السَّنَا الْمَكِّيّ (نَبْذَة عامّة قصيرة).
السَّنَا أو السَّنَا الْمَكِّيّ: نباتٌ شُجَيْريٌّ عشبيٌّ حَوْلِيٌّ معمِّرٌ، سريعُ النموِّ يصل طوله إلى نحو 150سم، وينتمِي إلى الْفَصِيلَةِ الْقَرْنِيَّة [عِلْمِيًّا : Fabaceae]، زهرُه مُصْفَرٌّ وحبُّه مُفَلْطَحٌ رقيقٌ كُلَويُّ الشكل تقريبًا، تستعمل أوراقه وثمارُه مُسْهِّلاتٍ يُتداوَى بها،. تَتَجَلَّى الأهمِّيَّةُ الاقتصادية للسَّنَا المَكِّيّ بكونه من أهَمِّ النَّبَاتَاتِ الْمُسَهِّلَة والتي تستخدم عالميًّا لهذا الغرض.
أُدْرِجَت السَّنَا الْمَكِّيّ على لائحة منظمة الصِّحَّة العالمية للأدوية الأساسية (EML)، الأدوية الأكثر تأثيرًا وأمانًا الضرورية في نظام الرعاية الصِّحِّيَّة. تتواجد كعقار غير مسجل رخيص الثمن.
• المواطن الأصلي:
أ - المواطن الأصلية للنبات هي البنجاب Pendjab والهند والصومال والسودان. وتعد الهند أهم دول العالم التي تزرعه.
ب - كما يزرع حاليًا في مصر والسُّودان، وتعد مدينة أم درمان مركزًا تجاريًا هامًا لتسويق نبات السَّنَا الْمَكِّيّ.
• تاريخ السَّنَا الْمَكِّيّ:
أ - استخدمت السَّنَا الْمَكِّيّ منذ الاف السنين في الطب الصيني التقليدي.
ب - استعملها الأطباءُ المسلمون عبرَ العصور الإسلامية المختلفة، فقد أوْصَى بها رسول الإسلام مُحمَّد (ص) قائلًا " لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ المَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَ"
• أنواع السَّنَا الْمَكِّيّ:
يَضمُّ جنس [عِلْمِيًّا : Cassia spp]. نحو 500 نوع من أهمُّها:
1 - سنامكي ضيقة الأوراق )الهندي) [عِلْمِيًّا: Cassia angustifolia] ويزرع في الهند.
2 - سنامكي مُدَبَّب الأوراق (الْإِسْكَنْدَرِيّ) [عِلْمِيًّا: Cassia acutifolia] . ويزرع في السُّودان ، ويطلق عليه أيضًا بالسَّنَا الْمَكِّي السُّودَانِيّ.
3 - سنامكي حجازي (الإيطالِيّ) [عِلْمِيًّا : Cassia italica] ويختلف عن النَّوْعين السابقين بكونه بطئ النمو وأقصر طولاً (80- 90سم). قرونه صغيرة الحجم وأوراقه أصغر حجمًا من النوعين السابقين.
• التَّرْكِيب الكيمْيائِيّ:
أ - تحتوي أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ وثماره غليكوزيدات [glycosides]، وخاصة الغليكوزيدات ثنائية الأنترون [dianthronglycosides] (المكوَّنة من سينوسيد أ وب sennosides a,b ) أو مركَّب الريين [rhein] ومُرَكَّب سينوسيد ج و د [sennosides c,d] أو مركب غير الريين [non-rhein]. وتجدر الإشارة إلى أن مركبات السينوسيد أ وب لا تتكون في الأوراق الخضراء الطازجة إلا بعد جفافها نتيجة النشاط الأنزيمي المؤكسد للغليكوزيدات أحادية الأنترون الكبيرة الفاعلية.
ب - تحتوي أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ على كمِّيَّات قليلة من المواد الغليكوزيدية الحرة المعروفة باسم الأنثراكينونات الحرة [free anthraquinones] والمكوَّنة من الريين وألوي ايمودين [aloe emodin] والكريزوفانول [chrysophanol]. كما تحتوي على مادة صفراء هي كيمفيرول [keoempferol] ومواد استيرولية ومواد هلامية مخاطية وأكسلات الكالسيوم ومواد راتنجية.
