وحيد (محمد شريف)
Ibn al-Wahid (Mohammad ibn Sharif-) - Ibn al-Wahid (Mohammad ibn Charif-)
ابن الوحيد (محمد بن شريف ـ)
(647 ـ 711هـ/1249 ـ 1311م)
شرف الدين محمد بن شريف بن يوسف بن الوحيد الزرعي الأديب، شيخ التجويد في الخط والكتابة.
وُلد بدمشق، وتلقى علومه فيها، فألمّ بعلم الحديث وعلوم العربية، ومال إلى الأدب، واستهواه الخط والكتابة، فدأب فيهما واجتهد، وارتحل لإتقان الخط وأخذه عن أعلامه والإحاطة بفنونه وقوانينه، فسافر إلى بعلبك والحجاز والعراق، واجتمع بياقوت المجود حتى أتقن الخط وعرف أنواعه وفنونه، فكتب الخطوط المنسوبة ذات القواعد الثابتة بدقة وجمال، وصار من أشهر خطاطي عصره، ومضرب المثل في حُسنه وإتقانه، فقصده طلاب هذا الفن، وأخذوا عنه وتدربوا على يديه وتخرجوا به، ومنهم من أصبح رأساً في فن الخط في زمانه، فقد كان حسن التعليم وله فيه قصيدة، وصاحب طريقة متفردة في الخط منسوبة إليه، يقلده فيها الخطاطون ويحذون حذوه.
خدم ابن الوحيد عند جماعة من الأعيان، ودخل ديوان الإنشاء في الشام ومصر، واشتهر بنسخ المصاحف وزخرفتها وتذهيبها، ومنها ختمة كتبها لبيبرس الجاشنكير في سبعة أجزاء مذهبة مزخرفة، فجاءت أعجوبة في حُسن الخط والتنميق، أوقفت على جامع الحاكم في القاهرة، وكان يهب نسخ المصحف بأثمان عالية. وظل يشتغل بالخط وكتابة الإنشاء حتى تعطل عن كتابة الإنشاء قبل عشر سنوات من وفاته، فنزل صوفياً بخانقاه سعيد السعداء في القاهرة، وتابع رواية الحديث الشريف إلى أن تُوفي بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة.
كان شرف الدين بن الوحيد تام الشكل حسن اللباس متأنقاً، موصوفاً بالشجاعة، متكلماً بلغات عدة، وفياً لأصدقائه، يحب مخالطة الأدباء والعلماء ويهاديهم، إلا أن بعضهم كان يتهمه في دينه ويرميه بشرب الخمر والإفادة من كتابة تلاميذه وادعائها، ومع ذلك فقد روى عنه بعض أعلام عصره وكتبوا عليه، وانتفع به الناس، وكان إضافة إلى إتقانه للخط أديباً، شاعراً ناثراً، لكنه لم يرتق في نثره إلى مستوى أعلام النثر في عصره؛ لأنه كان مغرماً بالسجع يُفسد به مقاصده، وله مراسلات ومنافرات مع بعض أدباء عصره ومحاورات شعرية مع أصدقائه الشعراء، وشعره مقبول متوسط الجودة، يسير فيه على نهج الشعراء في أيامه فيحرص على الصنعة البديعية، ويسعى إلى توفير فنونها فيه، ومعظمه في المطارحات والغزل وبعض الحكمة والشكوى من أحوال زمانه.
وقوله في الشكوى:
جُهد المُغفل في الزمان مُضيّع
وإن ارتضى أستاذه وزمانه
كالثور في الدولاب يسعى وهو لا
يدري الطريق ولا يزال مكانه
محمود سالم محمد
Ibn al-Wahid (Mohammad ibn Sharif-) - Ibn al-Wahid (Mohammad ibn Charif-)
ابن الوحيد (محمد بن شريف ـ)
(647 ـ 711هـ/1249 ـ 1311م)
شرف الدين محمد بن شريف بن يوسف بن الوحيد الزرعي الأديب، شيخ التجويد في الخط والكتابة.
وُلد بدمشق، وتلقى علومه فيها، فألمّ بعلم الحديث وعلوم العربية، ومال إلى الأدب، واستهواه الخط والكتابة، فدأب فيهما واجتهد، وارتحل لإتقان الخط وأخذه عن أعلامه والإحاطة بفنونه وقوانينه، فسافر إلى بعلبك والحجاز والعراق، واجتمع بياقوت المجود حتى أتقن الخط وعرف أنواعه وفنونه، فكتب الخطوط المنسوبة ذات القواعد الثابتة بدقة وجمال، وصار من أشهر خطاطي عصره، ومضرب المثل في حُسنه وإتقانه، فقصده طلاب هذا الفن، وأخذوا عنه وتدربوا على يديه وتخرجوا به، ومنهم من أصبح رأساً في فن الخط في زمانه، فقد كان حسن التعليم وله فيه قصيدة، وصاحب طريقة متفردة في الخط منسوبة إليه، يقلده فيها الخطاطون ويحذون حذوه.
خدم ابن الوحيد عند جماعة من الأعيان، ودخل ديوان الإنشاء في الشام ومصر، واشتهر بنسخ المصاحف وزخرفتها وتذهيبها، ومنها ختمة كتبها لبيبرس الجاشنكير في سبعة أجزاء مذهبة مزخرفة، فجاءت أعجوبة في حُسن الخط والتنميق، أوقفت على جامع الحاكم في القاهرة، وكان يهب نسخ المصحف بأثمان عالية. وظل يشتغل بالخط وكتابة الإنشاء حتى تعطل عن كتابة الإنشاء قبل عشر سنوات من وفاته، فنزل صوفياً بخانقاه سعيد السعداء في القاهرة، وتابع رواية الحديث الشريف إلى أن تُوفي بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة.
كان شرف الدين بن الوحيد تام الشكل حسن اللباس متأنقاً، موصوفاً بالشجاعة، متكلماً بلغات عدة، وفياً لأصدقائه، يحب مخالطة الأدباء والعلماء ويهاديهم، إلا أن بعضهم كان يتهمه في دينه ويرميه بشرب الخمر والإفادة من كتابة تلاميذه وادعائها، ومع ذلك فقد روى عنه بعض أعلام عصره وكتبوا عليه، وانتفع به الناس، وكان إضافة إلى إتقانه للخط أديباً، شاعراً ناثراً، لكنه لم يرتق في نثره إلى مستوى أعلام النثر في عصره؛ لأنه كان مغرماً بالسجع يُفسد به مقاصده، وله مراسلات ومنافرات مع بعض أدباء عصره ومحاورات شعرية مع أصدقائه الشعراء، وشعره مقبول متوسط الجودة، يسير فيه على نهج الشعراء في أيامه فيحرص على الصنعة البديعية، ويسعى إلى توفير فنونها فيه، ومعظمه في المطارحات والغزل وبعض الحكمة والشكوى من أحوال زمانه.
وقوله في الشكوى:
جُهد المُغفل في الزمان مُضيّع
وإن ارتضى أستاذه وزمانه
كالثور في الدولاب يسعى وهو لا
يدري الطريق ولا يزال مكانه
محمود سالم محمد