جولة ١ : الضفة اليمنى لنهر الفرات .
تبدأ جولتنا هذه من جرابلس في أقصى الشمال السوري حتى مدينة أبو كمال عند الحدود العراقية بطول مجرى الفرات في سورية، حيث نقترب من النهر تارة ونبتعد عنه تارة أخرى ونحن نستمتع بمجراه المتعرج، ونشهد عن كتب تاريخ تطوره الطبيعي وكيف أن الإنسان منذ القديم اختار لنفسه مسكناً وأشاد قصوراً وأبدع في الحضارة الإنسانية على الجانب الأيمن من النهر.
من فكم قلعة نمر بها قلعة نجم قلعة يوسف باشا قلعة الرحبة). وكم تل أثري نجاوره في جولتنا، وكم مدينة تاريخية تطالعنا أمثال : بالس (مسكنة)، وزلبية والميادين والعشارة (ترقا) ودورا أوربوس (الصالحية) وماريتل حريري) - شكل (۳۳) -
إن الأهمية السياحية لهذه الجولة تنبع من اجتيازنا لمناطق متباينة في مظاهرها الطبيعية والمياه التي لاتفارقنا عن يسارنا وهي تتدفق عبر مجرى نهر الفرات، والبحيرات الهلالية الجميلة التي نستمتع بمنظرها، والخضرة التي تجلل سهله في معظم بقاعه. غير أن الأهمية الأكبر هي في أننا نتعرف على حضارات الشعوب المتعاقبة على سكناه منذ ما قبل الميلاد بالوف السنين وحتى عصرنا الحالي. إلا أنَّ ما يحز في النفس مانشاهده في جولتنا لبقاع من أرض الوادي حولها التملح إلى أرض جرداء تجللها طبقة ملحية ناصعة البياض، وهذا ما نلمسه بشكل واضح بين دير الزور وابو كمال .
إن معظم جولتنا في القطاع الأعلى من الجانب الأيمن لوادي الفرات ستكون خارج الوادي، ولكن على مقربة منه لعدم وجود طريق إسفلتي ولاترابي ممهد يعبر ذلك الجانب. فابتداء من جرابلس نتجه جنوباً ضمن الحافة الغربية للوادي مسافة ثمانية كيلومترات لنخرج منه سالكين هضاباً وسهولاً متماوجة مرتفعة فوق مستوى الوادي ولنعبر وادي الساجور بعد جرابلس بنحو ٢٢كم، ولنصل بعد الساجور بنحو ١٤كم إلى مدينة منبج - التي سبق الحديث عنها - ولنستمر بعدها جنوباً نحو ٣٠كم لندخل وادي الفرات قبل بلوغنا بلدة خفسة بنحو٦ كم، حيث نتجاوز عندها وادي نهر الحمر السيلي المار بخفسة والذي ينتهي في بحيرة الأسد شمالي موقع عارود ا الأثري بنحو ٢ كم وعلى طول الطريق من جرابلس إلى خفسة نمر بالعديد من التجمعات البشرية نذكر منها ،خور ،عمارنه عين البيضا، دابس، الدادات ،کرد لاتحتاني ،منبج كابر صغير وكابر ،كبير، قرعة صغير، حمير لابدة، عربية صغيرة، ومن ثم بلدة خفسة (مركز ناحية). وعلى جانبي الطريق مسافة معتبرة تطالعنا العديد من المواقع التاريخية والتلال الأثرية، وبإمكاننا أن نسلك بعض الطرق الفرعية نحو مجرى النهر النتعرف على قلعة نجم، وقلعة يوسف باشا. وبالقرب من قلعة يوسف باشا يوجد تل القطار الأثري
الذي عثر فيه على آثار تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وإلى الشرق والجنوب الشرقي من خفسة تنتشر على ضفة بحيرة الأسد عدة مواقع تلية آثرية نذكر منها : تل الطعس شمالي الوادي الحمر الذي عثر فيه على آثار تعود إلى العصر الأموي (القرن الثامن الميلادي والعصر الأيوبي (القرن الثاني عشر والثالث عشر) بالإضافة إلى آثار تعود إلى العصر البيزنطي. وإلى الجنوب من وادي الحمر بنحو ٣ كم يرتفع جبل عارودا مشرفا على بحيرة الأسد بارتفاع يصل إلى ۱۸۰ متراً فوق السهل المجاور، وكانت سفوحه الشرقية والشمالية مسكونة في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد وإلى الجنوب من عارودا ثم الكشف عن أطلال مدينة من عصر فجر التاريخ (١٠٠ ۳۵۰۰ ۳۳۰۰ ق.م) في موقع حبوبة الكبيرة الجنوبية والتل المشرف عليها من شمالها ( تل حبوبة الكبيرة الذي عثر فيه على بقايا سكنية من العصر البابلي القديم (النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد).