• الفوائد الطبية:
أ - يعد السَّنَا الْمَكِّيّ من العقاقير المسهلة ويفيد في إزالة حالات الإمساك المزمن بنقع الأوراق والثمار الجافة في الماء مدة عشر ساعات، وبعدها يصفَّى ويتم تناول ملعقة صغيرة مرة أو مرتين في اليوم. وُجِدَ أنَّ السنا تكون أكثر فعالية في علاج الإمساك المُستمر عند كبار السن طالما استُخدِمَت مع بِزْرُ القَطُّونا [بالفَرنسيَّة: graine de psyllium]، بالإضافةِ إلى أنَّ استخدامها مع دوكوسات الصُّودْيُوم [بالفَرنسيَّة: Docusate de sodium] يجعلها أكثر فعالية عند كبار السن الذين تعرَّضوا لجراحةٍ في القولون والمستقيم.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ شديد التأثير (مُسْهِلٌ قَوِيّ [بالفَرنسيَّة: eccoprotique]) عندما يكون غضًّا لذلك يستعمل بعد تجفّيفه، وتغسل الأوراق بالكحول للتخلُّص من المواد الرَّاتِنْجِيَّة [بالفَرنسيَّة: d'épinette] التي تسبِّب المغص، كما تستخدم معه نباتات مضادة للمغص كالميرمية والكمون والبابونج.
ت - السَّنَا الْمَكِّيّ يُستخدَم لإفراغ أو تَنظيف الأمعاء قبل إجراء الاختبارات التَّشخيصيَّة، مثل تَنظير القولون [بالفَرَنسيَّة : coloscopie] (فَحص القولون بالمنظار).
أ - يمتلك السَّنَا الْمَكِّيّ تأثير مُضَادٌّ للطُّفَيْلِيَّات [anti-parasite] وبالتَّالِي يساعد في القضاء على الديدان وطفيلات الأمعاء الأخرى.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ تساهم في علاج تمزقات الشَرَج والبواسير، لأنها تساعد على تقليل التورم وتسهل من عملية التبرز في الحالات المرضية، مثل: الشق الشَّرَجِي fissure anale. يعود ذلك إلى أن المركبات الفريدة الموجودة في السَّنَا الْمَكِّيّ تؤدِّي إلى فصل الأجزاء غير السكرية في القولون، مما يزيد من الحركات التَمَعُّجِيَّة péristaltisme في الجهاز المعوي، الأمر الذي يسرع من مرور البراز خارج الأمعاء.
ت - ومن الجدير بالذكر أنه قد أشارات دراسة أجريت حول تأثير استخدام السَّنَا الْمَكِّيّ والأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي أنَّ السَّنَا الْمَكِّيّ مادة امنة وغير مسرطنة للقولون، ولا تربطها علاقة مع أورام الجهاز الهضمي كما هو شائع[1].
• السَّنَا الْمَكِّيّ في الطِّبِّ الْقَدِيم:
أ - يَرْوِي أبو بكر الرَّازِيّ (864 - 923م) عن السَّنَا الْمَكِّيّ: السَّنَا الْمَكِّيّ يسهِّل الأخلاط المحترقة وينفعان من الْجَرَب والحكَّة.
ب - وَيَرْوِي عنه اِبْن الْبَيْطار(1197 - 1248م): السَّنَا الْمَكِّيّ إذا خلط بالحناء فإنه يُسَوِّد الشعر، ينفع الشقاق العارض في البدن وينفع من الصُّداع الْمُزْمِن ومن البثور والحكَّة.
ت - وَيَرْوِي عنه داوُد الأَنْطاكِيّ (توفي عام 1599م): السَّنَا الْمَكِّيّ تبقى سبع سنين وهو حارٌ يابسٌ يسهِّلُ الأخلاط ويستخرج اللُّزُوجات من أقصى البدن، وينقِّي الدِّمَاغ من الصُّداع ويذهب الْبَوَاسِير وأوجاع الظهر.
