الفصل الرابع
في ربوع محافظة حماه
إن التنوع في المظاهر الطبيعية والتباين في الأنماط الاجتماعية من السمات المميزة لمحافظة حماه. ومحافظة حماه التي تحتل موقعاً هاماً في سورية المركزيتها عرفت الإنسان في ربوعها منذ القديم، بل يمكن القول إنها كانت من أولى مناطق السكن في سورية وتعاقبت عليها شعوب وأمم مختلفة، وهذا ما يستدل عليه ليس من غناها بالأوابد التاريخية والمعالم الأثرية، وإنما أيضاً من التوزع الجغرافي لتلك الأوابد والآثار، فإينما ذهبنا جنوباً - شمالاً مع العاصي أو غرباً - شرقاً من السفوح الشرقية للجبال الساحلية وحتى جبال البلعاس وأقصى شرقي المحافظة نقرأ تاريخ المحافظة وننعم بجوانب من جمال طبيعتها. فالإمتداد الشاسع لأراضي محافظة حماه، وتنوع مظاهر سطحها، ووفرة مياهها سابقاً والاستثمار الجيد لتلك المياه في الزراعة مما يعكسه كثرة الأقنية المائية الرومانية في أجزاء المحافظة الوسطى والشرقية، وملاءمة مناخها قديماً لأشكال الحياة المختلفة، أعطى ذلك كله فرصاً كبيرة لاستقرار الإنسان قديماً مختلف أجزائها، وتركه بصمات واضحة وخالدة تدل عليه وتعكس تطوره الحضاري المتلاحق عبر الأزمان وماقصر اسريا، وخرائب ،الأندرين، والخرائب الكثيرة في شرقي سلمية. إلا شواهد دالة على إعمار المحافظة منذ القديم. في
الصفات العامة :
تشغل محافظة حماه الجزء الأوسط من سورية، وتقع إلى الشمال من أراضي محافظة حمص، وإلى الشرق من ذرا سلسلة الجبال الساحلية، وتمتد شرقاً لتحتل جزءاً من البادية السورية وتجاور من الشمال أراضي محافظتي حلب وادلب - شكل (۱۸) ومتوسط امتدادها الشرقي - الغربي نحو ١٩٠كم، أما متوسط امتدادها الشمالي - الجنوبي فهو بحدود ٦٠كم، ذلك بروز الغاب الشمالي.
سكان من وتحتل محافظة حماه مساحة مقدارها ۸۸۸۰ كم٢ (نحو ١٠٪ من مساحة سورية). وعدد سكانها الحالي بحدود مليون نسمة (۸) سورية)، بينما أشارت نتائج التعداد لشهر أيلول عام ١٩٨١ إلى عدد ٧٤٧,٥٧٨ نسمة. وتقسم المحافظه إلى خمسة مناطق إدارية هي مركز المحافظة، ومنطقة سلمية، ومنطقة مصياف ومنطقة الغاب، ومنطقة : منطقة
محردة .
وكم هي محافظة حماه جديرة بالزيارة والتعرف على معالمها التاريخية ومظاهرها الطبيعية ومواقعها السياحية . فليس هناك أكثر من المدن التاريخية التي مازال بعضها حياً من حيث موقعه المعمور المتلاحق المتطور البنيان والسكن حماه، سلمية ،مصياف محردة (صقيلبية) وبعضها خراب (أفاميا، الأندرين). وما أكثر القصور القديمة ( قصر العظم بحماه، قصر اسريا، قصر ابن (وردان والقلاع والحصون ( قلعة حماه، قلعة شيزر، قلعة المضيق، قلعة مصياف قلعة برزية قلعة أبو قبيس، قلعة بعرين، برج جرجرة، قلعة الرصافة قلعة شميميس قلعة القاهر، قلعة الرحيبة، وقلعة الربا ( التي مازالت جاثمة في مواقعها حتى الآن، بعضاً منها محافظ على حالته دون انهيار واضح فيه، والبعض منها نالته عاديات الدهر فأكلت منه ما أكلت وأبقت منه ما يدل عليه ويشير إلى عظمته .
