هانوفر (اسره)
Hannover - Hannover
هَانُوڤِرْ (أسرة ـ)
سميت الأسرة الملكية الأوربية «هانوڤر» Hannover بهذا الاسم نسبة إلى «مقاطعة هانوڤر» (دوقية ومن ثم إمارة) يُجاز لأميرها انتخاب رأس الامبرطورية الرومانية المقدسة، ثم أصبحت مملكة نتيجة لمقررات مؤتمر ڤيينا المنعقد في عام 1815 بعد هزيمة نابليون بونابرت، وقد أُلحق بها في نهاية المؤتمر المذكور مملكة ڤستفاليا النابليونية إلى أن ضمتها بروسيا إليها عام 1866 جزاءً لانحياز ملكها إلى صف النمسا في الحرب النمساوية/البروسية ضد بروسيا المنتصرة.
كان أول أمير حاكم من هذه الأسرة إرنْست أوغستوس الذي تولى الحكم في الفترة 1692-1698 وبعد وفاته تولى مقاليد الإمارة ابنه غيورغ الأول I Georg بين عامي 1698-1727 الذي أصبح أول ملك على بريطانيا من سلالة أسرة هانوڤر 1714 - 1727 حينما انضمت بريطانيا (المملكة المتحدة بعد عام 1800) إلى هانوڤر في اتحاد شخصي Personal Union (الاتحاد الشخصي هو علاقة بين بلدين مستقلين أو أكثر يجمعهما حاكم واحد ملك أو أمير) امتد هذا الاتحاد مدة مئة وثلاثة وعشرين عاماً إلى حين تسلم الملكة فيكتوريا[ر] العرش في المملكة المتحدة عام 1837، إذ كان نظام الوراثة الملكي في مملكة هانوڤر ـ الذي لا يجيز للإناث اعتلاء العرش ـ مختلفاً عن النظام المتبع في بريطانيا الذي يجيز لابنة الملك (عندما لا يكون بين أولاده ذكور حين وفاته) أن تعتلي العرش.
ولم يكن غيورغ الأول يتقن اللغة الإنكليزية، وإنما يتكلم لغته الأصلية (الألمانية) وهذا لم يعجب رعاياه البريطانيين. ولكن بلاطه كان في «هانوڤر» يشعّ ثقافياً حيث برز هناك كل من العالم الرياضي غوتفريد ليبنتز[ر] Gottfried Leibniz والمؤلف الموسيقي هاندل Händel. وفي أثناء توليه العرش نشبت حرب الوراثة الإسبانية War of Spanish Succession. وكانت علاقته بولي عهده سيئة للغاية؛ إذ كانت هي الحال السائدة على العموم بين أغلب ملوك سلالة «هانوفر» وأولادهم. وبعد وفاته توج ولده الملك غيورغ الثاني Georg II على العرش، وهو ثاني ملك بريطاني من سلالة «هانوفر» وآخر ملك قاد قواته بنفسه بساحات المعارك: في معركة دتّينغن Battle of Dettingen عام 1743، كما كان آخر ملك بريطاني يولد خارج بريطانيا. في عهده أخطأ البريطانيون في سياستهم الاستعمارية في أمريكا؛ بينما أصابوا بتأسيس شركة «الهند البريطانية الشرقية» British East India Co. وفي عهده تم وضع النشيد البريطاني غير الرسمي «ليحم الله الملك (أو: الملكة)» God Save the King or: the Queen. وبعد وفاته سنة 1760 تقلد الحكم الملك غيورغ الثالث Georg III الذي ولد في بريطانيا، وهو الذي خسر الحرب (حرب الاستقلال) ليحتفظ بالمستعمرات الأمريكية. وقد تسنم العرش مدة ستين عاماً، لذلك يعدّ ثاني أطول ولاية بعد ولاية حفيدته الملكة فيكتوريا التي تحتل المركز الأول من حيث طول ولايتها (64 عاماً)، وقد عاصر الثورة الفرنسية وبزوغ نجم نابليون بونابرت وأفوله. وقد أصيب بعارض مرض نفسي، كما كف بصره بعد عام 1810، مما أدى إلى تنحيته والحجر عليه وتنصيب ابنه وولي عهده الملك غيورغ الرابع Georg IV وصياً على العرش مكانه في الأعوام التسعة الأخيرة من حياته. كان عنيداً متصلباً برأيه، ولولعه بالزراعة فقد سمي بالملك المزارع.
