البحث تحت الأنقاض..
موفق مخول ينجز لوحة عن ضحايا الزلزال
-
أنجز الفنان التشكيلي #موفق_مخول لوحة حملت عنوان (لروح ضحايا الزلزال) حيث أبرز تفاعله المباشر مع الكارثة التي أودت بحياة مئات الضحايا والجرحى، ومن الناحية التشكيلية اعتمد فيها أسلوب الاختصار والاختزال للعناصر الإنسانية، حيث غابت الملامح والتفاصيل، الشيء الذي ينقل التعبير من الإطار الخاص إلى النطاق العام، ويعطي اللوحة قوة تعبيرية وأبعاداً مرتبطة بثقافة فنون العصر، وهذا التفاعل المباشر مع كارثة #الزلزال، يتوافق مع مدرسة غربية ظهرت في القرن الماضي وعنوانها (فن الحدث) وأعمالها الفنية ترتبط بأحداث تظهر في زمن محدد، وضمن نطاق جغرافي معين.
ونلاحظ في لوحة مخول التركيز على بؤر الضوء الساطع الذي يحيط بالأشخاص، الدين يعيشون مأساة كاملة، وهذا يجعل اللوحة قريبة من أيقونات فنون العصر، فالضوء المشع يشبه أضواء الشموع في الكنائس، وبالتالي يمنح اللوحة دلالات روحانية وقداسة تتناسب مع المناخ العام للموضوع المطروح. فالتجربة تسير في إطار هاجس اختصار الموضوع وتبسيطه وإعادة صياغته بلمسات لونية عفوية متتابعة ومتجاورة لإيجاد حلول حديثة للتألف أو للتكوين الباحث عن ملامح لمناخ تعبيري، لا يتبلور فقط عبر الحركات واللمسات والضربات اللونية الفورية والمباشرة وإنما عبر التأكيد على تنويعات موضوع العناصر الإنسانية في حالات الخوف والقلق والهلع والترقب والتوتر الداخلي والخارجي.
هكذا يتجه موفق مخول في لوحته أو أيقونته الجديدة، نحو مظهر قطف روح المشهد بمنظور مغاير لما تراه العين في الأبعاد الثلاثة، ويمنحه بعداً خيالياُ عبر الغموص في المسائل التقنية، الاتجاه نحو المزيد من التبسيط وتركيب الطبقات اللونية وغير ذلك من أفكار جمالية حديثة تتعاطى مع المساحة البيضاء كنور ولون عفوي معبر عن حداثة الرؤية التي تنتمي لثقافة وفنون القرن الماضي والحالي.
وهو بذلك يكسر السياق الموضوعي التقليدي، ويركز أكثر على الإيقاعات اللونية الحية، فالتأليف يخرج من ذاته وأحاسيسه ورؤاه الفنية، من دون أن يبقى الموضوع محافظاً على حضوره التقريري المباشر، ورغم اتجاهه في أحيان كثيرة لإضفاء نوع من الرقابة الواعية في التوازن التأليفي واللوني والضوئي، فإننا نستطيع متابعة حوارية التعبير المأساوي القادم من مشاعر القلق والإضطراب والتوتر الناتج عن سقوط وتصدع الأبنية وارتياب الناس في لحظات الزلزال وما رافقه من موت وإصابات ودمار وخراب، وهذا يشير إلى حرارة الإحساس التلقائي الصادق بالكارثة الإنسانية وتداعياتها المتواصلة.
واللوحة تشكل امتداداً لمعرضه الذي أقامه العام الماضي في #غاليري_مشوار لجهة التركيز على إظهار حركات الأشخاص على هيئة قديسين تحيط بهم هالات من النور، الشيء الذي يضفي المزيد من الروحانية والحس الإيقوني، على أجواء اللوحة المستوحاة من فن الإيقونة والأجواء الكنسية، ويأخذنا أحياناً إلى شاعرية بصرية تضفيها تقنية وضع المادة اللونية على سطح اللوحة، هده الشاعرية تخفف من حدة ووقع المأساة، وهو يعمل على إظهار الشخوص دون ملامح، وهذا يسهم في تكثيف الحس الروحاني في فضاء السطح التصويري.
ويركز لإبراز حركات الأشكال والرموز والانتقال بين الوهج والقتامة أو بين النور والعتمة، وبذلك يلغي تفاصيل الأشكال ليصل إلى حالاتها الروحية الصافية، ويسهم في ذلك الحوار اللوني التتابعي بين اللمسات الساطعة الإضاءة وبين الأماكن الخافتة أو المعتمة، ولوحته على هذا تبدو أشبه برموز لمناخ أيقوني يذهب بالوجوه الإنسانية إلى احتمالات الإيجاز والاختصار، في تكاوينه الشكلية واللونية الغارقة في سكونية الأجواء الروحانية، التي تعكس أحلام وتخيلات مرحلة طفولته وفتوته، حين كان يتأمل تصاوير القديسين والرهبان في اروقة الكنائس والأديرة الدمشقية.
وعلى هذا فرحلته مع اللوحة المتفاعلة مع الحدث الراهن والمستلهمة من أجواء كنسية وإيقونية، تجعله يبدو الأكثر ارتباطاً بحالات الصفاء الروحاني، في حالات التعبير المأساوي، عن جسامة المصاب الذي وقع صبيحة السادس من شباط 2023 .