وإلى الجنوب من حبوبة بنحو ٢ كم نمر بالقرب من تل قناص الأثري الذي عثر فيه على معابد من عصر فجر التاريخ (٣٥٠٠ ق.م)، وجنوبه مباشرة بنحو ٥ كم تل السلنكحية الذي عثر فيه على اثار تعود إلى العصر الهلنستي في طبقاته العليا، وإلى العصر البرونزي - في طبقاته الوسطى . ومسكنة المدينة القديمة ـ التي ذكرناها في إحدى جولاتنا السابقة في ربوع الشمال السوري - واحدة من المعالم التاريخية التي نمر بها ونتعرف على كنوزها. وبالاستمرار في جولتنا بعد مسكنة مسافة نحو ١٥كم نترك على يسارنا أربعة تجمعات بشرية (المسحة، سموحة، العزيزية، ومسطاحة المخروط) قبل أن نبلغ حدود محافظة الرقة، وتطالعنا أول قرية من قراها وهي قرية دبسي فرج (بحيصة حالياً) التي تبعد عن بحيرة الأسد جنوباً نحوكم، مغيرة موقعها بعد أن غمرت البحيرة القرية القديمة. وقد عثر فيها على آثار قلعة حصينة رومانية حافظ عليها البيزنطيون والعرب، بالإضافة إلى كنيسة وحمامات .
تبدأ جولتنا هذه من جرابلس في أقصى الشمال السوري حتى مدينة أبو كمال عند الحدود العراقية بطول مجرى الفرات في سورية، حيث نقترب من النهر تارة ونبتعد عنه تارة أخرى ونحن نستمتع بمجراه المتعرج، ونشهد عن كتب تاريخ تطوره الطبيعي وكيف أن الإنسان منذ القديم اختار لنفسه مسكناً وأشاد قصوراً وأبدع في الحضارة الإنسانية على الجانب الأيمن من النهر.
من فكم قلعة نمر بها قلعة نجم قلعة يوسف باشا قلعة الرحبة). وكم تل أثري نجاوره في جولتنا، وكم مدينة تاريخية تطالعنا أمثال : بالس (مسكنة)، وزلبية والميادين والعشارة (ترقا) ودورا أوربوس (الصالحية) وماريتل حريري) - شكل (۳۳) -
إن الأهمية السياحية لهذه الجولة تنبع من اجتيازنا لمناطق متباينة في مظاهرها الطبيعية والمياه التي لاتفارقنا عن يسارنا وهي تتدفق عبر مجرى نهر الفرات، والبحيرات الهلالية الجميلة التي نستمتع بمنظرها، والخضرة التي تجلل سهله في معظم بقاعه. غير أن الأهمية الأكبر هي في أننا نتعرف على حضارات الشعوب المتعاقبة على سكناه منذ ما قبل الميلاد بالوف السنين وحتى عصرنا الحالي. إلا أنَّ ما يحز في النفس مانشاهده في جولتنا لبقاع من أرض الوادي حولها التملح إلى أرض جرداء تجللها طبقة ملحية ناصعة البياض، وهذا ما نلمسه بشكل واضح بين دير الزور وابو كمال .
