل مع افلام ملونة يصبح التعقيد في الخلفية امرأ مزعجاً فعند تصوير صديق لنا في حديقة ما ، من المستحسن تحريكه نحو « مسبكة ، تحتوي على نوع واحد من الأزهار بالوان مؤحدة
بدلا من تركه بعيداً عن المشهد العام للحديقة حيث الأزهار متعددة الألوان ستتحول إلى فوضى تسيء للقطة مهما كانت هذه الأزهار جميلة .
- العمق
معروف اننا نرى المشهد بعيننا البشرية ضمن ثلاثة أبعاد - طول ، عرض و عمق - بينما لا يمكن في الصورة ان نراه إلا ببعدين حيث يغيب العمق - مع الإشارة إلى أننا كتبنا سابقاً عن كاميرا . نیمسلـو على التي تعطي صورة بثلاثة أبعاد - وهنا على المصور الذكي تجنب هذه الثغرة وإعطاء ما يوحي بعمق صورته عن طريق . تـاليفه ، للمشهد الموضوع أن يظهر بارزا من خلال الخلفية ، مما يوضح بانه اقرب منها باتجاه الناظر للصورة ، وهنا تؤكد على أهمية محتوى الصورة في عملية الإيحاء هذه ، إضافة لأهمية اللون والتدرج اللوني ..
فهناك تدرجات والوان معينة ذات اعماق بصرية مميزة .. فالتدرجات الضوئية تبدو متقدمة للأمام بينما السوداء تتراجع إلى الخلف وهكذا فان الصورة التي تلتقطها لموضوع فاتح مقابل خلفية داكنة تحقق هذا الإيحاء بالعمق او بالبعد الثالث بسهولة أكبر بكثير سيكون ذلك بمنتهى الصعوبة نشير أيضاً إلى أن الاستخدام بينما في حالة العكس الدقيق للإضاءة يستطيع رفع الموضوع الداكن للبروز عبر كالازرق والاخضر تؤدي إلى الصورة ، كذلك هي الحال مع الألوان الحارة البراقة ، كالأحمر والبرتقالي ، فهي تبدو بارزة من الصورة بينما الألوان الأكثر برودة التراجع ، معنى هذا أن السماء لزرقاء هي بمثابة خلفية جيدة لمعظم المواضيع ، .. إنها بسيطة . وباستثناء الوقت الذي تكون فيه خالية تماماً من الغيوم ، يصبح الممتع والمثير فيها انها مليئة بالحياة والحركة ، وطالما أن السماء زرقاء عموماً فهي تساعد على دفع الموضوع إلى مقدمة الصورة .
في المشاهد الطبيعية يمكن الاستعانة بالأمامية للايجـاء بالعمق ذلك أن المناطق الفاتحة والداكنة لها تأثيرها المختلف في صور كهذه ففي الحياة الفعلية ، تبدو التلال البعيدة في مشهد بانورامي افتح بكثير وذات الوان أخف من الوان الأشجار القريبة ، وهكذا يمكن إعادة بعث هذا التأثير من جديد للوصول إلى إظهار العمق في صورنا الفوتوغرافية .. يمكن هنا وضع شيء داكن قوي في المقدمة شرط أن يكون بسيطاً وبعيداً عن التعقيد بحيث يكمل تفاصيل المشهد البعيد ، فالاشجار المظللة مثلاً تدفع المنظر الضيابي بعيداً وهكذا تكون قد عملنا على إحياء المشهد البانورامي بانفسنا .
نقف هنا عند كيفية وضع كل هذه العناصر في الصورة . إنه سؤال حول توازن ومحتـوى اللقطة . وعلى الرغم من تحديد بعض القوانين لهذه الناحية في الماضي ، لكن لم يصبح أي منها قانوناً ثابتاً وناجحاً ، بحيث بقي المحتوى المتوازن مسالة حكم شخصي إلى حد كبير ، رغم وجود بعض النقاط الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار قمع وضع الافق وسط القسم الأعلى من الإطار مثلا ، تصبح السماء والأرض مسـاحتـين متساويتين تتنافسان على جذب الاهتمام وبإمكان ذلك أن يكون دراماتيكياً في بعض الأحيان إلا ان النتيجة غالباً ما تاتي مقبولة فإذا كنا نريد التقاط صورة للسماء ، علينا أن نجعلها تحتل القسم الأكبر من الإطار ، و إذا كنا نريد صورة للأرض علينا التصرف بحيث تحتل الأرض القسم الأكبر ونادراً ما يكون التناسق الكلي ممتعاً . وغالباً ما تستطيع الحصول على صورة افضل بالالتقاط من زاوية ما بدل الالتقاط بمواجهة الموضوع .