ث - وَيَرْوِي عنه إسحاق بن حُنَين ( 830 -910 م): السَّنَا الْمَكِّيّ ينفع من الوسواس السوداوي، ومن داءِ الثَّعْلبة والحَيَّة، والقُمَّل.
ح - وَيَرْوِي عنه أمية بن أبي الصَّلْت (توفي عام 626م): يغوص السَّنَا الْمَكِّيّ إلى أعماقِ الأغضاء، ولذلك ينفع من النِّقرس وعرق النِّسا ووجع المفاصل.
ج - وَيَرْوِي عنه أبو الْقَاسِم الْغَسَّانِي (1548-1611 م): السَّنَا الْمَكِّيّ يُقَوِّي جِرَم الْقَلْب (رُبَّما يقصد أنَّه مقوِّي لِعَضَلَة الْقَلب).
• توصيات:
أ - إنَّ تَناولَ السَّنَا الْمَكِّيّ عن طَريق الفَم فعَّالٌ في عِلاج الإمساك على المدى القصير، حيث يُعطى السَّنَا الْمَكِّيّ من دون وصفة للبالغين والأطفال بعمر سَنتين وما فوق.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ كما هو علاج يستعمله المرضى أيضا هو وقاية ينبغي على الأصحاء استعماله شهريا أو كل ثلاثة أشهر على الأكثر؛ لأنه يقوم بتنظيف الجهاز الهضمي بأكمله من الأشياء التي تعلق به وتسبب التخمر والتعفن، وتكون سببا لإمراض شتى.
ت - ومن الجدير بالذكر أنَّ حركة الأمعاء تبدأُ بعد أخذ السنا بحوالي ستة إلى 12 ساعة عن طريق الفم، وتكون فعاليّته أكبر إذا ما أُخِذَ عن طريق المستقيم؛ حيثُ تبدأ حركة الأمعاء بعدعشرة دقائق فقط.
ث - يجب ألاَّ يُستخدَمَ السَّنَا الْمَكِّيّ لأكثر من أسبوعين، حيث يمكن أن يَتسبَّبَ استِخدامُه المَديد في اضطراب الوظيفةِ الطبيعيَّة للأمعاء، وقد يُسبِّب اعتمادًا على المسهِّلات والمليِّنات. كما أنَّ الاستخدامَ على المدى البعيد يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى تَغييرٍ في مقدار أو تَوازُن بعض المواد الكيميائيَّة في الدَّم (الشَّوارد أو الكَهارِل électrolytes)، ممَّا يمكن أن يقودَ إلى اضطراباتٍ في وظيفة القلب، وضَعف في العضلات، وضرر في الكبد، فضلاً عن آثار ضارَّة أخرى.
ج - الحمل والرَّضاعة: قد يكون السَّنَا الْمَكِّيّ آمناً خِلال فترة الحمل والرضاعَة عندَ استخدامه على المدى القصير. ولكن، ربَّما لا يَكون آمناً عندَ استِخدامه على المدى الطَّويل أو بجرعاتٍ عالية، حيث ذُكر حُدوثُ عَلاقةٍ بين الاستِخدام المتكرِّر أو المَديد أو بجرعاتٍ عالية وبين آثارٍ جانبيَّة خطيرة، بما في ذلك الاعتمادُ على المليِّنات وتضرُّر الكبد. على الرغم من أنَّ كمِّياتٍ صغيرةً من السَّنَا الْمَكِّيّ تعبر إلى حَليب الثدي، فإنَّه لا يبدو أنَّ هناك مشكلةً بالنسبة لإرضاع الأطفال، ما دامت الأمُّ تستخدم السَّنا بالجرعات الموصى بها.
• الْجُرْعَة:
أ - الغليان يقلِّل من خواصه العلاجيَّة، إذْ يجب تحضيره على شكل نقيع، ونسبة النَّقع بالنسبة للبالغين من 10 إلى 20غ/ليتر. أو يستعمل خارجيًّ بصفة حُقنة شَرَجِيَّة وذلك بنقع 5غ من أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ مع 10غ من سَلفات الصُّودْيُوم [sulfate de sodium] في 250مل من الماء، هذه بالنسبة للأطفال.
