جولة ١ - دمشق - درعا
جولتنا إلى أقصى الجنوب السوري، حيث نسلك طريق دمشق - درعا القديم، وهي جولة ربيعية تمت في أواخر شهر نيسان من عام ١٩٩٣.
وما إن نغادر دمشق من طرفها الجنوبي حي القدم) حتى تتراءى لنا سلسلة من الجبال الواطئة نسبيا جنوبا تشكل الحدود الجنوبية لحوضة دمشق متمثلة في جبل أبو عرطيز والجبل الأسود وجبل تنورية وجبل الكلب وجبل أشرفية وجبل ،مداني ويكاد عمران مدينة دمشق يتواصل جنوبا ممتدا حتى الهوامش الشمالية لجبلي تنورية والكلب شرقي طريق دمشق ـ درعا، وحتى الأشرفية وصحنايا التي امتد عمرانها حتى المشارف الشمالية لجبلي أشرفية والمداني غربي طريق دمشق - درعا. وما هي سوى خمسة كيلو مترات عن حي القدم حتى نتسلق أرضا مرتفعة تبرز بشكل جبال إلى الشرق من الطريق ممثلى بجبل الكلب الذي نمر عند طرفه الغربي وبعده بنحوه اكم نترك الى غربنا جبل أشرفية (٧٨٦م) و بعده جبل مداني ((۸۸۰م) حيث ندخل عندها في حوضة بينية ونحن نزداد اقترابا من بلدة الكسوة محاطة بجبل الكلب من الشمال وجبلي اشرفية والمداني من الغرب وجبل مصيدة وجبل المانع من الشرق، وأرض هضبية مرتفعة فوق مستوى وادي الأعوج من الجنوب، ويشق هذه الحوضة نهر الأعوج الذي يخترق الكسوة في طرفها الشمالي. والكسوة بلدة جميلة ذات بناء ريفي في معظمه وإن كانت بعض البيوت الحديثة الطابقية أخذت تظهر فيها منذ نحو عشرة سنوات، ويبلغ عدد سكانها نحو ١٦ ألف نسمة. وبعد اجتيازنا لنهر الاعوج ـ الذي تجلل جانبيه بساتين الأشجار المثمرة الوارفة الظلال - يتفرع طريق اسفلتي نحو الشرق إلى قريتي نجها و حرجلة ، ونحن في مسيرتنا جنوبا. ونتدرح ارتفاعا بما لا يزيد عن ٥٠ مترا ونحن نبتعد مسافة نحو ١٠كم جنوبي الكسوة، لتأخذ الأرض بشكل عام بعدها بالانخدار التدريجي جنوبا بشرق إلى درعا ووادي اليرموك، ولتبدأ عند هذه المسافة الكيلو مترية الأراضي البازلتية بصخورها الكتلية البارزة فوق السطح بالظهور معيقة العمليات الزراعية، ومحتلة الجزء الأكبر من عمران التجمعات البشرية التي سنمر بها، حيث إلى عهد قريب كانت الحجارة البازلتية مادة البناء الأساسية بل الوحيدة، وهذا ما يتضح من الأبنية القديمة كافة التي تعود إلى أكثر من ٢٠ سنه مضت.
وما هي سوى مسافة ٤كم عن الكسوة حتى نبلغ بلدة خان دنون التابعة لمحافظة ريف دمشق وهي بلدة حديثة البناء رغم كون البيت العربي هو السائد، والقليل من البيوت الطابقية، وتكاد البيوت الاسمنتية أن تكون الغالبة. ومن خان دنون يذهب طريق اسفلتي نحو الغرب إلى قرة الطيبة، وآخر نحو الجنوب الغربي إلى شقحب (۱۲)كم) ومن ثم إلى كناكر (١٩كم عن خان دنون). وبعد خان دنون بنحو ٣كم يتراءى لنا الى الغرب من الطريق مباشرة مشروع البيوت البلاستيكية الحكومي. وما هي سوى سبعة كيلو مترات أخرى حتى نصادف إلى ما يشير على إننا دخلنا إراضي محافظة درعا، والأرض ما تزال متماوجة إلى أن نبلغ بلدة غباغب التي تبعد عن دمشق نحو ۳۲كم ذات عمران تغلب عليه الحجارة البازلتية، وعند طرفها الجنوبي يتفرع طريقان أحدهما يذهب غربا إلى دير العدس، والآخر يذهب شرقا إلى قرية منكب الحطب. وبعدها بقليل طريق فرعي قصير يمتد غربا إلى قرية دير بخت.
