هرمزان
Hermzan - Hermzan
الهرمزان
(…ـ 23هـ/… ـ 644م)
الهرمزان، من كبار قادة الفرس، وأحد البيوتات السبعة لأهل فارس. كان له ملك كور الأهواز ومِهرَجان قَذق وهي كورة واسعة ذات مدن وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال (ميديا القديمة). استمر الهرمزان في مقاومته للفتح الإسلامي حتى كان إسلامه على يد الخليفة عمر بن الخطابt سنة 17هـ.
اشترك في معركة القادسية[ر] وكان على ميمنة جيش القائد الأعلى رستم. فلما هُزم الفرس، وقتل رستم توجه الهرمزان إلى مهرجان قذق والأهواز وأخذ يُغِيْرُ من مناذر ونهر تِيرَى - وهما من كور الأهواز- على أهل ميسان ودستميسان (وميسان كورة واسعة بين البصرة وواسط، أما دستميسان فهي كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب).
اضطر الهرمزان عندما بلغه أن العرب قد استولوا على مناذر ونهر تِيرَى أن يطلب الصلح لأنه رأى ما لا طاقة له به، فكتب القادة العرب إلى عتبة بن غزوان[ر] يستأمرونه فيه، وكاتبه الهرمزان، فصالحه عتبة على الأهواز ومهرجان قذَق ما خلا نهر تيرى ومناذر وما غلب عليه العرب من سوق الأهواز فإنه لا يُردُّ عليه؛ فتراجع نحو رامهرمز، وافتتح المسلمون سوق الأهواز، واتسقت لحرقوص بن زهير السعدي سوق الأهواز إلى تُستَر ووضع الجزية وكتب بالفتح والأخماس إلى عمر بن الخطاب.
بعد أن سيطر العرب على السواد (جنوبي العراق) وما والاه والأهواز أثار يزدجرد أهل فارس وكتب إليهم يؤنبهم لأنهم رضوا أن يغلبهم العرب على أراضيهم، وأن يحاربهم العرب في عقر دارهم، وطلب منهم أن يتحركوا ويتكاتبوا، فتكاتب أهل فارس وأهل الأهواز، وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على النصرة، فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص أن يبعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً بقيادة النعمان بن مقرِّن[ر]، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبعث من البصرة جنداً بقيادة سهل بن عدي.
التقى الهرمزان النعمان بن مقرن عند أَربُك (من نواحي همذان) فاقتتلوا قتلاً شديداً، وهُزم الهرمزان وأخلى رامهرمز ولحق بتُستَر (وهي تعريب شوشتر) وفيها جنوده من أهل فارس، وأهل الجبال والأهواز فحاصرهم المسلمون بقيادة أبي موسى الأشعري أشهراً، فلما طالت الحرب وكثر القتلى خرج رجل من أهل تستر إلى أبي موسى الأشعري واستأمنه، على أن يدله على مدخل يؤتون منه، ونجح المسلمون في الدخول إلى المدينة، والتجأ الهرمزان وعظماء مرازبته إلى القلعة، وأخذ أبو موسى المدينة بما فيها، وحاصر الهرمزان، فلما فني ما كان أعدّ في الحصن من الميرة سأل الأمان، فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلاّ على حكم الخليفة عمر بن الخطاب، فرضي بذلك، فخرج فيمن كان معه من أهل بيته ومرازبته إلى أبي موسى، فوجه الهرمزان إلى عمر مع وفد من العرب على رأسهم أنس بن مالك، فساروا حتى وافوا المدينة، حتى إذا دخلوا هيؤوا المرزبان في هيئته، فألبسوه كسوته من الديباج الذي فيه الذهب، ووضعوا على رأسه تاجاً مكللاً بالياقوت، وعليه حليته، فلما رآه عمر وعرف أنه الهرمزان ملك الأهواز رفض أن يكلمه حتى لا يبقى عليه من حليته شيء، وكان الترجمان يوم الهرمزان المغيرة بن شعبة، إلى أن جاء المترجم، فقال له عمر: «هيه يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله، وما عذرك وحجتك في انتقاضك مرة بعد مرة؟» فقال الهرمزان: «كلام حي أو ميت» قال عمر: «كلام حي» فقال الهرمزان: «لقد آمنتني» قال عمر: «خدعتني والله، لا أؤمنك حتى تسلم»، فلما أيقن الهرمزان أنه القتل أو الإسلام أسلم، ففرض له عمر في ألفين من العطاء، وأنزله المدينة وقد حسن إسلامه كما يذكر الرواة، وكان لا يفارق الخليفة عمر الذي كان يستشيره أحياناً في بعض الأمور العسكرية.
قُتل الخليفة عمر بن الخطاب في نهاية شهر ذي الحجة سنة 23هـ، حين طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة بخنجر له رأسان، فلما توفي عمر قتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب الهرمزان إذ اتهمه بموافقة أبي لؤلؤة على قتل أبيه.