ب - أمَّا بالنِسبة للبالغين فيستعمل 15غ من أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ مع 15غ من سَلفات الصُّودْيُوم في 500مل من الماء.3
• حالات تمنع من استخدام السَّنَا الْمَكِّيّ:
أ - الْاِنْسِدَاد الْمِعَوِيّ [بالفَرنسيَّة: occlusion intestinale].
ب - الْتِهابُ القولونِ التَّقَرُّحِيُّ [بالفَرنسيَّة: colite ulcéreuse].
ت - الْتِهابُ الزَّائِدَة الدُّودِيَّة [بالفَرنسيَّة: appendicite].
ث - الْإِسْهَال [بالفَرنسيَّة: diarrhea].
ج - التَجفاف [بالفَرنسيَّة: déshydratation] والَّذِي هو عدم احتواء الجسم على كمية المياه والسوائل الواجب توافرها.
• التفاعل مع الأدويَّة:
لابُدَّ أيضاً من استِشارة الطَّبيب قبلَ استعمال السَّنَا الْمَكِّيّ إذا كان المريضُ يستعمل إحدى الأدوية التَّالية:
أ - الدِّيجوكسين Digoxine: قد يُنقِص السَّنَا الْمَكِّيّ مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم، وهذا ما يزيد من مخاطر الآثار الجانبيَّة للدِّيجوكسين.
ب - الوارفارين warfarine: يمكن أن يُسبِّبَ السَّنَا الْمَكِّيّ حُدوثَ الإسهال، وهذا ما قد يزيد من تأثيرات الوارفارين، ويزيد من خطر النَّزف نَتيجةً لذلك. ولهذا، إذا كان المريضُ يأخذ الوارفارين، فينبغي ألاَّ يتناولَ كمِّياتٍ كَبيرة من السَّنا.
ت - مدرَّات البول médicament diurétique: السَّنَا الْمَكِّيّ هو مُليِّنٌ، قد يُنقِص مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم. كما أنَّ المدرَّاتِ (مثل الفوروسيميد Furosemide والكلوروثيازيد Chlorothiazide) يمكن أن تُقلِّل البوتاسيوم في الجسم أيضاً. لذلك، فإنَّ أخذَ السَّنا مع المدرَّاتِ قد يُنقِص البوتاسيوم في الجسم كَثيراً.
• طرائق الزراعة:
أ - يزرع النبات في المناطق المدارية وشبه المدارية. ويجود في مختلف أنواع الترب، ولكنه يفضل الخفيفة منها.
ب - يتكاثر النبات بالبذور ذات القشرة القاسية الخشنة، لذلك يجب خدش البذور بالرمل الخشن مما يساعد على سهولة تشربها للماء وسرعة إنباتها.
ت - تزرع في الهكتار كمية 5- 8كغ من البذور في شهر أفريل/نيسان. وذلك على خطوط يبعد كل منها عن الآخر نحو 70- 80سم وكذلك بين النباتات على خطوطها.
ث - يستجيب السَّنَا الْمَكِّيّ للأسمدة الآزوتية والفوسفاتية والبوتاسية، وينصح بإضافة سماد عضوي بنحو 30 م3/هكتار.
ج - وتقطع قمم النبات لتشجيع تفرعها وزيادة حجم مجموعتها الخضرية بعد مضي 3- 5 أشهر من تاريخ الزراعة بحسب شروط الزراعة مروية أم بعلية، ودرجات الحرارة السائدة، وتجمع الأوراق عند وصولها لحجمها الطبيعي واكتسابها اللون الأخضر المزرق وتعاد هذه العملية بعد مضي شهر. ثم يترك النبات لتكوين القرون التي تجمع عندما يتحول لونها إلى البنيِّ الغامق وقبل جفافها وتساقطها.
