جولة (۳) : الحسكة - الحسكة ـ القامشلي:
إنها جولة سياحة واستجمام نلمس من خلالها عطاء الجزيرة العليا، ذاك العطاء المتجدد عبر العصور، والمتمثل حالياً في زراعة متطورة تشكل ركيزة لاقتصاد سورية وحقول نفط وافرة العطاء في مناطق القحطانية، والرميلان والسويدية وقره شوك ... وغير ذلك ـ كما هو موضح في الشكل ( ۳۲). كما نتعرف من خلالها على جزء من تاريخ المنطقة، لما نمر به من مدن قديمة وتلال أثرية شاهدة على عمران قديم للمنطقة .
ومن الحسكة إلى القامشلي عبر مسافة تقارب من ٨٥كم، نمرُّ عبر أراضي سهلية زراعية تتلقى مياه ريها من نهر جغجغ الذي نسير بمحاذاته من مشروع تل مغاص على الخابور، ومن الآبار العديدة الزاخرة بمياه تضخ إلى السطح لتحول الأرض إلى جنان وارفة . قناة ومن ري مشتقة
وفي بعض المراحل من جولتنا نقترب كثيراً من مجرى نهر جغجغ رافد الخابور كماهو الحال فيما بين الحسكة وتل أسود، وفي معظم قطاعه الأعلى. كما أنَّنا نمر بالعديد من التجمعات البشرية التي تمركز معظمها في أماكن خرائب قديمة أو بالقرب من تلال أثرية كما في تل طويل وخربة الياس، وخراب أبيض، وتل أسود، ونص تل، وتل الذهب. ومن أهم
المواقع التاريخية التي نمر بها هي مدينة صفيا القديمة التي أقيم على أنقاضها قرية صفيا الحالية التي تبعد عن الحسكة نحو ١٣ كم عدد سكانها نحو ۳۰۰۰ نسمة)، ويستدل على أهميتها من بقايا جسر قديم على الجغجغ ومن رسوم (بقايا) مدينة قديمة ومن أطلال سدود بنيت بحجارة سوداء، ومن وهاد حولها حفرت لغايات الدفاع. ويقف تل بيزاري على بعد كيلو مترين منها كحارس يقظ لها. وكذلك تل براك الواقع عند نهاية وادي نهر الرد بالتقائه مع جغجغ، الذي يبعد عن الحسكة نحو ٤٠كم، ويعد من أشهر تلال الجزيرة بعد تل حلف ويرتفع إلى أربعين متراً فوق السهول المحيطة به من جميع الجهات أجريت بعض الحفريات فيه سنتي ۱۹۳۷ و ۱۹۳۹م، ودلت على أنه يعود إلى عصور قديمة لاحتوائه على ست طبقات متعاقبة من عصور ماقبل التاريخ العصر الأول القديم، عصر سرجون، عصر أور، عصر أواخر الألف الثالثة قبل الميلاد، وعصر الألف الثاني قبل الميلاد. وكشفت الحفريات عن قصر كبير يعود إلى عهد الملك الأكادي نارام سين». كما اتخذ الأكاديون من تلك براك موقعاً حصيناً، ومقراً للحكام، ومركزاً للعبادة، ومخزناً للأسلحة. وعثر فيه أيضاً على أواني فخارية ومعدنية وحلى وتماثيل ومصنوعات مختلفة .
وبوصولنا القامشلي نجد أنفسنا أمام مدينة حديثة الطراز، جميلة العمران، حسنة التخطيط، يعود بداية إعمار المدينة الأول إلى عام ١٩٢٥ لتتطور خلال ثلاث سنوات متحولة إلى قرية صغيرة ومن ثم بلدة في عام ١٩٣٠ لكونها اعتمدت كمركز قضاء تابع للحسكة وقد توافدت إليه جموع كبيرة من العرب الذين كانوا يقطنون في الأراضي العربية التي بقيت تحت السيادة التركية وخاصة من مدينة نصيبين المقابلة لها والتي لا يفصلها عنها اليوم سوى خط الحدود السوري - التركي. ولقد تطورت القامشلي تطوراً كبيراً خلال نصف القرن الذي أعقب نشأتها فاق تطور كافة المراكز البشرية في الجزيرة السورية، لتصبح المدينة الأولى في عدد السكان وفي العمران وفي النشاط الاقتصادي، حيث بلغ عدد سكانها ٩٣٣٨٥ نسمة عام ١٩٨١، ليصل إلى نحو ١٣٠ ألف نسمة عام .۱۹۹۲
وتتصف القامشلي بما تتصف به أية مدينة عصرية، بل يمكن اعتبارها من أجمل المدن السورية الصغيرة، لحسن تخطيطها، وتناسق عمرانها، وكثرة الشوارع الواسعة بها المزدانة بالخضرة على جانبيها، ولما تحتويه من مساحات خضراء ،بداخلها وللخدمات العديدة المتوفرة فيها التي تلبي متطلبات أي سائح يزورها ويود المكوث بها وينتشر عمرانها على مساحة نحو ۲۰۰۰ هکتار وفق مخطط شطرنجي . ولقد بلغ امتداد عمرانها الحدود التركية. وتعتمد المدينة اعتماداً رئيسياً على ظهيرها الزراعي، مما جعلها سوقاً تجارياً تضاهى الحسكة، ومركزاً صناعياً - زراعياً أولياً في الجزيرة السورية، حيث تصنع فيها العديد من الأدوات والتجهيزات الزراعية. وترتبط بالحسكة بخط حديدي يوصلها مع بقية المدن السورية الكبرى. كما إلى جنوبها الغربي مطاراً مدنياً صغيراً.
