كلمة العدد
في العدد التاسع عشر ، أفردنا صفحات - حديث الكاميرا » للمصورين الصحافيين بمناسبة إستشهاد المصور عدنان كركي . وذلك لاضفاء أهمية لما يعانيه هؤلاء المصورين في مهنة المتاعب معتمدين بذلك على لقطات معبرة لوجه كل مصور على حدة ، أو لوقفته وإستعداده لما يشكله هذا الجانب من أهمية في نفوس
هؤلاء المحترفين .
وبالأمس القريب فجعت الصحافة باستشهاد زميل آخر هو الشهيد حبيب ضيا ، مصور جريدة الأنوار الذي كان من بين ضحايا الطائرة المروحية التي أودت بحياة رئيس أركان الجيش اللبناني ، اللواء نديم الحكيم ورفاقه .
عاش الشهيد حبيب ضيا عشرون عاماً من العمل الصحفي المتواصل ، مع رفقة سبع سنوات بيننا أمضيناها في دار الصياد عرفته عن كتب وبكل وضوح طيب القلب ، رقيق المعشر وفي عينيه كابة وحزن يسيطران دائما على طلقه لا يعرف من الحياة سوى العمل ولا يرفض مهمة أو يتأخر عن واجب .
إننا نعزي أنفسنا بك يا حبيب ولسنا نملك أوسمة أو نياشين لتقدمها لك ، ولو كان لنا حق القرار لعملنا على تكريمك بمهرجان خطابي على الأقل . ودعونا رجال السياسة والصحافة ، ممن عرفوك طيلة عمرك المهني ، لحضور حفل تكريمك هذا .
ولأننا لا تملك سوى هذه الصفحة . ندعو عبرها نقابة المصورين وبمؤازرة نقابة الصحافة لمد يد العون كعادتهما . وذلك لاستحداث جائزة سنوية أو وسام مهني ، أو مكافأة مادية تمنح للذين قضوا في سبيل مهنتهم ، وكذلك للمجلين في عطاءاتهم الصحفية .
رئيس التحرير
فلاش يقدمه نبيل إسماعيل
هذيان مصور فوتوغرافي !
كاوراق الخريف ، نتساقط ، ننحدر ببطء نحو القعر ، يواجهنا الإصفرار ، تلعب بنا الريح ، نستسلم للاقدار وللندى وللرطوبة الصباحية .
السبات العميق يمتلك العينين ، واللون البنفسجي يطغى على كل ما حولنا ، نشعر بالحنين للأرض نعانق التراب مطمئنين واثقين ... ندخل عالم الغرابة والأساطير ونتساءل عن سر الحالة التي تعيشها عن سر هذا الهذيان والكلام المبعثر ، فلا نجد جواباً إلا المزيد من الهذيان وتبعثر الكلام !
***
كالعصافير نشدو في الأرجاء بما يحلو لنا نمتلك الزمن تعانق المطلق ونحلم كالأطفال في نزهة حلوة ... من يحقق أحلامنا ، من يحاسبنا ، ومن يعاقبنا ؟
نحن صنف منفرد من البشر لا نعرف لنا ، كاراً ، غیر - کار - التصوير .. درسنا الأول هو الطموح .. نصبو إلى التحليق دون عناء نجنح نحو المطر ، فهذا المطلق وهبنا اجنحة ، وجعل مضاجعنا فوق اكتافنا تحملنا السحب وترمينا على البشر رسائلا .. . امطاراً تنعش التراب وكل ما يدب فوق التراب أو يسكن في التراب .
***
عصافير وشموع .. نعرف بعضاً من هذه العصافير ، وبعضاً من الشموع
شموع تنطفيء دون إعلام ودون ضجيج .. العصافير بعضها يحلق وبعضها يحترق
انه ضرب من الهوى ...
وللهوى أشكال واعذار !
النحلة تعانق الزهرة تأخذ أريجها لتصنع منه بيتها والعصافير تعانق البيادر تنقل عشبها بيتاً ونحن نعانق الصبح والوقت لنشعر
بالنشوة تلفح وجوهنا ، وترسم على الفم دلالات النصر والانتصار .. نصرنا على الفراشات والعصافير والشموع في « إطروحة ، الحب والعناق بعيداً عن الغايات وبناء البيوت
***
كالفراشات نقفز دون ضجيج من يشعر بقدوم الفراشة غير الريح .!