ح - ينتج هكتار الزراعة البعلية نحو 600كغ من الأوراق الجافة و100- 140كغ من الثمار، أما الهكتار المروي فينتج نحو1500- 2000كغ من الأوراق الجافة و1000- 1400 كغ من الثمار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
السَّنَا أو السَّنَا الْمَكِّيّ: نباتٌ شُجَيْريٌّ عشبيٌّ حَوْلِيٌّ معمِّرٌ، سريعُ النموِّ يصل طوله إلى نحو 150سم، وينتمِي إلى الْفَصِيلَةِ الْقَرْنِيَّة [عِلْمِيًّا : Fabaceae]، زهرُه مُصْفَرٌّ وحبُّه مُفَلْطَحٌ رقيقٌ كُلَويُّ الشكل تقريبًا، تستعمل أوراقه وثمارُه مُسْهِّلاتٍ يُتداوَى بها،. تَتَجَلَّى الأهمِّيَّةُ الاقتصادية للسَّنَا المَكِّيّ بكونه من أهَمِّ النَّبَاتَاتِ الْمُسَهِّلَة والتي تستخدم عالميًّا لهذا الغرض.
أُدْرِجَت السَّنَا الْمَكِّيّ على لائحة منظمة الصِّحَّة العالمية للأدوية الأساسية (EML)، الأدوية الأكثر تأثيرًا وأمانًا الضرورية في نظام الرعاية الصِّحِّيَّة. تتواجد كعقار غير مسجل رخيص الثمن.
• المواطن الأصلي:
أ - المواطن الأصلية للنبات هي البنجاب Pendjab والهند والصومال والسودان. وتعد الهند أهم دول العالم التي تزرعه.
ب - كما يزرع حاليًا في مصر والسُّودان، وتعد مدينة أم درمان مركزًا تجاريًا هامًا لتسويق نبات السَّنَا الْمَكِّيّ.
• تاريخ السَّنَا الْمَكِّيّ:
أ - استخدمت السَّنَا الْمَكِّيّ منذ الاف السنين في الطب الصيني التقليدي.
ب - استعملها الأطباءُ المسلمون عبرَ العصور الإسلامية المختلفة، فقد أوْصَى بها رسول الإسلام مُحمَّد (ص) قائلًا " لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ المَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَ"
• أنواع السَّنَا الْمَكِّيّ:
يَضمُّ جنس [عِلْمِيًّا : Cassia spp]. نحو 500 نوع من أهمُّها:
1 - سنامكي ضيقة الأوراق )الهندي) [عِلْمِيًّا: Cassia angustifolia] ويزرع في الهند.
2 - سنامكي مُدَبَّب الأوراق (الْإِسْكَنْدَرِيّ) [عِلْمِيًّا: Cassia acutifolia] . ويزرع في السُّودان ، ويطلق عليه أيضًا بالسَّنَا الْمَكِّي السُّودَانِيّ.
3 - سنامكي حجازي (الإيطالِيّ) [عِلْمِيًّا : Cassia italica] ويختلف عن النَّوْعين السابقين بكونه بطئ النمو وأقصر طولاً (80- 90سم). قرونه صغيرة الحجم وأوراقه أصغر حجمًا من النوعين السابقين.
• التَّرْكِيب الكيمْيائِيّ:
أ - تحتوي أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ وثماره غليكوزيدات [glycosides]، وخاصة الغليكوزيدات ثنائية الأنترون [dianthronglycosides] (المكوَّنة من سينوسيد أ وب sennosides a,b ) أو مركَّب الريين [rhein] ومُرَكَّب سينوسيد ج و د [sennosides c,d] أو مركب غير الريين [non-rhein]. وتجدر الإشارة إلى أن مركبات السينوسيد أ وب لا تتكون في الأوراق الخضراء الطازجة إلا بعد جفافها نتيجة النشاط الأنزيمي المؤكسد للغليكوزيدات أحادية الأنترون الكبيرة الفاعلية.
ب - تحتوي أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ على كمِّيَّات قليلة من المواد الغليكوزيدية الحرة المعروفة باسم الأنثراكينونات الحرة [free anthraquinones] والمكوَّنة من الريين وألوي ايمودين [aloe emodin] والكريزوفانول [chrysophanol]. كما تحتوي على مادة صفراء هي كيمفيرول [keoempferol] ومواد استيرولية ومواد هلامية مخاطية وأكسلات الكالسيوم ومواد راتنجية.