وعلى جانبي الطريق من الكسوة وحتى غباغب لا يغيب عن ناظرينا كيفما اتجهنا شرقا أو غربا منظر الكتل الجبلية الواطئة والتلال التي تبتعد عن الطريق بحدود ٤٣كم والتلال الشرقية تبدو كاستمرار جنوبي للجبال التي تركناها شرقي الطريق بعد خروجنا من دمشق ودخولنا حوضة الكسوة، كما يتراءى لنا من غباغب قمم جبل الشيخ في الغرب تجللها الثلوح والتي يحد من مشاهدتها كليا سلاسل التلال الواقعة إلى الغرب من الطريق بنحو ٥ - كم. وعلى طول الطريق تبدو كتل الصخور البازلتية متناثرة وسط حقول القمح والشعير. وبعد غباغب بنحو ٤كم يزداد انبساط الأرض اتساعا، حتى لتبدو التلال الشرقية بعيدة عنها وكأنها تمثل الطرف الشمالي الغربي من جبل العرب، كما يبدأ ظهور بساتين الزيتون عند مشارف مدينة الصنمين التي تبعد عن غباغب نحو ٨كم ، وهي مدينة قديمة التاريخ، حيث يوجد فيها معبد روماني وثني يعود تاريخه إلى عام ١٩١م. وهي بنائها عن التجمعات البشرية القائمة وسط الأراضي البركانية التي يغلب السواد على أبنيتها القديمة الوفيرة مع سيادة البيوت الاسمنتية في أطراف المدينة الشرقية والغربية، إلا إن نمط بيوتها ،غربيا ولا يوجد فيها أكثر من تتألف عشرة بيوت من طابقين. وفي الجزء الجنوبي من الصنمين يمر وادي العرام. ومن الصنمين يمتد طريق نحو الشرق مسافة ٤كم إلى بلدة بصير الجميلة كما يتراءى لنا منها غربا تل دبيان (٦٨٠)م) الذي ترقد عند أطرافه الجنوبية الغربية قرية قيطا. لا تختلف في طبيعة
جولتنا إلى أقصى الجنوب السوري، حيث نسلك طريق دمشق - درعا القديم، وهي جولة ربيعية تمت في أواخر شهر نيسان من عام ١٩٩٣.
وما إن نغادر دمشق من طرفها الجنوبي حي القدم) حتى تتراءى لنا سلسلة من الجبال الواطئة نسبيا جنوبا تشكل الحدود الجنوبية لحوضة دمشق متمثلة في جبل أبو عرطيز والجبل الأسود وجبل تنورية وجبل الكلب وجبل أشرفية وجبل ،مداني ويكاد عمران مدينة دمشق يتواصل جنوبا ممتدا حتى الهوامش الشمالية لجبلي تنورية والكلب شرقي طريق دمشق ـ درعا، وحتى الأشرفية وصحنايا التي امتد عمرانها حتى المشارف الشمالية لجبلي أشرفية والمداني غربي طريق دمشق - درعا. وما هي سوى خمسة كيلو مترات عن حي القدم حتى نتسلق أرضا مرتفعة تبرز بشكل جبال إلى الشرق من الطريق ممثلى بجبل الكلب الذي نمر عند طرفه الغربي وبعده بنحوه اكم نترك الى غربنا جبل أشرفية (٧٨٦م) و بعده جبل مداني ((۸۸۰م) حيث ندخل عندها في حوضة بينية ونحن نزداد اقترابا من بلدة الكسوة محاطة بجبل الكلب من الشمال وجبلي اشرفية والمداني من الغرب وجبل مصيدة وجبل المانع من الشرق، وأرض هضبية مرتفعة فوق مستوى وادي الأعوج من الجنوب، ويشق هذه الحوضة نهر الأعوج الذي يخترق الكسوة في طرفها الشمالي. والكسوة بلدة جميلة ذات بناء ريفي في معظمه وإن كانت بعض البيوت الحديثة الطابقية أخذت تظهر فيها منذ نحو عشرة سنوات، ويبلغ عدد سكانها نحو ١٦ ألف نسمة. وبعد اجتيازنا لنهر الاعوج ـ الذي تجلل جانبيه بساتين الأشجار المثمرة الوارفة الظلال - يتفرع طريق اسفلتي نحو الشرق إلى قريتي نجها و حرجلة ، ونحن في مسيرتنا جنوبا. ونتدرح ارتفاعا بما لا يزيد عن ٥٠ مترا ونحن نبتعد مسافة نحو ١٠كم جنوبي الكسوة، لتأخذ الأرض بشكل عام بعدها بالانخدار التدريجي جنوبا بشرق إلى درعا ووادي اليرموك، ولتبدأ عند هذه المسافة الكيلو مترية الأراضي البازلتية بصخورها الكتلية البارزة فوق السطح بالظهور معيقة العمليات الزراعية، ومحتلة الجزء الأكبر من عمران التجمعات البشرية التي سنمر بها، حيث إلى عهد قريب كانت الحجارة البازلتية مادة البناء الأساسية بل الوحيدة، وهذا ما يتضح من الأبنية القديمة كافة التي تعود إلى أكثر من ٢٠ سنه مضت.
