جولة (٦) ـ القامشلي - رأس العين :
تشمل جولتنا هذه قطاع من أقصى شمالي الأراضي السورية نسير فيها بالقرب من الحدود التركية ونجتاز أرض سهلية زراعية، تطل علينا من الشمال والشمال الشرقي الجبال من الأراضي التركية (جبال طوروس) ونسلك طريقاً إسفلتياً من نوعية متوسطة حتى عامودا، ليصبح رديئاً حتى رأس العين وطول جولتنا هذه بحدود ١٠٨كم وهي ورأس العين . بين القامشلي
وبعد خروجنا من الزاوية الجنوبية الغربية من القامشلي يأخذ الطريق بالابتعاد عن الحدود التركية لمسافة نحو ۱۳كم ماراً بعدد من القرى (هيمو، الثورة هاشمية، حرم شيخو رنكو) ليعاود الاقتراب من الحدود مروراً بقرى باب الخير وأم الربيع وحاصدة لنبلغ بعدها بلدة عامودا التي تبعد عن القامشلي نحو ٢٧كم وعن الحدود التركية نحو ٢ كم، ويخترقها وادي نهر الخنزير أحد روافد الخابور مستمداً مياهه من سفوح جبال طوروس الجنوبية التركية .
وهي بلدة قديمة الوجود في المنطقة، وقد اعتبرت مركز ناحية منذ العهد العثماني. أنزل فيها الاستعمار الفرنسي الخراب والتدمير عام ١٩٣٧ عندما تصدت لمقاومته يغلب عليها العمران القديم الطيني في أحيائها القديمة، مع ظهور العمران الاسمنتي في أحيائها الجديدة. بلغ عدد سكانها نحو ١٨ ألف نسمة عام ،۱۹۸۱ ، وإن كانوا اليوم يقاربون من ٣٠ ألف نسمة حسب سجلات الأحوال المدنية تكثر في أراضيها الآبار الجوفية التي تساهم في سقاية مساحات كبيرة تزرع بالقطن والذرة والقمح والخضراوات.
وبتجاوزنا عامودا متجهين غرباً نزداد اقتراباً من الحدود التركية، لنسير بمحاذاتها بعد عامودا بنحو ٧كم - أي بعد قرية بهيرة - مبتعدين عنها بضعة عشرات الأمتار، ونمر ونحن في الطريق إلى الدرباسية بالعديد من القرى والمزارع نذكر منها : جوهرية (۲)كم)، جوهرية كبيرة (٤كم)، بهيرة (٧كم)، تل حمدون (۹كم)، خرزة (١٢كم)، خانيك (١٦كم)، أبو جرادة (٢١كم) وتل تشرين (٢٤)كم) ، لنصل الدرباسية بعد مسافة نحو ٢٧كم من عامودا. و الدرباسية بلدة صغيرة مع أنها مركز ناحية عدد سكانها لايتجاوز ۳۰۰۰
نسمة. وتقع قريباً من الحدود التركية حيث لا تبتعد عن تلك الحدود سوى عشرات الأمتار. وهي من المواقع القديمة في الجزيرة، واسمها كما يظن مشتق من وظيفتها السابقة، حيث كانت محطة للقوافل التجارية القادمة من الجنوب باتجاه آسيا - أي أنها كانت درب آسيا.
والمعتقد أنَّه ولابد لزائر الدرباسية من أن يقوم بزيارة تل عيلون الأثري (تل ايلون) القريب من الدرباسية (١٥كم إلى الشرق من الدرباسية جنوبي الطريق مباشرة) الذي يرتفع نحو ٣٥ متراً عن الأراضي السهلية المجاورة له، يحوي أنقاض مدينة قديمة كانت مركزاً لهذه البقعة، حيث کشفت التنقيبات التي جرت فيه عام ١٩٥٦ عن طبقات سكنية متعاقبة تمتد من عصر تل حلف وحتى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. كما عثر فيه على آوان خزفية مختلفة الأشكال والأحجام وصحون مصنوعة من فخار أصفر أو أحمر ومزينة بنقوش بارزة أو محفورة.
ونستمر بعد الدرباسية في جولتنا قريبين من الحدود التركية، وخط السكة الحديدية لا يبعد عنا في بعض المواقع أكثر من ٢٠٠ متر. ونعبر أراضي سهلية زراعية تجود بالحبوب المتنوعة، وبالمحاصيل المروية (قطن وخضراوات) التي تسقى من مياه الآبار الوفيرة ولنمر بالعديد من التجمعات البشرية الصغيرة، إلى أن نصل إلى رأس العين التي تبعد عن الدرباسية نحو ٥٥كم. إنها مدينة جميلة بموقعها المجاور للحدود التركية، وبكثرة الينابيع المائية التي تحيط بها من غربها وجنوبها وبالخضرة التي تمنحها الأشجار الوارفة الظلال حيثما تتواجد المياه الوفيرة كما هو ملاحظ في جنوبها وغربها، وتوجد المنتزهات والمقاصف في جنوبها. ورأس العين؛ مدينة تاريخها إلى العهدين البابلي والآشوري، وازدهرت في عهد الميتانيين والآراميين ذكرها المؤرخون والجغرافيون العرب (ياقوت الحموي، الاصطخري، الادريسي ... وغيرهم. يقع إلى غربها بنحو ٣كم
تشمل جولتنا هذه قطاع من أقصى شمالي الأراضي السورية نسير فيها بالقرب من الحدود التركية ونجتاز أرض سهلية زراعية، تطل علينا من الشمال والشمال الشرقي الجبال من الأراضي التركية (جبال طوروس) ونسلك طريقاً إسفلتياً من نوعية متوسطة حتى عامودا، ليصبح رديئاً حتى رأس العين وطول جولتنا هذه بحدود ١٠٨كم وهي ورأس العين . بين القامشلي
وبعد خروجنا من الزاوية الجنوبية الغربية من القامشلي يأخذ الطريق بالابتعاد عن الحدود التركية لمسافة نحو ۱۳كم ماراً بعدد من القرى (هيمو، الثورة هاشمية، حرم شيخو رنكو) ليعاود الاقتراب من الحدود مروراً بقرى باب الخير وأم الربيع وحاصدة لنبلغ بعدها بلدة عامودا التي تبعد عن القامشلي نحو ٢٧كم وعن الحدود التركية نحو ٢ كم، ويخترقها وادي نهر الخنزير أحد روافد الخابور مستمداً مياهه من سفوح جبال طوروس الجنوبية التركية .