• الفوائد الطبية:
أ - يعد السَّنَا الْمَكِّيّ من العقاقير المسهلة ويفيد في إزالة حالات الإمساك المزمن بنقع الأوراق والثمار الجافة في الماء مدة عشر ساعات، وبعدها يصفَّى ويتم تناول ملعقة صغيرة مرة أو مرتين في اليوم. وُجِدَ أنَّ السنا تكون أكثر فعالية في علاج الإمساك المُستمر عند كبار السن طالما استُخدِمَت مع بِزْرُ القَطُّونا [بالفَرنسيَّة: graine de psyllium]، بالإضافةِ إلى أنَّ استخدامها مع دوكوسات الصُّودْيُوم [بالفَرنسيَّة: Docusate de sodium] يجعلها أكثر فعالية عند كبار السن الذين تعرَّضوا لجراحةٍ في القولون والمستقيم.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ شديد التأثير (مُسْهِلٌ قَوِيّ [بالفَرنسيَّة: eccoprotique]) عندما يكون غضًّا لذلك يستعمل بعد تجفّيفه، وتغسل الأوراق بالكحول للتخلُّص من المواد الرَّاتِنْجِيَّة [بالفَرنسيَّة: d'épinette] التي تسبِّب المغص، كما تستخدم معه نباتات مضادة للمغص كالميرمية والكمون والبابونج.
ت - السَّنَا الْمَكِّيّ يُستخدَم لإفراغ أو تَنظيف الأمعاء قبل إجراء الاختبارات التَّشخيصيَّة، مثل تَنظير القولون [بالفَرَنسيَّة : coloscopie] (فَحص القولون بالمنظار).
أ - يمتلك السَّنَا الْمَكِّيّ تأثير مُضَادٌّ للطُّفَيْلِيَّات [anti-parasite] وبالتَّالِي يساعد في القضاء على الديدان وطفيلات الأمعاء الأخرى.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ تساهم في علاج تمزقات الشَرَج والبواسير، لأنها تساعد على تقليل التورم وتسهل من عملية التبرز في الحالات المرضية، مثل: الشق الشَّرَجِي fissure anale. يعود ذلك إلى أن المركبات الفريدة الموجودة في السَّنَا الْمَكِّيّ تؤدِّي إلى فصل الأجزاء غير السكرية في القولون، مما يزيد من الحركات التَمَعُّجِيَّة péristaltisme في الجهاز المعوي، الأمر الذي يسرع من مرور البراز خارج الأمعاء.
ت - ومن الجدير بالذكر أنه قد أشارات دراسة أجريت حول تأثير استخدام السَّنَا الْمَكِّيّ والأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي أنَّ السَّنَا الْمَكِّيّ مادة امنة وغير مسرطنة للقولون، ولا تربطها علاقة مع أورام الجهاز الهضمي كما هو شائع[1].
• السَّنَا الْمَكِّيّ في الطِّبِّ الْقَدِيم:
أ - يَرْوِي أبو بكر الرَّازِيّ (864 - 923م) عن السَّنَا الْمَكِّيّ: السَّنَا الْمَكِّيّ يسهِّل الأخلاط المحترقة وينفعان من الْجَرَب والحكَّة.
ب - وَيَرْوِي عنه اِبْن الْبَيْطار(1197 - 1248م): السَّنَا الْمَكِّيّ إذا خلط بالحناء فإنه يُسَوِّد الشعر، ينفع الشقاق العارض في البدن وينفع من الصُّداع الْمُزْمِن ومن البثور والحكَّة.
ت - وَيَرْوِي عنه داوُد الأَنْطاكِيّ (توفي عام 1599م): السَّنَا الْمَكِّيّ تبقى سبع سنين وهو حارٌ يابسٌ يسهِّلُ الأخلاط ويستخرج اللُّزُوجات من أقصى البدن، وينقِّي الدِّمَاغ من الصُّداع ويذهب الْبَوَاسِير وأوجاع الظهر.
