هاشميون
Hashemites - Hachémites
الهاشميون
الهاشميون أجيال متعاقبة من الناس ينسبون إلى هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب من قبيلة قريش، وهو الجد الثاني للنبي محمدr، انتهت إليه السيادة في مكة قرابة سنة 500م. وفي الاصطلاح: أُطلق لقب الهاشميين منذ العصر الأموي على كل الذين تحدّروا من سلالة الحسن والحسين ولدي فاطمة بنت النبي وعلي بن أبي طالبt. وقد اكتسب الهاشميون مكانة مرموقة في المجتمع العربي الإسلامي لقربهم من النبيr فعرفت ذرية الحسن بلقب «أشراف» وذرية الحسين بلقب «سادة»، وورد ذكر الهاشميين بألقاب أخرى مثل العلويين نسبة إلى علي والطالبيين نسبة إلى أبي طالب والد علي وعم النبيr.
على الصعيد السياسي لم ينس الهاشميون حقهم في الخلافة منذ استشهاد الحسين بن علي في كربلاء، فكانوا يخرجون للمطالبة بهذا الحق كلما أتيحت لهم الفرصة، وكان أول المتطلعين إلى الخلافة محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى المعروف بالنفس الزكية الذي بايعه الهاشميون ليكون رئيساً لهم، وحين آل أمر الخلافة إلى بني العباس أدرك محمد بن عبد الله أنه ومن معه من بني هاشم قد خدعوا بالدعوة الغامضة التي كان يبثها دعاة بني العباس وفحواها الدعوة للرضا من آل البيت، فامتنع بعضهم عن مبايعة العباسيين وتعرضوا للملاحقة وأخذوا بالتهديد والوعيد، غير أن محمداً بن عبد الله خرج من مخبئه ينشد الخلافة معتمداً على موالاة أهل الحجاز وفتوى الإمام مالك بجواز بيعته في المدينة؛ في الوقت الذي كان فيه أخوه إبراهيم قد استولى على دار الإمارة في البصرة بدعم من فقهائها وفي طليعتهم أبو حنيفة النعمان، غير أن المنصور تمكن من القضاء على محمد وأخيه سنة 145هـ/762م، وحلّ بالهاشميين ومن شايعهم كثير من المصائب والنكبات، فاستكانوا بعض الشيء ليعاودوا الكرة في عهد الخليفة الهادي حينما خرج عليه الحسن بن علي بن الحسن المثنى سنة 169هـ/785م بتأييد من أهل مكة والمدينة، لكنه مالبث أن قتل في موقعة «فخ» ومعه بعض أهل بيته، وهرب على أثرها إدريس ويحيى ولدا عمه عبد الله بن الحسن، فكانت وجهة الأول إلى بلاد المغرب الأقصى التي وصلها سنة 172هـ/ 788م، وهناك أيّدته قبائل البربر وتمكن من إنشاء دولته التي استمرت حتى سنة 309هـ/921م. أما يحيى فكانت وجهته إلى بلاد الديلم حيث بايعه أهلها، لكن الرشيد تمكن من استمالته وكتب إليه أماناً بخطه فقدم بغداد فحبسه في داره إلى أن أدركته الوفاة سنة180هـ/796م.
لم تكن هذه الثورات كل ما قام به الهاشميون في وجه العباسيين، ففي خلافة المأمون خرج محمد بن جعفر الصادق المعروف بالديباج في مكة وبايعه أهلها، فتمكن المأمون منه وعفا عنه، وفي سنة 250هـ/864م خرج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل الحسني العلوي إلى طبرستان وأسس دولة واسعة من أشهر ملوكها الحسن ابن علي الملقب بالأطروش، واستمرت حتى بداية القرن الرابع الهجري، وفي سنة 280هـ/893م خرج يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي المعروف بالهادي إلى الحق وادعى الإمامة في اليمن، وبايعه أهلها، وتمكن من تأسيس دولة استمرت حتى سقوط نظام الإمامة سنة 1962م، أما في المغرب الحديث فقد وصل الشرفاء العلويون من أحفاد الحسن إلى واحة تافيلالت مع العصر الحديث، وأمّروا عليهم محمد الشريف سنة 1631م، ومازال الحكم في ذريته إلى اليوم، وأما في الحجاز الذي أقفر تماماً من ذراري الهاشميين نتيجة للنكبات التي حلّت بهم فإنه بدأ يشهد نشاطاً متنامياً بظهور أسر جديدة منها: أسرة السليمانيين المنسوبة إلى محمد بن سليمان من ذرية الحسن الذي خطب لنفسه 301هـ/913م في عهد الخليفة العباسي المقتدر؛ مبرراً دعواه أن الخلافة في أسباط النبيr وليست في أعمامه، ويبدو أن محمد بن سليمان هذا أفاد في تثبيت دعائم الحكم