ولتباين الإرتفاع في أرض المحافظة دور هام في إضفاء صفات مميزة على بعضها، لما للإرتفاع من تأثير على المناخ السائد لكونه يخفض من درجة الحرارة، ويرفع من الرطوبة الجوية ويزيد من التهطال، وبالتالي يكسب الأرض الخضرة والجمال وهذا ما نشاهده جلياً في السفوح والمقدمات الشرقية لجبال الساحل المطلة على سهلي الغاب والعشارنة في جزء منها والمتصلة هضبة مصياف وامتدادها شرقاً في هضبتي حربنفسة مع و کفر بهم. وهذه المنطقة المرتفعة الغنية بنباتاتها الطبيعية وبمياهها والمعتدلة بمناخها الصيفي تشكل أفضل مناطق الإصطياف والإستجمام في المحافظة. ويعد بعض منها من مناطق الإصطياف المعتبرة في القطر العربي السوري؛ منطقة وادي العيون ومنتزهات أبو قبيس، ومصياف ومنطقة عين حلاقيم وليست الجبال المزدانة بالخضرة وقفاً على الأجزاء الغربية من المحافظة، بل نعثر عليها في أقصى شرق المحافظة، حيث جبال البلعاس المشهورة قديماً بغاباتها الكثيفة من أشجار البطم التي مازال بعضها يغطي أجزاء من تلك الجبال التي تبدو كجزيرة خضراء في وسط البادية المقفرة صيفاً. ليس هذا فحسب بل قامت الدولة مؤخراً بحملة تشجير حراجي واسعة لبعض جبال المنطقة الداخلية في في جبال العلا بدءاً من جبل عين الزرقاء غربي سلمية وانتهاء بجبل زين العابدين شمالي حماه وكذلك الجبال الواقعة جنوبي العاصي ممثلة بجبل الأربعين، وجبل تقسيس وجبل أبو دردة بجانب غرس آلاف أشجار الصنوبر والبطم في جبل البلعاس. المحافظة، كما هو الحال
أنه الأخذ يجب وما أكثر التلال التي يشاهدها المتجول في ربوع محافظة حماه، غير بعين الاعتبار أن جزءاً كبيراً من التلال هي عبارة عن خرائب قرى قديمة تعد بالمئات كمثال تل سكين القعادة (غربي محردة)، تل العشارنة تل الدرا) شمال شرقي بلدة تل الدرا) تل السمعليل (شمالي قرية الكافات)، تل بري الشرقي شرقي سلمية، بينما هناك بعض التلال ناتجة عن عوامل طبيعية، بمعنى أنها تمثل تلال شاهدة تلال حتية) ناتجة عن فعل قوى التعرية المتباين بتباين التركيب الصخري ونشاط تلك القوى، كما في مجموعة التلال الموجودة على يسار وادي نهر العاصي فيما بينه وبين مجموعة الجبال الواقعة غربيه جبل تقسيس وجبل الأربعين)، وكما في العديد من التلال المتناثرة فوق هضبة العلا ومن التلال المخروطية الشكل البركانية المنشأ نذكر تل الربا شمال غربي سلمية .
من في معظمه عن في تجفيفه ولابد في جولاتنا بمحافظة حماه أن نعبر العديد من الأراضي السهلية الخصبة التربة والمستثمرة في زراعات متنوعة، التي تشكل ركيزة من ركائز الاقتصاد المحلي في المحافظة، ومن هذه السهول نذكر: سهلي الغاب والعشارنة الموجودين بين الحواف الغربية لجبل الزاوية وهضبتي سقيلبية ومحردة والحواف الشرقية للجبال الساحلية، وحيث يشقهما في منتصفهما نهر العاصي. وقبل عام ١٩٥٤م كان سهل الغاب مشغولاً بالمستنقعات وخارجاً الاستغلال الزراعي، ليبدأ عام ١٩٥٤ وليدخل الاستثمار الزراعي الاقتصادي منذ أوائل عام ١٩٥٩. ويبلغ طول سهل الغاب نحو ٥٠كم من قرية العشارنة وحتى قرية قرقور) واتساعه الوسطي نحو ١٠كم، وارتفاعه الوسطي عن سطح البحر بحدود ۱۹۰ م . أما سهل العشارنة الممتد من قرية شيزر وحتى العشارنة بطول نحو ٣٠ كم واتساع حوالي ٢٠كم، فهو أصغر مساحة عموماً من سهل الغاب العشارنة ٢٤ ألف هكتار، الغاب ٥٠ ألف هكتار) وأكثر ارتفاعاً (وسطي ارتفاعه نحو ٢١٠م). وهناك السهول الممتدة أيضاً على طول مجرى العاصي منذ دخول النهر محافظة حماه وحتى قرية شيزر والتي تعرف بالازوار، بجانب ما يمكننا أن نسميه تجاوزاً السهول الهضبية الكثيرة كسهول هضبة سلمية ، وسهل هضبة العلا، وسهل هضبتي السقيلبية ومحردة التي تغلب فيها الزراعات المطرية .
ولم تتوقف هبة الطبيعة لمحافظة حماه عند حد ما ذكرناه سابقاً، بل تعدت ذلك إلى مغائر وكهوف تحت سطح الأرض، بديعة الجمال فائقة الهندسة بما يزين سقوفها وقواعدها من صواعد ونوازل وأعمدة .