ث - وَيَرْوِي عنه إسحاق بن حُنَين ( 830 -910 م): السَّنَا الْمَكِّيّ ينفع من الوسواس السوداوي، ومن داءِ الثَّعْلبة والحَيَّة، والقُمَّل.
ح - وَيَرْوِي عنه أمية بن أبي الصَّلْت (توفي عام 626م): يغوص السَّنَا الْمَكِّيّ إلى أعماقِ الأغضاء، ولذلك ينفع من النِّقرس وعرق النِّسا ووجع المفاصل.
ج - وَيَرْوِي عنه أبو الْقَاسِم الْغَسَّانِي (1548-1611 م): السَّنَا الْمَكِّيّ يُقَوِّي جِرَم الْقَلْب (رُبَّما يقصد أنَّه مقوِّي لِعَضَلَة الْقَلب).
• توصيات:
أ - إنَّ تَناولَ السَّنَا الْمَكِّيّ عن طَريق الفَم فعَّالٌ في عِلاج الإمساك على المدى القصير، حيث يُعطى السَّنَا الْمَكِّيّ من دون وصفة للبالغين والأطفال بعمر سَنتين وما فوق.
ب - السَّنَا الْمَكِّيّ كما هو علاج يستعمله المرضى أيضا هو وقاية ينبغي على الأصحاء استعماله شهريا أو كل ثلاثة أشهر على الأكثر؛ لأنه يقوم بتنظيف الجهاز الهضمي بأكمله من الأشياء التي تعلق به وتسبب التخمر والتعفن، وتكون سببا لإمراض شتى.
ت - ومن الجدير بالذكر أنَّ حركة الأمعاء تبدأُ بعد أخذ السنا بحوالي ستة إلى 12 ساعة عن طريق الفم، وتكون فعاليّته أكبر إذا ما أُخِذَ عن طريق المستقيم؛ حيثُ تبدأ حركة الأمعاء بعدعشرة دقائق فقط.
ث - يجب ألاَّ يُستخدَمَ السَّنَا الْمَكِّيّ لأكثر من أسبوعين، حيث يمكن أن يَتسبَّبَ استِخدامُه المَديد في اضطراب الوظيفةِ الطبيعيَّة للأمعاء، وقد يُسبِّب اعتمادًا على المسهِّلات والمليِّنات. كما أنَّ الاستخدامَ على المدى البعيد يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى تَغييرٍ في مقدار أو تَوازُن بعض المواد الكيميائيَّة في الدَّم (الشَّوارد أو الكَهارِل électrolytes)، ممَّا يمكن أن يقودَ إلى اضطراباتٍ في وظيفة القلب، وضَعف في العضلات، وضرر في الكبد، فضلاً عن آثار ضارَّة أخرى.
ج - الحمل والرَّضاعة: قد يكون السَّنَا الْمَكِّيّ آمناً خِلال فترة الحمل والرضاعَة عندَ استخدامه على المدى القصير. ولكن، ربَّما لا يَكون آمناً عندَ استِخدامه على المدى الطَّويل أو بجرعاتٍ عالية، حيث ذُكر حُدوثُ عَلاقةٍ بين الاستِخدام المتكرِّر أو المَديد أو بجرعاتٍ عالية وبين آثارٍ جانبيَّة خطيرة، بما في ذلك الاعتمادُ على المليِّنات وتضرُّر الكبد. على الرغم من أنَّ كمِّياتٍ صغيرةً من السَّنَا الْمَكِّيّ تعبر إلى حَليب الثدي، فإنَّه لا يبدو أنَّ هناك مشكلةً بالنسبة لإرضاع الأطفال، ما دامت الأمُّ تستخدم السَّنا بالجرعات الموصى بها.
• الْجُرْعَة:
أ - الغليان يقلِّل من خواصه العلاجيَّة، إذْ يجب تحضيره على شكل نقيع، ونسبة النَّقع بالنسبة للبالغين من 10 إلى 20غ/ليتر. أو يستعمل خارجيًّ بصفة حُقنة شَرَجِيَّة وذلك بنقع 5غ من أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ مع 10غ من سَلفات الصُّودْيُوم [sulfate de sodium] في 250مل من الماء، هذه بالنسبة للأطفال.