الهاشمي في إمارة الحجاز من خلال التنافس على الحجاز بين العباسيين والفاطميين، ولعل من أبرز الأحداث في عهد هذه الأسرة أن تعرضت مكة لغزو القرامطة. وفي مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ضعف شأن هذه الأسرة وجرت بين المتأخرين من أفرادها (أبو الفتوح الحسن بن جعفر وولده شكر) وبني عمومتهم الهاشميين (نسبة إلى أبي هاشم محمد بن الحسن) حروب وفتن انتهت بزوال إمارة السليمانيين وقيام إمارة الهاشميين بدعم من خلفاء الدولة الفاطمية، وكان أول القائمين عليها أبو هاشم جعفر حفيد أبي هاشم محمد بن الحسن آنف الذكر، واستمرت أسرته على إمارة الحجاز حتى زوال دولة الفاطميين واستيلاء صلاح الدين الأيوبي على مقاليد الأمور في مصر وأخذ الضعف يدب في أوصال هذه الأسرة، وكان آخر من تولى الإمارة من أفرادها مكثر بن عيسى الذي فرّ هارباً من مكة بدخول طغتكين بن أيوب على رأس جيش أخيه صلاح الدين سنة 581هـ/1185م، فتولى إمارتها قتادة بن إدريس بن مطاعن 617هـ/1220م من سلالة الحسن أيضاً، وهو مؤسس أسرة قتادة التي استمرت على حكم الحجاز حتى زوال ملكهم باحتلال مكة من قبل قوات عبد العزيز آل سعود سنة 1924م.
حظيت أسرة قتادة بمنزلة اجتماعية وسياسية محترمة، فكانت تأتيها الهدايا والهبات من مختلف حواضر العالم الإسلامي وعلى الأخص في العهدين المملوكي والعثماني، ومما زاد في رفعة مقام هذه الأسرة إشرافها المباشر على تنظيم مناسك الحج والسهر على راحة الحجاج والزائرين والمجاورين في المدينتين المقدستين، ومع ذلك فإن تاريخهم لم يخل من النزاعات والحروب فيما بينهم من جهة؛ وبينهم وبين القوى المحلية في شبه الجزيرة العربية من جهة أخرى.
مع بداية العصر الحديث ودخول العثمانيين إلى بلاد الشام ومصر أعلن الشريف بركات بن محمد ـ المتوفى سنة 931هـ/ 1525م ـ دخوله في طاعة السلطان سليم الأول، فأقره على إمارة مكة، ومع أن ولده أبا نمي محمد بن بركات الذي حكم مكة بالفترة مابين 931-992هـ/1524-1584م؛ قد قام بجمع أنساب الهاشميين في الحجاز، وجعل لهم قانوناً يحتكمون إليه لحكم الحجاز، وتأتي الموافقة على هذا الاختيار من لدن السلطان، غير أن ذلك لم يحل على الدوام دون وقوع خلافات كثيراً ما تنتهي بمعارك بين أفراد البيت الواحد، سالت من أجلها الدماء وأُتلفت الأموال، ولا أدل على ذلك من الفتن والحروب التي دارت رحاها في عهد الشريف سعيد بن بركات (1674-1717م) الذي تولى شرافة مكة خمس مرات، وكلما تولاها نُزعت منه، ونتيجة لهذه الخلافات كانت الدولة العثمانية تلجأ إلى نفي بعض الشخصيات التي يسبِّب وجودها خطراً على استقرار الأوضاع في الحجاز، وحينما ظهرت الدعوة الوهابية في نجد في منتصف القرن الثامن عشر استولى أتباع محمد بن عبد الوهاب على إقليم الحجاز، ودخلوا مكة سنة 1218هـ/1803م؛ والمدينة سنة 1220هـ/1805م، وانتزعوا السيادة من الشريف غالب بن مساعد وتوقف الحج إلى الديار المقدسة بضع سنين، الأمر الذي أثار سخط السلطان محمود الثاني، فأوعز إلى والي مصر محمد علي باشا باستعادة الحجاز، فقام محمد علي بالقضاء على ما يُعرف بالدولة السعودية الأولى سنة 1234هـ/1818م، وأُعيد تعيين الشريف محمد ابن عبد المعين بن عون (1789-1857 م) أميراً على الحجاز وتداول أبناؤه من بعده هذا المنصب، وكان آخرهم ولداه عون الرفيق (1881- 1905م) وأخاه عبد الإله (1905- 1908م)، وكان الشريف عون الرفيق على جانب من الجبروت والطغيان، يتصرف بشؤون الحجاز تصرف المستقل المالك، وكثيراً ما كان يرتاب من تصرفات ابن أخيه (الملك حسين بن علي فيما بعد)، ولم يكن يحتمل تدخله في شؤون الإمارة، فطلب من السلطات العثمانية نفيه من الحجاز، فأبعد إلى إصطنبول وأقام فيها مع أبنائه علي وفيصل وعبد الله حتى وفاة عمه عبد الإله، فصدر الأمر بتعيينه أميراً على مكة سنة 1326هـ/1908م.