نجدة خماش
Hermzan - Hermzan
الهرمزان
(…ـ 23هـ/… ـ 644م)
الهرمزان، من كبار قادة الفرس، وأحد البيوتات السبعة لأهل فارس. كان له ملك كور الأهواز ومِهرَجان قَذق وهي كورة واسعة ذات مدن وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال (ميديا القديمة). استمر الهرمزان في مقاومته للفتح الإسلامي حتى كان إسلامه على يد الخليفة عمر بن الخطابt سنة 17هـ.
اشترك في معركة القادسية[ر] وكان على ميمنة جيش القائد الأعلى رستم. فلما هُزم الفرس، وقتل رستم توجه الهرمزان إلى مهرجان قذق والأهواز وأخذ يُغِيْرُ من مناذر ونهر تِيرَى - وهما من كور الأهواز- على أهل ميسان ودستميسان (وميسان كورة واسعة بين البصرة وواسط، أما دستميسان فهي كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب).
اضطر الهرمزان عندما بلغه أن العرب قد استولوا على مناذر ونهر تِيرَى أن يطلب الصلح لأنه رأى ما لا طاقة له به، فكتب القادة العرب إلى عتبة بن غزوان[ر] يستأمرونه فيه، وكاتبه الهرمزان، فصالحه عتبة على الأهواز ومهرجان قذَق ما خلا نهر تيرى ومناذر وما غلب عليه العرب من سوق الأهواز فإنه لا يُردُّ عليه؛ فتراجع نحو رامهرمز، وافتتح المسلمون سوق الأهواز، واتسقت لحرقوص بن زهير السعدي سوق الأهواز إلى تُستَر ووضع الجزية وكتب بالفتح والأخماس إلى عمر بن الخطاب.
بعد أن سيطر العرب على السواد (جنوبي العراق) وما والاه والأهواز أثار يزدجرد أهل فارس وكتب إليهم يؤنبهم لأنهم رضوا أن يغلبهم العرب على أراضيهم، وأن يحاربهم العرب في عقر دارهم، وطلب منهم أن يتحركوا ويتكاتبوا، فتكاتب أهل فارس وأهل الأهواز، وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على النصرة، فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص أن يبعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً بقيادة النعمان بن مقرِّن[ر]، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبعث من البصرة جنداً بقيادة سهل بن عدي.
التقى الهرمزان النعمان بن مقرن عند أَربُك (من نواحي همذان) فاقتتلوا قتلاً شديداً، وهُزم الهرمزان وأخلى رامهرمز ولحق بتُستَر (وهي تعريب شوشتر) وفيها جنوده من أهل فارس، وأهل الجبال والأهواز فحاصرهم المسلمون بقيادة أبي موسى الأشعري أشهراً، فلما طالت الحرب وكثر القتلى خرج رجل من أهل تستر إلى أبي موسى الأشعري واستأمنه، على أن يدله على مدخل يؤتون منه، ونجح المسلمون في الدخول إلى المدينة، والتجأ الهرمزان وعظماء مرازبته إلى القلعة، وأخذ أبو موسى المدينة بما فيها، وحاصر الهرمزان، فلما فني ما كان أعدّ في الحصن من الميرة سأل الأمان، فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلاّ على حكم الخليفة عمر بن الخطاب، فرضي بذلك، فخرج فيمن كان معه من أهل بيته ومرازبته إلى أبي موسى، فوجه الهرمزان إلى عمر مع وفد من العرب على رأسهم أنس بن مالك، فساروا حتى وافوا المدينة، حتى إذا دخلوا هيؤوا المرزبان في هيئته، فألبسوه كسوته من الديباج الذي فيه الذهب، ووضعوا على رأسه تاجاً مكللاً بالياقوت، وعليه حليته، فلما رآه عمر وعرف أنه الهرمزان ملك الأهواز رفض أن يكلمه حتى لا يبقى عليه من حليته شيء، وكان الترجمان يوم الهرمزان المغيرة بن شعبة، إلى أن جاء المترجم، فقال له عمر: «هيه يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله، وما عذرك وحجتك في انتقاضك مرة بعد مرة؟» فقال الهرمزان: «كلام حي أو ميت» قال عمر: «كلام حي» فقال الهرمزان: «لقد آمنتني» قال عمر: «خدعتني والله، لا أؤمنك حتى تسلم»، فلما أيقن الهرمزان أنه القتل أو الإسلام أسلم، ففرض له عمر في ألفين من العطاء، وأنزله المدينة وقد حسن إسلامه كما يذكر الرواة، وكان لا يفارق الخليفة عمر الذي كان يستشيره أحياناً في بعض الأمور العسكرية.
قُتل الخليفة عمر بن الخطاب في نهاية شهر ذي الحجة سنة 23هـ، حين طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة بخنجر له رأسان، فلما توفي عمر قتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب الهرمزان إذ اتهمه بموافقة أبي لؤلؤة على قتل أبيه.
نجدة خماش