فصور الأشخاص الذين ينظرون إلى الكاميرا تاتي فائدة الحس لا حياة فيها كذلك هو مشهد المرج الريفي الذي سيبدو أكثر حيوية لو النقط من أحد جانبي الطريق بالمقارنة مع التطلع إلى وسطه مباشرة .
- الخطوط في الصورة
في عملية للبحث عن احتمال وجود خطوط او اشكال محددة ضمن الصورة ، علينا محاولة التوصل إلى ما سوف تحدثه هذه الخطوط من تاثيرات ، فإذا كانت خطوطاً متوازية وقوية من أفقية أو عمودية ، فهي تميـل لقطـع الصورة إلى اقسام ، مع إحداث تاثيرات عظيمة أحياناً .
وتشير إلى أن الصور التي تنجذب فيها الأعين نحو وسطها على وجه العموم ، أكثر متعة من تلك التي تفتقر إلى نقطة مركزية ينصب عليها النظر كما ان الخطوط التي تتقارب متجهة نحو وسط الإطار أو قمته ، تعمل على
تحسين الأبعاد وتجذب العين نحو الصورة اما الخطوط المتباعدة فتحول دون تحرك العين نحو الوسط وتقلل من متعة الصورة عموماً .
كذلك هو حال المناطق المشرقة . من الأفضل وضعها أقرب إلى الوسط وإلا تحولت العين مبتعدة عن الإطار والحقيقة أن وجود منطقة داكنة تطوق المشهد يمكنها جذب اهتمام
المشاهد إلى الصورة بدرجة أكبر .
- التوازن
على الرغم من عدم وجود مباديء ثابتة لا تخطيء ، نذكر ان إمكانية إنجاز صورة جيدة
التوازن واردة مع العمل بفكرة تقاطع الاثلاث ، فلو تخيلنا صورة مقسمة أفقياً وعمودياً إلى ومن ثم نضع ثلاث صور الموضوع في احدى هذه التقاطعات ، نسهم هكذا في الوصول إلى نتيجة متوازنة يبدو هنا ان الوزن البصري الإضافي للموضوع يعمل على التوازن مع البقية الأوسع والاخف بصرياً ضمن الإطار والبديل هو في نقطتي الاهتمام حيث يمكن وضعهما عند تقاطعين متواجهين إنحرافيا ( Dinganally ) .
وللألوان والتدرجات اللونية المختلفة بالأبيض والأسود - اوزان بصرية متعددة وحتى مناطق الإشراق والـومضـات الضوئية الصغيرة للون البرق لها مقدارها من التأثير ، ولا ينبغي في حقيقة الأمر أن توضع على مقربة من حافة الصورة إلا في حال الرغبة بتحقيق تاثير خاص .
ولدى العمل بالفيلم الملون ينفتح أمامنا مجال واسع من الاحتمالات هذا مع الإشارة إلى عدم التوجه للتصوير بالألـوان لمجرد الحصول على الألوان فقط . فبينما تبدو كتلة الألوان البراقة لقطة مثالية بالفيلم الملون في احتفال كارنفالي . فمن المحتمل ان نحصل على نتائج أفضل حين نلتقط بقعة صغيرة أو بقعتين بالوان براقة ففي لقطة لطائر الببغاء مع باقة ازهار ملونة في صورة واحدة ، سنرى ان الاثنين سوف يتنافسان في جذب الاهتمام .
ان القليل من ومضات الأحمر البراق ، ضمن نباتات ذات الوان خضراء وبنية فاتحة لمنطقة شجرية ضبابية ، يمكنها دفع الصورة إلى التلالؤ .