ويبدو أن سنوات النفي الطويلة خلفت في نفس الحسين شعوراً بالمرارة تجاه أعضاء حزب الاتحاد والترقي الذين كانوا يتنكرون منذ تشكيل جمعيتهم لحقوق القوميات غير التركية وفي مقدمتهم العرب، وكانوا يسعون إلى تطبيق أهدافهم فيما كان يُعرف بسياسة التتريك، من هنا كان الحسين حذراً في تعامله معهم مدة وجوده في العاصمة العثمانية, ومع أنه خاض بعد عودته إلى الحجاز عدة معارك باسم العثمانيين، ووسع دائرة نفوذه لمصلحة السلطنة حتى بلاد عسير؛ فإنه دخل في خصومة مع الاتحاديين إثر تأزم علاقته بوالي الحجاز وهيب بك المعروف بتشدده تجاه دعاة الإصلاح العرب. ولمّا نشبت الحرب العالمية الأولى ووقفت فيها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا؛ رأى زعماء القومية العربية أن مصير بلادهم أصبح معرضاً للخطر وأنهم سيقوا إلى حرب لا يرغبون في خوضها، فاتصلوا بالشريف حسين عارضين عليه الوقوف إلى جانبه إذا ما أعلن الثورة على الأتراك، وكان الشريف بدوره يطمح إلى ما يفوق شرافته على الحجاز، فتم الاتصال والتنسيق بينه وبين السلطات البريطانية عن طريق المقيم البريطاني في مصر هنري مكماهون Henry Mac-Mahon، على أن يقوم الحسين بثورته بدعم من الحكومة البريطانية وتأكيدات تقضي بالاعتراف به ملكاً على البلاد العربية، ولكن بأسلوب لا يخلو من المواربة ويشوبه كثير من الغموض. وبغض النظر عن المآخذ التي سجلها زعماء الحركة الوطنية على أسلوب الشريف في معالجة هذه المسألة؛ فإن حملة الاعتقالات والإعدامات التي قامت بها السلطات التركية في دمشق وبيروت، إلى جانب نية الحكومة العثمانية إرسال حملة عسكرية إلى اليمن عبر المدينة المنورة؛ كل ذلك عجل بالإعلان عن الثورة في حزيران/يونيو 1916م، وكان لهذا الحدث ردود أفعال متفاوتة في البلاد العربية، إلا أنها حظيت بحماس شديد في كل من بلاد الشام والعراق بعد أن انضم إليها العديد من الضباط العرب، ولكن في حين كان الحسين يفاوض مكماهون كانت الحكومة البريطانية تعقد صفقة سرية مع حليفتها فرنسا فيما يُعرف باتفاق سايكس بيكو Sykes-Picot المناقض لكل ما اتفق عليه مع الحسين، وحينما علم العرب فحوى هذا الاتفاق عدّه الشريف حسين تحللاً من كل ما التزمته بريطانيا، فسارعت على عادتها إلى تطمينه وإنعاش آماله. ومع أن جمال باشا الذي أخبر فيصل بتلك الاتفاقيات عرض عليه القيام بعمل صلح تعالج به كل المشكلات العالقة بين العرب والأتراك، إلا أن الحسين أبى ذلك وأكد على ولده متابعة الثورة مرتئياً أن ذلك أصبح معلقاً بشرفه وشرف عائلته وأنه يعدّه خائناً إذا ترك قتال الأتراك، فكان هذا الموقف من جانب الحسين فرصة ملائمة شجعت بريطانيا على المضي بخطتها التي تجاوزت حد التقسيم إلى إصدار ما يُعرف بوعد بلفور. وبعد نهاية الحرب وجه المنتصرون دعوة إلى الشريف حسين للمشاركة في مؤتمر الصلح فأوفد فيصلاً نائباً عنه إلى باريس، ومع أن فيصل حاول جاهداً إقناع الحلفاء بحق العرب في الحرية والاستقلال، غير أن الحلفاء كانوا مصرين فيما بينهم على اقتسام مناطق النفوذ بحسب اتفاقية سايكس بيكو، وقضي على محاولة الأمير الذي عاد مع وفده إلى دمشق ليعلن (أن الاستقلال يُؤخذ ولا يُعطى)، وتمت مبايعته ملكاً على سورية بحدودها الطبيعية في آذار/مارس 1920م، غير أن فرنسا لم تعترف بهذه الخطوة لأن قواتها كانت قد احتلت المناطق الساحلية وسارع المسؤولون البريطانيون إلى معالجة الأزمة ما بين فيصل وفرنسا بأن اقترحوا على فيصل عرش العراق، في حين كان الصراع محتدماً مابين الحسين وسلطان نجد عبد العزيز آل سعود ووقفت منه