في ربوع محافظة حماه
إن التنوع في المظاهر الطبيعية والتباين في الأنماط الاجتماعية من السمات المميزة لمحافظة حماه. ومحافظة حماه التي تحتل موقعاً هاماً في سورية المركزيتها عرفت الإنسان في ربوعها منذ القديم، بل يمكن القول إنها كانت من أولى مناطق السكن في سورية وتعاقبت عليها شعوب وأمم مختلفة، وهذا ما يستدل عليه ليس من غناها بالأوابد التاريخية والمعالم الأثرية، وإنما أيضاً من التوزع الجغرافي لتلك الأوابد والآثار، فإينما ذهبنا جنوباً - شمالاً مع العاصي أو غرباً - شرقاً من السفوح الشرقية للجبال الساحلية وحتى جبال البلعاس وأقصى شرقي المحافظة نقرأ تاريخ المحافظة وننعم بجوانب من جمال طبيعتها. فالإمتداد الشاسع لأراضي محافظة حماه، وتنوع مظاهر سطحها، ووفرة مياهها سابقاً والاستثمار الجيد لتلك المياه في الزراعة مما يعكسه كثرة الأقنية المائية الرومانية في أجزاء المحافظة الوسطى والشرقية، وملاءمة مناخها قديماً لأشكال الحياة المختلفة، أعطى ذلك كله فرصاً كبيرة لاستقرار الإنسان قديماً مختلف أجزائها، وتركه بصمات واضحة وخالدة تدل عليه وتعكس تطوره الحضاري المتلاحق عبر الأزمان وماقصر اسريا، وخرائب ،الأندرين، والخرائب الكثيرة في شرقي سلمية. إلا شواهد دالة على إعمار المحافظة منذ القديم. في
الصفات العامة :
تشغل محافظة حماه الجزء الأوسط من سورية، وتقع إلى الشمال من أراضي محافظة حمص، وإلى الشرق من ذرا سلسلة الجبال الساحلية، وتمتد شرقاً لتحتل جزءاً من البادية السورية وتجاور من الشمال أراضي محافظتي حلب وادلب - شكل (۱۸) ومتوسط امتدادها الشرقي - الغربي نحو ١٩٠كم، أما متوسط امتدادها الشمالي - الجنوبي فهو بحدود ٦٠كم، ذلك بروز الغاب الشمالي.
سكان من وتحتل محافظة حماه مساحة مقدارها ۸۸۸۰ كم٢ (نحو ١٠٪ من مساحة سورية). وعدد سكانها الحالي بحدود مليون نسمة (۸) سورية)، بينما أشارت نتائج التعداد لشهر أيلول عام ١٩٨١ إلى عدد ٧٤٧,٥٧٨ نسمة. وتقسم المحافظه إلى خمسة مناطق إدارية هي مركز المحافظة، ومنطقة سلمية، ومنطقة مصياف ومنطقة الغاب، ومنطقة : منطقة
محردة .
وكم هي محافظة حماه جديرة بالزيارة والتعرف على معالمها التاريخية ومظاهرها الطبيعية ومواقعها السياحية . فليس هناك أكثر من المدن التاريخية التي مازال بعضها حياً من حيث موقعه المعمور المتلاحق المتطور البنيان والسكن حماه، سلمية ،مصياف محردة (صقيلبية) وبعضها خراب (أفاميا، الأندرين). وما أكثر القصور القديمة ( قصر العظم بحماه، قصر اسريا، قصر ابن (وردان والقلاع والحصون ( قلعة حماه، قلعة شيزر، قلعة المضيق، قلعة مصياف قلعة برزية قلعة أبو قبيس، قلعة بعرين، برج جرجرة، قلعة الرصافة قلعة شميميس قلعة القاهر، قلعة الرحيبة، وقلعة الربا ( التي مازالت جاثمة في مواقعها حتى الآن، بعضاً منها محافظ على حالته دون انهيار واضح فيه، والبعض منها نالته عاديات الدهر فأكلت منه ما أكلت وأبقت منه ما يدل عليه ويشير إلى عظمته .