- إشارة اخيرة
اخيراً وككل موضوع مماثل نشير إلى أن ما هو أهم من المباديء والخطوط العامة والنصائح ، هو نصل إليه بانفسنا من خبرات وتجارب .. . فالتصوير الفوتوغرافي نهاية المطاف مسالة خبرة وموهبة ذاتية والصور المثيرة والغريبة قد نجدها أمامنا في أي مكان حول منزلنا ، أو في الانحاء المجاورة شرط أن نحاول النظر إليها بعين جديدة ومستكشفة وربما ادهشتنا بعض المناظر التي كنا نمر من أمامها مرور الكرام ، لو نظرنا إليها بتمعن أكبر وبرؤية فنية جديدة .
- اعداد صالح الرفاعي
إلتقاط الصور الجيدة ، ليس أمراً مدرسياً يمكن تعليمه لأي كان ، فالتصوير الفوتوغرافي كما عهدناه فن وموهبة وإحساس مع تجارب ذاتية ، لكن تجنب بعض الأخطاء الأساسية ، ومعرفة مباديء عامة وخطوط رئيسية هي أمور تساعدنا على اختيار المحتوى الجيد والتوليف الأهم للموضوع ، بحيث يمكن الوصول إلى التقاط أفضل للصور الفوتوغرافية .
إن هاجس صناعـة صورة جيدة خالية من الشوائب والعيوب ، يبقى هو المسيطر على المصورين الذين يتساءلون عن الإسلوب او المباديء أو القوانين التي تتيح لهم إمكانية تحقيق صور ناجحة على الدوام .
وككل الفنون الأخرى ، لا توجد مباديء ثابتة أو قوانين ، مقولبة وجاهزة يتعلمها أي منا ليتحول بعد إتقائها إلى مصور لامع ، ذلك أن عملية الحصول على صور فوتوغرافية رائعة ، تنم عن قدرة إبداعية ليست بالمسالة التي يسهل تعليمها ، لكن رغم كل ذلك هناك العديد من الخطوط أو المباديء الارشادية التي تشكل فكرة مقبولة لتحقيق نتائج افضل وتبقى الممارسة - بعد الموهبة طبعاً ـ هي الطريق السليم لتجنب
الأخطاء وتحسين النتائج .
وعلى الرغم من تحقيق بعض النتائج المذهلة أحياناً عن طريق التجاهل المتعمد للمباديء او الخطوط المذكورة ، لكن المعرفة باصول هذه المباديء تبقى ضرورية على طريق تحقيق النجاح وتطوير الموهبة الفوتوغرافية .
- محدد النظر
تبدا دراسة المشهد الذي نريد التقاطه أول ما تبدا من خلال محدد النظر وقبل الشروع بالضغط على زر المغلاق ، لأن مجرد الضغط على المغلاق ، يعني أن الأوان قد فات للتحكم الكلي بالصورة وعلى الرغم من أهمية سرعة التنفيذ في بعض المشاهد ، لكن لا بد دائماً من النظر . علينا أن نحدد في لحظة ما نريد تحقيقه .. فإذا كنا أمام مشهد بانورامي داخل محدد النظر .
تدرك فوراً انه يختلف كلياً عن دراسة أولية للمشهد - تستغرق ثوان معدودات - من خلال محدد لقطة لموضوع محدود قريب من المنزل فالأول هو مشهد شامل وعريض يستدعي نظرة عامة شاملة وكاملة التركيز ، أما الثاني فربما ينحصر بلقطة وجهية لطفل ما هي أساس الصورة وهي التي تعتبر نقطة التركيز ومركز الاهتمام رغم شمول الصورة لنقاط أخرى قد تكون واجهة المنزل أو الحديقة او ما شابه .. وهذا لا يعني بالضرورة وجود الطفل وسط إطار الصورة تماماً كما هي الحال مع الصور التقليدية المماثلة مل من الممكن ان يكون على احد الجانبين لكن بشرط عدم وجود ما يعيقه كنقطة تركيز تنجذب إليه عين المشـاهـد مـع النظرة الأولى للصورة وهنا لا بد أن تكون الخلفيات بسيطة غير مضطربة .