وحدنا حطمنا كل الزهور البرية وأدركنا لعبة الفراشات ، أدخلنا اللون الأحمر إلى العين ، حافظنا على الشمس ولم نطعن القمر في إحدى امسياته
اخلصنا للقاءات العلنية والسرية
حفظنا أسرار الكبار
واسرار الصغار وهمسات الدواوين ولم تعلن اننا نعرف غير الكاميرا والصورة كاراً « لنا
كالفراشات .. لا احد يشعر بقدومنا ، ولا نسعى لاستغلال هذه اللعبة في مسيرتنا .
***
نغتسل عند بوابات العبور نمسح عن وجوه العابرين غبار خطوط التماس ونسال خاطر البيوت المدمرة ، نسال خاطر العيون المنتظرة العيون التي تنتظر غائباً طال غيابه .
العيون التي ترصد الأفق تحلم بالغائب
العيون التي ترصد ، ربطة الخبز ، على يدي القادم الغائب نحن لا نعرف تذويقة للكلام والمواقف ، نلتحف المنطقة العازلة ونجتاز - دون خوف العيون المراقبة .. وعيون المراقبين ، نختزل المعاناة والمعاني .
نرسم على الأبنية المحطمة حدود الحلم واليقظة ونعلن بدء العمل
***
وحدنا نركض ، ننحدر نتساقط ، وعلينا ان نبقى صامتين ، لا نجهر بغير ما نعرفه عن ، كار التصوير .
يحلو لنا مرة ان نقلد هذيان الشعراء ونتكلم باسلوب آخر
• لكن الصورة تعود لتطغى على كل الكلام فنجد اننا تلتقي دائما حول الصورة
الصورة وحدها هاجسنا ..
کارنا ، والهذيان المسيطر علينا .
نحن اسيادها .
نحن مدبروها .
لكننا أحياناً نكون ضحاياها .
نكون بين قتلاها !
في العدد التاسع عشر ، أفردنا صفحات - حديث الكاميرا » للمصورين الصحافيين بمناسبة إستشهاد المصور عدنان كركي . وذلك لاضفاء أهمية لما يعانيه هؤلاء المصورين في مهنة المتاعب معتمدين بذلك على لقطات معبرة لوجه كل مصور على حدة ، أو لوقفته وإستعداده لما يشكله هذا الجانب من أهمية في نفوس
هؤلاء المحترفين .
وبالأمس القريب فجعت الصحافة باستشهاد زميل آخر هو الشهيد حبيب ضيا ، مصور جريدة الأنوار الذي كان من بين ضحايا الطائرة المروحية التي أودت بحياة رئيس أركان الجيش اللبناني ، اللواء نديم الحكيم ورفاقه .
عاش الشهيد حبيب ضيا عشرون عاماً من العمل الصحفي المتواصل ، مع رفقة سبع سنوات بيننا أمضيناها في دار الصياد عرفته عن كتب وبكل وضوح طيب القلب ، رقيق المعشر وفي عينيه كابة وحزن يسيطران دائما على طلقه لا يعرف من الحياة سوى العمل ولا يرفض مهمة أو يتأخر عن واجب .
إننا نعزي أنفسنا بك يا حبيب ولسنا نملك أوسمة أو نياشين لتقدمها لك ، ولو كان لنا حق القرار لعملنا على تكريمك بمهرجان خطابي على الأقل . ودعونا رجال السياسة والصحافة ، ممن عرفوك طيلة عمرك المهني ، لحضور حفل تكريمك هذا .
ولأننا لا تملك سوى هذه الصفحة . ندعو عبرها نقابة المصورين وبمؤازرة نقابة الصحافة لمد يد العون كعادتهما . وذلك لاستحداث جائزة سنوية أو وسام مهني ، أو مكافأة مادية تمنح للذين قضوا في سبيل مهنتهم ، وكذلك للمجلين في عطاءاتهم الصحفية .
رئيس التحرير
فلاش يقدمه نبيل إسماعيل
هذيان مصور فوتوغرافي !