بريطانيا موقف المتفرج، عندها أدرك الشريف حسين خذلان الحكومة البريطانية وخديعتها له، وعلى أثر زحف القوات السعودية إلى مكة نزل الشريف لولده الأكبر علي، وانتقل إلى قبرص حيث أقام فيها حتى سنة 1931م، ليعود بعدها إلى عمّان التي مكث فيها معتلاً حتى وفاته بالعام نفسه، أما فيصل فإنه غادر دمشق عشية دخول القوات الفرنسية متجهاً إلى أوربا لينال بمساعدة الحكومة البريطانية عرشه الجديد في العراق بعد قيام ثورة العشرين التي أقنعت بريطانيا بعدم قدرتها على حكم العراق، فكان ذلك الحل ضماناً لمصالحها عن طريق حكمه بالوكالة عنها. استمر فيصل ملكاً على العراق حتى وفاته في مدينة برن Bern السويسرية سنة 1933م، فتولى من بعده ولده غازي الذي شهد عهده انقلاب بكر صدقي، وأُطيح بحكومة ياسين الهاشمي الموالية للسلطات البريطانية، ولم تطل مدة حكم الملك غازي إذ إنه قُتل في حادث سيارة غامض سنة 1939م، ونودي بابنه فيصل الثاني ملكاً على العراق، ولما كان الأخير دون سن الرشد فقد كُلِّف خاله عبد الإله بن علي الوصاية عليه حتى عام 1953م، وفي أثناء وصايته اندلعت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، وانتفاضة كركوك عام 1947م، وانتفاضة تشرين أول/أكتوبر 1952م. وبلغت الأزمة ذروتها بين دعاة التحرر الوطني والسلطات الحاكمة ممثلة برأسيها نوري السعيد وعبد الإله حينما أعلن عن دخول العراق في حلف بغداد سنة 1955، وتبعه قيام ما يُعرف بالاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن رداً على قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958، فقام الجيش العراقي بثورته المعروفة في تموز/يوليو 1958م وأُطيح بالنظام الملكي الهاشمي في العراق.
أما في الأردن التي وصلها عبد الله ابن الحسين بهدف الثأر لأخيه فيصل عقب خروجه من دمشق؛ فقد اقترحت عليه الحكومة البريطانية أن تكون منطقة شرقي نهر الأردن مكاناً ملائماً لإنشاء إمارة خاصة به، وقد اقتنع الأمير بهذا العرض مقابل إيقاف حملته ومنع الغارات التي كانت تشنها قبائل المنطقة على القوات الفرنسية، ومن هنا نشأ في هذا الأقليم ما يُعرف بإمارة شرقي نهر الأردن التي بقيت تحت الانتداب البريطاني حتى سنة 1946حين أُعلن عن استقلالها ونودي بالأمير عبد الله ملكاً عليها. وفي عهده شهدت البلاد عدة تحديات منها: حركة التمرد التي قادها «سلطان باشا العدوان» بمنطقة السلط سنة 1922م، ووصول قوات عبد العزيز آل سعود إلى مشارف عمان سنة 1924م، ولم ينقذ موقف الأمير سوى تدخل سلاح الجو البريطاني، ومنذ ذلك الوقت عكفت الحكومة البريطانية على تشكيل قوة عسكرية عهدت إلى أحد ضباطها جون باجوت غلوب J.B.Glub بتأهيلها وتنميتها لتكون نواة الجيش الأردني، ولعل الحادث الأبرز في عهد الملك عبد الله أنه سُمّي قائداً عاماً لجيوش الدول العربية التي شاركت في حرب فلسطين سنة 1948م التي نجم عنها فقدان ثلثي فلسطين، وقد نُسب إليه إجراء اتصالات سرية مع بعض الزعماء اليهود مالبث أن اغتيل بعدها في القدس سنة 1951م، وخلفه على العرش ابنه طلال فخلع بعد سنة ليتولى من بعده نجله الحسين بن طلال الذي استمر على العرش حتى وفاته سنة 1999م، وهي المدة الأطول لمسؤول عربي في سدة الحكم طوال القرن العشرين، وقد عمد الملك حسين قبيل وفاته إلى إصدار مرسوم ملكي أعلن فيه عزل أخيه الحسن عن ولاية العهد وتنصيب ولده عبد الله بدلاً منه، وبذلك يكون الملك الحالي عبد الله الثاني الذي هو ثمرة زواج الحسين بن طلال من فتاة بريطانية آخر من بقي من الحكام الهاشميين المنتسبين إلى أسرة قتادة.