حكم الملك غيورغ الرابع وصياً على عرش أبيه الفاقد الأهلية مدة تسع سنوات (1811-1820)، وملكاً أصيلاً بعد وفاة أبيه لمدة عشر سنوات (1820-1830)، وكان مبذراً ومسرفاً. وأصبحت ابنته الشرعية الوحيدة زوجة لعاهل بلجيكا المستقبلي ليوبولد الأول[ر] Leopold I إلا أنها توفيت بعد عام واحد من زواجها في أثناء الولادة في حياة والدها الملك.
خلف الملك وليم الرابع أخاه الملك غيورغ الرابع، وكان عمره آنذاك 64 عاماً، وهو أكبر ملك سناً اعتلى العرش البريطاني قاطبة. كان بحاراً متمرساً تدرج في الرتب حتى أعلاها، لهذا فقد دعي بالملك البحار. بوفاته ولعدم وجود أولاد شرعيين له خلفته على عرش بريطانيا ابنة أخيه الملكة فيكتوريا، وبذلك كان رسمياً آخر ملك بريطاني يحمل اسم «هانوفر»؛ إذ أطلقت الملكة فيكتوريا اسم «ساكس كوبورغ غوتا» Saxe-Coburg-Gotha ـ وهو اسم لأسرة ملكية ألمانية أيضاً ـ على العائلة المالكة البريطانية.
لكن حكم أسرة هانوفر استمر بالملك إرنْست أوغُست بالفترة ما بين (1838-1851)، وكان إرنست عسكرياً محترفاً من الطراز الأول، وقد ترقى في الرتب العسكرية إلى أن حاز رتبة «المشير» Field Marshal عام 1813. وبعد وفاته اعتلى ولده الملك غيورغ الخامس Georg V (آخر ملوك «هانوفر») عرش «هانوفر» عام 1851، وكان جورج الخامس قد فقد الرؤية في إحدى عينيه نتيجة لمرض ألمّ به في طفولته، وفقد الرؤية في العين الثانية نتيجة لحادث في عام 1833. ولما نشبت الحرب النمساوية/البروسية طلبت بروسيا من هانوفر أن تبقى على الحياد، واقترح المجلس النيابي في «هانوفر» على الملك أن يمتثل للطلب البروسي، بيد أن الملك خالف الطلب، واشترك بالحرب إلى جانب النمسا التي هزمت، ونتيجة لذلك قام الجيش البروسي باحتلال «هانوفر» واستسلم جيش «هانوفر» في 29/6/1866، والتجأ الملك وأسرته إلى النمسا. وقامت الحكومة البروسية بضمّ «هانوفر» رسمياً إلى بروسيا بتاريخ 20/9/1866. تُوفِّي الملك غيورغ الخامس في المنفى؛ في باريس بحزيران/يونيو عام 1878، ودفن في قلعة وندسور ببريطانيا، ومن بقايا هذه الأسرة اليوم أمير هانوفر إرنست أوغُست الخامس، وهو متزوج من الأميرة كارولين غريمالدي ولية عهد إمارة موناكو. ويذكر أن دماء أسرة «هانوفر» تجري في جميع رؤساء الأسر الملكية الأوربية قاطبة (من هابسبورغ[ر] وبوربون[ر] ورومانوف[ر] وأولدنبورغ وهوينْتسولرن[ر] وبرنادوت[ر] إلى غريمالدي…الخ).