ب - أمَّا بالنِسبة للبالغين فيستعمل 15غ من أوراق السَّنَا الْمَكِّيّ مع 15غ من سَلفات الصُّودْيُوم في 500مل من الماء.3
• حالات تمنع من استخدام السَّنَا الْمَكِّيّ:
أ - الْاِنْسِدَاد الْمِعَوِيّ [بالفَرنسيَّة: occlusion intestinale].
ب - الْتِهابُ القولونِ التَّقَرُّحِيُّ [بالفَرنسيَّة: colite ulcéreuse].
ت - الْتِهابُ الزَّائِدَة الدُّودِيَّة [بالفَرنسيَّة: appendicite].
ث - الْإِسْهَال [بالفَرنسيَّة: diarrhea].
ج - التَجفاف [بالفَرنسيَّة: déshydratation] والَّذِي هو عدم احتواء الجسم على كمية المياه والسوائل الواجب توافرها.
• التفاعل مع الأدويَّة:
لابُدَّ أيضاً من استِشارة الطَّبيب قبلَ استعمال السَّنَا الْمَكِّيّ إذا كان المريضُ يستعمل إحدى الأدوية التَّالية:
أ - الدِّيجوكسين Digoxine: قد يُنقِص السَّنَا الْمَكِّيّ مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم، وهذا ما يزيد من مخاطر الآثار الجانبيَّة للدِّيجوكسين.
ب - الوارفارين warfarine: يمكن أن يُسبِّبَ السَّنَا الْمَكِّيّ حُدوثَ الإسهال، وهذا ما قد يزيد من تأثيرات الوارفارين، ويزيد من خطر النَّزف نَتيجةً لذلك. ولهذا، إذا كان المريضُ يأخذ الوارفارين، فينبغي ألاَّ يتناولَ كمِّياتٍ كَبيرة من السَّنا.
ت - مدرَّات البول médicament diurétique: السَّنَا الْمَكِّيّ هو مُليِّنٌ، قد يُنقِص مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم. كما أنَّ المدرَّاتِ (مثل الفوروسيميد Furosemide والكلوروثيازيد Chlorothiazide) يمكن أن تُقلِّل البوتاسيوم في الجسم أيضاً. لذلك، فإنَّ أخذَ السَّنا مع المدرَّاتِ قد يُنقِص البوتاسيوم في الجسم كَثيراً.
• طرائق الزراعة:
أ - يزرع النبات في المناطق المدارية وشبه المدارية. ويجود في مختلف أنواع الترب، ولكنه يفضل الخفيفة منها.
ب - يتكاثر النبات بالبذور ذات القشرة القاسية الخشنة، لذلك يجب خدش البذور بالرمل الخشن مما يساعد على سهولة تشربها للماء وسرعة إنباتها.
ت - تزرع في الهكتار كمية 5- 8كغ من البذور في شهر أفريل/نيسان. وذلك على خطوط يبعد كل منها عن الآخر نحو 70- 80سم وكذلك بين النباتات على خطوطها.
ث - يستجيب السَّنَا الْمَكِّيّ للأسمدة الآزوتية والفوسفاتية والبوتاسية، وينصح بإضافة سماد عضوي بنحو 30 م3/هكتار.
ج - وتقطع قمم النبات لتشجيع تفرعها وزيادة حجم مجموعتها الخضرية بعد مضي 3- 5 أشهر من تاريخ الزراعة بحسب شروط الزراعة مروية أم بعلية، ودرجات الحرارة السائدة، وتجمع الأوراق عند وصولها لحجمها الطبيعي واكتسابها اللون الأخضر المزرق وتعاد هذه العملية بعد مضي شهر. ثم يترك النبات لتكوين القرون التي تجمع عندما يتحول لونها إلى البنيِّ الغامق وقبل جفافها وتساقطها.
ح - ينتج هكتار الزراعة البعلية نحو 600كغ من الأوراق الجافة و100- 140كغ من الثمار، أما الهكتار المروي فينتج نحو1500- 2000كغ من الأوراق الجافة و1000- 1400 كغ من الثمار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