مصطفى الخطيب
Hashemites - Hachémites
الهاشميون
الهاشميون أجيال متعاقبة من الناس ينسبون إلى هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب من قبيلة قريش، وهو الجد الثاني للنبي محمدr، انتهت إليه السيادة في مكة قرابة سنة 500م. وفي الاصطلاح: أُطلق لقب الهاشميين منذ العصر الأموي على كل الذين تحدّروا من سلالة الحسن والحسين ولدي فاطمة بنت النبي وعلي بن أبي طالبt. وقد اكتسب الهاشميون مكانة مرموقة في المجتمع العربي الإسلامي لقربهم من النبيr فعرفت ذرية الحسن بلقب «أشراف» وذرية الحسين بلقب «سادة»، وورد ذكر الهاشميين بألقاب أخرى مثل العلويين نسبة إلى علي والطالبيين نسبة إلى أبي طالب والد علي وعم النبيr.
على الصعيد السياسي لم ينس الهاشميون حقهم في الخلافة منذ استشهاد الحسين بن علي في كربلاء، فكانوا يخرجون للمطالبة بهذا الحق كلما أتيحت لهم الفرصة، وكان أول المتطلعين إلى الخلافة محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى المعروف بالنفس الزكية الذي بايعه الهاشميون ليكون رئيساً لهم، وحين آل أمر الخلافة إلى بني العباس أدرك محمد بن عبد الله أنه ومن معه من بني هاشم قد خدعوا بالدعوة الغامضة التي كان يبثها دعاة بني العباس وفحواها الدعوة للرضا من آل البيت، فامتنع بعضهم عن مبايعة العباسيين وتعرضوا للملاحقة وأخذوا بالتهديد والوعيد، غير أن محمداً بن عبد الله خرج من مخبئه ينشد الخلافة معتمداً على موالاة أهل الحجاز وفتوى الإمام مالك بجواز بيعته في المدينة؛ في الوقت الذي كان فيه أخوه إبراهيم قد استولى على دار الإمارة في البصرة بدعم من فقهائها وفي طليعتهم أبو حنيفة النعمان، غير أن المنصور تمكن من القضاء على محمد وأخيه سنة 145هـ/762م، وحلّ بالهاشميين ومن شايعهم كثير من المصائب والنكبات، فاستكانوا بعض الشيء ليعاودوا الكرة في عهد الخليفة الهادي حينما خرج عليه الحسن بن علي بن الحسن المثنى سنة 169هـ/785م بتأييد من أهل مكة والمدينة، لكنه مالبث أن قتل في موقعة «فخ» ومعه بعض أهل بيته، وهرب على أثرها إدريس ويحيى ولدا عمه عبد الله بن الحسن، فكانت وجهة الأول إلى بلاد المغرب الأقصى التي وصلها سنة 172هـ/ 788م، وهناك أيّدته قبائل البربر وتمكن من إنشاء دولته التي استمرت حتى سنة 309هـ/921م. أما يحيى فكانت وجهته إلى بلاد الديلم حيث بايعه أهلها، لكن الرشيد تمكن من استمالته وكتب إليه أماناً بخطه فقدم بغداد فحبسه في داره إلى أن أدركته الوفاة سنة180هـ/796م.
لم تكن هذه الثورات كل ما قام به الهاشميون في وجه العباسيين، ففي خلافة المأمون خرج محمد بن جعفر الصادق المعروف بالديباج في مكة وبايعه أهلها، فتمكن المأمون منه وعفا عنه، وفي سنة 250هـ/864م خرج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل الحسني العلوي إلى طبرستان وأسس دولة واسعة من أشهر ملوكها الحسن ابن علي الملقب بالأطروش، واستمرت حتى بداية القرن الرابع الهجري، وفي سنة 280هـ/893م خرج يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي المعروف بالهادي إلى الحق وادعى الإمامة في اليمن، وبايعه أهلها، وتمكن من تأسيس دولة استمرت حتى سقوط نظام الإمامة سنة 1962م، أما في المغرب الحديث فقد وصل الشرفاء العلويون من أحفاد الحسن إلى واحة تافيلالت مع العصر الحديث، وأمّروا عليهم محمد الشريف سنة 1631م، ومازال الحكم في ذريته إلى اليوم، وأما في الحجاز الذي أقفر تماماً من ذراري الهاشميين نتيجة للنكبات التي حلّت بهم فإنه بدأ يشهد نشاطاً متنامياً بظهور أسر جديدة منها: أسرة السليمانيين المنسوبة إلى محمد بن سليمان من ذرية الحسن الذي خطب لنفسه 301هـ/913م في عهد الخليفة العباسي المقتدر؛ مبرراً دعواه أن الخلافة في أسباط النبيr وليست في أعمامه، ويبدو أن محمد بن سليمان هذا أفاد في تثبيت دعائم الحكم