وما هي سوى مسافة ٤كم عن الكسوة حتى نبلغ بلدة خان دنون التابعة لمحافظة ريف دمشق وهي بلدة حديثة البناء رغم كون البيت العربي هو السائد، والقليل من البيوت الطابقية، وتكاد البيوت الاسمنتية أن تكون الغالبة. ومن خان دنون يذهب طريق اسفلتي نحو الغرب إلى قرة الطيبة، وآخر نحو الجنوب الغربي إلى شقحب (۱۲)كم) ومن ثم إلى كناكر (١٩كم عن خان دنون). وبعد خان دنون بنحو ٣كم يتراءى لنا الى الغرب من الطريق مباشرة مشروع البيوت البلاستيكية الحكومي. وما هي سوى سبعة كيلو مترات أخرى حتى نصادف إلى ما يشير على إننا دخلنا إراضي محافظة درعا، والأرض ما تزال متماوجة إلى أن نبلغ بلدة غباغب التي تبعد عن دمشق نحو ۳۲كم ذات عمران تغلب عليه الحجارة البازلتية، وعند طرفها الجنوبي يتفرع طريقان أحدهما يذهب غربا إلى دير العدس، والآخر يذهب شرقا إلى قرية منكب الحطب. وبعدها بقليل طريق فرعي قصير يمتد غربا إلى قرية دير بخت.
وعلى جانبي الطريق من الكسوة وحتى غباغب لا يغيب عن ناظرينا كيفما اتجهنا شرقا أو غربا منظر الكتل الجبلية الواطئة والتلال التي تبتعد عن الطريق بحدود ٤٣كم والتلال الشرقية تبدو كاستمرار جنوبي للجبال التي تركناها شرقي الطريق بعد خروجنا من دمشق ودخولنا حوضة الكسوة، كما يتراءى لنا من غباغب قمم جبل الشيخ في الغرب تجللها الثلوح والتي يحد من مشاهدتها كليا سلاسل التلال الواقعة إلى الغرب من الطريق بنحو ٥ - كم. وعلى طول الطريق تبدو كتل الصخور البازلتية متناثرة وسط حقول القمح والشعير. وبعد غباغب بنحو ٤كم يزداد انبساط الأرض اتساعا، حتى لتبدو التلال الشرقية بعيدة عنها وكأنها تمثل الطرف الشمالي الغربي من جبل العرب، كما يبدأ ظهور بساتين الزيتون عند مشارف مدينة الصنمين التي تبعد عن غباغب نحو ٨كم ، وهي مدينة قديمة التاريخ، حيث يوجد فيها معبد روماني وثني يعود تاريخه إلى عام ١٩١م. وهي بنائها عن التجمعات البشرية القائمة وسط الأراضي البركانية التي يغلب السواد على أبنيتها القديمة الوفيرة مع سيادة البيوت الاسمنتية في أطراف المدينة الشرقية والغربية، إلا إن نمط بيوتها ،غربيا ولا يوجد فيها أكثر من تتألف عشرة بيوت من طابقين. وفي الجزء الجنوبي من الصنمين يمر وادي العرام. ومن الصنمين يمتد طريق نحو الشرق مسافة ٤كم إلى بلدة بصير الجميلة كما يتراءى لنا منها غربا تل دبيان (٦٨٠)م) الذي ترقد عند أطرافه الجنوبية الغربية قرية قيطا. لا تختلف في طبيعة
تعليق