محمد نبيل القوتلي
Hannover - Hannover
هَانُوڤِرْ (أسرة ـ)
سميت الأسرة الملكية الأوربية «هانوڤر» Hannover بهذا الاسم نسبة إلى «مقاطعة هانوڤر» (دوقية ومن ثم إمارة) يُجاز لأميرها انتخاب رأس الامبرطورية الرومانية المقدسة، ثم أصبحت مملكة نتيجة لمقررات مؤتمر ڤيينا المنعقد في عام 1815 بعد هزيمة نابليون بونابرت، وقد أُلحق بها في نهاية المؤتمر المذكور مملكة ڤستفاليا النابليونية إلى أن ضمتها بروسيا إليها عام 1866 جزاءً لانحياز ملكها إلى صف النمسا في الحرب النمساوية/البروسية ضد بروسيا المنتصرة.
كان أول أمير حاكم من هذه الأسرة إرنْست أوغستوس الذي تولى الحكم في الفترة 1692-1698 وبعد وفاته تولى مقاليد الإمارة ابنه غيورغ الأول I Georg بين عامي 1698-1727 الذي أصبح أول ملك على بريطانيا من سلالة أسرة هانوڤر 1714 - 1727 حينما انضمت بريطانيا (المملكة المتحدة بعد عام 1800) إلى هانوڤر في اتحاد شخصي Personal Union (الاتحاد الشخصي هو علاقة بين بلدين مستقلين أو أكثر يجمعهما حاكم واحد ملك أو أمير) امتد هذا الاتحاد مدة مئة وثلاثة وعشرين عاماً إلى حين تسلم الملكة فيكتوريا[ر] العرش في المملكة المتحدة عام 1837، إذ كان نظام الوراثة الملكي في مملكة هانوڤر ـ الذي لا يجيز للإناث اعتلاء العرش ـ مختلفاً عن النظام المتبع في بريطانيا الذي يجيز لابنة الملك (عندما لا يكون بين أولاده ذكور حين وفاته) أن تعتلي العرش.
ولم يكن غيورغ الأول يتقن اللغة الإنكليزية، وإنما يتكلم لغته الأصلية (الألمانية) وهذا لم يعجب رعاياه البريطانيين. ولكن بلاطه كان في «هانوڤر» يشعّ ثقافياً حيث برز هناك كل من العالم الرياضي غوتفريد ليبنتز[ر] Gottfried Leibniz والمؤلف الموسيقي هاندل Händel. وفي أثناء توليه العرش نشبت حرب الوراثة الإسبانية War of Spanish Succession. وكانت علاقته بولي عهده سيئة للغاية؛ إذ كانت هي الحال السائدة على العموم بين أغلب ملوك سلالة «هانوفر» وأولادهم. وبعد وفاته توج ولده الملك غيورغ الثاني Georg II على العرش، وهو ثاني ملك بريطاني من سلالة «هانوفر» وآخر ملك قاد قواته بنفسه بساحات المعارك: في معركة دتّينغن Battle of Dettingen عام 1743، كما كان آخر ملك بريطاني يولد خارج بريطانيا. في عهده أخطأ البريطانيون في سياستهم الاستعمارية في أمريكا؛ بينما أصابوا بتأسيس شركة «الهند البريطانية الشرقية» British East India Co. وفي عهده تم وضع النشيد البريطاني غير الرسمي «ليحم الله الملك (أو: الملكة)» God Save the King or: the Queen. وبعد وفاته سنة 1760 تقلد الحكم الملك غيورغ الثالث Georg III الذي ولد في بريطانيا، وهو الذي خسر الحرب (حرب الاستقلال) ليحتفظ بالمستعمرات الأمريكية. وقد تسنم العرش مدة ستين عاماً، لذلك يعدّ ثاني أطول ولاية بعد ولاية حفيدته الملكة فيكتوريا التي تحتل المركز الأول من حيث طول ولايتها (64 عاماً)، وقد عاصر الثورة الفرنسية وبزوغ نجم نابليون بونابرت وأفوله. وقد أصيب بعارض مرض نفسي، كما كف بصره بعد عام 1810، مما أدى إلى تنحيته والحجر عليه وتنصيب ابنه وولي عهده الملك غيورغ الرابع Georg IV وصياً على العرش مكانه في الأعوام التسعة الأخيرة من حياته. كان عنيداً متصلباً برأيه، ولولعه بالزراعة فقد سمي بالملك المزارع.