الهاشمي في إمارة الحجاز من خلال التنافس على الحجاز بين العباسيين والفاطميين، ولعل من أبرز الأحداث في عهد هذه الأسرة أن تعرضت مكة لغزو القرامطة. وفي مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ضعف شأن هذه الأسرة وجرت بين المتأخرين من أفرادها (أبو الفتوح الحسن بن جعفر وولده شكر) وبني عمومتهم الهاشميين (نسبة إلى أبي هاشم محمد بن الحسن) حروب وفتن انتهت بزوال إمارة السليمانيين وقيام إمارة الهاشميين بدعم من خلفاء الدولة الفاطمية، وكان أول القائمين عليها أبو هاشم جعفر حفيد أبي هاشم محمد بن الحسن آنف الذكر، واستمرت أسرته على إمارة الحجاز حتى زوال دولة الفاطميين واستيلاء صلاح الدين الأيوبي على مقاليد الأمور في مصر وأخذ الضعف يدب في أوصال هذه الأسرة، وكان آخر من تولى الإمارة من أفرادها مكثر بن عيسى الذي فرّ هارباً من مكة بدخول طغتكين بن أيوب على رأس جيش أخيه صلاح الدين سنة 581هـ/1185م، فتولى إمارتها قتادة بن إدريس بن مطاعن 617هـ/1220م من سلالة الحسن أيضاً، وهو مؤسس أسرة قتادة التي استمرت على حكم الحجاز حتى زوال ملكهم باحتلال مكة من قبل قوات عبد العزيز آل سعود سنة 1924م.
حظيت أسرة قتادة بمنزلة اجتماعية وسياسية محترمة، فكانت تأتيها الهدايا والهبات من مختلف حواضر العالم الإسلامي وعلى الأخص في العهدين المملوكي والعثماني، ومما زاد في رفعة مقام هذه الأسرة إشرافها المباشر على تنظيم مناسك الحج والسهر على راحة الحجاج والزائرين والمجاورين في المدينتين المقدستين، ومع ذلك فإن تاريخهم لم يخل من النزاعات والحروب فيما بينهم من جهة؛ وبينهم وبين القوى المحلية في شبه الجزيرة العربية من جهة أخرى.
مع بداية العصر الحديث ودخول العثمانيين إلى بلاد الشام ومصر أعلن الشريف بركات بن محمد ـ المتوفى سنة 931هـ/ 1525م ـ دخوله في طاعة السلطان سليم الأول، فأقره على إمارة مكة، ومع أن ولده أبا نمي محمد بن بركات الذي حكم مكة بالفترة مابين 931-992هـ/1524-1584م؛ قد قام بجمع أنساب الهاشميين في الحجاز، وجعل لهم قانوناً يحتكمون إليه لحكم الحجاز، وتأتي الموافقة على هذا الاختيار من لدن السلطان، غير أن ذلك لم يحل على الدوام دون وقوع خلافات كثيراً ما تنتهي بمعارك بين أفراد البيت الواحد، سالت من أجلها الدماء وأُتلفت الأموال، ولا أدل على ذلك من الفتن والحروب التي دارت رحاها في عهد الشريف سعيد بن بركات (1674-1717م) الذي تولى شرافة مكة خمس مرات، وكلما تولاها نُزعت منه، ونتيجة لهذه الخلافات كانت الدولة العثمانية تلجأ إلى نفي بعض الشخصيات التي يسبِّب وجودها خطراً على استقرار الأوضاع في الحجاز، وحينما ظهرت الدعوة الوهابية في نجد في منتصف القرن الثامن عشر استولى أتباع محمد بن عبد الوهاب على إقليم الحجاز، ودخلوا مكة سنة 1218هـ/1803م؛ والمدينة سنة 1220هـ/1805م، وانتزعوا السيادة من الشريف غالب بن مساعد وتوقف الحج إلى الديار المقدسة بضع سنين، الأمر الذي أثار سخط السلطان محمود الثاني، فأوعز إلى والي مصر محمد علي باشا باستعادة الحجاز، فقام محمد علي بالقضاء على ما يُعرف بالدولة السعودية الأولى سنة 1234هـ/1818م، وأُعيد تعيين الشريف محمد ابن عبد المعين بن عون (1789-1857 م) أميراً على الحجاز وتداول أبناؤه من بعده هذا المنصب، وكان آخرهم ولداه عون الرفيق (1881- 1905م) وأخاه عبد الإله (1905- 1908م)، وكان الشريف عون الرفيق على جانب من الجبروت والطغيان، يتصرف بشؤون الحجاز تصرف المستقل المالك، وكثيراً ما كان يرتاب من تصرفات ابن أخيه (الملك حسين بن علي فيما بعد)، ولم يكن يحتمل تدخله في شؤون الإمارة، فطلب من السلطات العثمانية نفيه من الحجاز، فأبعد إلى إصطنبول وأقام فيها مع أبنائه علي وفيصل وعبد الله حتى وفاة عمه عبد الإله، فصدر الأمر بتعيينه أميراً على مكة سنة 1326هـ/1908م.