كاوراق الخريف ، نتساقط ، ننحدر ببطء نحو القعر ، يواجهنا الإصفرار ، تلعب بنا الريح ، نستسلم للاقدار وللندى وللرطوبة الصباحية .
السبات العميق يمتلك العينين ، واللون البنفسجي يطغى على كل ما حولنا ، نشعر بالحنين للأرض نعانق التراب مطمئنين واثقين ... ندخل عالم الغرابة والأساطير ونتساءل عن سر الحالة التي تعيشها عن سر هذا الهذيان والكلام المبعثر ، فلا نجد جواباً إلا المزيد من الهذيان وتبعثر الكلام !
***
كالعصافير نشدو في الأرجاء بما يحلو لنا نمتلك الزمن تعانق المطلق ونحلم كالأطفال في نزهة حلوة ... من يحقق أحلامنا ، من يحاسبنا ، ومن يعاقبنا ؟
نحن صنف منفرد من البشر لا نعرف لنا ، كاراً ، غیر - کار - التصوير .. درسنا الأول هو الطموح .. نصبو إلى التحليق دون عناء نجنح نحو المطر ، فهذا المطلق وهبنا اجنحة ، وجعل مضاجعنا فوق اكتافنا تحملنا السحب وترمينا على البشر رسائلا .. . امطاراً تنعش التراب وكل ما يدب فوق التراب أو يسكن في التراب .
***
عصافير وشموع .. نعرف بعضاً من هذه العصافير ، وبعضاً من الشموع
شموع تنطفيء دون إعلام ودون ضجيج .. العصافير بعضها يحلق وبعضها يحترق
انه ضرب من الهوى ...
وللهوى أشكال واعذار !
النحلة تعانق الزهرة تأخذ أريجها لتصنع منه بيتها والعصافير تعانق البيادر تنقل عشبها بيتاً ونحن نعانق الصبح والوقت لنشعر
بالنشوة تلفح وجوهنا ، وترسم على الفم دلالات النصر والانتصار .. نصرنا على الفراشات والعصافير والشموع في « إطروحة ، الحب والعناق بعيداً عن الغايات وبناء البيوت
***
كالفراشات نقفز دون ضجيج من يشعر بقدوم الفراشة غير الريح .!
وحدنا حطمنا كل الزهور البرية وأدركنا لعبة الفراشات ، أدخلنا اللون الأحمر إلى العين ، حافظنا على الشمس ولم نطعن القمر في إحدى امسياته
اخلصنا للقاءات العلنية والسرية
حفظنا أسرار الكبار
واسرار الصغار وهمسات الدواوين ولم تعلن اننا نعرف غير الكاميرا والصورة كاراً « لنا
كالفراشات .. لا احد يشعر بقدومنا ، ولا نسعى لاستغلال هذه اللعبة في مسيرتنا .
***
نغتسل عند بوابات العبور نمسح عن وجوه العابرين غبار خطوط التماس ونسال خاطر البيوت المدمرة ، نسال خاطر العيون المنتظرة العيون التي تنتظر غائباً طال غيابه .
العيون التي ترصد الأفق تحلم بالغائب
العيون التي ترصد ، ربطة الخبز ، على يدي القادم الغائب نحن لا نعرف تذويقة للكلام والمواقف ، نلتحف المنطقة العازلة ونجتاز - دون خوف العيون المراقبة .. وعيون المراقبين ، نختزل المعاناة والمعاني .
نرسم على الأبنية المحطمة حدود الحلم واليقظة ونعلن بدء العمل
***
وحدنا نركض ، ننحدر نتساقط ، وعلينا ان نبقى صامتين ، لا نجهر بغير ما نعرفه عن ، كار التصوير .
يحلو لنا مرة ان نقلد هذيان الشعراء ونتكلم باسلوب آخر
• لكن الصورة تعود لتطغى على كل الكلام فنجد اننا تلتقي دائما حول الصورة
الصورة وحدها هاجسنا ..
کارنا ، والهذيان المسيطر علينا .
نحن اسيادها .
نحن مدبروها .
لكننا أحياناً نكون ضحاياها .
نكون بين قتلاها !
تعليق