وهي بلدة قديمة الوجود في المنطقة، وقد اعتبرت مركز ناحية منذ العهد العثماني. أنزل فيها الاستعمار الفرنسي الخراب والتدمير عام ١٩٣٧ عندما تصدت لمقاومته يغلب عليها العمران القديم الطيني في أحيائها القديمة، مع ظهور العمران الاسمنتي في أحيائها الجديدة. بلغ عدد سكانها نحو ١٨ ألف نسمة عام ،۱۹۸۱ ، وإن كانوا اليوم يقاربون من ٣٠ ألف نسمة حسب سجلات الأحوال المدنية تكثر في أراضيها الآبار الجوفية التي تساهم في سقاية مساحات كبيرة تزرع بالقطن والذرة والقمح والخضراوات.
وبتجاوزنا عامودا متجهين غرباً نزداد اقتراباً من الحدود التركية، لنسير بمحاذاتها بعد عامودا بنحو ٧كم - أي بعد قرية بهيرة - مبتعدين عنها بضعة عشرات الأمتار، ونمر ونحن في الطريق إلى الدرباسية بالعديد من القرى والمزارع نذكر منها : جوهرية (۲)كم)، جوهرية كبيرة (٤كم)، بهيرة (٧كم)، تل حمدون (۹كم)، خرزة (١٢كم)، خانيك (١٦كم)، أبو جرادة (٢١كم) وتل تشرين (٢٤)كم) ، لنصل الدرباسية بعد مسافة نحو ٢٧كم من عامودا. و الدرباسية بلدة صغيرة مع أنها مركز ناحية عدد سكانها لايتجاوز ۳۰۰۰
نسمة. وتقع قريباً من الحدود التركية حيث لا تبتعد عن تلك الحدود سوى عشرات الأمتار. وهي من المواقع القديمة في الجزيرة، واسمها كما يظن مشتق من وظيفتها السابقة، حيث كانت محطة للقوافل التجارية القادمة من الجنوب باتجاه آسيا - أي أنها كانت درب آسيا.
والمعتقد أنَّه ولابد لزائر الدرباسية من أن يقوم بزيارة تل عيلون الأثري (تل ايلون) القريب من الدرباسية (١٥كم إلى الشرق من الدرباسية جنوبي الطريق مباشرة) الذي يرتفع نحو ٣٥ متراً عن الأراضي السهلية المجاورة له، يحوي أنقاض مدينة قديمة كانت مركزاً لهذه البقعة، حيث کشفت التنقيبات التي جرت فيه عام ١٩٥٦ عن طبقات سكنية متعاقبة تمتد من عصر تل حلف وحتى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. كما عثر فيه على آوان خزفية مختلفة الأشكال والأحجام وصحون مصنوعة من فخار أصفر أو أحمر ومزينة بنقوش بارزة أو محفورة.
ونستمر بعد الدرباسية في جولتنا قريبين من الحدود التركية، وخط السكة الحديدية لا يبعد عنا في بعض المواقع أكثر من ٢٠٠ متر. ونعبر أراضي سهلية زراعية تجود بالحبوب المتنوعة، وبالمحاصيل المروية (قطن وخضراوات) التي تسقى من مياه الآبار الوفيرة ولنمر بالعديد من التجمعات البشرية الصغيرة، إلى أن نصل إلى رأس العين التي تبعد عن الدرباسية نحو ٥٥كم. إنها مدينة جميلة بموقعها المجاور للحدود التركية، وبكثرة الينابيع المائية التي تحيط بها من غربها وجنوبها وبالخضرة التي تمنحها الأشجار الوارفة الظلال حيثما تتواجد المياه الوفيرة كما هو ملاحظ في جنوبها وغربها، وتوجد المنتزهات والمقاصف في جنوبها. ورأس العين؛ مدينة تاريخها إلى العهدين البابلي والآشوري، وازدهرت في عهد الميتانيين والآراميين ذكرها المؤرخون والجغرافيون العرب (ياقوت الحموي، الاصطخري، الادريسي ... وغيرهم. يقع إلى غربها بنحو ٣كم
تعليق