ويبدو أن سنوات النفي الطويلة خلفت في نفس الحسين شعوراً بالمرارة تجاه أعضاء حزب الاتحاد والترقي الذين كانوا يتنكرون منذ تشكيل جمعيتهم لحقوق القوميات غير التركية وفي مقدمتهم العرب، وكانوا يسعون إلى تطبيق أهدافهم فيما كان يُعرف بسياسة التتريك، من هنا كان الحسين حذراً في تعامله معهم مدة وجوده في العاصمة العثمانية, ومع أنه خاض بعد عودته إلى الحجاز عدة معارك باسم العثمانيين، ووسع دائرة نفوذه لمصلحة السلطنة حتى بلاد عسير؛ فإنه دخل في خصومة مع الاتحاديين إثر تأزم علاقته بوالي الحجاز وهيب بك المعروف بتشدده تجاه دعاة الإصلاح العرب. ولمّا نشبت الحرب العالمية الأولى ووقفت فيها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا؛ رأى زعماء القومية العربية أن مصير بلادهم أصبح معرضاً للخطر وأنهم سيقوا إلى حرب لا يرغبون في خوضها، فاتصلوا بالشريف حسين عارضين عليه الوقوف إلى جانبه إذا ما أعلن الثورة على الأتراك، وكان الشريف بدوره يطمح إلى ما يفوق شرافته على الحجاز، فتم الاتصال والتنسيق بينه وبين السلطات البريطانية عن طريق المقيم البريطاني في مصر هنري مكماهون Henry Mac-Mahon، على أن يقوم الحسين بثورته بدعم من الحكومة البريطانية وتأكيدات تقضي بالاعتراف به ملكاً على البلاد العربية، ولكن بأسلوب لا يخلو من المواربة ويشوبه كثير من الغموض. وبغض النظر عن المآخذ التي سجلها زعماء الحركة الوطنية على أسلوب الشريف في معالجة هذه المسألة؛ فإن حملة الاعتقالات والإعدامات التي قامت بها السلطات التركية في دمشق وبيروت، إلى جانب نية الحكومة العثمانية إرسال حملة عسكرية إلى اليمن عبر المدينة المنورة؛ كل ذلك عجل بالإعلان عن الثورة في حزيران/يونيو 1916م، وكان لهذا الحدث ردود أفعال متفاوتة في البلاد العربية، إلا أنها حظيت بحماس شديد في كل من بلاد الشام والعراق بعد أن انضم إليها العديد من الضباط العرب، ولكن في حين كان الحسين يفاوض مكماهون كانت الحكومة البريطانية تعقد صفقة سرية مع حليفتها فرنسا فيما يُعرف باتفاق سايكس بيكو Sykes-Picot المناقض لكل ما اتفق عليه مع الحسين، وحينما علم العرب فحوى هذا الاتفاق عدّه الشريف حسين تحللاً من كل ما التزمته بريطانيا، فسارعت على عادتها إلى تطمينه وإنعاش آماله. ومع أن جمال باشا الذي أخبر فيصل بتلك الاتفاقيات عرض عليه القيام بعمل صلح تعالج به كل المشكلات العالقة بين العرب والأتراك، إلا أن الحسين أبى ذلك وأكد على ولده متابعة الثورة مرتئياً أن ذلك أصبح معلقاً بشرفه وشرف عائلته وأنه يعدّه خائناً إذا ترك قتال الأتراك، فكان هذا الموقف من جانب الحسين فرصة ملائمة شجعت بريطانيا على المضي بخطتها التي تجاوزت حد التقسيم إلى إصدار ما يُعرف بوعد بلفور. وبعد نهاية الحرب وجه المنتصرون دعوة إلى الشريف حسين للمشاركة في مؤتمر الصلح فأوفد فيصلاً نائباً عنه إلى باريس، ومع أن فيصل حاول جاهداً إقناع الحلفاء بحق العرب في الحرية والاستقلال، غير أن الحلفاء كانوا مصرين فيما بينهم على اقتسام مناطق النفوذ بحسب اتفاقية سايكس بيكو، وقضي على محاولة الأمير الذي عاد مع وفده إلى دمشق ليعلن (أن الاستقلال يُؤخذ ولا يُعطى)، وتمت مبايعته ملكاً على سورية بحدودها الطبيعية في آذار/مارس 1920م، غير أن فرنسا لم تعترف بهذه الخطوة لأن قواتها كانت قد احتلت المناطق الساحلية وسارع المسؤولون البريطانيون إلى معالجة الأزمة ما بين فيصل وفرنسا بأن اقترحوا على فيصل عرش العراق، في حين كان الصراع محتدماً مابين الحسين وسلطان نجد عبد العزيز آل سعود ووقفت منه بريطانيا