هذه الأمور تحسم عموماً بثوان لحظة التحديق عبر محدد النظر ، وعلينا الا ننسى بان الكاميرا هي مرآة ذات ذاكرة . سوف تسجل لنا بصدق وإخلاص كل تفاصيل الصورة التي ستردها عبر العدسة والعدسة هنا وكما ستفاجا أصدق من العقل البشري مع العين وسوف نندهش فعلا حين نتأكد من قلة ما تلتقطه العين من المشهد نسبة إلى العدسة فنحن عادة ما نركز في نظرنا على الأشياء التي تعتبرها ذات قيمة او اهمية عندنا بدل من رؤية المشهد ككل ففي الوقت الذي كنا نركز على الطفل في محدد النظر كمقدمة للصورة يسهل أخرى كان بامكاننا تجنب التقاطها علينا تناسي نفايات منتشرة في الخلفية أو سيارة او اي محتويات من الصورة النهائية .هذا مع الاشارة إلى أنه من الجائز الحصول على نتائج ممتعة من خلال خطأ كهذا بحيث تتداخل هذه الخلفيات مع الموضوع باساليب مثيرة .
- المعيقات
غالباً ما نتعامل مع صورة حافلة بالمعيقات في خلفياتها ، هنا نبدا اولا بتبديل موقعنا من مكان إلى آخر حتى نتأكد من إخراج هذه المعيقات بعيداً عن إطار الصورة ومن البدائل أن نتحرك للتعامل مع اللقطة من وجهة نظر عالية أو منخفضة ، وحينما يتاكد لنا أن المعيقات هذه تتحكم بزوايا التقاطنا كلها ، نصبح هنا بمواجهة الحل الأخير ، وهو الاقتراب من الموضوع ، بحيث يملا الإطار ضمن محدد النظر .
ولهذا الاقتراب عـادة بعض الفوائد حيث يجعل الصورة اکثر بساطة كما يملا الإطار بالموضوع معطياً إياه المزيد من الأهمية .. واحياناً مع المزيد من الاقتراب ربما نفقد الخلفية نهائياً مما يجعلنا أمام لقطة أقرب إلى التجريدية منها إلى الواقعية أو ربما وجدنا ان الأشياء الأقرب إلى عدستنا قد تضخمت بشكل غير طبيعي هنا ربما وجدنا أناساً جالسين أمامنا بمواجهة الكاميرا وقد ظهروا بالقدام عملاقة أو انوب مستطيلة جداً ، حيث ان خللا كبيراً قد طرا على الأبعاد بسبب هذا الاقتراب الكبير
ومن الأساليب التي يمكن إتباعها لتبسيط الخلفية وضع الكاميرا عند فتحة واسعة لحصر عمق المجال وهكذا يمكن التركيز اختيار بأعلى مركز الاهتمام مع ابقاء الخلفية مغبشة هذا التأثير يتحقق بعدسة , تيليفـوتـو . بسهولة أكبر مما هي الحال مع عدسة قياسية ، وهذا ما يفسر إستعمال العديد من المصورين لعدسة ٩٠ ملم في تصوير الوجوه بدلا من ٥٠ ملم .
وكما أنه ينبغي أحيانا التخلص من الخلفية المزعجة ففي أحيان أخرى يمكن استغلال خلفية جميلة لتحسين الموضوع وزيادة بروزه . فالموضوع الداكن يبدو أفضل مقابل خلفية فاتحة والعكس بالعكس ، وبـإمكـان المرشح على العدسة ان يساعد في التشديد على الفوارق هنا ، فمع فيلم أبيض وأسود يمكن للمرشح البرتقالي أو الأحمر أن يعمل على تعليم السماء الزرقاء وتحويلها إلى ظلام دامس ، مما يشدد على بروز الشكل أو البناء ذي التدرجات اللونية الفاتحة .
كذلك باستطاعة هذه المرشحات جعل السماء أكثر دراماتيكية بدفع السحب البيضاء للبروز بتباين ضوئي أكبر مقابل سماء معتمة ولدى التعامل مع افلام ملونة يصبح التعقيد في الخلفية امرأ مزعجاً فعند تصوير صديق لنا في حديقة ما ، من المستحسن تحريكه نحو « مسبكة ، تحتوي على نوع واحد من الأزهار بالوان مؤحدة
بدلا من تركه بعيداً عن المشهد العام للحديقة حيث الأزهار متعددة الألوان ستتحول إلى فوضى تسيء للقطة مهما كانت هذه الأزهار جميلة .