ولتباين الإرتفاع في أرض المحافظة دور هام في إضفاء صفات مميزة على بعضها، لما للإرتفاع من تأثير على المناخ السائد لكونه يخفض من درجة الحرارة، ويرفع من الرطوبة الجوية ويزيد من التهطال، وبالتالي يكسب الأرض الخضرة والجمال وهذا ما نشاهده جلياً في السفوح والمقدمات الشرقية لجبال الساحل المطلة على سهلي الغاب والعشارنة في جزء منها والمتصلة هضبة مصياف وامتدادها شرقاً في هضبتي حربنفسة مع و کفر بهم. وهذه المنطقة المرتفعة الغنية بنباتاتها الطبيعية وبمياهها والمعتدلة بمناخها الصيفي تشكل أفضل مناطق الإصطياف والإستجمام في المحافظة. ويعد بعض منها من مناطق الإصطياف المعتبرة في القطر العربي السوري؛ منطقة وادي العيون ومنتزهات أبو قبيس، ومصياف ومنطقة عين حلاقيم وليست الجبال المزدانة بالخضرة وقفاً على الأجزاء الغربية من المحافظة، بل نعثر عليها في أقصى شرق المحافظة، حيث جبال البلعاس المشهورة قديماً بغاباتها الكثيفة من أشجار البطم التي مازال بعضها يغطي أجزاء من تلك الجبال التي تبدو كجزيرة خضراء في وسط البادية المقفرة صيفاً. ليس هذا فحسب بل قامت الدولة مؤخراً بحملة تشجير حراجي واسعة لبعض جبال المنطقة الداخلية في في جبال العلا بدءاً من جبل عين الزرقاء غربي سلمية وانتهاء بجبل زين العابدين شمالي حماه وكذلك الجبال الواقعة جنوبي العاصي ممثلة بجبل الأربعين، وجبل تقسيس وجبل أبو دردة بجانب غرس آلاف أشجار الصنوبر والبطم في جبل البلعاس. المحافظة، كما هو الحال
أنه الأخذ يجب وما أكثر التلال التي يشاهدها المتجول في ربوع محافظة حماه، غير بعين الاعتبار أن جزءاً كبيراً من التلال هي عبارة عن خرائب قرى قديمة تعد بالمئات كمثال تل سكين القعادة (غربي محردة)، تل العشارنة تل الدرا) شمال شرقي بلدة تل الدرا) تل السمعليل (شمالي قرية الكافات)، تل بري الشرقي شرقي سلمية، بينما هناك بعض التلال ناتجة عن عوامل طبيعية، بمعنى أنها تمثل تلال شاهدة تلال حتية) ناتجة عن فعل قوى التعرية المتباين بتباين التركيب الصخري ونشاط تلك القوى، كما في مجموعة التلال الموجودة على يسار وادي نهر العاصي فيما بينه وبين مجموعة الجبال الواقعة غربيه جبل تقسيس وجبل الأربعين)، وكما في العديد من التلال المتناثرة فوق هضبة العلا ومن التلال المخروطية الشكل البركانية المنشأ نذكر تل الربا شمال غربي سلمية .
من في معظمه عن في تجفيفه ولابد في جولاتنا بمحافظة حماه أن نعبر العديد من الأراضي السهلية الخصبة التربة والمستثمرة في زراعات متنوعة، التي تشكل ركيزة من ركائز الاقتصاد المحلي في المحافظة، ومن هذه السهول نذكر: سهلي الغاب والعشارنة الموجودين بين الحواف الغربية لجبل الزاوية وهضبتي سقيلبية ومحردة والحواف الشرقية للجبال الساحلية، وحيث يشقهما في منتصفهما نهر العاصي. وقبل عام ١٩٥٤م كان سهل الغاب مشغولاً بالمستنقعات وخارجاً الاستغلال الزراعي، ليبدأ عام ١٩٥٤ وليدخل الاستثمار الزراعي الاقتصادي منذ أوائل عام ١٩٥٩. ويبلغ طول سهل الغاب نحو ٥٠كم من قرية العشارنة وحتى قرية قرقور) واتساعه الوسطي نحو ١٠كم، وارتفاعه الوسطي عن سطح البحر بحدود ۱۹۰ م . أما سهل العشارنة الممتد من قرية شيزر وحتى العشارنة بطول نحو ٣٠ كم واتساع حوالي ٢٠كم، فهو أصغر مساحة عموماً من سهل الغاب العشارنة ٢٤ ألف هكتار، الغاب ٥٠ ألف هكتار) وأكثر ارتفاعاً (وسطي ارتفاعه نحو ٢١٠م). وهناك السهول الممتدة أيضاً على طول مجرى العاصي منذ دخول النهر محافظة حماه وحتى قرية شيزر والتي تعرف بالازوار، بجانب ما يمكننا أن نسميه تجاوزاً السهول الهضبية الكثيرة كسهول هضبة سلمية ، وسهل هضبة العلا، وسهل هضبتي السقيلبية ومحردة التي تغلب فيها الزراعات المطرية .
ولم تتوقف هبة الطبيعة لمحافظة حماه عند حد ما ذكرناه سابقاً، بل تعدت ذلك إلى مغائر وكهوف تحت سطح الأرض، بديعة الجمال فائقة الهندسة بما يزين سقوفها وقواعدها من صواعد ونوازل وأعمدة .
تعليق