-
#صحيفة_الثورة
#أديب_مخزوم
موفق مخول ينجز لوحة عن ضحايا الزلزال
-
أنجز الفنان التشكيلي #موفق_مخول لوحة حملت عنوان (لروح ضحايا الزلزال) حيث أبرز تفاعله المباشر مع الكارثة التي أودت بحياة مئات الضحايا والجرحى، ومن الناحية التشكيلية اعتمد فيها أسلوب الاختصار والاختزال للعناصر الإنسانية، حيث غابت الملامح والتفاصيل، الشيء الذي ينقل التعبير من الإطار الخاص إلى النطاق العام، ويعطي اللوحة قوة تعبيرية وأبعاداً مرتبطة بثقافة فنون العصر، وهذا التفاعل المباشر مع كارثة #الزلزال، يتوافق مع مدرسة غربية ظهرت في القرن الماضي وعنوانها (فن الحدث) وأعمالها الفنية ترتبط بأحداث تظهر في زمن محدد، وضمن نطاق جغرافي معين.
ونلاحظ في لوحة مخول التركيز على بؤر الضوء الساطع الذي يحيط بالأشخاص، الدين يعيشون مأساة كاملة، وهذا يجعل اللوحة قريبة من أيقونات فنون العصر، فالضوء المشع يشبه أضواء الشموع في الكنائس، وبالتالي يمنح اللوحة دلالات روحانية وقداسة تتناسب مع المناخ العام للموضوع المطروح. فالتجربة تسير في إطار هاجس اختصار الموضوع وتبسيطه وإعادة صياغته بلمسات لونية عفوية متتابعة ومتجاورة لإيجاد حلول حديثة للتألف أو للتكوين الباحث عن ملامح لمناخ تعبيري، لا يتبلور فقط عبر الحركات واللمسات والضربات اللونية الفورية والمباشرة وإنما عبر التأكيد على تنويعات موضوع العناصر الإنسانية في حالات الخوف والقلق والهلع والترقب والتوتر الداخلي والخارجي.
هكذا يتجه موفق مخول في لوحته أو أيقونته الجديدة، نحو مظهر قطف روح المشهد بمنظور مغاير لما تراه العين في الأبعاد الثلاثة، ويمنحه بعداً خيالياُ عبر الغموص في المسائل التقنية، الاتجاه نحو المزيد من التبسيط وتركيب الطبقات اللونية وغير ذلك من أفكار جمالية حديثة تتعاطى مع المساحة البيضاء كنور ولون عفوي معبر عن حداثة الرؤية التي تنتمي لثقافة وفنون القرن الماضي والحالي.
وهو بذلك يكسر السياق الموضوعي التقليدي، ويركز أكثر على الإيقاعات اللونية الحية، فالتأليف يخرج من ذاته وأحاسيسه ورؤاه الفنية، من دون أن يبقى الموضوع محافظاً على حضوره التقريري المباشر، ورغم اتجاهه في أحيان كثيرة لإضفاء نوع من الرقابة الواعية في التوازن التأليفي واللوني والضوئي، فإننا نستطيع متابعة حوارية التعبير المأساوي القادم من مشاعر القلق والإضطراب والتوتر الناتج عن سقوط وتصدع الأبنية وارتياب الناس في لحظات الزلزال وما رافقه من موت وإصابات ودمار وخراب، وهذا يشير إلى حرارة الإحساس التلقائي الصادق بالكارثة الإنسانية وتداعياتها المتواصلة.
واللوحة تشكل امتداداً لمعرضه الذي أقامه العام الماضي في #غاليري_مشوار لجهة التركيز على إظهار حركات الأشخاص على هيئة قديسين تحيط بهم هالات من النور، الشيء الذي يضفي المزيد من الروحانية والحس الإيقوني، على أجواء اللوحة المستوحاة من فن الإيقونة والأجواء الكنسية، ويأخذنا أحياناً إلى شاعرية بصرية تضفيها تقنية وضع المادة اللونية على سطح اللوحة، هده الشاعرية تخفف من حدة ووقع المأساة، وهو يعمل على إظهار الشخوص دون ملامح، وهذا يسهم في تكثيف الحس الروحاني في فضاء السطح التصويري.
ويركز لإبراز حركات الأشكال والرموز والانتقال بين الوهج والقتامة أو بين النور والعتمة، وبذلك يلغي تفاصيل الأشكال ليصل إلى حالاتها الروحية الصافية، ويسهم في ذلك الحوار اللوني التتابعي بين اللمسات الساطعة الإضاءة وبين الأماكن الخافتة أو المعتمة، ولوحته على هذا تبدو أشبه برموز لمناخ أيقوني يذهب بالوجوه الإنسانية إلى احتمالات الإيجاز والاختصار، في تكاوينه الشكلية واللونية الغارقة في سكونية الأجواء الروحانية، التي تعكس أحلام وتخيلات مرحلة طفولته وفتوته، حين كان يتأمل تصاوير القديسين والرهبان في اروقة الكنائس والأديرة الدمشقية.
وعلى هذا فرحلته مع اللوحة المتفاعلة مع الحدث الراهن والمستلهمة من أجواء كنسية وإيقونية، تجعله يبدو الأكثر ارتباطاً بحالات الصفاء الروحاني، في حالات التعبير المأساوي، عن جسامة المصاب الذي وقع صبيحة السادس من شباط 2023 .
-
#صحيفة_الثورة
#أديب_مخزوم