- العمق
معروف اننا نرى المشهد بعيننا البشرية ضمن ثلاثة أبعاد - طول ، عرض و عمق - بينما لا يمكن في الصورة ان نراه إلا ببعدين حيث يغيب العمق - مع الإشارة إلى أننا كتبنا سابقاً عن كاميرا . نیمسلـو على التي تعطي صورة بثلاثة أبعاد - وهنا على المصور الذكي تجنب هذه الثغرة وإعطاء ما يوحي بعمق صورته عن طريق . تـاليفه ، للمشهد الموضوع أن يظهر بارزا من خلال الخلفية ، مما يوضح بانه اقرب منها باتجاه الناظر للصورة ، وهنا تؤكد على أهمية محتوى الصورة في عملية الإيحاء هذه ، إضافة لأهمية اللون والتدرج اللوني ..
فهناك تدرجات والوان معينة ذات اعماق بصرية مميزة .. فالتدرجات الضوئية تبدو متقدمة للأمام بينما السوداء تتراجع إلى الخلف وهكذا فان الصورة التي تلتقطها لموضوع فاتح مقابل خلفية داكنة تحقق هذا الإيحاء بالعمق او بالبعد الثالث بسهولة أكبر بكثير سيكون ذلك بمنتهى الصعوبة نشير أيضاً إلى أن الاستخدام بينما في حالة العكس الدقيق للإضاءة يستطيع رفع الموضوع الداكن للبروز عبر كالازرق والاخضر تؤدي إلى الصورة ، كذلك هي الحال مع الألوان الحارة البراقة ، كالأحمر والبرتقالي ، فهي تبدو بارزة من الصورة بينما الألوان الأكثر برودة التراجع ، معنى هذا أن السماء لزرقاء هي بمثابة خلفية جيدة لمعظم المواضيع ، .. إنها بسيطة . وباستثناء الوقت الذي تكون فيه خالية تماماً من الغيوم ، يصبح الممتع والمثير فيها انها مليئة بالحياة والحركة ، وطالما أن السماء زرقاء عموماً فهي تساعد على دفع الموضوع إلى مقدمة الصورة .
في المشاهد الطبيعية يمكن الاستعانة بالأمامية للايجـاء بالعمق ذلك أن المناطق الفاتحة والداكنة لها تأثيرها المختلف في صور كهذه ففي الحياة الفعلية ، تبدو التلال البعيدة في مشهد بانورامي افتح بكثير وذات الوان أخف من الوان الأشجار القريبة ، وهكذا يمكن إعادة بعث هذا التأثير من جديد للوصول إلى إظهار العمق في صورنا الفوتوغرافية .. يمكن هنا وضع شيء داكن قوي في المقدمة شرط أن يكون بسيطاً وبعيداً عن التعقيد بحيث يكمل تفاصيل المشهد البعيد ، فالاشجار المظللة مثلاً تدفع المنظر الضيابي بعيداً وهكذا تكون قد عملنا على إحياء المشهد البانورامي بانفسنا .
نقف هنا عند كيفية وضع كل هذه العناصر في الصورة . إنه سؤال حول توازن ومحتـوى اللقطة . وعلى الرغم من تحديد بعض القوانين لهذه الناحية في الماضي ، لكن لم يصبح أي منها قانوناً ثابتاً وناجحاً ، بحيث بقي المحتوى المتوازن مسالة حكم شخصي إلى حد كبير ، رغم وجود بعض النقاط الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار قمع وضع الافق وسط القسم الأعلى من الإطار مثلا ، تصبح السماء والأرض مسـاحتـين متساويتين تتنافسان على جذب الاهتمام وبإمكان ذلك أن يكون دراماتيكياً في بعض الأحيان إلا ان النتيجة غالباً ما تاتي مقبولة فإذا كنا نريد التقاط صورة للسماء ، علينا أن نجعلها تحتل القسم الأكبر من الإطار ، و إذا كنا نريد صورة للأرض علينا التصرف بحيث تحتل الأرض القسم الأكبر ونادراً ما يكون التناسق الكلي ممتعاً . وغالباً ما تستطيع الحصول على صورة افضل بالالتقاط من زاوية ما بدل الالتقاط بمواجهة الموضوع .