موقف المتفرج، عندها أدرك الشريف حسين خذلان الحكومة البريطانية وخديعتها له، وعلى أثر زحف القوات السعودية إلى مكة نزل الشريف لولده الأكبر علي، وانتقل إلى قبرص حيث أقام فيها حتى سنة 1931م، ليعود بعدها إلى عمّان التي مكث فيها معتلاً حتى وفاته بالعام نفسه، أما فيصل فإنه غادر دمشق عشية دخول القوات الفرنسية متجهاً إلى أوربا لينال بمساعدة الحكومة البريطانية عرشه الجديد في العراق بعد قيام ثورة العشرين التي أقنعت بريطانيا بعدم قدرتها على حكم العراق، فكان ذلك الحل ضماناً لمصالحها عن طريق حكمه بالوكالة عنها. استمر فيصل ملكاً على العراق حتى وفاته في مدينة برن Bern السويسرية سنة 1933م، فتولى من بعده ولده غازي الذي شهد عهده انقلاب بكر صدقي، وأُطيح بحكومة ياسين الهاشمي الموالية للسلطات البريطانية، ولم تطل مدة حكم الملك غازي إذ إنه قُتل في حادث سيارة غامض سنة 1939م، ونودي بابنه فيصل الثاني ملكاً على العراق، ولما كان الأخير دون سن الرشد فقد كُلِّف خاله عبد الإله بن علي الوصاية عليه حتى عام 1953م، وفي أثناء وصايته اندلعت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، وانتفاضة كركوك عام 1947م، وانتفاضة تشرين أول/أكتوبر 1952م. وبلغت الأزمة ذروتها بين دعاة التحرر الوطني والسلطات الحاكمة ممثلة برأسيها نوري السعيد وعبد الإله حينما أعلن عن دخول العراق في حلف بغداد سنة 1955، وتبعه قيام ما يُعرف بالاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن رداً على قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958، فقام الجيش العراقي بثورته المعروفة في تموز/يوليو 1958م وأُطيح بالنظام الملكي الهاشمي في العراق.
أما في الأردن التي وصلها عبد الله ابن الحسين بهدف الثأر لأخيه فيصل عقب خروجه من دمشق؛ فقد اقترحت عليه الحكومة البريطانية أن تكون منطقة شرقي نهر الأردن مكاناً ملائماً لإنشاء إمارة خاصة به، وقد اقتنع الأمير بهذا العرض مقابل إيقاف حملته ومنع الغارات التي كانت تشنها قبائل المنطقة على القوات الفرنسية، ومن هنا نشأ في هذا الأقليم ما يُعرف بإمارة شرقي نهر الأردن التي بقيت تحت الانتداب البريطاني حتى سنة 1946حين أُعلن عن استقلالها ونودي بالأمير عبد الله ملكاً عليها. وفي عهده شهدت البلاد عدة تحديات منها: حركة التمرد التي قادها «سلطان باشا العدوان» بمنطقة السلط سنة 1922م، ووصول قوات عبد العزيز آل سعود إلى مشارف عمان سنة 1924م، ولم ينقذ موقف الأمير سوى تدخل سلاح الجو البريطاني، ومنذ ذلك الوقت عكفت الحكومة البريطانية على تشكيل قوة عسكرية عهدت إلى أحد ضباطها جون باجوت غلوب J.B.Glub بتأهيلها وتنميتها لتكون نواة الجيش الأردني، ولعل الحادث الأبرز في عهد الملك عبد الله أنه سُمّي قائداً عاماً لجيوش الدول العربية التي شاركت في حرب فلسطين سنة 1948م التي نجم عنها فقدان ثلثي فلسطين، وقد نُسب إليه إجراء اتصالات سرية مع بعض الزعماء اليهود مالبث أن اغتيل بعدها في القدس سنة 1951م، وخلفه على العرش ابنه طلال فخلع بعد سنة ليتولى من بعده نجله الحسين بن طلال الذي استمر على العرش حتى وفاته سنة 1999م، وهي المدة الأطول لمسؤول عربي في سدة الحكم طوال القرن العشرين، وقد عمد الملك حسين قبيل وفاته إلى إصدار مرسوم ملكي أعلن فيه عزل أخيه الحسن عن ولاية العهد وتنصيب ولده عبد الله بدلاً منه، وبذلك يكون الملك الحالي عبد الله الثاني الذي هو ثمرة زواج الحسين بن طلال من فتاة بريطانية آخر من بقي من الحكام الهاشميين المنتسبين إلى أسرة قتادة.
مصطفى الخطيب