حكم الملك غيورغ الرابع وصياً على عرش أبيه الفاقد الأهلية مدة تسع سنوات (1811-1820)، وملكاً أصيلاً بعد وفاة أبيه لمدة عشر سنوات (1820-1830)، وكان مبذراً ومسرفاً. وأصبحت ابنته الشرعية الوحيدة زوجة لعاهل بلجيكا المستقبلي ليوبولد الأول[ر] Leopold I إلا أنها توفيت بعد عام واحد من زواجها في أثناء الولادة في حياة والدها الملك.
خلف الملك وليم الرابع أخاه الملك غيورغ الرابع، وكان عمره آنذاك 64 عاماً، وهو أكبر ملك سناً اعتلى العرش البريطاني قاطبة. كان بحاراً متمرساً تدرج في الرتب حتى أعلاها، لهذا فقد دعي بالملك البحار. بوفاته ولعدم وجود أولاد شرعيين له خلفته على عرش بريطانيا ابنة أخيه الملكة فيكتوريا، وبذلك كان رسمياً آخر ملك بريطاني يحمل اسم «هانوفر»؛ إذ أطلقت الملكة فيكتوريا اسم «ساكس كوبورغ غوتا» Saxe-Coburg-Gotha ـ وهو اسم لأسرة ملكية ألمانية أيضاً ـ على العائلة المالكة البريطانية.
لكن حكم أسرة هانوفر استمر بالملك إرنْست أوغُست بالفترة ما بين (1838-1851)، وكان إرنست عسكرياً محترفاً من الطراز الأول، وقد ترقى في الرتب العسكرية إلى أن حاز رتبة «المشير» Field Marshal عام 1813. وبعد وفاته اعتلى ولده الملك غيورغ الخامس Georg V (آخر ملوك «هانوفر») عرش «هانوفر» عام 1851، وكان جورج الخامس قد فقد الرؤية في إحدى عينيه نتيجة لمرض ألمّ به في طفولته، وفقد الرؤية في العين الثانية نتيجة لحادث في عام 1833. ولما نشبت الحرب النمساوية/البروسية طلبت بروسيا من هانوفر أن تبقى على الحياد، واقترح المجلس النيابي في «هانوفر» على الملك أن يمتثل للطلب البروسي، بيد أن الملك خالف الطلب، واشترك بالحرب إلى جانب النمسا التي هزمت، ونتيجة لذلك قام الجيش البروسي باحتلال «هانوفر» واستسلم جيش «هانوفر» في 29/6/1866، والتجأ الملك وأسرته إلى النمسا. وقامت الحكومة البروسية بضمّ «هانوفر» رسمياً إلى بروسيا بتاريخ 20/9/1866. تُوفِّي الملك غيورغ الخامس في المنفى؛ في باريس بحزيران/يونيو عام 1878، ودفن في قلعة وندسور ببريطانيا، ومن بقايا هذه الأسرة اليوم أمير هانوفر إرنست أوغُست الخامس، وهو متزوج من الأميرة كارولين غريمالدي ولية عهد إمارة موناكو. ويذكر أن دماء أسرة «هانوفر» تجري في جميع رؤساء الأسر الملكية الأوربية قاطبة (من هابسبورغ[ر] وبوربون[ر] ورومانوف[ر] وأولدنبورغ وهوينْتسولرن[ر] وبرنادوت[ر] إلى غريمالدي…الخ).
محمد نبيل القوتلي