فصور الأشخاص الذين ينظرون إلى الكاميرا تاتي فائدة الحس لا حياة فيها كذلك هو مشهد المرج الريفي الذي سيبدو أكثر حيوية لو النقط من أحد جانبي الطريق بالمقارنة مع التطلع إلى وسطه مباشرة .
- الخطوط في الصورة
في عملية للبحث عن احتمال وجود خطوط او اشكال محددة ضمن الصورة ، علينا محاولة التوصل إلى ما سوف تحدثه هذه الخطوط من تاثيرات ، فإذا كانت خطوطاً متوازية وقوية من أفقية أو عمودية ، فهي تميـل لقطـع الصورة إلى اقسام ، مع إحداث تاثيرات عظيمة أحياناً .
وتشير إلى أن الصور التي تنجذب فيها الأعين نحو وسطها على وجه العموم ، أكثر متعة من تلك التي تفتقر إلى نقطة مركزية ينصب عليها النظر كما ان الخطوط التي تتقارب متجهة نحو وسط الإطار أو قمته ، تعمل على
تحسين الأبعاد وتجذب العين نحو الصورة اما الخطوط المتباعدة فتحول دون تحرك العين نحو الوسط وتقلل من متعة الصورة عموماً .
كذلك هو حال المناطق المشرقة . من الأفضل وضعها أقرب إلى الوسط وإلا تحولت العين مبتعدة عن الإطار والحقيقة أن وجود منطقة داكنة تطوق المشهد يمكنها جذب اهتمام
المشاهد إلى الصورة بدرجة أكبر .
- التوازن
على الرغم من عدم وجود مباديء ثابتة لا تخطيء ، نذكر ان إمكانية إنجاز صورة جيدة
التوازن واردة مع العمل بفكرة تقاطع الاثلاث ، فلو تخيلنا صورة مقسمة أفقياً وعمودياً إلى ومن ثم نضع ثلاث صور الموضوع في احدى هذه التقاطعات ، نسهم هكذا في الوصول إلى نتيجة متوازنة يبدو هنا ان الوزن البصري الإضافي للموضوع يعمل على التوازن مع البقية الأوسع والاخف بصرياً ضمن الإطار والبديل هو في نقطتي الاهتمام حيث يمكن وضعهما عند تقاطعين متواجهين إنحرافيا ( Dinganally ) .
وللألوان والتدرجات اللونية المختلفة بالأبيض والأسود - اوزان بصرية متعددة وحتى مناطق الإشراق والـومضـات الضوئية الصغيرة للون البرق لها مقدارها من التأثير ، ولا ينبغي في حقيقة الأمر أن توضع على مقربة من حافة الصورة إلا في حال الرغبة بتحقيق تاثير خاص .
ولدى العمل بالفيلم الملون ينفتح أمامنا مجال واسع من الاحتمالات هذا مع الإشارة إلى عدم التوجه للتصوير بالألـوان لمجرد الحصول على الألوان فقط . فبينما تبدو كتلة الألوان البراقة لقطة مثالية بالفيلم الملون في احتفال كارنفالي . فمن المحتمل ان نحصل على نتائج أفضل حين نلتقط بقعة صغيرة أو بقعتين بالوان براقة ففي لقطة لطائر الببغاء مع باقة ازهار ملونة في صورة واحدة ، سنرى ان الاثنين سوف يتنافسان في جذب الاهتمام .
ان القليل من ومضات الأحمر البراق ، ضمن نباتات ذات الوان خضراء وبنية فاتحة لمنطقة شجرية ضبابية ، يمكنها دفع الصورة إلى التلالؤ .
- إشارة اخيرة
اخيراً وككل موضوع مماثل نشير إلى أن ما هو أهم من المباديء والخطوط العامة والنصائح ، هو نصل إليه بانفسنا من خبرات وتجارب .. . فالتصوير الفوتوغرافي نهاية المطاف مسالة خبرة وموهبة ذاتية والصور المثيرة والغريبة قد نجدها أمامنا في أي مكان حول منزلنا ، أو في الانحاء المجاورة شرط أن نحاول النظر إليها بعين جديدة ومستكشفة وربما ادهشتنا بعض المناظر التي كنا نمر من أمامها مرور الكرام ، لو نظرنا إليها بتمعن أكبر وبرؤية فنية جديدة .
- اعداد صالح الرفاعي
تعليق