إن معظم جولتنا في القطاع الأعلى من الجانب الأيمن لوادي الفرات ستكون خارج الوادي، ولكن على مقربة منه لعدم وجود طريق إسفلتي ولاترابي ممهد يعبر ذلك الجانب. فابتداء من جرابلس نتجه جنوباً ضمن الحافة الغربية للوادي مسافة ثمانية كيلومترات لنخرج منه سالكين هضاباً وسهولاً متماوجة مرتفعة فوق مستوى الوادي ولنعبر وادي الساجور بعد جرابلس بنحو ٢٢كم، ولنصل بعد الساجور بنحو ١٤كم إلى مدينة منبج - التي سبق الحديث عنها - ولنستمر بعدها جنوباً نحو ٣٠كم لندخل وادي الفرات قبل بلوغنا بلدة خفسة بنحو٦ كم، حيث نتجاوز عندها وادي نهر الحمر السيلي المار بخفسة والذي ينتهي في بحيرة الأسد شمالي موقع عارود ا الأثري بنحو ٢ كم وعلى طول الطريق من جرابلس إلى خفسة نمر بالعديد من التجمعات البشرية نذكر منها ،خور ،عمارنه عين البيضا، دابس، الدادات ،کرد لاتحتاني ،منبج كابر صغير وكابر ،كبير، قرعة صغير، حمير لابدة، عربية صغيرة، ومن ثم بلدة خفسة (مركز ناحية). وعلى جانبي الطريق مسافة معتبرة تطالعنا العديد من المواقع التاريخية والتلال الأثرية، وبإمكاننا أن نسلك بعض الطرق الفرعية نحو مجرى النهر النتعرف على قلعة نجم، وقلعة يوسف باشا. وبالقرب من قلعة يوسف باشا يوجد تل القطار الأثري
الذي عثر فيه على آثار تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وإلى الشرق والجنوب الشرقي من خفسة تنتشر على ضفة بحيرة الأسد عدة مواقع تلية آثرية نذكر منها : تل الطعس شمالي الوادي الحمر الذي عثر فيه على آثار تعود إلى العصر الأموي (القرن الثامن الميلادي والعصر الأيوبي (القرن الثاني عشر والثالث عشر) بالإضافة إلى آثار تعود إلى العصر البيزنطي. وإلى الجنوب من وادي الحمر بنحو ٣ كم يرتفع جبل عارودا مشرفا على بحيرة الأسد بارتفاع يصل إلى ۱۸۰ متراً فوق السهل المجاور، وكانت سفوحه الشرقية والشمالية مسكونة في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد وإلى الجنوب من عارودا ثم الكشف عن أطلال مدينة من عصر فجر التاريخ (١٠٠ ۳۵۰۰ ۳۳۰۰ ق.م) في موقع حبوبة الكبيرة الجنوبية والتل المشرف عليها من شمالها ( تل حبوبة الكبيرة الذي عثر فيه على بقايا سكنية من العصر البابلي القديم (النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد).
وإلى الجنوب من حبوبة بنحو ٢ كم نمر بالقرب من تل قناص الأثري الذي عثر فيه على معابد من عصر فجر التاريخ (٣٥٠٠ ق.م)، وجنوبه مباشرة بنحو ٥ كم تل السلنكحية الذي عثر فيه على اثار تعود إلى العصر الهلنستي في طبقاته العليا، وإلى العصر البرونزي - في طبقاته الوسطى . ومسكنة المدينة القديمة ـ التي ذكرناها في إحدى جولاتنا السابقة في ربوع الشمال السوري - واحدة من المعالم التاريخية التي نمر بها ونتعرف على كنوزها. وبالاستمرار في جولتنا بعد مسكنة مسافة نحو ١٥كم نترك على يسارنا أربعة تجمعات بشرية (المسحة، سموحة، العزيزية، ومسطاحة المخروط) قبل أن نبلغ حدود محافظة الرقة، وتطالعنا أول قرية من قراها وهي قرية دبسي فرج (بحيصة حالياً) التي تبعد عن بحيرة الأسد جنوباً نحوكم، مغيرة موقعها بعد أن غمرت البحيرة القرية القديمة. وقد عثر فيها على آثار قلعة حصينة رومانية حافظ عليها البيزنطيون والعرب، بالإضافة إلى كنيسة وحمامات .
تعليق