إنها جولة سياحة واستجمام نلمس من خلالها عطاء الجزيرة العليا، ذاك العطاء المتجدد عبر العصور، والمتمثل حالياً في زراعة متطورة تشكل ركيزة لاقتصاد سورية وحقول نفط وافرة العطاء في مناطق القحطانية، والرميلان والسويدية وقره شوك ... وغير ذلك ـ كما هو موضح في الشكل ( ۳۲). كما نتعرف من خلالها على جزء من تاريخ المنطقة، لما نمر به من مدن قديمة وتلال أثرية شاهدة على عمران قديم للمنطقة .
ومن الحسكة إلى القامشلي عبر مسافة تقارب من ٨٥كم، نمرُّ عبر أراضي سهلية زراعية تتلقى مياه ريها من نهر جغجغ الذي نسير بمحاذاته من مشروع تل مغاص على الخابور، ومن الآبار العديدة الزاخرة بمياه تضخ إلى السطح لتحول الأرض إلى جنان وارفة . قناة ومن ري مشتقة
وفي بعض المراحل من جولتنا نقترب كثيراً من مجرى نهر جغجغ رافد الخابور كماهو الحال فيما بين الحسكة وتل أسود، وفي معظم قطاعه الأعلى. كما أنَّنا نمر بالعديد من التجمعات البشرية التي تمركز معظمها في أماكن خرائب قديمة أو بالقرب من تلال أثرية كما في تل طويل وخربة الياس، وخراب أبيض، وتل أسود، ونص تل، وتل الذهب. ومن أهم
المواقع التاريخية التي نمر بها هي مدينة صفيا القديمة التي أقيم على أنقاضها قرية صفيا الحالية التي تبعد عن الحسكة نحو ١٣ كم عدد سكانها نحو ۳۰۰۰ نسمة)، ويستدل على أهميتها من بقايا جسر قديم على الجغجغ ومن رسوم (بقايا) مدينة قديمة ومن أطلال سدود بنيت بحجارة سوداء، ومن وهاد حولها حفرت لغايات الدفاع. ويقف تل بيزاري على بعد كيلو مترين منها كحارس يقظ لها. وكذلك تل براك الواقع عند نهاية وادي نهر الرد بالتقائه مع جغجغ، الذي يبعد عن الحسكة نحو ٤٠كم، ويعد من أشهر تلال الجزيرة بعد تل حلف ويرتفع إلى أربعين متراً فوق السهول المحيطة به من جميع الجهات أجريت بعض الحفريات فيه سنتي ۱۹۳۷ و ۱۹۳۹م، ودلت على أنه يعود إلى عصور قديمة لاحتوائه على ست طبقات متعاقبة من عصور ماقبل التاريخ العصر الأول القديم، عصر سرجون، عصر أور، عصر أواخر الألف الثالثة قبل الميلاد، وعصر الألف الثاني قبل الميلاد. وكشفت الحفريات عن قصر كبير يعود إلى عهد الملك الأكادي نارام سين». كما اتخذ الأكاديون من تلك براك موقعاً حصيناً، ومقراً للحكام، ومركزاً للعبادة، ومخزناً للأسلحة. وعثر فيه أيضاً على أواني فخارية ومعدنية وحلى وتماثيل ومصنوعات مختلفة .
وبوصولنا القامشلي نجد أنفسنا أمام مدينة حديثة الطراز، جميلة العمران، حسنة التخطيط، يعود بداية إعمار المدينة الأول إلى عام ١٩٢٥ لتتطور خلال ثلاث سنوات متحولة إلى قرية صغيرة ومن ثم بلدة في عام ١٩٣٠ لكونها اعتمدت كمركز قضاء تابع للحسكة وقد توافدت إليه جموع كبيرة من العرب الذين كانوا يقطنون في الأراضي العربية التي بقيت تحت السيادة التركية وخاصة من مدينة نصيبين المقابلة لها والتي لا يفصلها عنها اليوم سوى خط الحدود السوري - التركي. ولقد تطورت القامشلي تطوراً كبيراً خلال نصف القرن الذي أعقب نشأتها فاق تطور كافة المراكز البشرية في الجزيرة السورية، لتصبح المدينة الأولى في عدد السكان وفي العمران وفي النشاط الاقتصادي، حيث بلغ عدد سكانها ٩٣٣٨٥ نسمة عام ١٩٨١، ليصل إلى نحو ١٣٠ ألف نسمة عام .۱۹۹۲
وتتصف القامشلي بما تتصف به أية مدينة عصرية، بل يمكن اعتبارها من أجمل المدن السورية الصغيرة، لحسن تخطيطها، وتناسق عمرانها، وكثرة الشوارع الواسعة بها المزدانة بالخضرة على جانبيها، ولما تحتويه من مساحات خضراء ،بداخلها وللخدمات العديدة المتوفرة فيها التي تلبي متطلبات أي سائح يزورها ويود المكوث بها وينتشر عمرانها على مساحة نحو ۲۰۰۰ هکتار وفق مخطط شطرنجي . ولقد بلغ امتداد عمرانها الحدود التركية. وتعتمد المدينة اعتماداً رئيسياً على ظهيرها الزراعي، مما جعلها سوقاً تجارياً تضاهى الحسكة، ومركزاً صناعياً - زراعياً أولياً في الجزيرة السورية، حيث تصنع فيها العديد من الأدوات والتجهيزات الزراعية. وترتبط بالحسكة بخط حديدي يوصلها مع بقية المدن السورية الكبرى. كما إلى جنوبها الغربي مطاراً مدنياً صغيراً.
تعليق